الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

منذ أسابيع طويلة تطالعنا الصحف ونشرات الأخبار في وسائل الإعلام الغربي بما يجري في جمهورية البوسنة المسلمة عموما وفي مدينة غراجدة خصوصًا من أحداث عدوانية من جانب قوات الصرب، وتلك المحاورات الصبيانية المكشوفة بين هيئة الأمم المتحدة (الأمريكية) وبين قادة الصرب: من تهديدات رقيقة لا تتجاوز السطور التي كتبت فيها، وألاعيب (حربية) لا تجوز حتى على أهل السذاجة. إن دول الغرب ليست بهذا الغباء، ولكنها تعمد إلى هذا الأسلوب المكشوف لهدفين:

الأول – لتبدو من الناحية الرسمية بريئة من التآمر مع الصرب ضد البوسنة لأنها لا تجد مبررا أدبيا لذلك. والثاني – الإمعان في إذلال قادة البلاد الإسلامية وتقييدهم في سلاسل الرعب حرصا على مقاعد السلطان. وربطهم في أغلال رضوان الغرب عليهم.

لقد تبين لكل من يرقب مجرى الأحداث في البوسنة -وخصوصا الأحداث الأخيرة- أن القوى الغربية لا تهتم بمصالح البلاد الفقيرة والضعيفة ومنها البلاد الإسلامية بصفة خاصة. ومجريات الأمور تؤكد كل يوم أنهم في الغرب يعادون تقدم بلاد الإسلام ونهضتهم مرة أخرى. وهم دائما وأبدا يسارعون إلى العمل عندما يكون الهدف إلحاق الضرر ببلاد الإسلام، ويتكاسلون ويخادعون ويناورون إذا كان العمل في صالح المسلمين، ويضيعون الوقت ويرفعون شعارات فارغة كاذبة حتى تضيع فرص الخلاص أمام البلاد الإسلامية. هذه الحقيقة الواضحة شهدناها تتكرر أمام أعيننا مرة بعد أخرى في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة.. فهل من  مدكر؟

في كتاب الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية (كارثة حرب الخليج والنظام العالمي الجديد) كشف حضرة مرزا طاهر أحمد نصره الله عن هذه الحقائق بعين المسلم الناصح الشفوق على أمة محمد . ونصح قادة وحكام الدول الإسلامية أن يخرجوا من هذه اللعبة غير المتكافئة، التي يُضحَّى فيها بمصالح المسلمين والعالم الثالث كله.. على يد منظمة أنشأها الذئاب اللئام ليلتهموا في دهاليزها حملان العالم الثالث المسكينة.. في ظل نظمهم الخبيثة ووسائل خداعهم الظالمة المموهة بقشور سياسية كاذبة. وأوصاهم حضرته أن يتَّحدوا فيما بينهم وينشئوا لأنفسهم منظمة ترعى مصالحهم.. بعد أن ثبت -للأعمى قبل البصير- أن منظمة الأمم المتحدة الحالية لم تعد ذات جدوى للأمم الضعيفة والفقيرة.

فيا حكام المسلمين وولاة أمرهم، ويا قادة العالم الثالث.. إنكم إذا لم تهتموا بهذا الأمر فسوف تتحملون النتائج أمام شعوبكم وأمام التاريخ وأمام الله رب العالمين. استمعوا إلى صوت الناصح الأمين الذي أقامته لكم السماء.. لعلكم تفلحون.               (المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك