في رحاب القرآن
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (115)..

التفسير:

ما أروعه وما أسماه من تعليم! لا يمكن لأي دين أن يباري الإسلام في مثل هذا التعليم. دعوا سلوك المسلمين جانبا، وانظروا إلى ما يأمر به الله هنا. يقول عزَّ من قائل: ليس لأحد أن يمنع أحدا من ذكر الله أو عبادته في المسجد بطريقته. لا يحق لمسلم أن يمنع مسيحيا أو سيخيا من أن يدخل مساجد المسلمين ويعبد الله تعالى بطريقته؛ أما الموسيقى والرقص التي يستخدمونها أثناء عبادتهم فيمكن أن يقوموا بهما خارج المسجد، أما العبادة وذكر الله تعالى فلهم أن يقوموا به في المسجد.

لقد حرّم الله هنا – بجرّة قلم واحدة –أيَّ ظلم واعتداء يقوم به أتباع دين ضد معابد أو عبادات أهل دين آخر، وأمر أتباع سائر الأديان أن يتحلوا بتسامح ورحابة صدر فيما يتعلق بمعابد وعبادات الآخرين، لأن منهجهم الحالي نحو معابد وعبادات الآخرين يقوم على عنت وظلم كبيرين.. عاقبتهما وخيمة.

ومنهج الظلم والاعتداء الذي اختاره الناس في زمن نـزول القرآن، أو الذي يسلكونه اليوم، والذي يمنعه القرآن هو: أولا-الفريق الغالب يهدم أو يغلق معابد الفريق المغلوب، أو يحصر عليه العبادة فيه، وثانيا – أتباع كل دين يمنعون أتباع الأديان الأخرى من العبادة في معابدهم أو حتى الدخول فيها.

وكانت هذه الأمور في عهد النبي شائعة بين أتباع الأديان، وترسخت فيهم بقوة حتى اعتادوها. فكانوا لا يرونها عيبا ولا منقصة، بل ضرورية وحقا لهم. وتدل شواهد التاريخ أن هذه الأمور لم تكن وليدة ذلك العهد، بل كان الناس يأتونها منذ القدم، لذلك لم يكن أحد يبدي أي استياء نحوها. بل ولا تزال كل هذه الأمور موجودة في عصرنا الحاضر بشكل أو آخر. فرغم أن ثقافة الإنسان قد حالت إلى حد كبير بين هدم المعابد أو إغلاقها، ولكن عدم سماح الناس بالعبادة في معابدهم لأتباع دين آخر لا يزال إلى الآن أمرا عاديا. فالمسيحي لا يسمح للمسلم أن يتعبد في كنيسته، واليهودي لا يسمح للمسيحي أن يتعبد في بيعته، والهندوسي كذلك لا يسمح لهذا ولا لذلك أن يتعبد في معبده. ولو قام أحد بعبادته في معبد غيره لاستعدوا للحرب. ولا يستثنى من ذلك بلاد أوروبا المتحضرة ولا قبائل أفريقيا المتخلفة.

ولكن القرآن يمنع من كل هذه الممارسات الجائرة، ويقول إنه – رغم الاختلاف في العقيدة – لا يجوز بأية حال منْع أحد أن يعبد الله ويتغنى باسم الملك الحقيقي، أو يدخل المساجد، كما لا يجوز أن يسعى أحد لخرابها.. فإن هذا ظلم عظيم. يجب أن يتمتع كل واحد – غالبا أو مغلوبا – بحرية كاملة لاستعمال المعابد. ولا يجوز لقوم أن يمنعوا أحدا من أتباع دين آخر أن يذكر الله تعالى أو يعبده في معبدهم.. لأن المعابد تنسب إلى الله تعالى. فعلى الناس أن يخافوا الله في المعابد، ولا يوسعوا نطاق خلافاتهم إلى أماكن العبادة.. وإلا فالذين لا يعملون بحسب أوامر الله تعالى.. بل يلجئون إلى التشدد والغلو.. فإنهم يلقون العذاب في هذه الدنيا، كما أنهم لن ينجوا من عذاب الآخرة.

هذا هو تعليم القرآن الكريم عن صيانة حرمة المعابد وحرمة عبادة الأديان الأخرى. قارنوا هذا التعليم القرآني بتعليم أي دين آخر، ثم بينوا أي التعاليم أقرب إلى العقل والمنطق وأدعى لإقامة الأمن والاستقرار في العالم. ولكنهم رغم وجود هذا التعليم السامي يعترضون على الإسلام بأنه دين عصبية وتشدد. هذا الاعتراض لن يستقيم إلا إذا دلونا على دين يقدم تعليمات أفضل من تعليم القرآن. إن الدعوى بدون دليل تحطّ من شأن المدّعي وتخزيه عند العقلاء بدل أن ترفعه. إننا نتحدى ونقول: لا يمكن أن يباري الإسلام أي دين آخر في تعليم التسامح ورحابة الصدر. وإن أول إنسان عمل بهذا التعليم هو سيدنا ومولانا محمد ، فإنه سمح لوفد نصارى نجران بالعبادة في مسجده على طريقتهم. فقد جاء في زاد المعاد: (لما قدم وفد نجران على رسول الله دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فحانت صلاتهم. فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول الله : دعوهم. فاستقبلوا المشرق وصلوا صلاتهم (زاد المعاد، فصل في قدوم وفد نجران). ويبدو أنهم كانوا في يوم الأحد. فعلى المسلمين أن يفكروا ما إذا كانوا عاملين بتعليم القرآن وسنة النبي .. أم أنهم على عكس ذلك يتبعون قواعد ابتدعوها من عند أنفسهم؟

وعندي فإن هذه الآية قول فصل بيننا –نحن المسلمين الأحمديين – وغيرنا من المسلمين.. فقد استخدم القرآن الكريم كلمة (من أظلم) لثلاث فئات من الناس:

أولا-من يدعي النبوة كذبا

ثانيا – من يكذب النبي الصادق. قال الله تعالى (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته) (يونس: 18)

ثالثا –من يمنع الآخرين من عبادة الله في المساجد، كما جاء في هذه الآية.

فالآن.. إما أن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية قد افتري على الله كذبا وادعي النبوة الكاذبة، أو أنه صادق وأن المسلمين غير الأحمديين يكذبون بنبي صادق.. فأحد الفريقين يدخل تحت كلمة (أظلم). وهذا الآية تحسم القضية تماما، فبينما لا يمكن لأحد أن يقدم مثالا واحدا منع فيه المسلمون الأحمديون أحدا من غيرهم من العبادة في مساجدهم.. نجد عديدا من الأحداث التي مُنع فيها المسلمون الأحمديون من الصلاة في مساجد غيرنا من المسلمين، وتعرضوا للتشدد بشتى الأساليب. فدلت هذه الآية دلالة واضحة على أن المعارضين لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية قد أثبتوا بسلوكهم أنهم مصداق قول الله (فمن أظلم)، وأنهم يخالفون المشيئة الإلهية.

(أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين). يقول الله: من الغريب حقا أن تحدث بين الناس هذه الخلافات والمصادمات الشنيعة بسبب بيوت الله. فما كان لائقا بهم أن يمارسوا هذه الأعمال الجائرة، ولم يكن يحق لهم أن يمنعوا الناس من العبادة في المساجد، بل كان عليهم أن يدخلوا بيوت الله وقلوبهم وجلة خائفة.. لا أن يشتغلوا بإثارة الفتنة والفساد.

(لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).. يقول جل من قائل: لما كان هؤلاء يريدون تخريب بيوتي فإنني أيضا سوف أخرب بيوتهم، وأذلهم وأخزيهم في الدنيا، ثم أعذبهم في الآخرة عذابا عظيما. ذلك لأن الجنة بيت الله والمسجد ظله.. وما داموا قد خربوا المساجد فكيف يعيشون في الآخرة في أمن ودعة؟

بيد أن الآية لا تعني أن المساجد بحسب الشريعة الإسلامية، تحمي الخارجين عن القانون إذا هم لاذوا بها. فقد ذكر الله بعض القوم الذين بنوا مساجد للتآمر على الحكومة – أي على الرسول وأصحابه – ثم سألوا النبي نفسه أن يأتي مسجدهم ليصلي فيه ويباركه، ولكن الله تعالى أخبره بالأمر، وأطلعه أنهم لم يؤسسوا هذا المسجد إلا إخفاء لنفاقهم وكيدا بالإسلام وضرارا بالمسلمين (التوبة: 107). فأمر بهدمه وجعل مكانه مزبلا.

فالمسجد بنفسه لا يحمي مجرما، وإذا ارتُكب فيه عمل سيئ عُدَّ سيئا، وإذا عُمل فيه عمل حسن اعتبر حسنا، حتى أن الرسول قال عن حرم الكعبة أنه لا يحمي مجرما ولا باغيا ولا قاتلا ولا سارقا؛ بل يجب أن يقبض على هؤلاء ويعاقبوا. وعند فتح مكة بلغ النبي أن ابن الأخطل – المدان والمحكوم بقتله من قبل –لائذ بأستار الكعبة، قال: اقتلوه، فإن الكعبة لا تعيذ عاصيا، فقتل (السيرة الحلبية ج3، فتح مكة).

فما دام الرسول قد قتل المجرمين وإن كانوا في الكعبة نفسها، فما بالك بالمجرمين الخارجين على القانون الذين يلوذون بمساجد أخرى؟! ما أسست المساجد إلا لإقامة التقوى لا للخروج على القانون. وإذا صارت المساجد نفسها مراكز الخروج على القانون.. لم يعد أي بيتٍ مغلقًا في وجه الشيطان. فالبيوت التي أسسها الله تعالى لإقامة الأمن والأمان، وإقرار السكينة والطمأنينة والروحانية والتقوى، وجعلها رمزا للتعاون والوحدة.. إذا اتخذها المسلمون مراكز لإثارة الفتن والفساد بين المسلمين أو للخروج على الدولة، فذلك ظلم عظيم لا يسمح به الإسلام مطلقا.

لقد ذكر الله في هذه الآية عقابين للذين يمنعون الناس عن مساجد الله وعن ذكره وعبادته: أحدهما – أن لهم الذل والخزي في الدنيا، و ثانيهما – أنهم يعذبون في الآخرة عذاب عظيما. والسر في ذكر الخزي في الدنيا هو أن الغرض من بناء المساجد والمعابد ليس إلا عبادة الله تعالى، فمن يمنع الناس من العبادة فيها فإنه يهين ويُخزي نفسه أمام العالم، وهذا عقاب طبيعي لهذا العمل.

وهذه الكلمات كانت تحمل في طيها نبأ عظيما يخص مشركي مكة الذين كانوا منعوا المسلمين من الدخول في المسجد الحرام، ولما فتحت مكة تعرض هؤلاء لعذاب الخزي والهوان.

 

وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (116).

شرح الكلمات:

وجهه – الوجه يعني: ذات الشيء؛ التوجه والعناية؛ صفحة الوجه (الأقرب). ويعني قوله (فثم وجه الله) أولا- أنكم تجدون الله في نفس الجهة، ثانيا – تجدون هناك العناية الإلهية، ثالثا – ترون هناك وجهه.

واسع – صاحب سعة عظيمة أو مانحها (الأقرب).

التفسير:

النصارى الذين يتحينون الفرص دائما وأبدا للطعن في الإسلام –يستدلون من هذه الآية على أن القرآن بدَّل قبلة المسلمين شيئا فشيئا (ترجمة سيل للقرآن، تحت هذه الآية).ومما يؤسف له أكثر.. أن بعض المفسرين قد شهدوا لهذا الطعن جهلا منهم، مع أن هذه الآية عندهم من الآيات المنسوخة. يقول هؤلاء أن الله في أول الأمر أخبر المسلمين أن المشرق والمغرب لله، فصلوا متجهين إلى أية جهة شئتم، ثم أمرهم أن يتجهوا إلى القدس، وأخيرا أمرهم بالاتجاه نحو بيت الله الحرام في مكة. وكأن هذه أول آية عندهم أمر فيها المسلمين بأن يصلوا نحو جهة غير معينة، ولكن الله نسخ هذا الأمر بعدئذ. ومع أنه ليس هناك أي علاقة بين هذه الآية وبين القبلة، إذ لم يرد أي ذكر للصلاة لا في هذه الآية ولا في التي قبلها، وإنما ذكرت المساجد فقط، ولكن لا يستقيم بعدها ذكر المشرق والغرب إذا كان قد ذكر في معنى القبلة.. لأن ذكر المساجد يتطلب تحديد جهة معينة يتجه إليها المسلمون في الصلاة كي لا تختلف اتجاهاتهم، ولكن الله تعالى يقول بعد ذكر المساجد (أينما تولوا فثم وجه الله). ثم إنه لم يرد في الآية التالية أي ذكر للصلاة ولا للقبلة. إذا فلا يستقيم المعنى الذي أراده هؤلاء.

الواقع أن عدة آيات سابقة تبحث في أن اليهود والنصارى الذين يزعمون أنه لا نجاة إلا في أديانهم، وأن المشركين الذين لا دين لهم أو الملحدين المنكرين لوجود الله تعالى.. كل هؤلاء يحاولون بلا مبرر تخريب مساجد المسلمين، ويحولون بينهم وبين عبادة ربهم الذي لا شريك له، ولكن الله تعالى سوف يخزي كل هؤلاء ويهينهم، لأنهم يريدون تخريب بيت الله.

ومن سنة الله أنه حينما ينـزع من قوم شيئا يؤتيه قوما يستحقونه، وحيث إن الله تعالى قرر أن ينتزع منهم أموالهم وممتلكاتهم بسبب أفعالهم الشنيعة، ويذلهم ويخزيهم.. لذلك خفف على المسلمين ضعفهم وقلة حيلتهم بقوله: لله الشرق والغرب – أي لا تقلقوا، فلله المشرق والمغرب.. ينتزع منهم ملكهم ويملِّكُكم المشرق والمغرب.

فخلاصة القول أن هذه الآية تشير إلى موضوع الفتوحات الدنيوية فقط.. وليس إلى موضوع الصلاة. فهو يقول: لما كان المشرق والمغرب لنا فأينما تولوا فثم وجه الله. أينما توجهتم بجنودكم تجدوا هناك العناية الإلهية أو وجه الله تعالى أو الله نفسه جل وعلا.. لأنكم جميعا تسعون لتحقيق هدف واحد.

ولقد رأيت مرة في الرؤيا أنني أخطب أمام جماعتنا حول موضوع هذه الآية وأقول لهم: إنها تشير إلى أنه لو كان هدف جماعتنا واحدا.. فهما تعددت الجهات التي نتوجه إليها.. واضعين هذا الهدف نصب أعيننا.. فلن يحصل فيها شقاق أو خلاف، وإنما سنعمل بروح الجماعة الواحدة. ولكن لو لم يكن لنا هدف واحد فلن نتخلص من الانشقاق والتفرقة وإن توجهنا إلى جهة واحدة. فلا تظنوا أنه لا بد أن تتجهوا إلى جهة واحدة، بل إذا توجهتم إلى جهات مختلفة بهدف واحد.. فأنتم عند الله متحدون، وسوف يكون معكم أينما حللتم، ويريكم وجهه أينما اتجهتم.

وبالنظر إلى معاني (وجه الله) التي ذكرت من قبل يكون المراد من قوله (أينما تولوا فثم وجه الله) هو:

أولا- أينما توجه المسلمون فسوف تشملهم العناية الإلهية وتهيئ الأسباب لغلبتهم فيحققون نصرا تلو نصر.

وثانيا- أينما توجهوا يرون وجه الله تعالى، أي أنه يرعاهم ويحفظهم.

وثالثا- أنهم يجدون ذات الله في كل مكان، بمعنى أن هذه الانتصارات انتصارات دنيوية في الظاهر، ولكنها كانت دفاعا عن مساجد الله ومعابده.. لذلك تعتبر دينية، وسوف يكسب بها المسلمون حب الله ورضاه. وكأنهم لا ينالون بها الدنيا فقط، وإنما ينالون أيضا حب الله ورضاه. وهذا كقول النبي أنه إذا وضع الرجل اللقمة في فم زوجته يبتغي بذلك وجه الله تعالى كانت له حسنة (البخاري، كتاب النفقات). مع أنه يفعل هذا حبا لزوجته. ولكن لما كان يفعل هذا ابتغاء مرضاة الله لذلك ينال عليه الثواب. ولو حقق غير المسلمين أي انتصار كهذا نالوا به الدنيا فقط، ولكن المسلمين ينالون به الدنيا والدين معا. فهم سوف يفتحون الدول كما ينالون ثواب الله أيضا.

لقد أخبر الله بهذا النبأ عندما كان المسلمون قلة قليلة، يمرون بظروف صعبة، ويتعرضون لأنواع الإبتلاءات والمصائب، ويبدو المستقبل أمامهم جِدّ حالك، ولكن النبأ تحقق بسرعة حين فتحت مكة، واجتمع العرب جميعا تحت راية الإسلام، ولم يمض قرن من الزمان حتى ارتفعت ترفرف خفاقة عالية في كل البلاد تقريبا.

كما تشير عبارة (ولله المشرق والمغرب) إلى أن الله قد قدّر للإسلام أن ينتشر أول الأمر في البلاد الشرقية، وأنه سوف ينتشر في الغرب أيضا آخر الزمان عندما يُبعث المأمور الموعود. لذلك على الغرب أن يستعد، فذلك الزمن ليس ببعيد الآن: فقد طلعت الشمس وأخذت أشعتها توقظ أهل الغرب.

(إن الله واسع عليم). هذه العبارة أيضا تؤيد موقفي بأنه لا علاقة بين الآية وبين القبلة. فالله تعالى واسع.. إنه يبسط لمن يشاء في المال، ثم إنه عليم.. يعلم من أولئك الذين سوف يحققون للناس الأمن والراحة، فيجعل فيهم مُلكه، لأن الملك إنما يستحقه من يجد الناس عنده الأمن والراحة.

ليكن معلوما أن هناك نبوءات تفيد أن جماعتنا أيضا سوف تحقق الرقي المادي، ولكن لنعلم أن الله يؤتي ملكه لمن يعمل لراحة الناس أكثر من غيره. فعليكم أن تكونوا مصدر نفع للناس أكثر من غيركم، لأن الناس إذا لم يجدوا منكم الأمن والراحة فلا تستحقون أن يوليكم الله زمام أمورهم، وهل يَبعث ظالما مكان ظالم آخر.

Share via
تابعونا على الفايس بوك