بركات الدعاء

بركات الدعاء

مصطفى ثابت

السيرة الطاهرة (14)

تحت سلسلة “السيرة الطاهرة” يتناول الكاتب سيرة سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني، الإمام المهدي والمسيح الموعود

مبرزا الوقائع والأحداث الهامة من حياته الطاهرة. (التقوى)

في عام 1895 علم سيدنا أحمد أن الأثر المقدس العظيم لبابا نانك.. مؤسس ديانة السيخ التي انتشرت في القرن السادس عشر.. كان محفوظا في معبد موجود في بلدة “ديرا بابا نانك” في مقاطعة ﮔورداسبور، وكانت تقع على مسافة تقرب من 25 ميلا (40كيلومتر) من قاديان. وكان ذلك الأثر المقدس عبارة عن عباءة من القطن، عليها بعض الكتابات المشغولة في قماشها. وتقول روايات السيخ إن هذه العباءة قد نزلت من السماء من عند الله تعالى خصيصا لبابا نانك، وذلك للتدليل على إضفاء الشرف الخاص من الله على بابا نانك، وأيضا لغرض حفظه وحمايته من كل الشرور.

وكان بابا نانك قد وُلد في عائلة هندوسية، ولكنه كان في أوائل حياته يميل كثيرا إلى عقيدة التوحيد، وكان يُظهر الكراهية الشديدة لكل ما يتعلق بالشرك بالله أو تعدد الآلهة، وهي أمور كانت مقبولة وسائدة في الديانة الهندوسية. وكلما تقدم به السن كان يبدي احتراما كبيرا لنبي الإسلام ، وكان يؤمن بأن القرآن الكريم هو فعلا كلام الله تعالى. ومن المعروف عنه أنه سافر كثيرا إلى بلاد عديدة وبعيدة بحثا عن الحقيقية، وتؤيد الروايات السيخية أنه قد أدّى فريضة الحج في مكة المكرّمة.

وحين علم الإمام المهدي سيدنا أحمد عن هذا الأثر المقدس الموجود في ديرا بابا نانك.. واستمع إلى الأقاويل والأقاصيص المتناثرة عن مصدرها السماوي، وعن الكتابات الغريبة المشغولة في نسيجها.. ثارت في نفسه الرغبة في تقصّي حقيقة الأمر، ومعرفة المزيد عن هذه العباءة التي تقدسها طائفة السيخ. فبعث وفدًا مُكوّنًا من أربعة من أتباعه إلى ديرا بابا نانك لبحث الموضوع، ومعرفة حقيقة تلك العباءة، ومدى صدق تلك الأمور المتعلقة بها. ولما عاد الوفد، ذكر أنهم قد نجحوا في إلقاء النظر على تلك العباءة المقدسة.. وأنهم قد استطاعوا أيضا قراءة جميع الكتابات الغريبة المشغولة في نسيج العباءة، حيث إنها كانت جميعها.. لفرط سرورهم.. مكتوبة باللغة العربية. وأنه بالإضافة إلى وجود كلمة الشهادة الإسلامية: ’لا إله إلا الله محمد رسول الله‘ فإن جميع الكتابات كانت عبارة عن آيات من القرآن الكريم. ولما سمع الإمام المهدي هذا التقرير، استنتج على الفور أن هذه العباءة المقدسة هي أقوى دليل على أن بابا نانك كان في حقيقة الأمر من أفاضل الصوفية المسلمين، وقد قرر لذلك أن يبحث الأمر، ويتأكد مما هو مكتوب فعلا على تلك العباءة.

وفي 30 سبتمبر (أيلول) 1895 اتجه الإمام المهدي بنفسه إلى بلدة ديرا بابا نانك، في صحبة عشرة من أتباعه المخلصين، وزار المعبد الذي يحوي العباءة المقدسة، وطلب من المشرف المسؤول عن حفظها أن يمكنهم من رؤية ذلك الأثر المقدس. وقد وجدوا أن هذه العباءة المقدسة كانت ملفوفة فيما يقرب من ثلاثمائة غلاف من الحرير والقطن وأجود أنواع الصوف. وكان بعض تلك الأغلفة يحمل اسم الشخص الذي وهبها لهذا الغرض، مما يؤكد على أن تلك العباءة كانت تشغل مقاما عظيما عند السيخ منذ وفاة بابا نانك. وقد أزيلت تلك الأغلفة.. الواحد تلو الآخر.. بحرص شديد.. وببطء أشد، حيث كان الأمر يحتاج إلى إقناع المسؤول بإتمام ذلك العمل للكشف عن العباءة المقدسة. وكان ذلك الإقناع في بعض الأحيان يكون في شكل عطايا مالية، ليستمر المسؤول في إزالة كل الأغطية والأغلفة من على العباءة المقدسة. واستغرقت هذه العملية أكثر من ساعة، وفي النهاية ظهرت العباءة المقدسة بكل بهائها وجلالها. واتضح أنها مكونة من نسيج مشغولٌ فيه كلمة الشهادة، والكثير من آيات القرآن الكريم، بما فيها آيات سورة الفاتحة بالكامل. ومن ضمن الآيات الأخرى أيضا كانت سورة الإخلاص، وكانت مشغولة أيضا في نسيج القماش. ولم يوجد على العباءة أية كتابات أخرى. وقد بُسطت العباءة أمام أعين الناظرين، وبناء على توجيهات الإمام المهدي، رسم بعض الحاضرين رسما للعباءة المقدسة بكل ما عليها من آيات قرآنية.

وأعلن الإمام المهدي كل ما يختص بهذه العباءة المقدسة، وشرح كل ما يتعلق بها وما عليها من كتابات وآيات قرآنية في كتابه الذي نشره باسم: “سَتْ بَتْشَنْ” أي القول الحق. وقد أثار نشر ذلك الكتاب اهتماما كبيرا في دوائر السيخ، وبين المهتمين بدراسات علوم مقارنة الأديان. وكان من نتائج نشر كتاب الإمام المهدي ، أن بعضا من طائفة السيخ دخلوا في الإسلام، بعد دراسة الأمر دراسة وافية، وانضموا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. وقد أدى بعض هؤلاء خدمات عظيمة للإسلام، وما زال أبناؤهم وأحفادهم جنودا مخلصين من جنود الإسلام. وبعد فترة من الوقت علم الإمام المهدي بوجود أثر مقدس آخر لبابا نانك، محفوظ في معبد “جوردوارة” في “جرو هارساهي” في منطقة “فيروزأباد”، فأرسل ثلاثة من أتباعه لاستقصاء الأمر، وقد تبين أن ذلك الأثر المقدس وهو المعروف باسم “بوتهي” كان كتاب الصلاة الخاص ببابا نانك، وقد اكتشفوا أن كتاب الصلاة هذا لم يكن في حقيقة الأمر.. سوى نسخة من القرآن الكريم!!

وهكذا ثبت بالأدلة القاطعة صدق ما أعلنه سيدنا أحمد على نطاق واسع لطائفة السيخ، وللعالم أجمع، أن مؤسس ديانه السيخ.. جُرو بابا نانك.. كان في الأصل رجلا مسلما.

كان لمجهودات أحد رجالات الهندوس البارزين.. والمهتمين بالشؤون الدينية.. وهو سوامي شوغن شاندره، أثر عظيم في تنظيم وعقد مؤتمر كبير للأديان في مدينة لاهور، وقد تم الاتفاق على عقد ذلك المؤتمر في أيام 26و27و28 من شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1896. ودُعي إلى هذا المؤتمر مندوبون عن الأديان العظمى في الهند، ليقدموا أبحاثهم التي تتعلق بخمس موضوعات أساسية، يعالجونها من وجهة نظر الأديان التي يمثلها كل منهم. وكانت هذه الموضوعات هي:

  • حالات الإنسان الطبعية والأخلاقية والروحية.
  • الحياة بعد الموت.
  • الغرض من حياة الإنسان ووسائل تحقيق ذلك الغرض.
  • تأثير أعمال الإنسان في هذه الحياة وفي الحياة الأخروية.
  • مصادر معرفة الإله

وكان الإمام المهدي قد جاءته الدعوة للاشتراك في ذلك المؤتمر، وطُلب إليه إعداد بحث عن تعاليم الإسلام فيما يختص بتلك الموضوعات الخمس، وقد وافق حضرته على إعداد البحث، على أن يقرأه أحد صحابته المقربين وهو المولوي عبد الكريم السيالكوتي، حيث إنه كان يتميز بصوت قوي ذي نبرة خاصة. وقد نشر سيدنا أحمد إعلانا قبل خمسة أيام من عقد المؤتمر بعنوان: “نبأ عظيم لمن يبتغي الحق” قال فيه:

بشرى عظيمة لطُلاَّب الحق

في المؤتمر العظيم للأديان* الذي سوف يُعقد في قاعة المدينة بلاهور.. سوف يُتلى مقالٌ لهذا العبد المتواضع يتناول بيان كمالات ومعجزات القرآن الكريم. إنه يفوق الطاقات البشرية؛ وهو آية من آيات الله، وقد سطَرته بتأييد إلهيٍّ خاص. إنه يتضمن من حقائق القرآن ومعارفه ما سوف يُثبت -كالشمس في كبد السماء- أن القرآن حقًّا كلامُ الله وكتابُ رب العالمين. وإنني على يقين مِن أن الذي سوف يستمع للمقال من أوله إلى آخره، وينصت لجوابي على الأسئلة الخمسة.. سيتولد فيه إيمان جديد، وسيلمع بداخله نور جديد، وسيفوز بتفسير جامع لكلام الله القدوس. إن خطابي خالٍ مما يأتي به البشر من كلمات فارغة، ومنـزَّه عن شوائب الهتافات الزائفة.

إن الشفقة الخالصة على بني آدم دفعتني الآن لكتابة هذا الإعلان.. لكي يشاهدوا حُسن القرآن الكريم وجمالَه، ويدركوا كيف أن معارضينا -بظُلمٍ منهم- يحبون الظلام ويكرهون النور.

لقد أخبرني الله العليم عن طريق الوحي أن هذا هو المقال الذي سوف يتغلب على المقالات الأخرى كلها، وأن فيه من نور الحق والحكمة والمعرفة ما سيجعل الأمم الأخرى يندمون ويخجلون.. شريطة أن يحضروا قراءته ويستمعوا له من أوله إلى آخره؛ ولن يستطيعوا أن يخرجوا من كتبهم كمالات كهذه.. سواءًا أكان هؤلاء من المسيحيين أو أتباع ديانة “سناتن دهرم” الهندوس أو غيرهم؛ ذلك لأن الله تعالى أراد أن تتتجلى عظمةُ كتابه الكريم في ذلك اليوم.

لقد رأيت في عالم الكشف بشأن هذا المقال.. أن يدًا من الغيب حطَّت على قصري، فخرج منه نورٌ ساطع انتشر فيما حوله، ووقع هذا النور على يديَّ أيضا. وعندئذ هتف شخص واقفٌ بجواري بصوت عال. “الله أكبر، خَرِبَت خيْبر”. وتفسير هذا الكشف أن القصر يرمز إلى قلبي الذي هو مهبط للأنوار، وأن النور النازل يعني المعارف القرآنية، والمراد من خيبر هو جميع الأديان الفاسدة الخرِبة التي تشوبها شوائب الشرك والبدعة، والتي رفعت البشرَ إلى مقام الله تعالى؛ أو حطَّت الصفات الإلهية من محلها الأعلى. فقد تكشَّف لي أن انتشار هذا المقال على نطاق واسع.. سوف يكشف زيف الأديان الباطلة، وأن حقَّانية القرآن سوف تنتشر يوما فيوما في الأرض حتى تكتمل دائرتها.

ثم نُقلتُ من حالة الكشف إلى حالة الإلهام.. حيث أُوحيَ إليَّ: “إن الله معك. إن الله يقومُ أينما قمتَ”. وهذا تعبير مجازي يؤكد التأييد الإلهي.

لا أريد الآن أن أكتب أكثر من ذلك.. وإنما أحثُّ الجميع أن يحضروا المؤتمر في أيامه في لاهور.. لسماع هذه المعارف، ولو تكبدوا في سبيل ذلك بعض الجهد والعناء. ولو فعلوا ذلك لنالت عقولهم وإيمانهم من البركات ما يفوق تصورُّهم.

والسلام على من اتبع الهدى.

العبد المتواضع.. ميرزا غلام أحمد،

قاديان في 21- 12- 1896

(مجموعة الإعلانات ج 2 ص 293- 295 طبعة لندن 1986م)

كان من المفروض أن يُقرأ البحث الذي أعده الإمام المهدي للمؤتمر في يومه الثاني، أي يوم 27 ديسمبر (كانون الأول)، وكان الوقت المخصص له خمس ساعات، بين الساعة 10:30 صباحا إلى الساعة 3:30 بعد الظهر. وقد تقرر أن يقرأ الخطاب المولوي عبد الكريم، وقد استمع الناس له بانتباه بالغ. وفي الساعة الثالثة والنصف.. أي عند نهاية الوقت المقرر.. لم تكن قراءة الموضوع الأول قد اكتملت بعد. ولما كان الموضوع قد أسر انتباه الحاضرين بشكل خاص.. فقد آثر المولوي مبارك علي، الذي كان من المقرر أن يبدأ خطابه في ذلك الوقت، أن يتنازل عن الوقت المخصص له، وأعلن أنه يريد أن يعطي الفرصة للمولوي عبد الكريم لاستكمال قراءة الخطاب الذي أخذ بمجامع القلوب. وقد قوبل إعلانه بترحاب كبير من الحضور الذين كانوا يرغبون في مواصلة الاستماع إلى خطاب الإمام المهدي. ولكن جاءت الساعة الرابعة والنصف، ولم يتم بعد الانتهاء من قراءة إجابة السؤال الأول من الموضوعات الخمس. واقترح البعض أن يمتد موعد الجلسة، التي كان من المقرر أن تنتهي في الرابعة والنصف، إلى أن تنتهي قراءة الموضوع الأول من الخطاب، ووافقت الإدارة المشرفة على عقد المؤتمر أن تمتد الجلسة حتى الساعة الخامسة والنصف، حيث تم الانتهاء من قراءة الموضوع الأول. ولما كان ما زال جزء كبير من الخطاب لم تُستكمل قراءته بعد، فقد طلب الحاضرون تمديد فترة المؤتمر يوما إضافيا، حتى يمكن قراءة الخطاب بأكمله، وعلى ذلك فقد اتخذت الإدارة الترتيبات اللازمة، لتمديد عقد المؤتمر في جلسة خاصة في يوم 29 ديسمبر (كانون الأول).

وقد اعتُبر الخطاب.. بإجماع كل الآراء.. أنه أعظم ما قُدّم في المؤتمر، تماما كما سبق وأعلن ذلك سيدنا أحمد ، وقد تضمن التقرير الرسمي للمؤتمر عبارات الثناء والتقدير لذلك الخطاب الجليل. ونشرت جريدة سيفيل آند ميليتري جازيت في عددها الصادر في 29 ديسمبر (كانون الأول) 1896 تعليقا على المؤتمر قالت فيه:

“لقد أثارت محاضرة مرزا غلام أحمد القادياني اهتماما بالغا، والمعروف أنه من أكابر المدافعين عن الدين الإسلامي، وقد احتشد جمع غفير من كل الطوائف الذين جاءوا من كل صوب وحدب، لسماع الخطاب الذي لم يستطع مرزا أن يقرأه بنفسه، فتولى قراءة الخطاب أحد العلماء المقتدرين من أتباعه، وهو المولوي عبد الكريم من سيالكوت. وفي يوم 27 استمرت قراءة الخطاب أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، وكان الحضور ينصتون إليه باهتمام بالغ، رغم أنه حتى ذلك الوقت لم ينته الخطاب من معالجة الموضوع الأول. وقد وعد المتحدث أن يقدم بقية الخطاب إذا مُنح الوقت الكافي لذلك، وعلى هذا فقد قرر رئيس المؤتمر واللجنة التنفيذية المشرفة عليه تمديد عقد المؤتمر إلى يوم 29”.

وقد نُشرت للخطاب ترجمة باللغة الإنجليزية لاقت ترحيبا واهتماما في الدوائر الأوربية وفي أمريكا. وقد كتب ليو تولستوي.. الأديب والمفكر الروسي المعروف.. تعليقا على بعض كتابات الإمام المهدي فقال:

“إنني أتفق كثيرا مع مقالين أحدهما هو: “كيف تتخلص من الخطيئة” والآخر هو: “الحياة الآخرة” فإن الأفكار التي جاءت بهما أفكار عميقة ورصينة”.

وعلقت جريدة ثيوصوفيكال نيوزTheosophical News  على المقالات التي قدمها الإمام المهدي في المؤتمر فقالت:

“إنها أحسن ما قُدّم وأكثر المقالات التي صادفناها إثارة للانتباه عن الدين المحمدي”.

وعلقت جريدة إنديان سبكتيتر Indian Spectator  فقالت:

“إنها كانت شرحا وافيا لتعليم القرآن وعُرضت بطريقة مشوقة للغاية ….. ولم يكن هناك ما يمكن الاعتراض عليه، كما أنها لم تحتو على أية دلائل إلا من القرآن.”

وكتبت الإنديان ريفيو  Indian Review تقول:

“كانت قراءة مفيدة أثارت سرور الحاضرين، وكان الموضوع يتسم بالوضوح، وكان متكاملا وفلسفيا …. مما أثار الإعجاب. إن هذا الكتاب يستحق أن يكون بين يدي كل مسلم، وأيضا في مكتبات أولئك الذين يبتغون أن يعلموا الكثير عن الديانة المحمدية”.

وعلقت جريدة سبريتيوال جورنال Spiritual Journal التي تصدر في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ولخصت تعليقها على الخطاب فقالت:

“كان الخطاب إنجيلا خالصا”.

كما علقت جريدة بريستول تايمز آند ميرور Bristol Times and Mirror  التي تصدر في بريطانيا فقالت:

“لقد كان من الواضح أنه لم يكن ذلك شخصا عاديا الذي أدلى بخطابه وكان يخاطب الغرب”.

وهكذا.. تحقق ما كان الإمام المهدي قد أعلنه قبل تقديم الخطاب بخمسة أيام.. من أن الله تعالى قد أوحى إليه أن خطابه سوف ينال السبق على جميع الخطابات التي ستُلقى في المؤتمر، (وإننا نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن سنة 1996 وافقت الذكرى المئوية لهذا الخطاب) وقد قامت الجماعة الإسلامية الأحمدية بطبع الترجمة العربية لهذا الخطاب الجليل تحت اسم: “فلسفة تعاليم الإسلام” وهو الاسم الذي اختاره سيدنا الإمام المهدي بنفسه، وقد نشرت الجماعة الآلاف من النسخ، حتى تكون في متناول القراء العرب، ويمكن لمن يبتغي الحصول على الكتاب أن يطلبه من مقر الجماعة في أي بلد من البلاد، إمّا مجانا أو نظير رسم رمزي لتغطية مصاريف الطبع والبريد. وحينئذ يمكن للقارئ الذي يبتغي الحق أن يحكم بنفسه على هذا الخطاب الجليل، ويرى مدى صدق كلمات الإمام المهدي، التي تؤكد على أن هذا الخطاب آية من آيات الله، وأنه يشرح الحقائق وجوانب الجمال التي يزخر بها القرآن الكريم، وأنه يقرر كالشمس في رابعة النهار، أن القرآن بكل الحق هو كلمة الله، وأنه كتاب مُنَزّل من عند الله تعالى. ويستطيع الإنسان المخلص.. بعد قراءة ذلك الخطاب الجليل.. أن يُقدّر مدى الجهاد العظيم، الذي قام به الإمام المهدي ، لإبراز النواحي الجمالية في القرآن التي تأسر الفؤاد، وتخلب القلوب، وتذيب الوجدان، وتأخذ بيد الإنسان المخلص لتوصله إلى عتبة الله تعالى. (يتبع)

* لقد دعا السيد سوامي شوغن تشاندر في إعلانه المنشور الزعماءَ الدينيين المسلمين والمسيحيين والآريين (الهندوس)، وناشدهم بالله أن يبيَّنوا مزايا دياناتهم في هذا المؤتمر. وها نحن نخبر السيد سوامي أننا -احتراما وتبجيلا لهذا القَسم العظيم- على استعداد لتحقيق مطلبه. وسوف يُتلى مقالُنا إن شاء الله في المؤتمر.. لأن الإسلام دين يحضُّ المسلمَ الصادق على الاستجابة الكاملة إذا دُعي إلى عمل ما باسم الله تعالى. وسوف نرى الآن مدى إخلاص إخوانه الآريين الهندوس لشرف إلههم “برميشور”، ومدى تعظيم القساوسة لإلههم “يسوع”، وما إذا كانوا مستعدين لحضور المؤتمر باسم الإله القدوس العظيم. منه

Share via
تابعونا على الفايس بوك