بركات الدعاء

بركات الدعاء

مصطفى ثابت

السيرة الطاهرة (15)

تحت سلسلة ” السيرة الطاهرة” يتناول الكاتب سيرة سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني، الإمام المهدي والمسيح الموعود

مبرزا الوقائع والأحداث الهامة من حياته الطاهرة. (التقوى)

كان صاحبزاده سيد عبد اللطيف من نسل الوليّ المعروف الشيخ أبي الحسن علي الهجويري، وهو المشهور في الهند باسم داتا غنج بخش، والذي ضريحه في مدينة لاهور. وكان منْزل صاحبزاده عبد اللطيف، الذي يُطلق عليه “سيد كاه”.. أي مكان السادة الأشراف من نسل رسول الله.. يقع في مدينة خوست في أفغانستان. وقد كان صاحبزاده عبد اللطيف يُعَدّ في أفغانستان من أشهر علماء عصره، وعلى جانب عظيم من العلم، وكان زعيما دينيا كبيرا، وله مكانة عظيمة بين أتباعه ومريديه. وكان يعيش عيشة الأولياء الصالحين، كما كان يتلقى الوحي من الله تعالى، وكثيرا ما كان الله تعالى ينعم عليه بالرؤى والكشوف الصادقة. فقد كان إنسانا ذا ملكات روحية سامية، وكان له عدد غفير من الحواريين والأتباع في أفغانستان. وكان أيضا يملك الكثير من الممتلكات من عقارات وأراض في خوست بأفغانستان، وفي المنطقة الهندية البريطانية المجاورة لأفغانستان، كما أنه كان يشغل منصبا رفيعا في القضاء. وقد تم اختياره ليكون عضوا في لجنة من شخصين قاما بتمثيل أفغانستان في لجنة الحدود التي شُكّلت في عام 1894 لترسيم الحدود بين أفغانستان والهند البريطانية، وهي اللجنة التي عُرفت فيما بعد باسم لجنة دوراند، نسبة إلى سير مُونتيمَر دوراند Montimer Durand الذي كان الممثل البريطاني الرئيسي في اللجنة.

وكان أن تنامَى إلى علم صاحبزاده سيد عبد اللطيف، في وقت متقدم، بعض الأنباء عن ظهور الإمام المهدي والمسيح الموعود . ثم حدث أثناء اجتماعات لجنة الحدود، أن أعطاه أحد المشتركين في اللجنة كتابا من مؤلفات سيدنا أحمد وهو كتاب: “مرآة كمالات الإسلام”. وقد تأثر صاحبزاده سيد عبد اللطيف بهذا الكتاب تأثرا بالغا، ترك في نفسه انطباعا بالامتنان والاحترام والتقدير لمؤلفه العظيم.

وبعد أن انتهت أعمال لجنة الحدود.. استطاع صاحبزاده أن يتصل بالإمام المهدي ، عن طريق بعض حوارييه الذين كان يرسلهم من وقت لآخر إلى قاديان، ليأتوا إليه بأنباء الإمام المهدي، ويحملوا إليه ما ظهر من الكتب والنشرات والإعلانات، التي كان ينشرها المسيح الموعود .

كان من بين هؤلاء الحواريين المخلصين المولوي عبد الرحمن، الذي زار قاديان عدة مرات، مبعوثا من صاحبزاده سيد عبد اللطيف، وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1900 أرسل صاحبزاده عهد البيعة مبايعا سيدنا الإمام المهدي ، وأرسل أيضا بعض الملابس كهدية، حملها مولوي عبد الرحمن وبعض الحواريين الآخرين.

في تلك الآونة كانت بعض حوادث الشغب والاغتيالات ضد البريطانيين المدنيين قد وقعت في مقاطعة فرنتيير Frontier التي بين الهند وأفغانستان، وقُتل فيها بعض البريطانيين المدنيين، وكان ذلك بسبب صيحات الجهاد التي أطلقها الكثير من المولويين. ولكن الإمام المهدي أصدر بعض المنشورات، تدين حوادث الإرهاب والاغتيال، وأوضح أن الجهاد لا يعني اغتيال الناس الأبرياء العزّل من السلاح، وأنه لا يجوز قتال أحد إلا المعتدين، وشرح حقيقة التعاليم الإسلامية فيما يختص بالجهاد. وكان المولوي عبد الرحمن قد اطلع على بعض تلك الإعلانات والمنشورات، واقتنع تماما بما جاء فيها عن حقيقة الجهاد. ولما عاد إلى كابول.. عاصمة أفغانستان.. أخذ يروّج تلك الأفكار بين أبناء بلدته. ووصل الأمر إلى مسامع الأمير عبد الرحمن حاكم أفغانستان، الذي أمر بالقبض على مولوي عبد الرحمن فورا وإيداعه السجن. وفي منتصف عام 1901 قاموا.. تنفيذا لأمر الأمير.. بخنق عبد الرحمن في زنزانته حتى الموت. وبهذا صار عبد الرحمن أول شهيد في الجماعة الإسلامية الأحمدية، التي قدّر الله لها أن تقدّم الكثير والعديد من الشهداء، في مراحل تاريخها المختلفة. كذلك فإن استشهاده هذا، حقق أحد النبوءات التي كان الإمام المهدي قد تلقاها منذ سنوات عديدة والتي تقول: “شَاتَانِ تُذْبَحَانِ”. ولم تمض أسابيع قليلة على استشهاد المولوي عبد الرحمن في سجنه، إلاّ وأصاب الأمير عبد الرحمن شلل تام، ألزمه الفراش بغير حراك، ولم يلبث أن هلك في 3 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1901.

وقبيل نهاية عام 1902 خرج صاحبزاده سيد عبد اللطيف من بيته، بعد أن استأذن الأمير الجديد حبيب الله خان، في الذهاب بقصد أداء فريضة الحج عن طريق مدينة لاهور. وكان في نيته كذلك أن يزور قاديان، التي كان يتحرّق شوقا لزيارتها، حتى تتاح له فرصة أن تكتحل عيناه برؤية سيدنا الإمام المهدي بشخصه وذاته. وفعلا وصل إلى قاديان واستقبله الإمام المهدي. وقد سجل الإمام المهدي فيما بعد انطباعاته عند لقائه فقال:

“والذي نفسي بيده.. إنني عندما قابلته وجدت أنه من أكمل المخلصين، وأخلص الطائعين، وأشدّ المصدّقين لدعواي، بشكل لا يمكن أن يتصور أكثر منه. وقد وجدته ممتلئا بحبي كما تمتلئ القارورة بالطيب. ومن الواضح أن قلبه كان يفيض بالنور، كما كان يرتسم ذلك النور على قسمات وجهه”. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية ج 20 ص 10)

كان في نية صاحبزاده أن يتوقف في قاديان لعدة أيام، ولكن مقابلته للإمام المهدي ، ورؤيته العديد من أفراد الجماعة الذين كانوا موجودين في قاديان في ذلك الوقت، أثرت في نفسه تأثيرا بالغا، حتى إنه أجّل السفر إلى الحجاز في ذلك العام، وبقي في قاديان لعدة شهور.

وكما سبق ذكره.. كان صاحبزاده سيد عبد اللطيف يتمتع بتلقي الرؤَى الصادقة، وله بعض التجارب في تلقي الوحي الإلهي، ولذلك فقد كان باستطاعته فهم مقام الإمام المهدي فهما عميقا. وأدرك بصدق طويته مَدَى علوّ مكانته، ورفعة قدره، حتى إنه لم يكن ليستطيع أن يبتعد عنه قدر لحيظة، ولكن.. كان لا بد من الفراق.. وحين جاء موعد سفره، استأذن من سيدنا الإمام المهدي فأذن له، وخرج معه مُوَدعا، وصاحبه على طريق السفر لعدة كيلومترات. وجاءت لحظة الوداع والفراق.. وكانت ثقيلة على قلبيهما سويا.. وكانت لحظة مريرة بشكل خاص بالنسبة لصاحبزاده سيد عبد اللطيف، حيث إنه أدرك أنه لا بد وأن يضحّي بحياته في سبيل ما عرفه من الحق عند عودته إلى بلاده. وكان قد أسَرّ لبعض أصحابه، أنه قد تلقى وحيا في الأيام الأخيرة التي قضاها في قاديان يقول: (قَدِّمْ رَأْسَكَ.. قَدِّمْ رَأْسَكَ)، وأيضا تلقى وحيا آخر يقول: (إِذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ).

وأثناء سفره.. بينما كان لا يزال في الأراضي الهندية.. أرسل صاحبزاده سيد عبد اللطيف خطابا إلى “اللواء” محمد حسين، مدير الشرطة في كابول، يشرح له الأسباب التي اضطرته إلى تأجيل سفره للحج في ذلك العام، وكيف أنه قد تشرف بمقابلة الإمام المهدي . وطلب منه أن يُبلغ الأمير حبيب الله خان عن قرب موعد وصوله، وأنه يطلب الإذن من الأمير أن يسمح له بزيارته عند حضوره. وأرسل الأمير إليه ما يفيد أنه ينتظر وصوله بفارغ الصبر، حتى يسمع منه شخصيا عن دعوة الإمام المهدي، وعن حقيقة ما شاهده حتى يقبل الحق هو الآخر.

ولما وصل صاحبزاده إلى بلدته خوست، فوجئ بإلقاء القبض عليه، ونقله تحت حراسة مشددة إلى كابول العاصمة، لمقابلة الأمير. وحين وصوله وجد الأمير يستشيط غضبا وحنقا، وبغير أن يسأله إيضاح أي أمر.. حبسه في نفس القلعة التي يقيم فيها الأمير، وأمر أن يجعلوه في حبس منفرد وفي وضع مهين، إلى أن يقرر الأمير في شأنه ما يشاء. وعلى ذلك تم تكبيله بالقيود الحديدية، وربطوه بالأغلال الثقيلة، وألقوه في زنزانة صغيرة، وتركوه هكذا في هذا العذاب لمدة أربعة أشهر. وأخبروه في عدة مناسبات أن الأمير قد قرر أنه إذا ارتد عن إيمانه، وأعلن إنكاره لدعوة مرزا غلام أحمد، وأنكر أنه هو الإمام المهدي والمسيح الموعود، فإنه سوف يُطلق سراحه على الفور، وسوف تُرد إليه جميع حقوقه، وتُعاد إليه كل ألقاب الشرف، ويسترجع جميع المزايا والمقام الرفيع الذي كان يتمتع به من قبل. ولكن صاحبزاده استمر ثابتا على إيمانه، وكان في كل مرة من تلك المناسبات، يُرسل رده للأمير بأنه رجل حباه الله تعالى بفضله عقلا وذكاء، وآتاه علما واسعا يستطيع أن يُفرّق به بين الحق والباطل، وأنه بعد دراسة وافية وعميقة لهذا الأمر، قد اقتنع تماما بصدق الدعوة، وبأن حضرة مرزا غلام أحمد هو فعلا الإمام المهدي والمسيح الموعود. وقد كان صاحبزاده يدرك بطبيعة الحال.. أنه بتمسكه بهذا الإيمان.. فإنه يُعرّض حياته للخطر، ويجلب الشقاء على نفسه وعلى أهله وعلى عائلته كلها. ولكن التمسك بصدق الإيمان كان لديه أهم من كل مكسب دنيوي، وأعلى وأرفع من كل اعتبار آخر.

كان صاحبزاده يشغل منصبا رفيعا في الدولة، وكان حتى ذلك الوقت يقضي حياته في عزّ ورفاهية، وكانت له أسرة كبيرة، وعزوة عظيمة، وعدد كبير من الأتباع والمريدين. وقد يستطيع المرء أن يتصور مدى الآلام والمعاناة التي كان يكابدها وهو في سجنه، إذ كانت الآلام النفسية التي يشعر بها، لا تقل حدّة عن الآلام الجسدية التي كان يعاني منها، بسبب سوء المعاملة والمهانة التي تعرض لها. ولكن كل ذلك التعذيب النفسي والجسدي لم يفتّ في عضده، ولم يثنه عن عزمه، ولم يُحِدْه قيد أنملة عن طريق الحق الذي عرفه وأيقن تماما بصدقه.

ويبدو أن الأمير نفسه كان على قناعة بأن صاحبزاده لم يرتكب أي جرم يستحق عليه العقاب، وكان يتصور أن المسألة ليست بهذه الجدّية، وأن صاحبزاده سوف يُعلن رجوعه عن تلك العقائد بعد يوم أو يومين. فلمّا طالت المدة عن ذلك، حاول الأمير أن يفتعل المناسبات حتى يُقنع صاحبزاده بالعدول عن رأيه، وبذلك يُعلن العفو الفوري عنه، فقد كان يريد أن يجد مبررا لكي يعامله برفق، ويُخلّصه من تلك الورطة. ولكن الأمير اصطدم اصطداما مباشرا مع المشايخ المتزمتين، الذين كانوا يغارون من صاحبزاده بسبب علمه ومقامه وكثرة أتباعه، فكانوا يتحيّنون الفرص للإساءة إليه، ووجدوا في إيمانه بدعوة الإمام المهدي .. الفرصة السانحة للقضاء عليه. كان الأمير يُدرك مدى عداء المشايخ المتزمتين لصاحبزاده، ولذلك فقد حرص على أن يبقيه مسجونا في نفس القلعة التي يقيم فيها، حتى يسهل عليه إقناعه بالعدول عن آرائه ونبذ عقيدته. غير أن مجهودات الأمير المتواصلة في هذا الشأن لم تلق أية استجابة من صاحبزاده.

وبعد مرور أربعة أشهر، طلب الأمير من صاحبزاده أن يَمثل أمامه، فلما مثل بين يديه قال له مؤكدا أمام الملأ، إنه إذا رجع عن عقيدته.. فإنه بذلك يُنقذ حياته، وسوف يستعيد كل مجده وجميع ألقابه ووظائفه، وإن الأمير سوف يُضفي عليه الحرية والشرف العظيم. وأجاب صاحبزاده أنه من المستحيل عليه أن يرجع عن الحق، وأن كل عقاب وكل تعذيب يمكن أن تُنْزله به الحكومة، سوف ينتهي بموته، ولكنه لا يستطيع أن يعصي الله تعالى الذي عذابه أشدّ وأبقى من كل عذاب آخر. ومع ذلك فقد اقترح على المشايخ المتزمّتين، الذين كانوا يناصبونه العداء، أنه على استعداد للدخول معهم في حوار، يشرح فيه أسباب إيمانه، والدلائل التي يستدل بها على صدق الإمام المهدي ، وأنهم إذا استطاعوا الرد على تلك الأسباب وتفنيدها، وإذا استطاعوا نقض هذه الدلائل التي يستدل بها، فهو على استعداد لقبول أي عقاب يُحكم به عليه. وعلى الفور وافق الأمير على اقتراحه، وعيّن خان ملاّ خان وثمانية من المفتين العلماء لهذه المباحثة. واختار المـُفتون طبيبا من البنجاب، كان من ألد أعداء الإمام المهدي ، ليكون هو الحكم بين الفريقين!!

وبدأت المباحثة بين الفريقين في المسجد الكبير الساعة السابعة صباحا، وحضر في المسجد جمع غفير من الناس. واشترط العلماء أن تكون المباحثة كتابة، وأن لا يتفوّه صاحبزاده بأي حرف أمام ألناس! ولعلهم كانوا يخشون أن يسمع الناس كلامه، وأن يدركوا أنه على حق وأنهم هم على باطل. ولما انتهى صاحبزاده من كتابة آرائه ودلائله التي يستند عليها سألوه: إذا كنت تؤمن بأن هذا القادياني هو الإمام المهدي والمسيح الموعود.. فماذا تقول عن المسيح عيسى بن مريم حين ينْزل من السماء؟ فأكد صاحبزاده أن المسيح عيسى بن مريم لن ينْزل من السماء، لأن الله تعالى قد توفاه كما توفى جميع الأنبياء والرسل، وأن القرآن الكريم يشهد على ذلك. وهنا انفجر العلماء في حنق شديد في التهجم على صاحبزاده، وأعلنوا أنه لم يبق لديهم أي شك في كفره، وأنهم سوف يُعدّون فتوى رسمية بإعلان كفره وارتداده عن الدين. وعلى هذا رُفع الأمر إلى الأمير الذي اضطر أن يأمر بإرجاعه إلى السجن في زنزانته، مكبّلا بالأغلال ومثقّلا بالقيود.

وقبل أن يمضي الليل.. كان الْمُفتون قد جهزوا فتوى الكفر، التي قدموها للأمير دون أن يُرفقوا بها النصوص المكتوبة التي قدمها صاحبزاده، مما يدل بدلالة واضحة على أن المفتين لم يستطيعوا الرد على أيّ من دلائله، ولم يتمكنوا من دحض البراهين التي قدمها لهم على صدق الإمام المهدي. ومع هذا فإن الأمير لم يستطع أن يفعل شيئا لصاحبزاده، إزاء إجماع آراء جميع المفتين الذين اشتركوا في المباحثة. ولما كان حكمهم قد صدر بالموت، فقد اضطر الأمير للتصديق عليه ولكن على مضض. ولم يدرك الأمير في ذلك الوقت.. أنه بتصديقه على الحكم وخوفه من مجابهة العلماء المتزمتين.. فإنه قد جعل من نفسه ألعوبة في أيديهم، مما وضعه في المقام الأول من المسؤولية تجاه مقتل رجل بريء، بسبب عقيدته التي لم يستطع أن يدحضها أو يرد عليها أحد. ولا شك أن هذا كان عملا على غير مستوى المسؤولية التي يحملها الأمير، بصفته المسؤول الأول في البلاد، إذ لم يكن هناك ما يدعو أبدا لبقاء صاحبزاده مكبلا بالأغلال لمدة أربعة شهور، دون اتهامه بجريمة محددة، ودون إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه وتبرئة ساحته. نعم لقد حاول الأمير أن يثنيه عن عزمه عدة مرات.. ولكنه لم يستمع إلى أقواله، ولم ينصت إلى دفاعه عن نفسه. ولما قدّمه للمحاكمة في نهاية الأمر.. إذا جاز أن تُسمى تلك المهزلة محاكمة.. فإنه لم يحضر إلى المسجد بنفسه ليسمع وجهة نظر صاحبزاده، بل تركه مصفدا بالأغلال، ومكبّلا بالقيود، تحت حراسة ثمانية من الحراس، شاهرين سيوفهم حتى يشعر بالخوف والرعب، فلا يستطيع الدفاع عن نفسه. وكل تلك الأمور كانت.. بطبيعة الحال.. ترضي غرور الخصم من العلماء المتزمتين، وذلك استجلابا لرضاهم وتأييدهم، لما كان لهم من نفوذ على تحريك العامة والغوغاء من الناس.

لقد كان الأمير يعلم أن نتيجة تلك المباحثة يمكن أن تؤدي إلى الحكم بإعدام صاحبزاده، فكان عليه أن يستمع بنفسه إلى أقواله. فإما أن يذهب إلى المسجد الكبير، أو على الأقل يقرأ أقواله التي كتبها وقدمها للعلماء. بل لعله كان من الأوْلى به.. إن كان قد قرأ أقواله ثم اقتنع بعد ذلك بحقيقة جرمه.. أن ينشر تلك الأقوال المكتوبة بخط يد المتهم، حتى يُثبت للملأ حقيقة اتهامه واستحقاقه للموت، وحتى يثبت كذلك أن صاحبزاده لم يستطع أن يُقدم أي دليل على صدق الإمام المهدي، وأنه فشل تماما في تبيان أية حجة يمكن الاستناد إليها في إثبات مصداقية المسيح الموعود ، ولم يستطع تقديم أي برهان من كتاب الله الحكيم على وفاة المسيح عيسى بن مريم . كان من الأوْلى به أن يتحرّى الأمر ليعرف أن هناك خلافات كثيرة بين العديد من طوائف المسلمين، وما يعتبره هؤلاء حقا يظنه الآخرون باطلا، وما يؤمن به بعض علماء الفرق الإسلامية يكفر به علماء الفرق الأخرى.. وهكذا. وعلى ذلك.. ومع وجود تلك الخلافات.. كان على الأمير أن يتحرّى عمّا إذا كان يجوز الإفتاء بقتل صاحبزاده أم لا يجوز.. خاصة وأن رسول الله قد سبق وأشار إلى ظهور الخلافات في الأمة الإسلامية، وذكر أن الأمة سوف تنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة.

في صباح اليوم التالي.. استُدعي صاحبزاده للذهاب إلى مكان يسمى “خانة سلام”، حيث كان جمهور كبير قد احتشد هناك، وغادر الأمير القلعة متجها أيضا إلى “خانة سلام”. وفي الطريق.. شاهد الأمير صاحبزاده في أغلاله بين الحرّاس وهم يأخذونه إلى خانة سلام، فسأله الأمير عن نتيجة المباحثة التي تمت بالأمس، وكأنه لا يعلم تلك النتيجة، فلم يرد عليه صاحبزاده. ولكن أحد الحرّاس قال للأمير إنه قد أدين، وحكموا عليه بالكفر والردّة. ولما وصل الأمير إلى خانة سلام، نادى صاحبزاده وقال له: “لقد حكموا عليك بالكفر وقد صرتَ مرتدا، ولكن مع هذا إذا أعلنتَ توبتك الآن، فإنك تستطيع الإفلات من العقوبة”. فرد صاحبزاده قائلا: “إنني لا أستطيع أن أتوب عن الحق، ولن ألجأ إلى الغش والنفاق حتى أنقذ حياتي.” وحثه الأمير مرات ومرات على أن يرجع عن عقيدته، أو على الأقل أن يعلن فقط أمام الملأ أنه قد تخلى عنها، ووعده بإطلاق سراحه على الفور. وقد رفض صاحبزاده بكل إصرار أن يكون منافقا، وقال إنه لن يتخلى مطلقا عن الحق مهما كانت النتائج. وحينئذ كتب الأمير بيده الأمر الذي يقضي بإعدامه، معتمدا على الفتوى التي أصدرها العلماء بإعدام صاحبزاده عن طريق الرجم حتى الموت. وعُلّق أمر الإعدام حول رقبة صاحبزاده، وأصدر الأمير أوامره أن يثقبوا أنفه، ويضعوا في الثقب حبلا ليجروه منه إلى ساحة الإعدام. وتم تنفيذ تلك الأوامر الوحشية، دون مراعاة للآلام الرهيبة التي كان صاحبزاده يعاني منها. واستمر الحال على هذا المنوال، وهم يقتادونه إلى خارج البلدة، حيث المكان الذي أعِدّ خصيصا لتنفيذ حكم الرّجم. وكان ذلك بين سخط الناس وسبّهم إياه وتحقيره وازدرائه، تماما كما كان الغوغاء يُعاملون السيد المسيح أثناء جرّه لمحاولة قتله على الصليب. وذهب الأمير أيضا إلى ساحة الإعدام، في صحبة مرافقيه من أساطين علماء السوء، من قضاة ومُفتين وكبار رجال الدولة.

وفي ساحة الإعدام.. كانوا قد حفروا حفرة كبيرة في الأرض، جعلوا صاحبزاده يقف فيها، ثم ردموها عليه حتى وسطه. كان الأمير حبيب الله خان، وأخوه سردار نصر الله خان، والقاضي الأكبر، وقائد الجند عبد الأحد، يمتطون صهوة جيادهم.. بينما كان بقية الناس واقفين على الأرض. واقترب الأمير بجواده من صاحبزاده، وأخبره أنه إذا رجع الآن عن إيمانه بذلك المسيح القادياني فإنه سوف ينقذ نفسه من الموت، وطلب إليه أن يرحم نفسه، ويرحم أفراد أسرته الذين سيتضرّرون بسببه، وشجّعه على أن يرجع عن إيمانه من أجل أولاده، حتى ولو بأن يهمس في أذن الأمير. ولكن صاحبزاده أكد له أنه لم يكن ليبيع آخرته ليشتري بها دنيا زائلة، وإنه لن يستطيع إنكار الحق لينقذ نفسه، وإنه ما كان ليُغضب الله تعالى بعدما عرف من الحق، لكي يُرضي أفراد أسرته وأولاده. وحين ذلك صاح القضاة والمفتون وعلماء السوء الحاضرون بأنه كافر ويصر على كفره، ولا عقاب له إلا الموت، وانطلقت الصيحات من هنا وهناك تطالب بدمه. عندئذ طلب الأمير من القاضي الأعظم أن يلقي الحجر الأول، ولكن القاضي قال إن هذا الشرف من حق الأمير فهو ملك البلاد. ولكن الأمير قال إن هذا الحكم الذي يتم تنفيذه، هو حكم القاضي الأعظم، ولذلك فإن عليه أن يلقي الحجر الأول. وحينئذ نزل القاضي الأعظم من على جواده، وصوّب حجرا إلى صاحبزاده، أصابه بقوة شديدة، جعلت رأسه يسقط على صدره، وتلاه الأمير فألقى حجرا، ثم انهالت الحجارة من كل مكان، ومن كل اتجاه، بسرعة شديدة، وبكثافة بالغة، حتى إن تلاًّ صغيرا من الأحجار كان يبدو فوق سطح الأرض. كان ذلك اليوم الحزين الذي نُفذ فيه حكم الإعدام هو يوم 14 يوليو (تموز) عام 1903.

وكتب الإمام المهدي تعليقا على تلك الحادثة المؤسفة فقال:

“إن الشهادة التي كانت مقدّرة لصاحبزاده عبد اللطيف قد تحققت، وبقي الآن أن ينال الظالم جزاءه: إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى (طه:75). ومع الأسف أن الأمير قد وضع نفسه تحت طائلة الآية التي تقول: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا… (النساء:94). وما خاف الله أدنى خوف، وقتل مؤمنا لو بحثوا عن مثيل له في كل أفغانستان لتعذر ذلك…. فقد كان من الذين يضحون بأرواحهم بكل إخلاص وصدق القلب في سبيل الحق والإيمان، ولا يأبهون بالأهل والأولاد.يا عبد اللطيف! أدعو الله أن يُنْزل عليك ألف رحمة، فإنك قد برهنتَ على صدقك أثناء حياتي، وإنني لا أدري ماذا سيفعل أفراد جماعتي الذين سيأتون من بعدي.” (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية ج 20 ص60)

وفي مكان آخر ذكر الإمام المهدي أيضا:

“إن حادثة مقتل صاحبزاده عبد اللطيف، التي تعرّض لها بلا رحمة، لحادثة تنخلع لسماعها القلوب، (وما رأينا ظلما أغيظ من هذا­) ولكن هذه الشهادة ستكون مصدرا للبركات الكثيرة التي سوف تظهر مع مرور الزمن. وسوف ترى أرض كابول أن هذه الشهادة لا بد أن تؤتي ثمارها ولن يذهب هذا الدم هدرا. فقد قُتل من قبل أيضا ظلما أحد أفراد جماعتي، وهو الشاب المسكين عبد الرحمن، ولكن الله ظل صامتا. ولكنه لن يبقى صامتا الآن، وسوف تظهر النتائج الوخيمة. وسمعنا أنه.. بعد أن استشهد الشهيد المرحوم رشقا بألوف من الحجارات.. قد انتشر فجأة في كابول وباء الكوليرا وأصاب عددا كبيرا من علية القوم، بما فيهم أقارب الأمير نفسه، فرحلوا عن هذا العالم. ولكن لم يقتصر الأمر إلى هذا الحد فحسب، وذلك لأن هذه جريمة بشعة أرتُكِبَت بلا رحمة ولا شفقة، وبشكل ليس له مثيل في هذا العصر تحت أديم السماء. واأسفاه! أي حماقة تلك التي ارتكبها هذا الأمير.. فجَرّ على نفسه الخراب والدمار بقتله إنسانا بريئا بلا رحمة؟ يا أرض أفغانستان.. فلتشهدي على تلك الجريمة الشنيعة التي ارتُكبت فيك! يا أيتها الأرض التعيسة.. لقد سقطتِ من عين الله تعالى لأنك كنت مسرحا لهذا الظلم العظيم”. (المرجع السابق ص 74)

هذا وقد ترك صاحبزاده من بعده أرملة وخمسة من الأبناء، تعرضوا جميعا لاضطهاد فظيع من الحكومة ومن أذنابها، لمدة طالت إلى ربع القرن. ومع هذا فإن جميعهم قد ثبتوا على إيمانهم بفضل الله تعالى، وقد رحل اثنان من أبنائه توفيا بالحمى وهم في سجون أفغانستان. وأخيرا.. استطاعت أرملة صاحبزاده في صحبة ثلاثة من أبنائها وشقيقة لها مع بعض الأحفاد أن ينتقلوا خارج أفغانستان في 2 فبراير (شباط) عام 1926 وذهبوا إلى “بنون”.. التي تقع في الهند.. حيث كان لهم هناك بعض الممتلكات.

والآن.. بعد أن تمخضت الأحداث وظهر المكنون في علم الله تعالى.. تعالوا لنرى سويا ماذا أصاب أرض أفغانستان بعد اغتيال صاحبزاده عبد اللطيف. لقد بدأ عقاب الله يتنـزل على هذه الأرض البائسة، ولا يزال يحل بها. وكانت بداية هذا العقاب هو نفس اليوم الذي ارتُكبت فيه تلك الجريمة الشنعاء.. إذ هبّت في مساء ذلك اليوم.. وبعد غروب الشمس.. عاصفة هوجاء، لم ير الناس لها مثيلا فيما أحدثته من دمار في البلاد. وفي اليوم التالي مباشرة.. انتشر فجأة وباء الكوليرا في كابول العاصمة وفي المناطق المحيطة بها، ونتج عنه وفاة أعداد غفيرة من الناس، واستمر الوباء يحصد أرواحهم كل يوم لمدة أسابيع طويلة. وقد ماتت بسبب ذلك الوباء زوجة السردار نصر الله خان، شقيق الأمير حبيب الله خان، وهلك كذلك أحد أبنائه، وعدد كبير من العائلة الملكية، وكذلك بعض أولئك المفتين الذين اشتركوا في المباحثة مع صاحبزاده عبد اللطيف، والذين أصدروا فتواهم بكفره.

وكان هناك ثلاثة إخوة من البنجاب في الهند، وهي موطن الإمام المهدي ، وكان هؤلاء الإخوة الثلاثة يضمرون العداء الشديد للإمام المهدي، ونتيجة لسعيهم بالوقيعة والدسيسة وتشويه الحقائق وتزييف الوقائع.. استطاعوا أن يؤلبوا مشايخ أفغانستان ضد الإمام المهدي ، وبالتالي ضد صاحبزاده سيد عبد اللطيف. وقد تسرّع مشايخ أفغانستان في تصديق كل الاتهامات والافتراءات الباطلة التي أطلقها هؤلاء الأخوة ضد صاحبزاده، دون أن يتحققوا من صحة تلك الاتهامات، وبغير أن يتأكدوا من حقيقة تلك الافتراءات، فلم يُلزموا أنفسهم بقول الله تعالى:

إِنْ جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات:7)

كان هؤلاء الأخوة هم الدكتور عبد الغني، الذي تولى عملية التحكيم في المباحثة بالمسجد الكبير بين المشايخ وصاحبزاده عبد اللطيف، وكان الأخ الثاني هو المولوي نجف علي، والأخ الثالث هو محمد جراغ. والغريب أن مصير هؤلاء الثلاثة كان السجن.. إذ أن الأمير حبيب الله خان أمر بإيداعهم السجن لمدة أحد عشر سنة بتهمة الخيانة. وقد توفيت زوجة الدكتور عبد الغني وهو في السجن، واغتيل ابنه الأكبر في كابول في وضح النهار، وبعد أن قضى فترة العقوبة المحكوم بها عليه طردوه من البلاد. أما شقيقه الثاني.. المولوي نجف علي.. فقد حكموا عليه بالكفر والارتداد في زمن الأمير نادر شاه، وصدر ضده الحكم بالموت رجما، ولكن بعد أن تدخّل السفير البريطاني في كابول، سمحوا له بمغادرة البلاد. وقد طُرد أيضا شقيقه الثالث محمد جراغ من أفغانستان.

وكان الذي صدّق على حكم الموت الصادر على صاحبزاده سيد عبد اللطيف.. كل من القاضي عبد الرازق والقاضي عبد الرؤوف، وأولهما كان المدير العام للمدارس، وكان العالِم الذي يتميز بحظوة مرافقة الأمير. فماذا كان مآله؟ حدث أن اتُّهم بارتكاب بعض المخالفات، ولما ثبت جرمه.. جرّدوه من جميع أملاكه.. وقطعوا أطرافه.. يديه ورجليه.. قطعة قطعة.. أمام الملأ.. حتى لم يبق منه سوى صدره وبطنه، ثم سلخوا ما بقي من جلده حتى هلك في ألم وعذاب شديد. وأما القاضي عبد الرؤوف فقد تم اغتياله، وقُتل بلا رحمة في عام 1929، وخلفه ابنه القاضي عبد الواسع، الذي لقى نفس مصير أبيه وفي نفس العام.

كان السردار نصر الله خان، شقيق الأمير حبيب الله خان، يلعب دورا خبيثا من وراء الكواليس في إثارة شقيقه الأمير ضد صاحبزاده سيد عبد اللطيف، وكان أيضا حاضرا في ساحة الإعدام، واشترك بنفسه في إلقاء الأحجار عليه، ولكن الأيام دارت عليه واتُّهم بالخيانة العظمى. وفي عهد الأمير أمان الله خان.. أحضروه مكبلا بالأغلال، وألقوا به في غياهب السجن. وقد سببت له تلك الأحداث صدمة عنيفة، أثّرت على قواه العقلية، ولم يلبث طويلا في السجن، إذ إنهم سرعان ما قتلوه وهو في زنزانته، بأن كتموا أنفاسه إلى أن خرجت روحه إلى عذاب أكبر وبئس المصير.

وأما الأمير حبيب الله خان نفسه، فقد أطلق عليه مجهولون الرصاص ليلا في 20 فبراير (شباط) عام 1919، فقُتل شر قتلة وهو في معسكره في جلال أباد، فدفنوه هناك. وقد هاجم الثوار جلال أباد وحطموا قبره ورجموه بالحجارة. كذلك فقد لقى ابنه سردار حياة الله خان.. مصيرا مؤلما، إذ قاموا بقتله سرا وذلك بأن شنقوه بناء على أوامر من الملك الجديد “باشا ساقوا”.

وقد سجل الإمام المهدي ، بشيء من التفصيل، الأحداث المحيطة بهاتين الشهادتين.. أي شهادة المولوي عبد الرحمن، وشهادة صاحبزاده سيد عبد اللطيف.. وذلك في كتابه الذي نشره في عام 1904 بعنوان: “تذكرة الشهادتين”. وقد وجه في ذلك الكتاب النصيحة إلى أفراد جماعته فقال:

“إنكم إذا استمسكتم بالحق والإيمان فإن الملائكة سوف تُعلمكم، وتتنَزل عليكم السكينة من السماء، وسوف تُؤيَّدون بروح القدس، وسيكون الله تعالى معكم في كل خطوة تخطونها، ولن يستطيع أحد أن يتغلب عليكم. فانتظروا فضل الله تعالى بكل صبر وثبات.. استمعوا إلى الشتائم وكونوا صامتين. تحملوا الضرب والتعذيب وكونوا صابرين. وتجنبوا على قدر الإمكان مقاومة الشر بالشر حتى تكتبوا في السماء من المقبولين”. (المرجع السابق ص 68)

وفي نهاية الكتاب كتب سيدنا أحمد الإمام المهدي النداء التالي:

“اِسمعوا جيدًا أيها الناس جميعًا! إنه مما أنبأ به خالق السماوات والأرض أنه سوف ينشر جماعته هذه في كل أنحاء العالم، ويجعلهم غالبين على الجميع بالحجة والبرهان، وإن الأيام لآتية، بل إنها لقريبة حين لا يُذكر في الدنيا بالعز والشرف إلا هذه الجماعة. إن الله سوف يبارك هذه الجماعة بركات كبرى خارقة للعادة، ويخيب كل من يفكر في القضاء عليها، وسوف تستمر هذه الغلبة إلى يوم القيامة.” (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية ج 20، ص 66)

ما أصدق هذه الكلمات.. خاصة لمن عاش ورأى الأحداث الدامية التي وقعت في أفغانستان.. والتي لا تزال تقع حتى الآن!!.  (يتبع)

­  أورد حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود هذه الجملة العربية داخل النص الأردي. وكأن في هذا إشارة إلى قول الرسول عندما وقف على جسد عمه حمزة y عند استشهاده حيث قال “والله ما وقفت موقفا أغيظ عليَّ من هذا”. (الناشر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك