تزكيه الشيخين وذي النورين
  • لماذا استحق الخلفاء الثلاثة ميراث النبوة؟
  • وكيف أوذي هؤلاء الخلفاء كما أوذي النبيون؟

__

وأَيمُ الله أنه تعالى قد جعل الشيخَين والثالثَ الذي هو ذو النُّورَين، كأبواب للإسلام وطلائع فوج خير الأنام، فمن أنكر شأنهم وحقّر برهانهم، وما تأدّب معهم بل أهانهم، وتصدى للسب وتطاوُل اللسان، فأخاف عليه من سوء الخاتمة وسلب الإيمان. والذين آذوهم ولعنوهم ورموهم بالبهتان، فكان آخر أمرهم قساوة القلب وغضب الرحمن. وإني جربتُ مرارًا وأظهرتها إظهارًا، أن بغض هؤلاء السادات من أكبر القواطع عن الله مظهرِ البركات، ومن عاداهم فتُغلَق عليه سُدَدُ الرحمة والحنان، ولا تُفتح له أبواب العلم والعرفان، ويتركه الله في جذبات الدنيا وشهواتها، ويسقط في وهاد النفس وهوّاتها، ويجعله من المبعدين المحجوبين.

وإنهم أُوذوا كما أُوذي النبيون، ولُعنوا كما لُعن المرسلون، فحقّق بذلك ميراثهم للرسل، وتحقّقَ جزاؤهم كأئمة النِحل والملل في يوم الدين. فإن مؤمنًا إذا لُعِن وكُفِّر من غير ذنب، ودُعي بهجو وسبّ من غير سبب، فقد شابهَ الأنبياء وضاهى الأصفياء، فسيُجزى كما يُجزى النبيون، ويرى الجزاء كالمرسلين. ولا شك أن هؤلاء كانوا على قدم عظيم في اتباع خير الأنبياء، وكانوا أُمّةً وسطًا كما مدحهم ذو العزّ والعلاء، وأيدهم بروح منه كما أيد كل أهل الاصطفاء. وقد ظهرت أنوار صدقهم وآثار طهارتهم كأجلى الضياء، وتبين أنهم كانوا من الصادقين. ورضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعطاهم ما لم يُعطَ أحد من العالمين.

(حضرة مرزا غلام أحمد القادياني كتاب سر الخلافة ص 13 و14)

Share via
تابعونا على الفايس بوك