سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 39

سيرة المهدي – الجزء 2 الحلقة 39

مرزا بشير أحمد

  • استجابة الله لدعاء المسيح.
  • الدعاء الحق.

__

استجابة الله دعاء المسيح الموعود (عليه السلام) بشأن إنجاب زوجة أحد صحابته مرتين على التوالي

445- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان غلام نبي سيتهي وقال: كانت زوجتي مصابة بمرض الهزال أو ما يُسمى السغل أو الضوى فكانت تعاني سقوط الجنين قبل الولادة. فلقد جئت مرة لمداواتها إلى قاديان وبدأتُ علاجها على يد حضرة الخليفة الأول، بالإضافة إلى ذلك كنت أطلب الدعاء من حضرة المسيح الموعود . وحدث في تلك الأيام بينما كنت جالسًا في عيادة الخليفة الأول إذ دخل حضرته وخاطبني قائلا: مبارك لك يا ميان غلام نبي! لا تحتاج زوجتك الآن إلى المزيد من العلاج لأن المسيح الموعود قد بشّر بابن لك. ثم ذكر لي القصة التالية: كان المسيح الموعود قد ذهب للنـزهة إلى بستانه مع حضرة أم المؤمنين، فرافقتهما زوجتك أيضا كما صحبتهما زوجتي وبعض النساء الأخريات أيضا. عند وصوله إلى البستان طلب حضرته بعض ثمار التوت، فذهبت بعض النساء لاحضارها وكانت زوجتك إحداهن. جاءت النساء بثمر التوت الذي سقط بهزهن أغصان الشجر، أما زوجتك فتسلقت الشجرة وقطفت أطيبها وأفضلها. فلما رأى حضرته ثمر التوت على قسمين قال: ما الأمر؟! هذا التوت يعلوه الغبار والآخر نظيف جدًّا؟ قالت حرم حضرته: لقد تسلقت زوجة غلام نبي الشجرة وقطفت هذا التوت النظيف حبّة حبة. فسرّ بذلك حضرته ودعا لها وقال: رزقها الله تعالى صبيًا.

يقول ميان غلام نبي: لقد رزقني الله تعالى بعد ذلك صبيًا إلا أنه توفي بعد سنة ونصف، فكتبت إلى حضرته رسالة بأن هذا الولد قد وُلد بدعائك بعد أن بشرتني به، مع ذلك فقد توفي، فبعث لي حضرته الرد التالي على رسالتي تلك:

7 أكتوبر 1902

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي

محبي وعزيزي ميان شيخ غلام نبي سلمه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلتني رسالتك، ولعل وقْع صدمة وفاة نجلك وفلذة كبدك كان عليك شديدا. أبدلكم الله تعالى بخير منه. يجب ألا يخطر ببالك أن ولادة هذا الطفل كانت معجزة، ثم تساءلت: لماذا إذًا توفي؟! وذلك لأن الله تعالى يقول:

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 107)

أي إذا محونا آية أو معجزة أظهرنا آية أخرى أفضل منها، أما بالنسبة إلى الأولاد فقد قال تعالى:

إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن 16)

أي أن أموالكم وأولادكم محل اختباركم، فإن الله تعالى يرى من يثبت منكم ومن يتعثر، لاسيما وأنك لا زلت صغير السن، في حين أن الرجل يمكن أن ينجب في الـ 90 من عمره، لذلك أكتب إليك أن تحتسبه ثوابًا هذه المرة وتنال نصيبًا من الرحمة الموعودة المذكورة في هذه الآية التي يقول فيها الله تعالى:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون (البقرة 156-157)

 فلا تخف مطلقًا وكن منتظرًا لمعجزة الله الثانية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العبد المتواضع

غلام أحمد من قاديان

قال ميان غلام نبي: سررت كثيرا عند استلامي رسالة حضرته وزال الحزن كله المتعلق بوفاة ولدي، ولقد قلت لمن جاء إلى بيتي للتعزية أن يذهبوا لأنني لا أشعر حزنًا مطلقًا لأن المسيح الموعود قد كتب لي بشارة عن ولد آخر.

يقول ميان غلام نبي: بعد فترة رزقني الله تعالى صبيًا آخر لا يزال على قيد الحياة واسمه «كرم إلهي»، وله أولاد أيضا بفضل الله تعالى.

الدعاء الحق هو من كان صاحبه مشرفا على الموت (مضطرًّا)

446- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود كثيرا ما يقول بصدد ذكر الدعاء: إن مثل الدعاء هو:

جو منگے سو مر رہے مرے سو منگن جا

أي من يسأل فعليه أن يكون مستعدًا لقبول نوع من الموت، ولا يخرج للسؤال إلا من كان مستعّدا لقبول هذا الشرف. ومعناه أن استجابة الدعاء تقتضي من الإنسان أن يورد على نفسه نوعًا من الموت ويسقط على عتبة باب الله تعالى كالميت الذي لا حياة فيه، ويقطع كل آماله الأخرى إلا ما يتعلق بباب الله تعالى.

ومعنى الجزء الأخير من هذا المثل أنه لا يسأل إلا المشرف على الموت، أي من تعرض لحاجة حقيقة ملحة لا يجد عنده بدًّا من السؤال، ولكن يبدو أن الجزء الأول من هذا الشطر متعلق بمسألة الدعاء، والله أعلم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك