الحلم والحالمون

الحلم والحالمون

التحرير

تتردد بين الآونة والأخرى مقولات في الشارع الثقافي العربي تتحدث عن “الحلم العربي”، وليس هناك أجمل من أن يحلم الإنسان. إن الحلم مهنة ممتعة إذا كان من يزاولها قادر أن يملك ويصنع وسائل تحقيقها.

فلا أحد منا يقف في وجه الحلم عندما يكون الهدف هو انتشالنا من واقعنا المـّر الذي يشهد نكسات يندى لها الجبين..

نحن لانبالغ ولكن نواجه..

نحن لسنا ضد الحلم الذي يخلصنا من استغلال الغير ويضمن لنا حريتنا واستقلالنا.

ولسنا ضد الحلم الذي يطهر عقيدتنا ويخلصنا من كل الرواسب والعوائق.

ولسنا ضد الحلم الذي يصنع لنا حضارة قادرة على الوقوف والاستمرار بشقيها المادي والروحي.

ولكن الساحة العربية وللأسف تحمل لنا دائما مؤشرات تجعلنا نضع العديد من إشارات الاستفهام بعد جملة.. هل هذا هو الحلم؟

فهل الحلم أن نهرع إلى الأجنبي كي نستنجد به لحماية أراضينا وممتلكاتنا. وممن.. من جارنا العربي المسلم؟!

وهل الحلم أن تشهد المدن العربية العديد من المهرجانات الفنية حيث يسطع من يسمونهم بالنجوم من المطربين والممثلين ونسمع عن مهرجانات للتسّوق وافتتاج متكرر لدُور التسوق الضخمة، دون أن نجد أي تطلع لافتتاح مراكز البحوث العلمية، والجامعات التي ممكن أن تصبح نقطة استقطاب للأدمغة العلمية كسابقتها في طليطلة بالأندلس؟!

وهل الحلم فقط أن ندخل موسوعة جنيس للأرقام القياسية من خلال صنع أكبر كعكة في العالم؟! وإن صدمكم الخبر فاسألوا منظمي أمر هذه الكعكة الأُعجوبة في مدينة “دبي”، لعلهم أضافوا من خلالها الكثير لتاريخنا وشخصيتنا ووجودنا؟!

نحن في “التقوى” ضد الحلم الذي يخدرنا ويجعلنا مجرد دمية تحركها خيوط الدجال ووسائله. وهذا الحلم الذي يجعلنا نهدر طاقاتنا ونقلد الآخرين ونكتفي بالقشور دون الجوهر.

ونحن ضد الحلم الذي يجعل حضارتنا مجرد سلطة “مكياج” تحاول عبثا تجميل وجه قبيح.

إن أردنا أن نعيش الحلم… فلننظر إلى الحلم العظيم الذي تحقق على يد الرسول الكريم وإن فاتنا زمان الرسول الأكمل، فها هو خادمه مجدد آخر الزمن حضرة ميرزا غلام أحمد يدعونا إلى استرجاع الحلم الضائع.. لماذا لا نحاول تفهم رسالته؟.. فإن كان صادقًا يصبنا بعض الذي يعدنا وإن كان كاذبًا..فعليه كذبه.

لماذا لا تحاولون.. أيها الحالمون..  (التقوى)

Share via
تابعونا على الفايس بوك