قبسات من هدي الخلفاء الراشدين

قبسات من هدي الخلفاء الراشدين

ضحى أحمد

ضحى أحمد

 _________

حضرة أبي بكر الصديق :

قال في إحدى خُطبه: «أما بعد، أيـّها الناس، قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن، وسن النبي السنن، فعلمنا أن أكيس الكيس التقى، وأن أحمق الحُمق الفُجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق. أيـّها الناس، إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.” (رواه ابن كثير، في البداية والنهاية)

حضرة عمر بن الخطاب :

“وإنَّ الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسولَ اللهِ؛ فإنِ اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ، وإنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم، صاحبِ رسولِ اللهِ، وثاني اثنَين إذ هما في الغار، فقوموا فبايِعوه.” (رواه ابن كثير، في البداية والنهاية)

حضرة عثمان بن عفان

هناك نبوءة لرسول الله عن خلافة عثمان ، فيها إشارة إلى أن الله تعالى سيُلبسه قميصًا وأن المنافقين سيحاولون نزعه عنه. قال:

“يَا عُثْمَانُ إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَاد المنافقون عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ”.

وذكر حضرة المصلح الموعود : لقد أمر سيدنا محمد عثمانَ لا يخلع هذا القميص، وأن الذين يطالبونك بخلعه يكونون منافقين. ولقد تبين من ذلك أنهم كانوا منافقين بغض النظر عمّن كانوا، لأن النبي   كان قد أنبأ بذلك سلفًا.

ومن الروايات عن تولي حضرته عهد الخلافة ما ذكره بعض الصحابة في صورة رؤيا منامية قَصُوها على رسول الله  ، ومنها ما رُوِيَ عن سمرة بن جندب أن رجلًا قال: “يا رسول الله إني رأيت كأن دلوًا أُدلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربًا ضعيفًا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح منها عليه شيء فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت.”  (سنن أبي داود، كتاب السنة)

من خُطب الإمام علي :

“أتفتتن بها ثم تذمها! أنت الـمُتجرم عليها أم هي الـمُتجرمة عليك!  متى استهوتك؟ أم متى غرتك؟ أ بمصارع آبائك من البلى، بمضاجع أُمهاتك تحت الثرى! كم عللت بكفيك، وكم مرضت بيديك، تبتغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، غداة لا يغني عنهم دواؤك، ولا يجدي عليهم بكاؤك! لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك، ولم تدفع عنه بقوتك، وقد مثلت لك به الدنيا نفسك، وبمصرعه مصرعك، إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها – مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله؛ اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوقتهم، بسرورها إلى

السرور؟ راحت بعافية وأبتكرت بفجيعةٍ، ترغيباً وترهيباً وتخويفاً وتحذيراً، فذمها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكرتهم الدنيا فتذكروا؛ وحدثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتعظوا.” (نهج البلاغة)

Share via
تابعونا على الفايس بوك