ما جِئتكم في غير وقتٍ عابثًا

إني صدوقٌ مُصلحٌ مُتردِّمُ

سَمٌّ مُعادَاتيِ وسِلمِيَ أسلَمُ

.

إنِّي أنا البُستانُ بُستَانُ الهُدى

تأتِي إليَّ العينُ لا تتصَرَّمُ

.

رُوحي لِتقديسِ العليِّ حمامةٌ

أو عَنْدَلِيبٌ غاردٌ مُترنمُ

.

ما جِئتكم في غير وقتٍ عابثًا

قد جئْتُكُم والوقتُ ليلٌ مُظلِمُ

.

صارت بلادُ الدِّين من جدْبٍ عنَا

أَقوَى وأقفَرَ بعدَ روضٍ تَعلَمُ

.

هل بَقِيَ قومٌ خادمون لديننَا

أم هَلْ رأيتَ الدين كيفَ يُحطَّمُ

.

فالله أرسلَنِي لأُحْيِيَ دينَهُ

حقٌّ فهَلْ مِنْ راشدٍ يستسلِمُ

.

جهدُ المُخالفِ باطلٌ في أمرِنَا

سيفٌ مِنَ الرَّحمنِ لا يتثَلَّمُ

.

في وجهِنَا نورُ الـمُهيمِنِ لائِحٌ

إنْ كان فيكُم ناظرٌ مُتوَسّمُ

.

اليومَ يُنقَضُ كلُّ خيطِ مَكائدٍ

لِينٌ سحيلٌ أو شديدٌ مُبرَمُ

.

مَن كان صوَّالاً فيُقطَعُ عِرقُهُ

يُرديهِ عاليةُ القَنَا أو لَهذَمُ

.

فالله آثرَنا وكفَّلَ أمرنَا

فالقلبُ عند الفِتنِ لا يتجَمجَمُ

.

مَلِِكٌ فلا يُخزَى عزيزُ جَنابِهِ

إن المُقرَّبَ لا أبا لكَ يُكرَم

.

يا مَنْ دَنا مني بسيفِ زُجاجةٍ

ُفاحْذرْ فإنِي فارسٌ مُستلْئِمُ

.

يُدريكَ مَنْ شَهِدَ الوقائعَ أنَنِي

بَطَلٌ وفي صفِّ الوَغَى مُتقدِّمُ

.

كم من قُلوبٍ قد شَقَقْتُ جُذُورَهَا

كَم من صدور قد كلَمْتُ وأكْلمُ

.

وإذا نطَقتُ فإنَّ نُطْقِيَ مُفحِمٌ

سيفٌ فيقطَعُ مَنْ يكيدُ ويجْذِمُ

.

حاربْتُ كلَّ مُكذِّبٍ وباخِرٍ

للحربِ دائرةٌ عليك فتعلَمُ

.

يا لائِمي إنَّ المَكارِمَ كُلَّهَا

في الصِّدقِ فاسلُكْ سُبلَ صدقٍ تسلَمُ

.

إنْ كنتَ أزمَعتَ النضالَ فإنَّنَا

نأتِي كما يأتِي لصيدٍ ضَيْغَمُ

.

هلاّ أريتَ العِلمَ يَا ابنَ تَصلُّفٍ

إن كُنتَ علاَّمًا بما لا أعلمُ

.

قد ضاعَ عُمرُك في السفاهة والعَمَا

طُوبى لمن بعدَ السفاهة يحلُمُ

.

قد جاء إنَّ الظنَّ إثمٌ بعضُهُ

فارفُقْ ولا يُضلِلْ جَنانَكَ مأثَمُ

.

الكِبْرُ يُخزِي أهلَهُ العَاتِي ومَن

لله يصـغَــرُ فالمُهيمـِنُ يُعـظِمُ

.

يا أيها الناسُ اذكُروا آجالَكُم

إنَّ المَنايا لا تُرَدُّ وتهجُمُ

.

يا أيها الناس اعبُدوا خلاَّقَكُم

تُوبُوا وإن الله ربٌّ أرحَمُ

.

إني أرى الدنيا تـمرُّ بساعةٍ

غيمٌ قليلُ الماءِ لا يتلومُ

.

فلهذه لا تُسخِطُوا معبُودَكُمْ

توبُوا وطُوبى للذي يتندّمُ

.

تُوبُوا وإن العُذر لغوٌ بعدَما

كُشِفَتْ سرائِرُكُم وأُخِذَ الـمُجرِمُ

.

إنَّا صرفنا في النصيحة رحمةً

ما حَمَلَ حُسنُ بيانِنَا وتكلُّمُ

.

والله إني قد بُعثتُ لِـخَيركُمْ

والله إنِّي مُلْهَمٌ وَمُكلَّمُ

.

إنْ كُنت تَبغِي حربَنَا فَنُحارِبُ

بارِزْ فإنِّي حاضرٌ مُتخيمُ.

Share via
تابعونا على الفايس بوك