الحقائق تتكلم الحلقة الثانية

الحقائق تتكلم الحلقة الثانية

دوست محمد شاهد

مرحلة العداء الثالثة: مسألة فلسطين وما يتعلق بخدمات بارزة للجماعة الأحمدية في هذا المجال، وبالمقابل العقاب والانتقام من الجماعة الأحمدية باتهامها عميلة لإسرائيل والقوى الاستعمارية (1948/1973)

في بداية هذا الدور قام أحد أعضاء الجماعة البارزين صاحب الشهرة العالمية السيد شودري محمد ظفر الله خان رحمه الله، ودافع عن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي دفاعًا ليس له نظير، وقد سجل دفاعه هذا في تاريخ العرب بالثناء والافتخار. وعلاوة على دفاع السيد ظفر الله خان قام حضرة إمام الجماعة الأحمدية بالتوجه إلى مسلمي العالم للاتحاد ضد الحكومة الإسرائيلية والقيام ببرامج واتخاذ نظام يؤثر على مجريات الأمور لصالح القضية الفلسطينية. وقد كتبت الإذاعات والصحف العربية كأخبار “النهضة” (12/7/1948) وصحيفة “ألف باء” دمشق في 18/6/1948م) و”الشورى” تشيد بدعوة إمام الجماعة الأحمدية، وقالت أن البرنامج الذي قدمه إمام الجماعة الأحمدية برنامج مفيد جدًا ومؤثر ويستحسن العمل بموجبه. وقد نشرت هذه الدعوة في شكل منشور بعنوان: “الكفر ملة واحدة”.

فلم تكن تتوقع القوى الاستعمارية الروسية أو الأمريكية قيام مخطط لاتحاد إسلامي كما وضعه حضرة مؤسس الجماعة الأحمدية. فلما بلغ ذلك المخطط آذان تلك الدول الاستعمارية أخذوا يحرضون المسلمين ضد الجماعة الأحمدية ويتهمون تلك الجماعة التي قامت بكل طاقتها لمساعدة العرب والمسلمين أنها “عميلة لإسرائيل”، آخذين بالاعتبار أنه عند انتشار هذه الدعاية ضد الجماعة الأحمدية سوف تتلطخ سمعتها وفي الأخير سيفشل المخطط الخطير الرامي إلى توحيد صفوف المسلمين.

ولكن ذلك المخطط الاستعماري لم يلبث حتى انكشف، فبعد إقامة دولة إسرائيل تبين لذوي البصيرة أن أصابع الاستعمار هي التي لعبت وراء الستار من أجل تفريق وحدة المسلمين، وإن الجماعة الأحمدية بريئة من تلك الاتهامات التي لفقها المستعمرون لإضعاف قوة واتحاد المسلمين. وقد كتبت إحدى الجرائد العراقية المشهورة عند انكشاف هذا المخطط الاستعماري مقالة طويلة على يد أحد كبار كتابها الأستاذ علي الخياط أفندي، بعد قيام دولة إسرائيل بست سنوات، وفيما يلي نص جريدة “الأنباء” العراقية الصادرة بتاريخ 21/9/1954م:

“أصابع الاستعمار التي تلعب وراء القاديانية في كل مكان.. ليس هناك سوى سبب واحد وهو أصبع الاستعمار الذي يلعب دورا هاما في هذه القضية لبث الشقاق والتفرقة بين المسلمين الذين لا زالوا بانتظار اليوم الموعود الذي يقومون فيه بجولتهم الثانية لتطهير البلاد المقدسة من أرجاس الصهيونية وإعادة فلسطين إلى أصحابها الشرعيين.

إن الاستعمار يخشى أن يتحقق حلم العرب هذا وتزول دولة إسرائيل التي تحمل الكثير من المشاق في سبيل تكوينها، فيعمد إلى إثارة الشقاق بين طوائف المسلمين بإثارة النعرات، لتقوم بعض العناصر بتكفير فئة الأحمدية والتشهير بهم، حتى يؤدي ذلك إلى الشقاق بين باكستان وبين بعض الدول العربية التي تقوم صحفها بتكفير “ظفر الله خان” وزير خارجية باكستان الذي يتبع الطريقة الأحمدية.

ولعل كثيرًا من القراء يذكرون محاولة بعض العناصر في باكستان قبل مدة تأسيس (الإسلامستان) أي جامعة الدول الإسلامية، وذلك بجمع كافة الدول الإسلامية في منظمة واحدة لتسيير سياستها الخارجية والمحافظة على كيانها واستقلالها. إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد أن وقف بعض العناصر منها موقفًا معارضًا. وكان من جملة الأسباب التي أدت إلى فشل هذا المشروع هو سلاح التكفير الذي ناوله الاستعمار ليد بعض المتطرفين، ليشهروه في وجوه الذين تبنوا المشروع المذكور، لأنهم “قاديانيون ومارقون عن الإسلام”.

وقد يظن بعض القراء أن ما أذكره من تدخل الاستعمار في هذه القضية ليس إلا وليد الحدس والظن، إلا أنني أؤكد للقراء بأني مطَّلع كل الاطلاع على تدخل الاستعمار في هذه القضية، إذ إنه حاول أن يستغلني فيها بالذات عام 1948 أثناء حرب فلسطين.

كنت حينئذ أحرر إحدى الصحف الفكاهية وكانت من الصحف الانتقادية المعروفة في عهدها. وقد أرسل إلي موظف مسؤول في إحدى الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في بغداد، يدعوني لمقابلته.. وبعد تقديم المجاملة وكيل المديح على الأسلوب الذي أتبعه في النقد رجاني أن أنتقد الجماعة القاديانية على صفحات الجريدة المذكورة بألذع طريقة ممكنة، لأنها جماعة مارقة عن الدين.. فأجبته في بادئ الأمر بأني لا أعلم شيئًا عن هذه الجماعة وعن معتقداتها ولذلك لا يمكنني أن أنتقدها. فزودني ببعض الكتب التي تبحث في معتقدات القاديانية، كما أنه زودني ببعض المقالات عسى أن تنفعني بعض عباراتها في كتابة مقالاتي الموعودة. واستطعت أن أطلع على بعض عقائد الجماعة من مطالعة الكتب التي زودني بها المسؤول المذكور، والتي لم أجد فيها شيئًا يدل على تكفيرهم حسب اعتقادي. وبعد عدة مقابلات طلبت منه أن يعذرني عن تلك المهمة نظرًا لاعتقادي بأن ذلك يسبب الشقاق بين الطوائف الإسلامية في مثل ذلك الوقت بالذات. فأجاب قائلاً: ألا أن هؤلاء ليسوا بمسلمين، وقد كفرهم علماء جميع الطوائف الإسلامية في الهند. فقلت له: إن أقوال علماء الهند ليست أقوى حجة من الآية القرآنية التي تصرح بأن لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا. فما كان منه إلا أن قال غاضبًا: وهل أثرت فيك دعاية القوم، فخرجت عن الإسلام، وأصبحت قاديانيًا، وأخذت تدافع عنهم. فقلت متهكمًا: كن على يقين يا هذا بأني لا أستطيع أن أدعي بأني مسلم بكل ما في هذه الكلمة من معنى بالرغم من قضائي عشرات السنين بين المسلمين، فهل تكفي مطالعة بضعة كتب للقاديانية أن تجعلني قاديانيا؟

وقد اطلعت خلال ترددي على هذه الهيئة بأني لست الوحيد المكلف بهذه المهمة، بل هناك أناس آخرون يشاركونني التكليف. كما أني لن أكن الشخص الوحيد الذي رفض بل رفضه غيري أيضًا.

كان ذلك عام 1948 في الوقت الذي اقتطع فيه جزء من الأراضي المقدسة وقدم لقمة سائغة للصهيونيين. وإني أظن أن إقدام الهيئة المذكورة على مثل هذا العمل كان رد فعل للكراستين اللتين نشرتهما الجماعة الأحمدية في ذلك العام بمناسبة تقسيم فلسطين، وكانت إحداهما بعنوان “هيئة الأمم المتحدة وقرار تقسيم فلسطين” التي كانت تبحث في المؤامرات التي دبرت في الخفاء بين المستعمرين والصهيونيين، وكانت الثانية بعنوان “الكفر ملة واحدة”، وكانت تحث المسلمين على توحيد الصفوف وجمع المال لمحاربة الصهيونيين وتطهير البلاد المقدسة من أرجاسهم.

هذا ما اطلعت عليه بنفسي في ذلك الحين، وإني واثق كل الوثوق بأن الأحمديين ما داموا يبذلون الجهود لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، ويبحثون عن أسباب تتيح للمسلمين القضاء على دولة إسرائيل اللقيطة ضيعة المستعمرين. فإن الاستعمار لن يتوانى عن تحريك بعض الجهات للتشهير بهم بقصد تشتيت الكلمة.

إن من نتائج مؤامرات القوى الاستعمارية كذلك ما ظهر عام 1953 من فساد في باكستان، والذي من خلاله جعل الأحمديون هدفًا وعرضة لمظالم شديدة، فسلب ممتلكاتهم واستشهد العديد منهم، وذلك بتخطيط علماء الأحرار الذين وقفوا خلف هذه المؤامرة مع رئيس وزراء البنجاب “دولتانة” وشودري فضل إلهي الذي صرح طبق بيان أصدره رئيس باكستان السابق أنه كان بنيتهم إقامة دولة باكستان الشيوعية (ونص ذلك موجود في تقرير تحقيق المحكمة المنشور من قبل الحكومة الباكستانية عام 1953م ص 3/4).

وفي أحد الأعداد الأسبوعية من مجلة “ستار” الصادرة في كراتشي بتاريخ 24/5/1952 في الصفحة الأولى جاء ما يلي تحت عنوان “يد أجنبية”:

“من الذي خلق بلوى كراتشي؟ (والبلوى هنا إشارة إلى معارضة وعداء الجماعة الأحمدية)، إن هذه البلوى هي نتيجة تدخل عناصر أجنبية.”

وفي عام 954 كانت محاولة قتل حضرة أمام الجماعة الأحمدية (الذي نظم وأعد برنامجا للمسلمين في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي الباطل). وقد كانت محاولة القتل تلك نتيجة مخطط مدبر.

فقبل هذا الدور من المخالفة أشيعت في البلاد أن حكومة الحزب الإسلامي تدعم الفرقة القاديانية، واتهم الرئيس محمد أيوب خان وحكومة باكستان الشرقية أنهم يقدمون المساعدات للقاديانيين. فمن المعجزات الإلهية التي ظهرت في تأييد الجماعة الأحمدية ونصرتها تلك الأيام أنه على الرغم من انحلال الحزب الإسلامي وانتهاء حكم الرئيس محمد أيوب وانفصال باكستان الشرقية وإقامة دولة بنجلادش، إلا أن الحركة الإسلامية الأحمدية استمرت بالرقي والازدياد على عكس ما توقع لها الأعداء. فمع تغيير الأحوال في باكستان وبالرغم من انحلال السلطة التي قيل أنها كانت تدعم الأحمدية، نرى أن قافلة الحركة الأحمدية السماوية البراقة ما زالت وفي ازدياد وتقدم مستمر. وبهذا الصدد كتب أحد علماء أهل الحديث المولوي عبد الرحيم أشرف مدير مجلة “المنير” الصادرة في فيصل آباد، باكستان ما يلي:

“لقد قام بعض صلحائنا الأفاضل باستخدام جميع طاقاتهم وصلاحياتهم في مواجهة القاديانية، ولكن الحقيقة التي ظهرت من جراء تلك المواجهة أن الجماعة القاديانية أثبتت استحكامها وقوتها، وازداد عدد اتباعها عن السابق. ولقد قام لمقاومة السيد المرزا (حضرة مؤسس الجماعة الأحمدية)، العديد من سلفنا وكان من أكثرهم تقوى وتعلقًا بالله وأمانة وأخلاقًا وإيثارًا في العلم واعتبارًا للشخصيات التالية: سيد نذير حسين الدهلوي، مولانا أنور شاه الديوبندي، مولانا قاضي سيد سليمان منصور بوري، مولانا محمد حسين البطالوي، مولانا عبد الجبار الغزنوي، مولانا ثناء الله الامرتسري، وآخرين من الأكابر رحمهم الله وغفر لهم، فكان هؤلاء الصلحاء مخلصين في خلافهم للقاديانة، وكان أثرهم ورسوخهم في عداء القاديانية كبيرًا حتى أنه يصعب وجود أمثالهم اليوم.

وقد يتألم البعض من قراءة أو سماع أقوالي هذه، وقد تفرح الجرائد والمجلات القاديانية لبعض الوقت من نقل هذه الاعترافات، ولكن علينا بالرغم من ذلك أن نعترف مكرهين أنه بالرغم من جميع ما اجتهد به أكابرنا وسعوا إليه ضد القاديانية لم ينتج عنه إلا ازدياد عدد القاديانيين.. فالقاديانية انتشرت وازدادت قبل تقسيم الهند وبعد التقسيم في باكستان. وليس الازدياد فحسب، بل ثبتت قدماها في باكستان، وقد أصبح موظفون حكوميون وعلماء أخصائيون من أمريكا وروسيا يزورونهم في ربوة وفي أماكن تجمعاتهم الكبيرة. ومن جهة أخرى نرى أنه على الرغم من حالات الطوارئ التي مرت بها البلاد عام 1953 فقد سجلت الجماعة القاديانية ميزانية وصلت عام 56 إلى مليونين ونصف مليون روبية.” (المنبر، فيصل آباد 23/2/1956م)

مرحلة العداء الرابعة 1974 – 1984

في أواسط عام 1974 قام الاحرار كما في عام 1953 بإشعال نار الفتنة ضد المسلمين الأحمديين في باكستان، وكان من نتائجها استشهاد المزيد من الأحمديين بشكل غير إنساني، ونهبت أموالهم وسلبت ممتلكاتهم وزج الكثير من الأحمديين الأبرياء في غياهب السجون. وفي الأخير قام رئيس الحكومة ذو الفقار على بوتو في يوم 7/9/1974م وأعلن قرار البرلمان الباكستاني اعتبار الجماعة الأحمدية أقلية غير مسلمة، ذلك القرار الذي جاء خرقًا واستهتارًا بحكم الرسول ، حيث جاء في الحديث الشريف وبكل وضوح أنه:

“مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ”. (صحيح البخاري، كتاب الصلاة)

ولكن زعماء الأحرار أظهروا سرورهم وارتياحهم لهذا القرار، ولقبوا بوتو “خادم ختم النبوة” وقالوا أن له أجرًا عظيمًا، إنه عرف ختم النبوة، ولذلك فالله هو حافظه ومديم عزته” (مجلة جتان، 16/9/1974م، ص 5، لاهور)

وقبل ذلك أعلن علماء الأحرار أن اعتماد حكومة بوتو هو على الأحمديين. فقد منحتهم القوة والطاقة. ولكن الأحمدية وعلى الرغم من هذا القرار الأخير ما زالت تتقدم وتزدهر، ولكن بما يتعلق بنظام الحكم في باكستان فقد قام رئيس باكستان ضياء الحق بقلب نظام الحكم في شهر تموز، يوليو من عام 1977م واطاح بسلفه بوتو وأعلن الأحكام العرفية في البلاد. ثم ما لبثت حتى أشاعت الحكومة هنالك “القرطاس الأسود” وفيه استنكار الحكومة الحالية لأفعال الحكومة السابقة وسياستها، ونعتت قادة تلك الحكومة بالخبث والفساد. وهكذا رأينا ذو الفقار علي بوتو الذي كان بنظر الأحرار “خادم ختم النبوة ومعرفها”. قد انقلبت عليه الدنيا ومات بالإعدام عام 1979م. وهكذا تحقق وعد الله مرة أخرى بكل عظمة وشوكة أنه:

إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا (غافر: 52)

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي (المجادلة: 22)

مرحلة العداء الخامسة: (منذ نيسان ابريل عام 1984م)

لقد أخبرنا حضرة خاتم الأنبياء محمد المصطفى (فداه أرواحنا وقلوبنا) قبل أربعة عشر قرنًا أنه:

سيكون بعدي ناس من امتى يسد الله بهم الثغور، يؤخذ منهم الحقوق ولا يعطون حقوقهم، أولئك مني وأنا منهم”

وقد تحققت هذه النبوءة العظيمة للرسول بهذا الدور من العداء للجماعة الأحمدية، وذلك لما رأت حكومة الآمر الراحل ضياء الحق أن نفوذ الجماعة يزداد يومًا بعد يوم، ويزداد معه ضغوط مشائخ الأحرار والديوبنديين على الحكومة من أجل إيقاف تقدم الجماعة، فاصدرت الحكومة يوم 26/4/1984م مرسومًا جمهوريًا تسلب فيه الدولة الحقوق الإنسانية المعترف بها دوليًا وعلميًا للجماعة الأحمدية وتحرمهم حتى من تبليغ الإسلام ورفع الأذان للصلاة. وفي الحقيقة أن هذه المؤامرة الحقيرة كانت تستهدف النيل من نظام الخلافة الفعال القائم في الجماعة الأحمدية وقتل حضرة الإمام الحالي للجماعة حضرة سيدنا مرزا طاهر أيده الله تعالى، وباستشهاده وفصله عن الجماعة يؤخذ الأحمديون ويساقون إلى معسكرات للإبادة أو إكراههم بترك دينهم ومذهبهم تمامًا كما فعل أعداء المسلمين. فمنذ شهر نيسان إبريل 84 إلى يومنا هذا قام عمال الحكومة بإزالة الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله من على مساجد المسلمين الأحمديين ومحلاتهم، وقد استشهد العديد من الأحمديين دفاعًا عن هذه الكلمة الطيبة وحفاظًا عليها وتكريمًا لها. وكثير منهم أُخذوا ظلمًا وعدوانًا وزجوا في السجون لأجل احترامهم واعتقادهم وعدم ازالتهم إياها عن مساجدهم حسب أمر الشرطة، وفي حالات رفض الأحمديين إماطة كلمة الشهادة عن المساجد طلب الحكام من المسيحيين والهندوس بإزالتها من على مساجدهم.

لقد تحققت بهذه الأعمال الشنيعة التي قامت بها حكومة ضياء الحق والمولويون (العلماء) بشارة أخرى أخبرنا بها شيخ الصوفية وصاحب الإلهام حضرة الشيخ الجليل محي الدين ابن العربي رحمه الله حيث قال:

“وإذا خرج هذا الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة، فإنه لا تبقى لهم رياسة ولا تميز عن العامة”. (الفتوحات المكية)

آه، من ذلك السلوك المنافي للأخلاق الإنسانية تجاه تلك الجماعة التي بعثت لتخدم الإسلام ولتحصن قلاع الشريعة المحمدية وتبلغ الإسلام. وفيما يلي انطباعات لبعض الأدباء غير الأحمديين عن نشاطات الجماعة الأحمدية في تبليغ الإسلام والدفاع عنه في العالم:

قد كتب صاحب جريدة “الفتح” المصرية في 20 جمادى الآخرة 1351 هـ (22 أكتوبر 1932):

“والذي يرى أعمالهم المدهشة، ويقدر الأمور حق قدرها، لا يملك نفسه من الدهشة والاعجاب بجهاد هذه الفرقة القليلة التي عملت ما لم تستطعه مئات الملايين من المسلمين، وقد جعلوا جهادهم هذا أكبر معجزة على صدق ما يزعمون، وساعدهم في ذلك موت غيرهم ممن ينتسبون إلى الإسلام.”

ويقول فضيلة الشيخ عبد الوهاب العسكري مندوب العراق في مؤتمر العالم الإسلامي:

“إن أعضاء الجماعة الأحمدية قد فاقوا العالم الإسلامي كله بخدماتهم الجلية لنشر دعوة الإسلام.. هؤلاء رجال يختارون جميع الوسائل الممكنة لإعلاء كلمة الإسلام، ومن أعمالهم البارزة تأسيس إدارة التبشير في البلاد الأجنبية، ومنها المساجد التي شيدوها في مختلف مدن أمريكا وإفريقيا وأوروبا.. ولا شك أن مستقبل الإسلام المشرق مرتبط بهؤلاء الناس”. (مشاهداتي في سماء)

أحد مشاهد نصرة الله الباهرة

كان هدف حكومة ضياء الحق والعلماء وأعوانهم من القوى الاستعمارية هو محو اسم الخلافة الأحمدية وكأنها لم تكن، تلك الخلافة التي أقامها الله، فلا تزال هذه الخلافة مستمرة بفضل الله، ولكن الله محا أثر هذا الآمر من الدنيا بسبب المباهلة التي قام بها إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية ضده. ولا شك أنها معجزة حية لصدق الدعوة الأحمدية وليس لها مثيل إلا في جماعات الأنبياء. أما الطبائع الفرعونية ومن حولها فإنهم يشاهدون هذه المناظر الرائعة من تأييد الله لهذه الجماعة ويبذلون ما في طاقتهم باستعمال جميع الأسلحة المتوفرة لديهم من أجل إيقاف تقدم وازدهار الجماعة الأحمدية، وبالرغم من جميع هذه المحاولات فإنها بقيادة روحانية ربانية تزداد يومًا بعد يوم وهي سائرة على درب الازدهار والرقي والغلبة. وكما يزداد أبناؤها عددًا تزداد الأموال في خزائنها. فقامت بدور التبليغ، وتبني المساجد وتطبع الكتب وتنشر الصحف كل حين. وفي كل صباح جديد تشهد الجماعة الأحمدية ترقيات جديدة وتستمر البشارات وتزداد لتدل على قرب الفتوحات العظيمة. وكل بركة من محمد .

مستقبل الأحمدية الباهر

يقول حضرة مؤسس الأحمدية :

“أنبأني (الله) مرارًا أنه سيعظمني تعظيمًا، ويلقي محبتي في القلوب، وينشر جماعتي في العالم كله، ويجعل جماعتي ظاهرة على الفرق كلها. وإن أفراد الجماعة يحوزون الكمال في العلم والعرفان إلى حد أنهم يفحمون الجميع بنور صدقهم وحججهم وآياتهم. وكل قوم يشرب من هذا الينبوع. وإن هذه الجماعة لتنمون بكل قوة وتزهون حتى تحيط بالأرض كلها. إن عقبات كثيرة لتحدثن والابتلاءات الكثيرة لتأتين، ولكن الله سوف يزيلها ويوفي وعده.

وخاطبني الله وقال:

“إني أباركك ببركات عظيمة حتى أن الملوك يتبركون بثيابك”

فيا أيها السامعون، احفظوا هذه الأقوال وأودعوا هذه الأنباء في صناديقكم، فإنها وحي الله الذي يتم في يوم من الأيام” (تجليات إلهية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك