الرد على اعتراضات ثلاثة  حول آية الكسوف والخسوف

كلام الإمام لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود

 

الرد على اعتراضات ثلاثة  حول آية الكسوف والخسوف

يعترف معارضونا أن خسوف القمر والشمس قد وقع في رمضان وفي القرن الرابع عشر، ولكنهم يقدمون ثلاثة أعذار ظلمًا وإخفاءً للحق.

وللقراء الكرام أن يفكروا ويحكموا هل هذه الأعذار صحيحة؟

العذر الأول هو أن بعضًا من رواة الحديث ليسوا من الثقات.

والجواب على ذلك هو: إذا كان بعض الرواة دون مرتبة الثقة حقيقةً فالاعتراض يكون على الدارقطني: لماذا خدع المسلمين بمثل هذا الحديث.. لو لم يكن هذا الحديث جديرًا بالاعتبار والتقدير فلماذا كتبه الدراقطني في صحيحه. مع العلم أنه محدّث ذو مرتبة حتى أنه يتعاقب على صحيح البخاري أيضا، ولا كلام لأحد في نقده هذا. لقد مضى على تأليفه أكثر من ألف عام ومع ذلك لم يتكلم أحد من العلماء في هذا الحديث ولم يعتبره موضوعا…. وإن كان أحد من كبار المحدثين اعتبره موضوعا فعليكم تقديم قوله الذي ذكر فيه أن هذا الحديث موضوع.

والاعتراض الثاني من معارضينا هو أن النبأ لم يتحقق حسب ظاهر كلماته، لأن القمر ما انخسف في أول ليلة من رمضان، بل انخسف في الليلة الثالثة عشرة منه، وكذلك ما انكسفت الشمس في اليوم الخامس عشر من رمضان، بل انكسفت في اليوم الثامن والعشرين منه.

والجواب على ذلك هو: أن رسول الله ما اخترع من عنده قانونًا جديدًا لهذا الكسوف، بل أخبر عن أيام حدوثه ضمن الأيام التي عينها الله تعالى منذ البداية لخسوف القمر وكسوف الشمس، وقال في كلمات واضحة أن الشمس ستنكسف في اليوم الوسط من أيام كسوفها وسينخسف القمر في أول ليلة بعد طلوعه.. أي في الليلة الأولى من الليالي الثلاث التي عيّنها الله لخسوفه وهذا ما حدث بالضبط، حيث وقع الخسوف في الليلة الثالثة عشرة التي هي الليلة الأولى من ليالي خسوفه….

وفي لغة العرب فإن القمر إنما يسمى قمرًا إذا كان قد مضت على طلوعه أكثر من ثلاث ليال، ويسمى هلالاً وليس قمرًا حتى ثلاث ليال….فقد جاء في قاموس “لسان العرب” وغيره تحت لفظ (القمر): هو بعد ثلاث ليال إلى آخر الشهر.. أي يطلق عليه (القمر) بعد ثلاث ليال إلى آخر الشهر. فما دام لا تطلق عليه كلمة (القمر) وهو في الليلة الأولى من طلوعه، وما دام لا يوجد فيه ما يسمى بسببه قمرًا من شدة البياض والنور، فكيف يصح القول أنه سينخسف أول ليلة بعد طلوعه…..

أيها السادة اتقوا الله! فما دام الحديث قد ذكر كلمة (القمر).. وما دام من المتفق عليه أن القمر يسمى قمرًا بعد ثلاث ليال أو سبعة ليال بعد طلوعه فكيف يسمى الهلال قمرًا؟ أفليس من الظلم الفادح الجدالُ في مثل هذا النبأ الواضح والقول بأن خسوف القمر كان يجب أن يقع في الليلة الأولى بعد طلوعه، أي طلوع الهلال في أفق السماء! أين الباكون ليبكوا على مثل هذه العقول!!

والاعتراض الثالث الذي يحاولون به دحض هذه الآية هو قولهم: ألا يمكن أن يقع الكسوف والخسوف الآن في رمضان ويخرج المهدي الذي ظهرت الآية لتأييده وتمييزه في القرن الخامس عشر أو السادس عشر أو أي قرن آخر فيما بعد؟

فالجواب أيها السادة، رحمكم الله؛ ما دام فهمكم قد انحط لهذه الدرجة فليس بوسعي أن أفهمكم. الواضح أن آيات الله إنما تظهر تصديقا لرسله تمييزًا لمأموريه عندما يكذّبون تكذيبًا شديدًا…… من المستحيل أن تظهر الآية اليوم، وأما الذي ظهرت الآية لتصديقه ولذب معارضيه فيبعث بعد مائة أو مائتي أو ثلاث أو ألف عام من ظهورها. ومن البديهي أن مثل هذه الآيات لن تدعم دعواه شيئا….. فما الفائدة من آية تظهر قبل الآوان؟ ومن الذين يستفيدون منها؟ لأن المتواجدين عند ظهورها لم ينتفعوا بها لانعدام مدعٍ عندئذٍ. فما الفائدة من آية كهذه إذا فَنِي هؤلاء الذين قد رأوها بأنفسهم ولم يبق أحد منهم على وجه الأرض حيًا يستطيع القول إني رأيت الكسوف والخسوف بعيني… وإذًا فلو فصّلنا بين المهدي وبين آية صدقه لكان علامة شؤم مكروه للغاية، لأن ذلك يؤدي إلى الظن بأن الله لا يريد أبدًا أن يثبت صدق هذا المهدي بالآيات السماوية……

بالجملة فهذا الحديث الوارد في الدارقطني مفيد جدا للمسلمين، لأنه أولا حدّد القرن الرابع عشر كموعد لظهور المهدي بصورة قطعية، وثانيا قدم لتأييد ذلك المهدي آية سماوية كان أهل الإسلام ينتظرونها منذ 1300 عام….. إنني مستعد أن أحلف بالله في بيت الله الحرام أن هذه الآية ظهرت إظهارًا لصدقي وليس لأي شخص آخر لم يكذّب بعد، وما ثارت في وجهه ضجة من التكفير والتكذيب والتفسيق. كما أنني أستطيع أن أحلف في بيت الله الحرام أن هذه الآية حددت أيضا القرن، لأنه إذا ظهرت الآية في القرن الرابع عشر تصديقا لشخص (ادّعى بالمهدوية) فتعين بذلك أن رسول الله إنما حدد القرن الرابع عشر لظهور المهدي. (تحفة غولروية، الخزائن الروحانية ج 17 ص 122-155)

فرحة المسلمين

“كان نبأ خسوف القمر والشمس في رمضان المبارك نبأ لدرجة أنه عندما ظهرت هذه الآية في الهند قال الناس في الشوارع وطرقات مكة المعظمة إن المهدي الموعود قد وُلد. فقد كتب لي صديق مقيم في مكة في تلك الأيام رسالة أنه لما سمع أهل مكة خبر كسوف الشمس والقمر في رمضان طبقًا لما ورد في كلمات الحديث جعلوا يقفزون فرحة قائلين: ها لقد جاء وقت ازدهار الإسلام ووُلِد المهدي. وأخذ بعضهم، بسبب أفكارهم الخاطئة عن الجهاد، يصقلون أسلحتهم وظنوا أن المعارك ستنشب ضد الكفار. لقد بلغنا أنه ليس في مكة فقط بل وفي جميع بلاد الإسلام عندما سمعوا خبر وقوع الكسوف والخسوف، أثاروا ضجة كبيرة واحتفلوا كثيرًا. (المرجع السابق)

عناد المشائخ

“لقد كانوا يقرأون في الأحاديث أنه سيحدث الكسوف الخسوف في رمضان في زمن المهدي، حتى أنهم قبل ظهور الآية كانوا يثيرون عليّ ضجة أن هذه الآية لم تتحقق بعد. والآن وقد شهدت الدنيا كلها على ظهورها حتى أنها ظهرت في أمريكا في بلاد أخرى.. أخذ أولئك الذين كانوا يعتبرونها آية من آيات صدق المهدي، يكذبونها بأفواهم… رحم الله حالتهم.. وكان عاقبة تكذيبهم إياي أن كذبوا الآن نبأ للرسول “. (الملفوظات، كجلد 3 ص 13 و 14).

“ذكر صديق لي أنه عندما تحقق هذه الآية، قال أحد المشائخ واسمه المولوي غلام مرتضى، وقت خسوف القمر ضاربا فخذه بيده: “الآن، سوف تضل الدنيا”. لاحِظوا حاله وكأنه أشفق على الدنيا من الله سبحانه. ما أفدح خطأه”. (الملفوظات مجلد 9 ص 158)

ذلك مبلغهم من العلم

” يعرف كل أحد أن الأيام المعينة لكسوف الشمس هي 27 و 28 و 29 من الشهر الهجري حسب قانون الطبيعة، وليالي خسوف القمر هي 13، 14 و 15 من الشهر القمري، فكيف يمكن اجتماعهما في ساعة واحدة بحسب قانون الفلك. فقانونك هذا عن علم الفلك غريب جدًا ، لا نعرفه نحن ولا أحد من علماء الفلك. ما أعجب دعواك هذه بعلم الفلك ثم تفوهك ضد معارف العلم مع سعة علمك!؟ فما أغرب علمك وما أعجب معرفتك عن علم الأفلاك!!!” (مجموعة الإعلانات مجلد 2 ص 324)

ترجمة: عبد المجيد عامر

Share via
تابعونا على الفايس بوك