دعاوي سيدنا أحمد عليه السلام وشهادات الأسلاف
التاريخ: 1985-04-05

دعاوي سيدنا أحمد عليه السلام وشهادات الأسلاف

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

خطبة جمعة ألقاها حضرة ميرزا طاهر أحمد -رحمه الله- الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود في 5 نيسان/ أبريل 1985 في مسجد الفضل بلندن.

أصدر الدكتاتور الباكستاني الراحل الجنرال ضياء الحق في 26/4/1984 حكمًا عسكريًا غاشمًا يحرم المسلمين الأحمديين في باكستان من حقهم في إعلان دينهم الإسلام الذي يدينون به من الأعماق، أو النطق بالشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، أو إلقاء تحية الإسلام، أو الصلاة على النبي ، أو رفع الأذان للصلاة، أو قراءة القرآن الكريم، أو كتابة آياته أو حيازتها، أو تسمية أنفسهم بأسماء المسلمين، أو تسمية مساجدهم مساجد إشارة أو صراحة، شفويًا أو كتابةً!! الأمر الذي كان ولا يزال يحرِّض المشائخ المتعصبين وأتباعهم الجهلة على قتل المسلمين الأحمديين المسالمين، وعلى تدمير بيوتهم وهدم مساجدهم، كما يبشرهم هذا القرار بتغاضي الحكومة عن جرائمهم. وبعدها نشرت حكومته كُتيّبًا باسم “القاديانية.. خطر رهيب على الإسلام” لتبرير ما قام به هذا الدكتاتور ضد الأحمديين من إجراءات جائرة منافية لتعاليم الإسلام السمحاء وسنة نبي الرحمة ، وسمَّت الحكومة هذا الكتيّب “البيان الأبيض” وكان الأجدر أن يطلق عليه “البيان الأسود” لما فيه من أعذار سخيفة لتبرير هذا القرار الفرعوني الغاشم، تُسوّد وتشوه وجه الإسلام الأغرّ. ولقد قام إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية سيدنا ميرزا طاهر أحمد -رحمه الله- بالرد على هذا البيان الأسود محلِّلاً ومفنِّدًا بعون الله كل أعذارهم السخيفة عذرًا عذرا، في سلسلة طويلة من خطب الجمعة (ثماني عشرة خطبة)، في أوائل سنة 1985 ننشرها مترجمة من اللغة الأردية لفائدة القراء المنصفين، وهذه هي الخطبة الحادية عشرة منها. لقد تشرَّف بترجمة هذه الخطبة الأستاذ عبد المجيد عامر وراجعها الأستاذ عبد الله أسعد عودة.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (آمين).

وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (فُصِّلَتْ: 6-7)

أَرُدُّ في السلسلة الجارية من الخطب على اعتراضات وَجَّهَتْهَا حكومة باكستان الحالية إلى الأحمدية في “البيان الأبيض” المزعوم. فقد اخترت بعض الاعتراضات الأخرى للرد عليها في خطبتي اليوم. تقول الحكومة معترضةً على الأحمدية: “من التصريحات الغريبة للميرزا قوله: إن كيانه الروحي أعلى بكثير من كيان الأنبياء السابقين. ونقتبس بعض النصوص من كتابات الميرزا مثالاً على هذه التصريحات، منها قوله: “إن الله بعث من هذه الأمة مسيحًا موعودًا هو أعلى مرتبة وشأنا من المسيح السابق. والذي نفسي بيده لو كان المسيح بن مريم في زمني لما استطاع إنجاز ما أستطيع إنجازه، ولما قدر على إظهار آيات تظهر مني. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج 22 ص 152).”

ثم يشيرون إلى مقتبس آخر من تتمة حقيقة الوحي ص 84-85 ويجعلونه عرضة للاعتراض، فقد جاء في المقتبس: “لم يسبق في الدنيا نبي إلا وقد أُعطيتُ اسمه. فقد قال الله في الإلهامات المدونة في “البراهين الأحمدية”: “أنا آدم، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا إسحاق، أنا يعقوب، أنا إسماعيل، أنا موسى، أنا داود، أنا عيسى بن مريم، أنا محمد رسول الله، أعني بصورة ظلية. فكما أن الله تعالى سماني في هذا الكتاب بالأسماء المذكورة كلها وقال عني: “جريُّ الله في حلل الأنبياء”[1]، فلا بد أن يوجد في نفسي شأن كل نبي[2].”

كذلك فقد أُثير اعتراضٌ آخر أيضًا وهو أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود اعتبر وَحْيه مماثلاً لوحي الأنبياء الآخرين. والحقيقة أن كلا الاعتراضين من نوع واحد.

لا فرق بين الأنبياء من حيث نزول الوحي

وليعلموا أننا نجد في القرآن الكريم نوعين من الآيات في صدد الأنبياء. يقول الله في موضع:

كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ .

وقد نسب هذا الإعلان إلى النبي  وأتباعه. ثم يقول الله تعالى في موضع آخر:

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ .

وإذا كان الإمام المهدي والمسيح الموعود يندرج في قائمة الأنبياء ففي الآيتين المذكورتين ردٌ كاف على كلا الاعتراضين، إذ لا فرق بين الرسل من حيث مصدر الوحي، لأن الوحي المقدس النازل على كل نبي إنما ينزل من عند الله ، فلا فرق في وحي الله من ناحية عظمته وقوته وصحته، سواء أكان ما نزل على رسله قبل النبي ، أو الذي سوف ينزل على الرسل في المستقبل.

أما فيما يتعلق بالمراتب فالأمر في يد الله يهب لمن يشاء مرتبة عليا ويهب لمن يشاء دونها. فقد فضّل الله بعض الأنبياء على بعضهم الآخرين. فلم يبق الآن إلا أن نرى فيما إذا كان الإعلان الذي قام به سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بأنه أُعطي أفضلية على بعض الأنبياء السابقين يليق به أم لا.

نزول الوحي على الأولياء

إن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود قد أعلن المهدوية والمسيحية، والمعلوم أن الصلحاء الأسلاف وأولياء الله والمجددين من الأمة قد صرحوا عن المهدي والمسيح الموعود بكلمات واضحة أن مكانته لن تكون مثل شخص عادي من الأمة، حتى كتب بعضهم بوضوح تام أن مكانته تكون أرفع من بعض الأنبياء السابقين أيضا. ولو غضضنا الطرف عن المهدي المنتظر والمسيح الموعود أيضا، لوجدنا في الأمة بعض الصلحاء الذين لم يعلنوا المهدوية أو المسيحية، ومع ذلك أدلوا عن أنفسهم بتصريحات مماثلة للتي قام بها سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عن درجته بل أكبر منها أيضا. أما فيما يتعلق بالوحي الذي ادَّعى به سيدنا أحمد فنجد في الأمة مَن ادَّعوا بذلك أيضا. أما ادِّعاؤه بأفضليته على غيره من صلحاء الأمة فأيضا نجد كثيرا من مثل هذه التصريحات من قِبل الصلحاء في الأمة وفي أكثر من موضع. سأسوق لكم مثالين حول موضوع الوحي.

لنأخذ الإمام محي الدين بن عربي مثلاً، فإنه لم يدَّعِ تلقي الوحي فحسب بل أعلن معراجه أيضا، وقال: “.. وخلَع عليَّ خُلعةً ما رأيتُ مثلها، فقلت: إلهي الآيات شتات، فأنزل علي هذا القول:

قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (آل عمران: 84).

فأعطاني في هذه الآية كل الآيات، وقرَّب عليَّ الأمر، وجعلها لي مفتاحَ كل علم، فعلمتُ أني مجموعُ مَن ذُكر لي.” (الفتوحات المكية ج 3 باب في معرفة منزل التوكل الخامس الذي ما كشفه أحد من المحققين، دار إحياء التراث العربي بيروت ص341 الطبعة الأولى 1998)

كذلك ذكر الخواجة مير درد الدهلوي في كتابه (علم الكتاب) تحت عنوان: “التحديث بالنعمة” بأن إلهاماته شأنها شأن إلهامات الأنبياء السابقين لأنه تلقى الإلهامات بصورة آيات قرآنية، فمن إلهاماته: فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ . وأوحي إليه أيضاً: “أفحكم الجاهلية يبغون في زمان يُحكم الله بآياته ما يشاء.” وأوحي إليه أيضًا: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . (علم الكتاب للخواجه مير درد، مطبع الأنصاري، دلهي بالهند)

الأفضلية على المسيح الناصري عليه السلام

أما فيما يتعلق بأفضلية سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود على المسيح الناصري عليهما السلام فقد ذكر الحكمة أيضا من ورائها. وليس لشخص واعٍ يؤمن بالإسلام وبأفضلية سيدنا ومولانا محمد أن يعترض عليها دون أن يضيع إيمانه. البرهان الذي أقامه سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود هو كالآتي: “تذكروا أنني كُلِّفتُ بخدمة إصلاح الدنيا كلها لأن سيدنا ومطاعنا كان قد جاء إلى الناس كافة. فبسبب هذه الخدمة العظيمة قد أُعطيتُ قوى وقدرات كانت ضرورية لحَمْل هذا الحِمْل. نحن وَرَثَة القرآن الكريم الذي تعليمه جامع للكمالات كلها وموَجَّهٌ إلى العالم كله، أما عيسى فكان وارثا للتوراة التي كان تعليمها غير كامل وخاصًّا بقوم معين، لذا اضطر أن يبين في الإنجيل أمورًا كانت غامضة في التوراة. ولكننا لا نستطيع أن نضيف شيئا إلى القرآن لأن تعليمه أتم وأكمل ولا يحتاج، مثل التوراة، إلى أي إنجيل.” (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج22 ص 155)

إعلانات الأسلاف عن أفضليتهم على الأنبياء

أما فيما يتعلق بإعلانات الصلحاء الأسلاف بهذا الخصوص، فقد قال سيدنا علي :

“أنا نقطةُ باءِ بسمِ الله، أنا جَنْبُ الله الذي فرطتم فيه، وأنا القلم، وأنا اللوح المحفوظ، وأنا العرش، وأنا الكرسي، وأنا السماوات السبع والأرضون.” (شرح فصوص الحكم لمحمد داود قيصري رومي ص 118 شركت انتشار علمي وفرهنكي تهران 1375ه)

يقول الإمام جعفر -وهو الإمام السادس للشيعة ومن الصلحاء العظام في الأمة، وكان أستاذا أيضا للإمام أبي حنيفة رحمه الله -بأن المهدي المقبل سوف يصرّح:

“يا معشرَ الخلائق، ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها أنا آدم وشيث، ألا ومَن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل. ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع فها أنا ذا موسى ويوشع. ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون. ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليه فها أنا ذا محمد وأمير المؤمنين. ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين فها أنا ذا الحسن والحسين. ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من وُلْد الحسين فها أنا ذا الأئمة.”

(بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار للشيخ محمد باقر المجلسي المجلد 13 الجزء 53 ص 9 الطبعة الثالثة المصححة 1983م دار إحياء التراث العربي بيروت)

أقوال الأئمة وتصريحات سيدنا أحمد عليه السلام

لم تقدم حكومة باكستان شيئا جديدا ضد الاحمدية بل أيّدتْها على غير قصد منها بتقديمها المقتبسين المذكورين لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، لأنه إذا كانت المكانة التي ذكرها سيدنا مؤسس الأحمدية هنا للمهدي المنتظر ليست صحيحة فإن أنباء الصلحاء الأسلاف كلها تصبح باطلةً. وبما أن صلحاء الأمة قد أنبأوا مسبقا أنه لا بد للإمام المهدي من القيام بهذه التصريحات، فلو أنه أعلن الإمامة والمهدوية دون هذه التصريحات لعُدَّ من الكاذبين، وكذلك ثبت كذب أولئك الأئمة أيضا الذين قاموا بهذه النبوءات. فلا بد لكم أيها المعترضون من الاعتراف بصدق أحمد حسب قول الإمام جعفر رحمه الله الآنف الذكر. وإن كنتم تعتبرون سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود كاذبا بناء على تصريحاته فلا بد أن تكذبوا الإمام جعفر رحمه الله وترفضوا كونه صالحا أيضا.

ولكن سلسلة التصريحات هذه لا تنتهي عند الإمام جعفر بل إن الإمام الخميني أيضا الذي يعتبره الشيعة حائزًا على مكانة نائب الإمام، يقول عن أئمة الشيعة ناهيك عن المهدي المنتظر:

“من لوازم ديننا أنه لا يصل إلى مكانة الأئمة مَلَكٌ مقرب ولا نبي ومرسل.”

(ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية ص 58 نقلا عن كتاب: “السيد الخميني في مرآة كتاباته” لعبد الله محمد العريب)

كذلك من المعلوم أن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله لم يدَّعِ المسيحية ولا المهدوية، ولكن المكانة السامية التي وهبها الله لصلحاء الأمة هي عظيمة لدرجة لا يمكن أن يتصورها هؤلاء المشائخ المتمسكون بظواهر النصوص والمتجردون من المعرفة الحقيقية. يورد الشيخ اللخمي في تأليفه قول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله:

“الإنس لهم مشائخ، والجن لهم مشائخ، والملائكة لهم مشائخ، وأنا شيخ الكل… لا تقيسوني بأحد ولا تقيسوا عليّ أحدا.” (“بهجة الأسرار ومعدن الأنوار ” لنور الدين أبي الحسن علي بن يوسف اللخمي، وفي الهوامش فتوح الغيب لعبد القادر الجيلاني ص 23 شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر)

ويورد السيد نواب صديق حسن خان في كتابه “حجج الكرامة” ص 386، القول التالي للإمام ابن سيرين رحمه الله: “قال ابن أبي شيبة في باب المهدي عن محمد بن سيرين قال: يكون في هذه الأمة خليفةٌ خير من أبي بكر وعمر. قيل خير منهما؟ قال: قد كاد يفضل على بعض الأنبياء. وفي لفظ: لا يفضل عليه أبو بكر وعمر. سيوطي كفته (أي قال السيوطي) هذا إسناد صحيح.”

منزلة الإمام المهدي الموعود

هذا، وقد ذُكر اسمُ ولي الله الشاه الدهلوي بكل تقدير واحترام في الكتيب الحكومي المنشور ضد الأحمدية في باكستان، واعتُبر فيه كحجة وفلسفي كبير يدرك مصالح الأمة جيدا. يقول ولي الله الدهلوي نفسه عن الإمام المهدي والمسيح الموعود:

“حُقّ له أن ينعكس فيه أنوارُ سيد المرسلين . يزعم العامة أنه إذا نزل في الأرض كان واحدا من الأمة. كلا! بل هو شرح للاسم الجامع المحمدي ونسخة منتسخة منه. وشتان بينه وبين أحمد من الأمة.” (الخير الكثير الملقب ب “خزائن الحكمة” لولي الله الدهلوي ص 78 دار الطباعة المحمدية بالأزهر الطبعة الأولى 1974م)

ويقول الإمام عبد الرزاق القاشاني: “المهدي الذي يجيء في آخر الزمان فإنه يكون في أحكام الشريعة تابعا لمحمد ، وفي المعارف والعلوم والحقيقة تكون جميعُ الأنبياء والأولياء تابعين له كلهم، ولا يناقض ما ذكرناه لأن باطنه باطن محمد .” (شرح فصوص الحكم للشيخ عبد الرزاق القاشاني، وفي الهوامش حل المواضع الخفية عن شرح بالي أفندي ص 57 المكتبة الأزهرية للتراث بالقاهرة، دار التوفيق النموذجية للطباعة)

ويقول ولي الله الشاه الدهلوي رحمه الله عن حقيقة الظِلّية بأنها تكون: “… تارة أخرى بأن تشتبك بحقيقة رجل من آله أو المتوسلين إليه كما وقع لنبينا بالنسبة إلى ظهور المهدي.” (تفهيمات إلهية ج 2 ص 198 طبعة بجنور بالهند)

الطريق السهل للحُكم

إذن فهذه أقوال صلحاء الأمة المتفق على كونهم أصحاب الكشوف والإلهامات والذين كانوا أقطاب زمنهم. منهم من كان مجددًا لعصره ونال في الأمة منزلة سامية لدرجة لا يصلح مشائخُ الظاهر المعاصرون حتى لتسوية أحذيتهم. فأمامكم أيها المعارضون سبيلان اثنان: إما أن تصدروا فتاوى الكفر ضد هؤلاء الأطهار أيضا كما تصدرونها ضد سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود وجماعته، أو إن كنتم ترون أن صلحاء الأمة هؤلاء أدركوا ببصيرتهم الروحانية منزلة الإمام المهدي والمسيح الموعود ، إدراكا صحيحا، وبيَّنوها بيانا سليما فبالله عليكم -إن كنتم تملكون قليلا من العدل والتقوى- أن تسحبوا اعتراضاتكم ضد سيدنا الإمام المهدي أيضا، إذ لا أساس لها من الصحة، واقبلوا كل تصريحاته من صميم قلوبكم. ولكن هذا يبدو مستحيلا لأنكم تبيحون قتل أتباع الإمام المهدي والمسيح الموعود بسبب تصريحاته هذه. لقد أصدرتم الفتاوى بأنه يحب أن تُنهب بيوت الأحمديين وتُحرق أموالهم وما ادخروه، ويُقتل أولادهم وأزواجهم أمام أعينهم. إن كنتم تبيحون كل ذلك بسبب تصريحات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود فعامِلوا الأئمة الأسلاف وأتباعهم أيضا المعاملة نفسها. ولكنني أعرف جيدا أنكم لن تجرؤوا على ذلك لأنكم متجردون عن التقوى، ولا تملكون إلا ألسنة كالأسنة.

كان الصلحاء الأسلاف الذين ذُكرتْ أسماؤهم يعتقدون عن الإمام المهدي بأنه سوف يكون حائزا على منزلة سبق ذكرها آنفا، فكان واجبا على المهدي المنتظر أن يقوم بكل هذه التصريحات التي تدل على صدقه لا على كذبه. ولو لم يقم بتلك الإعلانات لنهضتم أنتم وطعنتم فيه وقلتم إنك كاذب لأنك لم تُصرّح بكذا أو كذا مع أن الأئمة القدامى قد تنبأوا بذلك مسبقا.

اعتراض على التصريحات التدريجية

وجاء ضمن قائمة الاعتراضات:

“كما ذكرنا سابقا لم يُظهر الميرزا في البداية رغبة حقيقية في إعلان النبوة. لقد بدأ مشواره من التشوش الذهني عن ختم النبوة، ثم ظلَّ يتقدم إلى جهته المنشودة بسرعة حتى ادّعى النبوة وسط تذبذب شديد وتصريحات متضاربة.”

والاعتراض الآخر هو:

” كان الميرزا منذ أيام شبابه مصابا بالصرع وأوجاع الأعصاب. وكان يُغمى عليه أحيانا بسبب نوبات الهستيريا، وكان مصابا بداء السكر أيضا. والغريب أنه اعتبر المرضين: الهستيريا والسكري برهانا على صدقه وقال: إن النبي كان قد تنبأ بمرض يصيبني حيث قال : “ينزل المسيح بين مهرودتين.” نقلا عن المجلة: تشحيذ الأذهان، حزيران عام 1906 ص 5.” (الكتيب المذكور) لا بد أن تكون صفارة الإنذار قد رنت في آذان الذين لديهم أدنى إلمام بتاريخ الأديان، ولا سيما في آذان أولئك الذين هم مطلعون على كتب المستشرقين، ولا بد أن يقولوا عفويا: لقد سمعنا بهذه الأمور من قبل أيضا لأنه قد ظلت الهجماتُ البذيئة نفسها وبالكلمات نفسها تُشَنُّ منذ القِدم. ولكن ما هي تلك الهجمات ومن شنها، وعلى مَن؟ وممن تعلَّم هؤلاء المهاجمون أساليبها؟ سأقدم إليكم بهذا الخصوص مقتبسا من جريدة “أهل الحديث” 24 آذار/مارس 1911م ص 2 عمود 2 من شأنه أن يدلكم على المجرم الحقيقي. يعود تاريخ هذا الكلام إلى زمن سيدنا الخليفة الأول للإمام المهدي إذ وجَّه المولوي ثناء الله الامرتسري تحديا إلى حضرته قائلا:

“هل يحق لنا أم لا أن نثير حول دعوة نبيّكم الميرزا أسئلةً تدل على كذبه في نبوته كما يعترض المسيحيون والآريا الهندوس وغيرهم على نبوة النبي ؟”

ربما أدركتم ممن تعلّم هؤلاء المشائخ هذه الأساليب وطُرُقَ مَن يتبعون في المعارضة؟ لا شك في أنهم تعلّموا من المسيحيين والآريا أساليبَ هجمات خبيثة كانوا يوجهونها إلى سيدنا ومولانا محمد والإسلام. والآن بعد هذا التحديد يسهل علينا فهم نوعية الهجمات.

هراء الكُتّاب المسيحيين

الكاتب المسيحي الشهير وليم ميور يوجّه في كتابه نفس الاعتراض إلى النبي على التصريحات التدريجية قائلا:

“يمكننا أن نقدّر أن محمدا بعد مروره بفترة التذبذب والريبة بدأ يقول إنها رسالة من الله، وأن هذا كله في سبيل الله. ثم سيطر هذا الموقف على سائر حياته واندمج في حركاته. كان خادما في البداية، فأصبح رسولا ثم نائبا لله. ومازالت حلقات دعوته تتوسع على الدوام وظلت مبنية على المبادئ نفسها…” (لائف آف محمد ص 48)

الآن استبدِلوا اسم وليم ميور باسم مؤلف “البيان الأبيض” الحكومي المزعوم، فلن تلاحظوا أي فرق بين أفكارهما.

ويضيف وليم ميور:

“…الواقع أن عدم وجود حاكم مقتدر، بل وجود حكومة منقسمة على نفسها هيأت لمحمد فرصة لاتخاذ هذا القرار (أي النبوة).” (المرجع السابق ص32)

ثم يثير اعتراضا آخر ويقول:

“بعد بضعة أشهر من قدومه إلى المدينة وجد محمدٌ اليهود يصومون، فما لبث أن اختار الصيام لأصحابه… لم يكن الصوم ضمن الأحكام الإسلامية من قبل وإنما تم تنفيذه حين أراد محمد إبقاء دينه جنبا إلى جنب أعياد اليهود.” والآن نأخذ اعتراضا آخر يتعلق بإصابته بالأمراض، والسؤال هو: إلى مَن وُجِّهتْ في الأزمنة الغابرة الاعتراضاتُ الخبيثة المتعلقة بالإصابة بمرض السوداء والهستريا والصرع؟ لا شك في أنها قد وُجًهت إلى مَن هو غاية منشودة من خلق الكون، والذي من أجله خُلِقت السماوات والأرض!! لقد جُعِل عرضة هذه الاعتراضات السخيفة سيدُ بني البشر وأفضل الرسل ، الذي لمعتْ حكمتُه وذكاؤه وفطنته لدرجة قال الله سبحانه وتعالى.

يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ .

أي أن نوره كان جاهزا للإضاءة وإن لم تنزل عليه شعلة وحي السماء. عن هذا النور المتجسد يقول وليم ميور:

“كان الرسول مشوشًا للغاية (والعياذ بالله) وكان مريضا عصبيا يرهب الظلامَ…” (لائف آف محمد ص 208)

أقول: لعنة الله على الكاذبين. ولا اتحمل قراءة الكلام السخيف لهذا الشقي. أما إذا كان أحد يرغب في قراءة هراء المستشرقين عن أمراض النبي المزعومة، وكان قادرا على سماع الاعتراضات فليرجع إلى كتاب “ميزان الحق” ص322 -327 طبعة عام 1861م للقسيس سي جي فيندر. إن هذا الوقح يثير اعتراضات سخيفة متلذذا بها، مستندا -في زعمه- إلى بعض الأحاديث ويقول متكررا وبكلمات لاذعة: لستُ أنا الذي أقول ذلك بل هذا ما قاله أسلافكم ومحدثوكم ودوّنه فقهاؤكم الكبار ومؤرخوكم العظام. فيورد قصة بعد قصة افتراضية لا تمت إلى الحقيقة بأي صلة، ثم يستمد منها نتائج خاطئة، ثم يقوم بمحاولة فاشلة لإثبات هرائه.

لا أقدر على قراءة عبارة اختلقها هذا اللئيم ونسجها من عنده، فليقرأ معارضونا -الذين تعلموا أساليب الاعتراض من أمثال هؤلاء الناس- تلك العبارات بأنفسهم إن كانوا على ذلك قادرين.

أساطير عن أمراض الأنبياء

الطريف في الأمر أن المعترضين ذكروا بكل تهكُّم وغطرسة مرضَينِ أصيب بهما سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود وقالوا مستهزئين: نبيٌ ومصاب بالأمراض!! في حين أن هناك أنبياء آخرين يؤمن معارضونا بكونهم أنبياء الله الصادقين ثم ينسجون، عن إصابتهم بالأمراض المفترضة، قصصا خيالية لا أساس لها من الصحة أبدا. أقدم إليكم بعضا من بهتانات رمى بها العلماء المسلمون أنبياءَ الله بناءً على روايات إسرائيلية وجدتْ طريقها إلى كتب المسلمين.

اسمعوا تصورهم عن سيدنا إدريس ، يقولون:

“وكانت إحدى عينيه أعظم من الأخرى.” (الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي وبالهامش إعجاز القرآن للقاضي أبي بكر الباقلاني ج2 ص138 المكتبة الثقافية بيروت عام 1973م)

ويقولون عن شعيب : “وعَميَ في آخر عمره.” (المرجع السابق ص 139)

إلى هنا ليست في القصة غصةٌ بل يبدو الأمر هيّنًا ليّنًا بعض الشيء.

ليكن واضحا أن الله يقول: إننا نحن ننفخ في الأنبياء ونهب لهم حياة روحية جديدة. أي هو الذي ينفخ فيهم روحه ويلبسهم خلعة النبوة، ولكن الفكرة التي يقدمها المفسرون عن مرض أيوب هي كالتالي: “فنفخ (إبليس) في منخريه اشتعل منها جسده، فخرج منها ثآليلُ مثل أليات الغنم، ووقعت فيه حكّة، فحك بأظفاره حتى سقطت كلها. ثم حكّها بالمسوح الخشنة حتى قطعها. ثم حكّها بالفخّار والحجارة الخشنة فلم يزل كذلك حتى تقطّعّ جسده وانثنى. فأخرجه أهل القرية، وجعلوه على كناسة، وجعلوا له عريشا، وهجره الناس كلهم إلا زوجتَه، رحمةَ بنتَ إفرائيمَ.” (حاشية الصاوي على الجلالين للعلامة أحمد الصاوي المالكي ج3ص72 مطبعة دار ج3ص72 مطبعة دار حياء الكتب العربية القاهرة)

لم يتورّع أصحابُ هذه الأفكار عن توجيه الهجمات القذرة إلى أنبياء الله الأطهار، فلا غرابة إذا وجّهوا الهجمات نفسها إلى الإمام المهدي والمسيح الموعود .

الحقيقة أن الأحمدية تجد حتى في الظروف الراهنة المحيطة بها سببًا للاطمئنان والشكر لله وحمده، وهو أن الدنيا كلها كانت قبل بعثة الإمام المهدي والمسيح الموعود تشنّ هجمات خبيثة على سيدنا ومولانا محمد ، ففي غضون ذلك نهض من قاديان جري الله الذي كان نشوانًا في حبّ حبيبه وردَّ تلك الهجمات كلها بقوة وحماس شديدين. وبالإضافة إلى ذلك قام بهجوم مضادّ على الأعداء مما وضع حدًّا لتصرفاتهم الشائنة. ومن ثَمَّ فالسهام التي كانت موجّهة إلى سيده وسيدنا وحبيبه وحبيبنا محمد قد تلقاها الإمامُ المهدي والمسيح الموعود على صدره . فما كان للأعداء منذ ذلك الحين إلا أن يكفوا عن الاعتراضات على نبينا الأكرم موجّهين ما كان في جعبتهم إلى خادمه المخلص المسيح الموعود .

هذه هي عظمة التضحية التي قامت بها الأحمدية، وهذه هي عظمة صدق تصريحات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود . ففي الهجمات الموجهة إلى الإمام المهدي والمسيح الموعود أيضا نرى أوجهًا كثيرة لنزول الرحمة والبركة عليه. وأحلف بالله العظيم أن الهجمات الخبيثة التي وُجّهت إلى النبي ، والسهام التي صُوّبت إليه، والتهم القذرة التي أُلصقت بشخصه الطاهر أثناء القرون المظلمة الطويلة، قد حوّلها الله كلها إلى أزهار المحامد والرحمة والبركات والصلوات عليه . وبقدر ما كال الأعداءُ الشتائمَ لأفضل الأنبياء وسيد البشر، بقدر ما نزلت عليه بركات وأفضال من الله سبحانه وتعالى بل أكثر من ذلك بملايين المرات. فطوبى لكم يا من تعتبرون أنفسكم خداما مخلصين مطيعين صادقين لهذا المجاهد العظيم الذي تصدى بنفسه ونفيسه لكل هجمة وُجِهت إلى سيدنا وسيده محمد ولم يبال قط بما عسى أن يحل به في هذا السبيل من مصائب.

حديث يضم رسالة المعرفة

أما فيما يتعلق بنزول المسيح بين مهرودتين فأمامنا صورتين: إما أن نؤول قول النبي : إن المسيح سينزل بين مهرودتين، أو أن نحمله على الظاهر. ولو حملناه على الظاهر فماذا عسى أن تكون كيفية النبي المقبل أعني المسيح؟ أما إذا لم نحمله على الظاهر وحاولنا البحث عن رسالة المعرفة الكامنة فيه لوجدناها. فقد قال صلحاء الأمة بهذا الخصوص:

“والصفرة من الثياب كلها مرض وضعف لصاحب الثوب الذي يُنسَب ذلك الثوب إليه.” (تعطير الأنام في تفسير الأحلام للشيخ عبد الغني النابلسي وبهامشه الكتاب المسمى بــ “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” لمحمد بن سيرين ج1 ص103 الباب التاسع والعشرون في الكساوي واختلاف ألوانها وأجناسها. تحقيق: طه عبد الرؤوف دار الكتب العربية دمشق)

إذن فالمراد من الثوب الأصفر هو المرض.

ولكن لو أصر أحد على حمله على الظاهر فقط وأصر على رؤية المسيح المقبل ملتفًّا بثياب صفراء ككهّان الهندوس فليستمع إلى فتوى النبي الذي قد حسم الأمر مسبقًا حيث يروي عبد الله بن عمرو بن العاص عنه قَال:

رَأَى رَسُولُ الله عَلَيَّ ثَوْبَينِ مُعَصْفَرَينِ فَقَال: “إن هَذه منْ ثيَاب الْكُفَّار فلا تَلْبَسْهَا.” (مسلم، كتاب اللباس والزينة).

فنقول جهارا: لن نقبل مسيحا ملتفا بثياب الكفار وإنما سنقبل مسيحا من أمة محمد . وقد أمر أبناء الأمة مسبقا ألاّ يلبسوا ثيابا صفراء أبدًا لأنها لباس الكفار. فإن كنتم تريدون مسيحا من أمة محمد فلا بد لكم من أن تصححوا أفكاركم عن كيفية مجيئه وتُنزِّهوها من الأخطاء، ويجب أن تعترفوا وتؤمنوا بأن هذا النبأ -كما يؤكد عليه علم تعبير الرؤى- يحتوي على رسالة حكيمة تحتاج إلى تأويل ولا يراد من الثياب الصفراء إلا المرض.

ولكن إذا كنتم تصرون على رؤية مسيحكم في ثياب صفراء ظاهريا فطوبى لكم في مسيحكم. أما نحن فلن نقبل إلا مسيحا تنطبق عليه أحكام النبي ، والذي لم يخرج من شريعة محمد قيد شعرة، كما لم تخرج ولا لحظة من حياته عن اتباع النبي .

كنت قد اخترت لخطبة اليوم هذين الاعتراضين للرد عليهما بالإيجاز بسبب مناسبة الاجتماع السنوي[3] وسوف أستأنف الحديث في الموضوع نفسه بعد الاجتماع بإذن الله. أما فيما يتعلق بخطابي النهائي في الاجتماع فسوف ألقي من خلاله الضوء على موضوع ختم النبوة، لأن عديدا من الاعتراضات قد أثيرت في البيان الأبيض المزعوم حول هذا الموضوع، وقاموا فيه بتلبيس مدهش، فلا يمكن الرد عليه في خطبة واحدة، لذا اخترت هذا الموضوع للخطاب في الاجتماع السنوي. ولكنني قد لا أجد متسعا من الوقت لأتناول الموضوع من جميع نواحيه، وإنما سأسلط الضوء على ناحيتين فقط أثيرت حولهما اعتراضات كثيرة جدا. وأدعو الله أن يوفقني لبيان ذلك في الوقت المحدد.

[1] وحيٌ تلقاه سيدنا الإمام المهدي [2] تأويل سيدنا الإمام المهدي لهذا الوحي

3 المنعقد في 5_7 أبريل عام 1985م بإسلام آباد تلفورد، ببريطانيا. (المترجم)

Share via
تابعونا على الفايس بوك