في شارع الصحافة

في شارع الصحافة

إن السعي لتقديم أفضل الخدمات الصحفية للقارىء العربي هو الهم الشاغل لمجلتكم «التقوى». وهذا هو الدافع الذي يدفع أسرة التحرير اليوم لإضافة باب جديد تحت عنوان في شارع «الصحافة». في شارع الصحافة سيلتقي القارىء الكريم مع الأحداث الساخنة التي تتناولها الصحافة العربية من زوايا مختلفة، وبذلك يكون على تواصل فكري مستمر مع جميع تلك القضايا وتكون هي مثار الجدل والنقاش. إن «التقوى» هي الامتداد الفكري لكل مسلم يعيش بيننا على اتساع الخارطة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الباب الجديد، ونحن دائما بانتظار آرائكم وانتقاداتكم لكل جديد نحمله كي نتمكن من تطوير خدماتنا الإعلامية.

الإيدز يطرق أبواب العاصمة المقدسة

نشرت جريدة البلاد السعودية بتاريخ 3 شعبان 1418هـ الموافق لـ 3 ديسمبر 1997م خبرًا  تحت عنوان: “الإيدز على خط ساخن بالعاصمة المقدسة”، مفاده أن المملكة العربية السعودية شاركت دول العالم في الاحتفال بيوم الإيدز العالمي الذي وافق يوم الاثنين الأول من ديسمبر، ولقد خصصت مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة خطا ساخنا للرد على الاستفسارات والأسئلة. وتحت عنوان جانبي آخر ذكرت الجريدة أنه اكتشف أكثر من 350 حالة إصابة بالإيدز في اليمن.

بالرغم من أن المملكة العربية السعودية شاركت في هذه المناسبة إلا أننا نحزن ونتألم لسماع مثل هذه الأخبار التي تعصر قلوبنا وتخنق أنفاسنا. إن صدى المأساة التي تحلق على أجواء البقاع المقدسة تجعلنا نتساءل لماذا يحوم على أجواء هذه البقاع وباء فتاك مثل هذا، والذي يُعتبر بمثابة عقاب رباني، وذلك لعدم احترام الناس حدود وحرمات الله؟ ولكننا نرى أن الموقف الحرج لا يتطلب منا بحثا حول مواطن الضعف والخطأ، ولا يدفعنا لتقديم بحث مفصل يكشف عن الأطراف المسئولة عن تسلل هذا الوباء للبقاع المقدسة، رغم أننا نعلم أن أصابع الاتهام دائما وأبدا تُوجه في مثل هذه الظروف للأجانب العاملين في المملكة، ولكن الرجل الذكي تكفيه الإشارة..

وقد اتخذ كاتب هذا الخبر حذره، واختار كلماته بكل حيطة، كي لا يشعر القارئ أن داء الإيدز يطرق أبواب العاصمة المقدسة. ولكنه تناسى أن العنوان الذي اختاره فيه ما يكفي للتشويش على رجل الشارع العربي المسلم ويبعث في ذهنه تساؤلات عدة، إذ إن الحكومات لا تُخصص خطا ساخنا إلا حينما تنتشر فزعة في أوساط مواطنيها بتفشي داء ما، أو عند حدوث كارثة حتى يستفسر الناس عن أساليب اجتناب الداء كالتطعيم وغيره، أو الاستفسار عن أقاربهم هل هم ضمن الضحايا أم لا؟ إن غيرتنا على الدين الحنيف، وحُبنا لكل من ينتسب.. ولو بالاسم فقط .. لسيدنا محمد المصطفى ، يدفعنا لتقديم يد المساعدة للمتضررين. ولا نقصد من نشر هذا الخبر إظهار الشماتة والعياذ بالله، بل إننا نشعر بحدة وخطورة الموقف، ونحاول تقديم يد المساعدة لكل من أُبتلي بهذا الوباء الفتاك.

إن مشاعر القلق تعتصر قلوبنا، ليس فقط لزحف هذا المرض اللعين على الأراضي الحجازية، أو ما يسمونها بالسعودية، بل لانتشاره في كل أنحاء العالم، نتيجة لسوء السلوكيات وانحدار المستوى الأخلاقي لدى كثير من الناس إلى الحضيض، حتى إن كلمات معينة.. مثل العفة الجنسية، والحياء، وغيرها، قد أصبحت مصطلحات تثير ضحك وسخرية الكثيرين، وحتى إن برامج الحوار في المحطات التلفزيونية الأوروبية لا تخلو من هذه الظاهرة الخبيثة. إن انتشار الإيدز جاء نتيجة تلقائية لتفشى الممارسات الجنسية الشاذة، وانتهاك الناس لحرمات الله، حتى أصبح الشذوذ الجنسي مادة ثقافية هامة في وسائل الإعلام، وصار التبشير به والدعوة إليه يجري كأنه دين جديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كذلك فإن هذا الانتشار كشف عن عمى الضمائر عند بعض أصحاب ومسئولي المؤسسات الطبية، الذين قبلوا التبرع بالدم من أناس مصابين بهذا الوباء! إننا لم ننس أن الحكومة السعودية كان لها يد طولى في إخراج جماعتنا من دائرة الإسلام، وقد خصصوا أموالاً طائلة لوضع العراقيل في سبيلنا بغرض الحد من تقدم الجماعة، ويلقبوننا وينبزوننا بأسماء لا ندري من أين أتوا بها. لكننا مع كل هذا لا نُعاتبهم ولا نلومهم وهم في هذه الحالة المتردية، ومهما فعلوا من الموبقات والرذائل فلا زال فيهم مؤشر الانتماء.. حتى ولو ظاهريا.. للإسلام، وهذا ما يدفعنا لأن نكون من المبادرين بتقديم يد المساعدة للأخوة من الحجاز، الذين يتألمون في الخفاء وفي صمت، وسنحاول كسر قيود جدران الصمت، ليس عن طريق افتتاح خط تليفوني ساخن، بل عن طريق تقديم نصائح طبية، أثبتت نجاحها وإن لم يكن بنسبة عالية.

لقد تمكن الأطباء المختصون في الطب الهوميوباثي Homoeopatique Medicine (العلاج بالمثل) بفضل الله من تحقيق نسبة نجاح لا بأس بها لدى المصابين بداء الإيدز. وفي بعض الحالات كان الزوج والزوجة كلاهما مصابا بهذا الداء، وأُعطي نفس الدواء لكلا الطرفين، ولكن شُفي أحدهما فقط. وفي حالات أخرى شُفي الأبناء والأم، بينما كان الأب بحاجة إلى تغيير الدواء.

والدواء الهوميوباثي ينقسم إلى قسمين:

  1. حبوب سكرية خالية من الكحول.
  2. سائل كحولي: توضع قطرة أو قطرتان منه في كوب من الماء. وقد يعترض بعض المشائخ ولا يسمحون للمصابين بالإيدز أن يشربوا هذا الماء الممزوج بهذا الدواء. ولكن نريد أن نؤكد على أن الفتاوى الشرعية المعروفة بخصوص: “ما أسكر قليله فكثيره حرام”، لا تنطبق على كوب الماء الممزوج بقطرتين من الدواء الهوميوباثي، حتى لو شرب المرء مئات الأكواب منه.

وستساهم مجلة التقوى في مد يد المساعدة أيضا، وذلك بنشر قائمة بأسماء المستشفيات والصيدليات الهوميوباثية العالمية على موقع التقوى الإلكتروني على شبكة الإنترنيت وهو كالآتي:

http://www.alislam.org/altaqwa ونلفت عناية من يهمه الأمر أن مجلة التقوى والجماعة الإسلامية الأحمدية لا تتحمل أي مسئولية بنشر هذه العناوين. ونحن لا نقوم بهذا العمل بغرض الدعاية أو لكسب الأموال كما يظن البعض، ولكن غايتنا هي تقديم يد المساعدة للمصابين. ونأمل بتقديم هذه المساعدة المتواضعة أن نكون أول من يساهم في كسر جدار الصمت الذي يحول بين المصابين والنجدة الطبية، وأن نقلل من حدة الآلام التي يقاسيها الكثير من الإخوة في الخفاء.

إننا نتعاطف مع الإنسانية التي تتألم ولكن الذين ينتمون للإسلام.. حتى ولو كان ذلك بالاسم فقط.. فإننا أكثر تعاطفا معهم، ولهذا فإننا نمد لهم يد المساعدة بكل ما وسعنا من جهد.

Share via
تابعونا على الفايس بوك