في ظلال دلالات التعفف الإلحاف
       لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(273)

التفسير:

لقد بين الله هنا خمسة أمور:

أولا-قال للرسول إن هدى الناس ليس واجبا عليك، وإنما هذا على الله تعالى. علما أن للهداية ثلاثة معان 1.الدلالة إلى الطريق،  2. الإيصال إلى الطريق، 3. المصاحبة في الطريق والإيصال إلى الغاية. النوع الأول من الهداية يشترك فيه العباد أيضا لأنهم يدلون الناس على الطريق، ولكن نوعي الهداية الآخَرَيْن فيخُصَّان اللهَ وحده.. ولا يملك أحد من العباد هذا. ولما كان المراد هنا من الهداية النوعيْن الآخرين: الإيصال إلى الطريق والإيصال إلى الغاية.. لذلك قال الله تعالى إن الهداية ليست من واجبك، بل إذا رأى الله أحدا جديرا بذلك أبقاه على الصراط المستقيم، وإذا لم ير أحدا أهلا لها أسقطه.

ثانيا –قال إن ما تنفقون من خير فهو لأنفسكم، أي لصالحكم أنتم. لقد ذكر هنا كلمة (خير) لأن الخير يعني المال أو المال الجيد الذي اكتُسب بطريق شرعي أو كان بمقدار كاف. فبذكر كلمة (خير) بيّن أن الإنفاق ضروري، ولكن من الواجب أيضا أن يكون المال الذي تنفقونه مكتسبا بطريقة شرعية، ويكون بحسب مقدرتكم على الإنفاق. فلا يليق مثلا أن تربح مائة، وتنفق منها واحدا في سبيل الله وتقول إنك قد أدّيت حق الإنفاق.

ثالثا – قد يفكر أحدهم ويقول: إذا أنفقت المال على الناس فما الفائدة التي تعود علي؟ يقول الله:  هذا التفكير غير سليم. إن ما تنفقه في سبيل الله هو بمثابة حبة يبذرها الفلاح في حقله، فتتحول إلى مئات الحبات، ولا يفكر الفلاح: لماذا أضيع الحبوب وألقيها في الأرض؟ كذلك لا تظنوا أنكم لو أنفقتم على الآخرين فلن تنتفعوا شيئا. كلا، بل إنفاقكم هذا يؤدي إلى ازدهار القوم، وازدهار القوم يؤدي إلى ازدهار الفرد. الحقيقة أن هذه الفكرة تنشأ عن قلة التدبر.. وإلا فإن الأمم الأوربية قد أدركت هذه النقطة أيما إدراك. فأثرياؤهم المشهورون بالانغماس في المتع المادية هم أيضا ينفقون دائما قدرا كبيرا من أموالهم للنهوض بالفقراء ولازدهار قومهم، وهكذا يتسببون قي تقوية المسيحية.

وفي قوله (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) بيّن أن إنفاق الأموال للنهوض بالفقراء مفيد حقا من الناحية القومية.. ولكن لا تجعلوا هذا هو الغاية من الإنفاق، وإنما يُتوقع من المسلم أن ينفق أمواله خالصة لوجه الله وابتغاء مرضاته.

وبهذه العبارة مدح الله عباده المؤمنين، إذ جاء بصيغة النفي، والمعنى أننا الآن نتوقع من المؤمنين أنهم لا ينفقون إلا لابتغاء مرضاة الله. وهذا الأسلوب للنفي أشد وقعا وتأثيرا من أسلوب النهي. مثلا إذا قلت لأحد الناس: أرجو أن تنتظرني، فهذا أبلغ من قولك: اجلس هنا ولا تتحرك قبل مجيئي. فهذا الأسلوب اللطيف يدفعه بنفسه للعمل بما تريد.

ثم إن قوله (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) يشير أيضا إلى أن إنفاق المؤمنين –وإن كان يؤدي إلى الرقي القومي المادي والمنافع الدينية أيضا – إلا أن المؤمن من الطراز الأول أسمى من ذلك، فهو لا يفكر في الرقي المادي ولا يجعل نعم الجنة هدفا له.. بل إنما يعمل الحسنات بدافع أن يرضى الله عنه وينظر إليه بالود والمحبة.

رابعا- قال الله تعالى (وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون). وقد ذكره الله بعد قوله (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله)، مع أنه كان من الممكن أن يذكره بعد قوله (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم)، وقد أخّره لبيان معنى جديد آخر، وهو أن الذي ينفق أمواله ابتغاء مرضاة الله ينال جزاء أوفى على إنفاقه، ولكن الذي ينفق لأجل الدنيا فإنه ينال أجره في هذه الدنيا من رضاء الناس ومدحهم، ولكن لا نصيب له من جزاء الآخرة.

وأخيرا، نفى ظلما آخر يتعلق بالحرب التي تحدثت عنها الآيات السابقة، وقال (وأنتم لا تظلمون).. أي أن الأمة التي لا تنفق أموالها عند الحرب تهلك، وتتغلب عليها الأمم الأخرى، وتتعرض للمظالم والاضطهاد. يقول الله تعالى إنكم إذا أنفقتم أموالكم تغلبون ولا تقهركم أمة ولا تظلمكم.

لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ(274)

شرح الكلمات: 

ضربا –ضرب في الأرض خرج تاجرا أو غازيا. وضرب: أسرع وذهب (الأقرب).

من التعفف-عفّ الرجل: كفّ عما لا يحِل ولا يجمُل قولا أو فعلا وامتنع (الأقرب). و(من) هنا سببية كما قوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا) (نوح: 26). أي بسببها.

سِيما-الهيئة؛ العلامة (الأقرب).

إلحافا –ألْحَف السائل: أَلَحَّ. وألحف فلانا الثوب: ألبسه إياه (الأقرب). فمعنى الإلحاف أن يُلبسه سؤاله ولا يتركه، بل يستمر في سؤاله.

التفسير:

هناك مبتدأ محذوف تقديره (هي للفقراء).. أي أن الصدقات التي نأمركم بها هي للفقراء للذين أحصروا. أو هناك فعل محذوف تقديره (اجعلوها للفقراء). ولم يذكر هنا الفاعل لـ (أُحصروا) ولم يذكر السبب في حصرهم. ذلك أن الله أراد إطلاقها. لأن للإحصار أكثر من سبب محتمل. ومهما يكن فمن المؤكد أنهم لم يجلسوا عاطلين بسبب الكسل أو البطالة، إنما هم مضطرون لذلك؟ ولم يذكر هذا الاضطرار لأنه قد يكون بسبب العدو، أو لأنهم منهمكون في خدمة الدين ليل ونهار، فتُسد أمامهم أبواب كسب الرزق والضروريات. مثل أصحاب النبي الذين كانوا لعشقهم له ورغبتهم في صحبته وشغفهم بتعلم أمور الدين قد شُغلوا عن كل شيء آخر. ومثال ذلك سيدنا أبو هريرة الذي أسلم في المدينة قبل وفاة النبي بثلاثة أعوام. قال: كنت أسلمت متأخرا، لذلك قررت ألا أترك باب النبي. فكان يقضي حياته في المسجد، وإذا كانت له حاجة قضاها ثم يعود مخافة أن يقول النبي شيئا فيفوته سماعه. ولذلك نجد أنه –رغم قصر مدة صحبته للنبي –روى من الحديث أكثر مما رواه أي من الصحابة الذين كانت لهم صحبة أطول من صحبته أضعافا. شكاه أخوه إلى النبي وقال: يا رسول الله، إن أخي أبا هريرة يبقى عاطلا كل اليوم، فأنصحه ليشتغل ويعمل شيئا. فقال النبي:  (لعلك تُرزق به)..أي من يدري؟ ربما يرزقك الله بفضل أبي هريرة[1].

فيندرج إذن تحت قوله (الذين أحصروا في سبيل الله) أيضا أولئك الذين وقفوا حياتهم لخدمة الدين، وكرسوا أوقاتهم لله ولرسوله، ولا يتمكنون من الاشتغال بالتجارة أو أي عمل آخر.

ويندرج أيضا تحته أولئك الذين قال الله عنهم:  (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (التوبة: 122). ومثال ذلك ما يحدث هذه الأيام، فإن الناس يفِدون إلى مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية من مختلف الأمصار للتفقه في الدين، فيتعلمون الدين هنا لسنوات عديدة، ثم يرجعون إلى بلادهم ويهدون قومهم. إذن فمن الإحصار أيضا أن يترك الإنسان أشغال الدنيا لتعلم الدين. إنه لا يترك أشغال الدنيا طلبا لراحة نفسه أو تكاسلا عن واجباته وإنما يمنعه من الاشتغال بها خدمته للدين وابتغاء مرضاة الله تعالى. هؤلاء لا يستطيعون ضربا في الأرض؛ أي أنهم منهمكون كل وقتهم في أمور الدين، ويولَعون بهذا العمل حتى أنهم لا يهتمون بكسب المعاش. إنهم رغم قلة مالهم يسكتون ويصونون أنفسهم من دناءة السؤال. ولذلك فإن الذين ليست عندهم عادة الفحص والتأمل في أحوال الناس فإنهم يظنونهم ميسوري الحال. يقول الله تعالى: من واجبكم أن تهتموا بأنفسكم بحاجاتهم، وأن تنفقوا عليهم نصيبا من أموالكم.

وقد يعني الإحصار أن الناس منعوهم من كسب المعاش، لأنهم سلكوا طريقا يؤدي إلى الله تعالى، كما حدث لكثير من المسلمين الأحمديين في جماعتنا الذين أُبعدوا من وظائفهم فقط لقبولهم الأحمدية، وأُغلقت في وجوههم أبواب كسب الرزق.

وقوله تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) يدل على أنهم لا يمدون أيديهم بالسؤال، وبسبب تعففهم عن السؤال يظن الجاهل أنهم لا يحتاجون إلى معونة مادية. وإلا فإن عزة النفس هي التي طبعت على شفاههم الصمت مع أنهم أشد احتياجا من بعض الذين يُبدون حاجتهم للناس. هؤلاء هم أحق بأن تقدَّم لهم المعونة المالية وتُرفع عنهم مشاكلهم حتى يقوموا بالخدمة قيامًا أفضل.

لقد رأيت الناس يقولون: إنه لم يسأل حتى نعطيه؛ مع أن هذه الآية تؤكد أن من الواجب الشخصي للمؤمن أن يدرس الأحوال فيما حوله بعين فاحصة، ويتنبه إلى من يستحق الإعانة، ويتعرف على من منعته عزة النفس من السؤال.

وقوله (تعرفهم بسيماهم) لو كانت السيما بمعنى الهيئة.. فالمعنى أنك برؤية وجوههم تعرف أنهم في ضائقة مالية. وإذا كانت (سيما) بمعنى علامة.. فالمعنى أنك بالنظر إلى ملابسهم البالية أو أحذيتهم القديمة أو عمامتهم الخلقة أو أسلوب حياتهم البسيط.. تدرك على الفور أنهم بحاجة إلى معونة.

وهنا وجه الخطاب إلى النبي لتنبيه المؤمنين إلى أن رسولنا ما دام يعرف هؤلاء المتعففين، فلماذا لا تعرفونهم أنتم؟ لماذا لا تنظرون إلى من حولكم بعيون متفرسة؟ ورد في الحديث أن أبا هريرة كان يقول: (اللهِ الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرّ أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمرّ ولم يفعل. ثم مرّ بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمرّ ولم يفعل. ثم مرّ بي أبو القاسم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: أبا هِرّ. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: الْحَقْ، ومضى فتبعته. فدخل فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح قال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة. قال: أبا هرّ. قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الْحَقْ إلى أهل الصُّفّة فادْعُهم لي. قال: وأهل الصُّفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها. فساءني ذلك فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها.. فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن. ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بُدّ. فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: أبا هِر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال خذ فأعطهم، قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروي، ثم يرد عليَّ القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يرتوي ثم يرد عليَّ القدح فيشرب حتى يرتوي ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي وقد ارتوى القوم كلهم. فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: أبا هر، قال: بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يا رسول الله. قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت. فقال: اشرب، فشربت. فما زال يقول: اشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا. قال: فأرني، فأعطيته القدح. فحمد الله وشرب الفضلة) (البخاري، الرقاق).

ألا ما أعظم وأروع هذا الحادث دليلا على صدق قوله تعالى (تعرفهم بسيماهم). فالآية إذن بينان لميزة النبي بأن رسولنا هذا يعرف المحتاجين بعلاماتهم. فيا معشر المسلمين، حاولوا أن تعرفوهم كما يعرفهم نبيكم.

وقوله (لا يسألون الناس إلحافا) لا يعني أنهم يسألون برفق من دون إلحاح، وإنما يعني أنهم لا يسألون الناس إطلاقا. فكلمة (إلحافا) ليست تحديدا لأسلوب السؤال، وإنما تبين شناعة السؤال.. أي أنه لا يمكن لهؤلاء أن يلحفوا، لأن الإلحاف يتطلب أن يلازم السائل المسئول دائما، ولكن هؤلاء قد وقفوا حياتهم لله تعالى، ولا يقبلون أن يلازموا الأثرياء كالظل، بل يخفون فقرهم، فيحرمون أنفسهم مما يجلبه السائل بسؤاله. فكأن هذه الجملة جاءت تفسيرا لفعل السؤال وليس تقييدا له. وهذا المعنى ثابت من قول النبي : (ليس المسكين الذي ترده التمرة أو التمرتان، ولا اللقمة أو اللقمتان؛ وإنما المسكين الذي يتعفف) واقرءوا إن شئتم قوله تعالى (لا يسألون الناس إلحافا) (البخاري، التفسير). هذا هو معنى الإلحاف كما فسره النبي بنفسه. كذلك ورد في حديث آخر:  (ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يغنيه، ولا يُفطَن به فيُتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس) (البخاري، الزكاة). يتضح من ذلك تماما أن المساكين نوعان:  الأول الذين يسألون الناس، والثاني الذين لا يسألون الناس. وإنما يكسبون رزقهم، ولكن دخلهم ضئيل بحيث يستحقون المعونة.

على أية حال، هناك نهي شديد عن السؤال ورد في الأحاديث. لقد أجيز السؤال لثلاثة كما جاء في الحديث عن أنس؛ قال رسول الله : (إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مُدْقع، أو لذي غُرْم مُفظع، أو لذي دم موجع) (المشكاة، الزكاة). فالأول الذي لا يجد شيئا للأكل، أو وصل إلى حال بحيث لا يجد طعاما بأي سبيل. والثاني: من أُغرِم غرامةً بدون ذنب ولا يستطيع أداءها. والثالث: الذي وقع في قتل خطأ ولا يستطيع أداء الديَة. لهؤلاء الثلاثة يجوز السؤال.. أو يعني الحديث أن يسأل لهم الآخرون لمساعدتهم، لا يقوموا هم بسؤال الناس.

وكذلك ورد في الحديث أن رجلين جاءا النبي سائلين من الصدقة، فصوَّب نظره إليهما وقال:(إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظَّ فيها لغني ولا قوي مكتسب) (مسند ابن حنبل، ج5 ص 362). أي أنه لا حق لصاحب مال أو قادر على الكسب في مال الصدقة. كذلك قال النبي في مناسبة أخرى:  (من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار. قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: ما يغدِّيه وما يعشِّيه).. أي ما يكفيه لوجبة الصبح ووجبة العشاء) (المرجع السابق، ج4 ص181).

فقوله (لا يسألون الناس إلحافا) يعني لا يسألون الآخرين شيئا، لأن السؤال في حد ذاته إلحاف.

[1]  ورد في الترمذي، أبواب الزهد رواية بهذا المعنى ولكن لم يذكر فيها اسم أبي هريرة.
Share via
تابعونا على الفايس بوك