رد سريع

رد سريع

*الصديق مقبول أحمد ظفر طالب بالجامعة الأحمدية بربوه، باكستان: كتب ما يلي:

أكتب إليكم من ربوة، مدينة الحب والوئام. أكتب إليكم معبرًا عن عواطفي ومشاعري عن مجلتنا التقوى التي تصدر من لندن مرة واحدة في كل شهر. هي مجلة جميلة جدا، تفيدني في الدين والأدب واللغة. تقدم لنا تفاسير لآيات الكتاب المبين وتراجم عربية لخطب إمامنا الحالي إلى جانب مجموعة من المقالات المفيدة.

أود أن أساهم في هذه المجلة عبر القلم، فهل لي أن أشترك في سعيكم لتبليغ رسالة الإسلام.

  • تشكرك أسرة التقوى على ثنائك وإعجابك بالتقوى ومحتوياتها وتعدك وجميع قرائها أن تحافظ على المستوى وتحسنه إن شاء الله.

أما فيما يتعلق بمساهمات القراء الكرام فصدر التقوى الرحب مفتوح لنشر إبداعات قرائها، وهذا الباب (التقوى منكم وإليكم) مخصص لهذا الغرض. وبالمناسبة نشير إلى أننا نود من المساهمين أن يتحفونا بمساهمات ذات صبغة ثقافية وذلك كي نحافظ على طابع التنويع في «التقوى».

فطور الصباح ضروري للتلاميذ

يذهب العديد من أطفالنا إلى المدارس يوميا وبطونهم خاوية حيث لا يتناولون أي شيء في وجبة الصباح. ولا تبدي أمهاتهم أي قلق حول هذا الموضوع لأنهن يعتقدن أن سندوتش الفسحة كافٍ لسد حاجات الطفل الغذائية. وقد لوحظ الضعف في تركيز التلاميذ الذين لا يفطرون صباحا علاوة على إحساسهم بالخمول والنعاس مما يتعذر عليهم المشاركة الفعالة في سير الدروس. بينما لُوحظ أن الأطفال الذين يفطرون جيدا صباحا كثيرو النشاط ويتجاوبون مع المدرس ويبدون اهتماما كبيرا بالدروس.

وأهم نقطة في محور حديثنا هذا هو أن إهمال وجبة الإفطار يؤثر على نمو الطفل والشاب وهكذا يفتقد الجسم الكثير من حيويته ونشاطه ويعرقل سرعة ودقة التفكير الذهني. لذلك ينصح الأطباء الأمهات بعدم إهمال هذه الوجبة التي تعتبر هامة وضرورية لنمو أطفالهن، حتى ولو كانت هذه الوجبة في صورة كأس من الحليب الدافئ وبيضة مسلوقة أو ما شابه ذلك.

من فوائد الماء على الجسم

كما أن جسم الإنسان يحتاج إلى شرب الماء فإن بشرته هي الأخرى تحتاج إلى الماء ساخنا كان أو باردا. يعتبر الماء الساخن إذا تجاوزت حرارته 35 درجة ذات تأثير مهدئ على الجسم خصوصا إذا جلس المرء في حوض ماء تتراوح حرارته ما بين 25 و35 درجة حيث يبدا الجسم يحس بالاسترخاء. ثم تدليك الجسم سواء بالصابون أو ببعض الدهون يأخذ التوتر طريقه خارج الجسم. كما يساعد الاسترخاء في الماء لمدة 15 دقيقة على جلب النوم. ويعتبر الماء البارد منشطا هائلا في الصباح فغسل الأطراف في الصباح يساعد على تنشيط الجسم وحفز الأعضاء على القيام بوظائفها بشكل أفضل. ومن المستحسن غسل الوجه أولا بالماء البارد ثم غسل اليدين والرجلين ليتهيأ الجسم لبرودة الماء. ويجب ارتداء الملابس فورا لتجنب نزلات البرد.

الرجوع إلى الأصل فضيلة

تعتبر إجادة أفراد المجتمع لأكثر من لغة مظهرا من مظاهر التقدم والتطور في مطلع هذا القرن الجديد. وتدخل المدارس الحديثة تعليم أكثر من لغة في منهاجها الدراسي. ومن خلال هذا الاهتمام نرى أن العديد من الأسر تسجل أبناءها في مدارس أجنبية حتى يتسنى لهم إجادة لغة ثانية إلى جانب لغتهم الأم.. لا مانع أن يتعلم أبناؤنا لغة ثانية أو ثالثة فهذا مما سيؤمن لهم فرصا كثيرة في مستقبلهم. ولكن من المؤسف أن نسمح لأبنائنا التخاطب فيما بينهم بلغة غير لغتهم الأم. فمن المؤسف أن نرى مجموعة من الطلبة يتكلمون فيما بينهم باللغة الفرنسية مثلا. وفي الحقيقة ما هذا إلا محاولة فاشلة يظهرون من خلالها أنهم يتبعون الموضة. إذ يعتبرون من لا يتلفظ بكلمات فرنسية أنه غير مثقف. حتى أنك تجدهم عندما يحاولون التكلم باللغة العربية تصدر منهم ألفاظ ركيكة يخلطون معها عشرات الكلمات الأجنبية لدرجة يصعب على المرء فهم ما يقولونه. والغريب في الأمر أن آباءهم يتركونهم يتحادثون هكذا دون ردعهم أو لفت نظرهم أو توجيههم فينشأون نشأة سليمة مفتخرين بأصالتهم وهويتهم. ويشعر المستمع الذي لا يتقن اللغة الأجنببية بخيبة ويأس ويشعر أنه مثل الأطرش. فيشعر بالغيظ ليس لأنه لا يجيد هذه اللغة الاجنبية بل لأنه يجد نفسه أمام إنسان تائه بين مصطلحات لغوية وبعيد عن لغته الام التي هي أم اللغات وأعظم لغة عرفها تاريخ الإنسانية.

أنت والأنترنت

لقد ساهم التقدم التقني وخاصة في مجال الاتصالات والمعلوماتية مساهمة فعالة في رقي الإنسان في السنوات المنصرمة الأخيرة. فقد ساهم في خلق جيل عصري جديد وفر له الانفتاح والاطلاع. ويبدو أن الآباء قد فقدوا التوجيه الكافي وذلك لفقدانهم أدوات الوقاية المعاصرة. وكيف لأم أو أب أميين في مجال الكمبيوتر أن يراقبا استخدام ولدهما المبدع للإنترنت؟ وكيف يمكن لهما أن يعرفا إلى أين يرحل الولد أو البنت كل يوم عبر الشبكة وبمن يتصل وما يشاهده من مظاهر خليعة. إن الأجهزة الالكترونية الحديثة جعلت الولد يتصل من غرفته بأقصى بقاع العالم وذلك مع إمكانية تضليل والده المتعلم والذي قد يكون جالسا على مقربة منه في نفس الغرفة.. ونذكر بهذا الصدد ما حصل مؤخرا في سكوتلندا حيث تعاملت شرطة الولايات المتحدة الأمريكية مع الشرطة السكوتلندية لإلقاء القبض على عصابة سرقت المعلومات الخاصة ببطاقات الائتمان وسحبت أموال هائلة من حسابات في بنوك أمريكية وحولتها عبر الشبكة إلى حسابات خاصة بهم. واندهش أعضاء الشرطة عند مهاجمتهم للبيت الذي هو مركز هذه العمليات لاكتشافهم أنه لا وجود لأي عصابة ولكن عثروا على شابين بين سن16و18 اللذين قاما بعمليات السحب المذكورة!!

تعرف على طفلك

إن تكوين شخصية المرء تبدأ منذ الطفولة ولقد أصبح من الضروري التوقف عن الاعتقاد أن الطفل كائن لا قيمة ولا وزن لما يقول وما يفعل. إذا أردنا أن نعتبر أن للطفل شخصية فريدة لا بد لنا أن نعطيه الحق في إبراز هذه الشخصية وتأكيدها وذلك باحترامه وتحفيزه على احترام الآخرين مؤكدين على ضرورة التواصل بينه وبين أبويه. غير أن إجبار الطفل على طاعة الآخرين لا يعطي نتائج إيجابية إذا لم يتم ذلك بالقدوة الحسنة. لذلك لا بد من إقناع الطفل بضرورة احترام الكبار وسماع نصائحهم والعمل بها من خلال أسلوب التحاور السليم. وللأسف الشديد لا نسمع أحدا يقول للآباء عن ضرورة احترامه لأبناءهم في حين أننا نكرر ذلك كثيرا على مسامع الصغار. ونرى أن المفهوم الحقيقي للاحترام ليس الانصياع التام أو قبول كل شيء وإنما نعني أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء علاقة ذكية يصل كل طرف فيها إلى التفاهم التام. كذلك يجب على الوالدين تَقَبُّلُ الطفل ككائن له شخصيته وكيانه واحترامه. ولا تعني ممارسة السلطة المطلقة على الأطفال ممارسة الحق الاجتماعي بطريقة عشوائية وإنما الاستعداد للتفاهم مع الطفل باعتباره كائن له حقوق وواجبات. فغالبا ما يمر الآباء بتجارب قاسية في طفولتهم أو خضعوا لأسلوب تربية قاس وخزنوا في ذاكرتهم مواقف معينة وعندما يصبحون آباء يجدون صعوبة كبيرة في اختيار أسلوب تربوي سليم لأبنائهم. لذلك نجد من ينجح في الخروج من هذا المأزق ومن يفشل وأغلبهم يعتمدون على طريقين مختلفين وهي إما التركيز خلال التربية على جوانب مادية ملموسة في الحياة اليومية: مثل الحرص على النظام في البيت وتعويد الأطفال عادات يومية أو أسبوعية لا تتغير، وإما التركيز على الجوانب المعنوية مع إهمال الجوانب الأخرى للحياة. إن تربية الأطفال ليس بالأمر الهين بل عملية معقدة. لذلك يجب على الآباء أن يتعلموا كيف يجب أن يربوا أبناءهم أي يجب أن يعدوا لذلك منذ شبابهم. كما يجب على الأسرة والمدرسة تولي قلب يهوى الأتقياء وهذه المسئولية بحيث يتعلم الفرد رجلا كان أو امرأة معاملة الطفل بالقدوة الحسنة بحب وعطف وحنان وكيف يساعده على التأقلم مع المجتمع. ومن المستحسن أن لا يحاول الآباء تربية أبنائهم بنفس الأسلوب الذي تربوا به لأن الزمن يتغير وظروف الحياة تتغير وعقلية الأبناء تتغير.. وأخيرا لا بد للآباء أن لا ينسوا أن الطفل كائن ضعيف يحتاج إلى من يسنده ولا ينسوا أيضا كم كانوا هم في طفولتهم يشعرون بالعجز والكبت والحرمان والظلم أحيانا.

مساهمة الصديق: م.ع.ع

(تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك