اقتبست لك

قد تُثيرُ مشاهد أماكن مشاعر الإنسان لارتباطها بحدثٍ جلَلٍ أو شخصية لها مكانتها في التاريخ، فيقف عند أطلالها ومعالمها في حنينٍ وعاطفةٍ جياشة، فيُعبّر عند الوقوف عليها بمختلف الوسائل والملكات حيث تلتهب بفعل تأثيرها المشاعر الصادقة فتفيض وجدًا وحبًّا وعِرفانًا.

والقصيدة الجميلة التي نضعها بين يديك هي للأديب الأندلسي عبد الملك ابن حبيب الألبيري المـُتوفى سنة 238ه والتي وصف بها مشاعره وهو واقف على المشاهد النبوية أثناء رحلته للحج.

لله درُّ عِصاَبَةٍ صاحَبْتُها

نحو المدينةِ تقطَعُ الفَلَواتِ[1]

.

حتى أتَيْنا القبرَ قَبْرَ محمّدٍ

خصَّ الإلهَ محمَّدًا بصلاةِ

.

خيرُ البريّةِ والنبيُّ الـمُصطَفى

هادي الوَرى[2] لِطَرائِقِ الجنَّاتِ

.

لمـَّا وقَفْتُ بِقُربهِ لسَلامِهِ

جَادَتْ دُموعِي وَاكِفَ العَبراتِ

.

ورأيتُ حُجْرَتَهُ وموضِعَهُ الذي

قدْ كان يدعُو فيه للْخَلَواتِ

.

سُقيًا لِتلكَ مَعَاهِدًا شاهدتُها

وشهِدتُها بالخطْوِ واللّحَظَاتِ

.

صلّى الإلهُ على النبيّ المـُصطفى

هَادِي البريّةِ كاشِفِ الغَمَراتِ[3]

.

وعلى ضَجِيعَيْهِ[4] السَّلامُ مُردّدًا

ما لاحَ نورُ الحقِّ في الظُّلُماتِ

.

[1] الصحراء الواسعة المقفرة[2] الناس

[3] الشدائد والمكاره

[4] يقصد قبري أبي بكر وعمر رضي الله عنهما اللذين يجاوران قبر المصطفى .

Share via
تابعونا على الفايس بوك