والفضل ما شهدت به الأعداء

والفضل ما شهدت به الأعداء

يتطاول في هذه الأيام أعداء الإسلام ممن نزعوا عن وجوههم ثوب الحياء كسلمان رشدي وغيره على كرامة خير البشر أفضل الرسل خاتم النبيين سيدنا محمد ، ولكن مئات بل ألوف العلماء والفلاسفة الكبار الذين أوتوا حظًا من الشرف والمروءة والحياء قد اضطروا للاعتراف بعظمة سيرة نبينا ونبل أخلاقه ، وذلك رغم كونهم غير مسلمين، بل بعضهم أعداء للإسلام ونبيه. ويسرنا أن نقدم إلى حضرات القراء الكرام بعض ما قاله هؤلاء ذوو الشرف والمروءة والحياء. (التقوى)

المستر وليم موير – الاسكتلندي

مستشرق شهير ولد في أديبوك 1829 توفي 1905. قال في كتابه (حياة محمد) ص 42-43:

إن الذين دونوا سيرة الرسول قد ذكروا تفاصيل كثيرة تدل على عظمة نبوته المنتظرة.. وإنه في نفسه عظيم وفي رسالته عظيم. وما عسى أن نتحدث عن سيرة لرجل خلق أمة مترامية بعد أن كانت خاملة، وإذا بها ذات كيان عظيم.

المستر جون انتبورت- السويسري

ولد في مدينة لوزان (1795-1863) قال في كتابه (محمد والقرآن):

بقدر ما نرى صفة محمد الحقيقية بعين البصيرة والتروي في المصادر التاريخية الصحيحة، بقدر ما نرى من ضعف البرهان وسقوط الأدلة لتأييد أقوال الهجو الشديد والطعن القبيح الذي اندفن على رأسه، وانهار عليه من أفواه المغرضين والذين جهلوا حقيقة محمد ومكانته، ذلك الرجل العظيم عند كل من درس صفاته العظيمة. كيف لا وقد جاء بشرع لا يسعنا أن نتهمه فيه.

المستر جيبون – الكندي

ولد في عام 1773 وتوفي 1827 في بلدته كيبيك. ألف كتابًا أسماه (محمد في الشرق)، قال فيه ص 17:

إن دين محمد خال من الشكوك والظنون، والقرآن أكبر دليل على وحدانية الله. وبالجملة دين محمد أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره. ومن يتهم محمدًا أو دينه فإنما ذلك من سوء التدبر أو بدافع العصبية. وخير ما في الإنسان أن يكون معتدلاً في آرائه، ومستقيمًا في تصرفاته.

توماس كارليل – الإنجليزي

ولد في 1762/ 1805 مستشرق إنجليزي أخذ العربية في بغداد، وأستاذ العربية في كمبرج بريطانيا 1795. قال في كتابه (محمد رسول الهدى والرحمة)، تعريب الكاتب المصري المعروف محمد السباعي ص 4:

ويزعم المتعصبون والملحدون أن محمدًا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان. كلا، وايم الله، لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيرا وحنانا وبرا وحكمة وحجى وإربة ونهى، أفكار غير دنيوية ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه. وقال في صفحة 7 منه:

“لقد أصبح من العار على أي متمدن أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، أو أن محمدا كذاب. وقد آن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة”.

المسيو ميسمر- الفرنسي

قال في كتابه (العرب في عهد محمد)، تعريب فؤاد بطرس السوري عام 1922:

إن من تسافه وأنكر صدق محمد فقد بت بهذه المسألة دون أن يحلها، وحمل ضميره مسؤولية المكابرة، ورمى بنفسه إلى نهاية سيئة. إذ ليس من وحي الضمير الحر ما يقارفه أولئك المغرضون على محمد الذي اتصف بكل صفات الكمال.

المسيو حنا داق نبرت – السويسري

ولد في بلدته لاون التابعة لمدينة لوزان، 1836/1912، قال في كتابه (محمد والإسلام):

كلما ازداد الباحث تنقيبا في الحقائق التاريخية الوثيقة المصادر فيما يخص الشمائل المحمدية، ازداد احتقارا لأعداء محمد مثل ماركس وبريدر وشلحل وغيرهم الذين اشرعوا أسنة الطعن في محمد قبل أن يعرفوه ونسبوا إليه ما لا يجوز أن ينسب إلى رجل حقير، فضلاً عن رجل كمحمد الذي يحدثنا التاريخ عنه أنه رجل عظيم.

برناردشو – الإنجليزي

ولد في مدينة كانيا 1817/ 1902، له مؤلف أسماه “محمد”، يقول:

إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال. فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالد خلود الأبد. وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

وإذا أراد العالم النجاة من شروره، فعليه بهذا الدين. إنه دين السلام والتعاون والعدالة في ظل شريعة متمدينة محكمة، لم تنس أمرًا من أمور الدنيا إلا رسمته، ووزنته بميزان لا يخطئ أبدًا.

العلامة ديتريسي فريديريك – الألماني

مستشرق ألماني ولد في برلين عام 1821 وتوفي 1888. مدرس العربية، عنى بنشر عدة كتب عربية منها مقولات أرسطو. قال فيه ص 56:

إننا لو أنصفنا الإسلام لتبعنا ما عنده من تعاليم وأحكام، لأن الكثير منها ليس في غيره. وقد زاده محمد نموًا وعظمة، بحسن عنايته وعظيم إرادته. ويظهر من محمد أن دعوته لهذا الدين لم تكن إلا عن سبب سماوي، إننا نقول هذا لو انصفناه فيما دعا إليه ونادى به. وإن من اتهم محمدًا بالكذب فليتهم نفسه بالوهن والبلادة وعدم الوقوف على ما صدع به من حقائق.

الدكتور وايل – الفرنسي

مستشرق فرنسي ولد في عام 1818 وتوفي 1889. درس في باريس العربية والسريانية، اشتغل في الجزائر مدرسًا ومترجمًا، وله (تاريخ الخلفاء) قال فيه:

إن محمدًا يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمصلح عظيم، بل ويستحق أن يطلق عليه أيضًا لقب النبي. ولا يصغي إلى أقوال المغرضين وآراء المتعصبين. فإن محمدا عظيم في دينه وشخصيته، وكل من تحامل على محمد فقد جهله وغمطه حقه.

المسيو بوسورت أسمث – الإنجليزي

عالم كبير إنجليزي ولد في بلدة نيوكاسل 1815- 1892، وهو من كبار رجال الفكر وعالم كميائي قال في كتابه (محمد والإسلام):

إذا قدرنا تاريخ الإسلام إذ ننظر من نافذة الإنصاف فإنما نقدر صاحبه الذي أسس ووضع حجره الأساسي، وهو محمد الذي لا نستطيع أن نقول في حقه إلا أنه رجل عظيم بعقله وعمله وأخلاقه وبلاغته وتدينه. وسيحمل له المنصفون من النصارى وغيرهم الإخلاص متى عرفوه في المستقبل.

العلامة جان ميكائيليس – الروسي

مستشرق روسي من نوابغ القرن الثامن عشر، ولد في مدينة بروا 1717/1791. قال في كتابه (العرب في آسيا):

لم يكن محمد نبي العرب المشعوذ ولا الساحر كما اتهمه السفهاء في عهده، وإنما كان رجلاً ذا حنكة وإدارة وبطولة وقيادة وأخلاق وعقيدة. فلقد دعا لدينه بكل صفات الكمال، وآتى للعرب بما رفع فيه شأنهم. ولم نعرف عن دينه إلا ما يتلاءم مع العصور مهما تطورت. ومن يتهم محمدًا ودينه بخلاف هذا فإنه ضال عن الطريقة المثلى. وحري بكل الشعوب أن تأخذ بتعاليمه.

المستر جان ليك- الإسباني

مستشرق إسباني ولد في بلدة ملقة عام 1822 توفي 1897. كان شغوفا بالكتابة واستطلاع التاريخ العربي، ألف كتابا اسمه (العرب) قال فيه ص 43:

ما أجمل ما قاله المعلم العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم): الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله. حياة محمد التاريخية لا يمكن أن توصف بأحسن مما وصفها الله نفسه بألفاظ قليلة، بين بها سبب بعث النبي (محمد): (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

وقد برهن بنفسه على أن لديه أعظم الرحمات لكل ضعيف، ولكل محتاج إلى المساعدة. كان محمد رحمة حقيقية لليتامى والفقراء وابن السبيل والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكد والعناء. وإني بلهفة وشوق أصلي عليه وعلى أتباعه.

العلامة ماكس فان برشم – السويسري

ولد في لوزان 1863/1921، جال في بلاد الشرق، له عدة مؤلفات منها (العرب في آسيا)، قال فيه: إن محمدا نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية. إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة. وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعًا على سيرته ودعوته يدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل، ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له.

العلامة فونالبس – السويسري

ولد عام 1793/1861، قال في إحدى مقالاته:

فحبذا محمد من رجل خشن اللباس خشن الطعام، مجتهد في الليل قائم النهار ساهر الليل. دأب في نشر دين الله غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان، غير متطلع إلى ذكر أو شهرة كيفما كانت. وإلا فما كان ملاقيا من أولئك العرب الغلاظ توقيرا واحتراما وإكبارا وإعظاما، وما كان يقودهم ويعاشرهم معظم أوقاته مدة ثلاث وعشرين سنة وهم ملتفون حوله، يقاتلون بين يديه ويجاهدون حوله. لقد كان في هؤلاء العرب جفاء وغلظة وبادرة وعجرفة، وكانوا حماة الأنوف أباة الضيم صعاب الشكيمة، حتى قدر على رباضتهم وتذليل جانبهم حتى رضخوا له. فذلكم، وايم الحق بطل كبير. لولا ما أبصروا فيه من آيات النبل والفضل لما خضعوا له ولما أذعنوا. كيف وقد كانوا أطوع إليه من بنانه. وظني أنه لو أتيح لهم بدل محمد قيصر من القياصرة بتاجه وصولجانه لما كان مصيبا من طاعتهم مثل ما ناله محمد في ثوبه المرقع بيده. فكذلك تكون العظمة وهكذا تكون الأبطال.

ثم قال: إن ما اتصف به محمد من محامد الصفات يرينا فيه أخًا للإنسانية الرحيم أخانا جميعًا، وإني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع. ولقد كان ابن القفار لا يقول إلا على نفسه، ولا يدعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبرا، ولم يكن ذليلا ضرعا. فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله، وكما أراد يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم واكاسرة الفرس، ويرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة.

البحاثة الكبير لبيب الرياشي – اللبناني

قال في أول كتابه (فلسفة الرسول العربي) ص 6/11 تحت عنوان (اعتراف قبل التحليل وقبل الدرس):

ما ندمت على شيء في حياتي ندمًا عصبيًا ساحقًا مثل ندمي على جهلي نفسية الرسول العربي والإمام الأعظم العالي. أما لو درس عشاق الرسول وعشاق العظماء والحكماء والمبدعين غير العرب، بطهارة وجدان وبراءة سريرة وتحليل عبقري، حياة الرسول العربي وسمو الرسول العربي وبراءة سريرته وأعماله وشرعه لاستكشفوا أعظم شخصية وأقدس رسالة للتاريخ الإنساني. ولقد طالعت مئات المجلدات وقرأت حياة ألوف العظماء والرسل، ولكن مئات المجلدات وحياة ألوف العظماء والرسل ما فعلت بنفسي وأثرت في دماغي، وهذبت وثقفت وأدهشت مثلما فعلت حياة الرسول العربي العالمي محد بن عبد الله.

(مقتبس من (محمد عند علماء الغرب) للشيخ خليل ياسين، الطبعة الثانية، 1983، مؤسسة الوفاء، بيروت).

Share via
تابعونا على الفايس بوك