استجابة الدعاء، دليل حي على وجود الله
  • ما هو الدعاء وما حقيقة تأثيراته؟
  • لماذا لا يمكن للداعي الحق أن يشقى أبدا؟
  • ما هي شروط استجابة الأدعية؟
  • كيف تقدم استجابة الدعاء شهادة حية على وجود الله تعالى؟

___

رسالة خاصة ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز 

الخليفة الخامس للمسيح الموعود عليه السلام بتاريخ 15|05|2022م 

من مكتب حضرته بإسلام آباد، بريطانيا، بمناسبة الفمة المنعقدة عن وجود الله

عقدت أسرة مجلة «مقارنة الأديان» هذا العام ندوةً عن وجود الله وقد التمسوا مشاركة حضرته (أيده الله تعالى بنصره العزيز) في هذه الندوة لتسليط الأضواء على هذا الموضوع، فكان أن افتتح حضرته كلمته بفكرة استجابة الدعاء، كون هذه الاستجابة الربانية أبلغ دليل على وجود ذلك الإله الحي القيوم مجيب دعاء الداعين، وإلا فالميت لا يجيب دعاء ولا يسمع رجاء!

ماهية الدعاء وخواصه وتأثيراته

أود مبدئيًّا أن أقدم بعض الشواهد الروحية عن استجابة الدعاء، وقبل أن أخوض في هذا المضمار أود أن أعرض عليكم قبسات إيمانية مفعمة من بعض أقوال سيدنا المسيح الموعود الفياضة بالحكمة والمعرفة، ليتبين لنا ما هو الدعاء، وكيف يجيب الله الأدعية، وأي نوع منها يجيبها وفي أي حال يجيبها، فسأتكلم عن كل ذلك بإيجاز. فقد قال سيدنا المسيح الموعود في موضع:

إنني أقول صدقًا وحقًّا إن بكاءنا على أعتاب الله إذا كان باضطرار فهو يهيج فضله ورحمه ويستنزله. أي إذا كانت صرخاتنا أمام الله صادرة من القلب فهي تنزل أفضاله، ويتقبل الدعاءَ.

ثم قال: إن الخواص العجيبة والتأثيرات الغريبة للدعاء تظهر في الابتلاءات حصرًا، والحق أن إلهنا يُعرف بالدعاء فقط.

ثم قال: بالدعاء تتحقق إنجازاتٌ غريبة، لكن الذين يدْعون يجهلون آداب الدعاء، والتي هي ضرورية لقبوله، فإذا اطلعوا عليها ودعَوا بأسلوب صحيح، وتضرعوا إلى الله وقدَّموا إليه مطالبهم بخشوع وابتهال، وحققوا لوازم الدعاء في الحقيقة، فإن الله يتقبل الأدعية، وبذلك يُثبت وجوده أيضًا.

ثم قال في موضع آخر: إن الذي يدعو الله تعالى عند البلايا والمصائب ويلتمس منه حلّها بشرط أن يبلّغ الدعاء كماله ينال الطمأنينة والسعادة الحقيقية من الله تعالى. (والجدير بالملاحظة أن ذلك بشرط أن يوصل الدعاء إلى الكمال). وإن لم يحصل على مطلبه على سبيل الافتراض فإنه يُعطى من الله طمأنينة وسكينة من نوع آخر، (فليس من الضروري أن يتحقق حتمًا مطلبُه الذي يدعو من أجله، أي إذا كان لا يتحقق مطلبُه الذي من أجله يدعو، ويرزقه طمأنينة القلب على الأقل، فيطمئن، ويقتنع) ولا يبقى خائبًا وخاسرًا قطّ. (أي لا يخطر بباله أنه صار شقيًّا ولم يُتقبل دعاؤُه وأنه لم يحرز معرفةَ الله . كلا بل قال حضرته أنه لا يشقى أبدًا).

الداعي الحقيقي لا يشقى أبدًا

إضافة إلى النجاح في نيل المطالب، تزداد قوة الداعي الإيمانية ويزداد يقينه.

(أما الذين لا يهتمون بالدعاء فقد قال عنهم حضرته : أما الذي لا يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء فيعيش أعمى ويموت أعمى.

يتابع حضرته ويقول: والذي يدعو بروح الصدق من المستحيل أن يبقى خائبًا في الحقيقة، بل يهب له الله تعالى كما يشاء سعادةً لا تُنال بالمال ولا بالحكومة ولا بالصحة بل هي في يد الله وحده، غير أنها توهب له نتيجة الدعاء الكامل فقط. إذا قام المرء بالدعاء تيسرت له كل هذه الأشياء التي يريدها والتي من المحال أن ينالها بالثروة. إن هذه السكينة والطمأنينة لا تُنال بالسلطة ولا بالحُكم، ولن تنعموا بهذه السكينة والصحة. ولكن إذا كنتم تدعون الله تعالى فإنه سيدبر الأسباب بفضله وتتيسر لكم  كل هذه الأشياء وتتحقق لكم رغباتكم التي لا تحققها لكم الأسباب والوسائل المادية.

وقال : إذا شاء الله تعالى وجد الإنسانُ المخلص الصادق بعد الدعاء وقت المصيبة لذةً لا يجدها ملكُ الملوك على عرشه. وهذا ما يسمى تحقيق المراد حقا، ويناله الداعُون في نهاية المطاف.

إنفاد الأسباب المادية ضروري ليعمل الدعاء عمله

تحدث عن ضرورة العمل بالأسباب، وأنه شرط ليعمل الدعاء عمله، فقال: الحق أن الذي لا يقوم بالعمل فإنه لا يقوم بالدعاء في واقع الأمر. إذا قال المرء قد دعوت الله ولم يتخذ الأسباب المادية، ولم يصلح أعماله، ولم يُخضِعها لمرضاة الله تعالى، فلا يمكن أن نقول أنه يدعو الله تعالى. لا بد من إصلاح الأعمال كما لا بد من اتخاذ الأسباب أيضًا، ثم لِيَدْعُ اللهَ تعالى، وسوف يستجيب له. أما إذا لم تتيسر الوسائل وأصبح المرء عديم الحيلة مضطرًا عاجزًا عن أن يجد الأسباب فإن الله تعالى يعلم نيته ويرى أن هذا إنسان مخلص، وأعماله صالحة، وأنه قد جاءه (عز وجل) بنية خالصة، وعندها يستجيب الله دعاءه.

وقال : إذا لم تكن أعمالكم صالحة وقمتم بالدعاء، فإنكم تختبرون الله تعالى. وهذا لا يجوز. لا تختبروا الله تعالى. لابد لكم أولًا مِن بذل كل ما تملكونه من قوى وقدرات، وهذا هو معنى الدعاء الحقيقي. لا مناص للمرء من أن يفحص أولاً عقيدته وأعماله. علينا فحص عقائدنا ومدى توكلنا ويقيننا بالله تعالى وإيماننا بأنه ليس ثمة مَن يسد حاجاتنا سوى الله تعالى.

شهادة شهود عيان على استجابة الدعاء

بعد ذكر هذه الأمور أسرد على مسامعكم بعض الواقعات الآن. كتب أحد معلّمينا في ساحل العاج واقعة أحد الأحمديين المخلصين، ويُدعى عبد الله، حيث قال هذا الأخ: اعتقلت الشرطة أخي وحكمت المحكمة عليه بالسجن عشرين عاما بجريمة بيع المخدرات. فحزنت حزنا شديدا بأن الشرطة قد أخذت أخي هكذا مع أنه ليس بمجرم. وبينما أنا أقاسي هذا الحزن الشديد كتبتُ رسالة إلى خليفة المسيح طالبا منه الدعاء، كما بدأتُ أنا أيضا الدعاء لفكّ أسر أخي. ومع ذلك لم أر سبيلًا للإفراج عنه. وذات يوم رأيت في المنام حضرة خليفة المسيح يقول لي: لا تحزن واصبر، سيُفَكّ أسر أخيك عاجلًا. ولما استيقظت في الصباح كنت مطمئنًا جدًّا وموقنًا بأن الله تعالى سيُري معجزة إن شاء الله، وسوف يفرج عن أخي ويرجع إلينا. ولكن بدلاً من أن يُفرَج عن أخي مرضت أمي بعد بضعة أيام، واضطررنا إلى نقلها إلى أكبر مستشفى في البلدة ودار في خُلدي أننا لم نلبث أن ابتُلينا  بمصيبة سجن شقيقي حتى حلّت بنا مصيبة أخرى إذ مرضت أمي. كنت في كرب شديد وتقطعت بي الأسباب، كما كنت قلقًا من ازدياد البلايا بهذه الصورة، فدعوت ثم نمت فرأيتُ في الرؤيا الخليفة وهو يقول لي: قم وافتح الباب، فاستيقظتُ من نومي فجأة، وإذا بشخص يطرق الباب في الحقيقة، ففتحت الباب وإذ به أخي الأكبر الذي قال: اليوم أطلقت الشرطة سراحي. يقول الأخ عبد الله: هذا كله بفضل الله تعالى وبركة الأدعية وإعجاز الصلة بالخليفة.

إذا لم تكن أعمالكم صالحة وقمتم بالدعاء، فإنكم تختبرون الله تعالى. وهذا لا يجوز. لا تختبروا الله تعالى. لابد لكم أولًا مِن بذل كل ما تملكونه من قوى وقدرات، وهذا هو معنى الدعاء الحقيقي. لا مناص للمرء من أن يفحص أولاً عقيدته وأعماله. علينا فحص عقائدنا ومدى توكلنا ويقيننا بالله تعالى وإيماننا بأنه ليس ثمة مَن يسد حاجاتنا سوى الله تعالى.

والآن أذكر واقعة من بنين التي يفصل بينها وبين ساحل العاج ثلاث أو أربع دول، ولا توجد صلة مباشرة بين الدولتين، ناهيك عن أن تكون بين مواطنيهما صلة مباشرة، ولكن الله تعالى يُري مشاهد استجابة الدعاء في كل مكان. قال مبايع جديد من بنين: في قريتنا تأهل ثلاثة طلاب فقط لامتحان الثانوية، وكانوا أحمديين. ولا توجد في القرية إمكانية الدراسة الجيدة حتى يقال أنهم سينجحون في امتحان المتميزين بعلامات جيدة بل ربما لا ينجحون. فقال: كتبتُ الرسالة إلى الخليفة أن الدراسة في القرية ليست جيدة ونحن مبايعون جدد وانتُخب ثلاثة طلاب فقط من المدرسة كلها في القرية ورُفض الآخرون كلهم فادع لنا أن ننجح ولو نجحنا بغض النظر عن العلامات الجيدة فيكون جيدا جدا، فردّ عليها الخليفة بالدعاء للنجاح. قال: حين تلقينا هذا الجواب أيقنَّا أن أبناءنا سينجحون بفضل الله وأيقن الأبناء أيضًا. فقدموا الامتحان وحين جاءت النتيجة وجدوا أنهم لم ينجحوا فقط بل حصلوا على علامات جيدة جدا. وبذلك ازددنا إيقانا وإيمانا بالله تعالى.

ثم هناك واقعة من غامبيا، حيث كتب من هناك شخص اسمه عمر أنه بايع مع عائلته في عام 2017، وكانت زوجته مصابة بسرطان الرحم، وكانت أنجبت قبل سبع سنوات ثم أصيبت بالسرطان، وقال لها الأطباء ألا علاج لمصابها، ويستحيل أن تنجب. فكانت تظل قلقة جدا لأنها من جهة تعاني من مرض، ومن جهة أخرى هي غير قادرة على الإنجاب، ولديها ولد صغير لا تعرف مصيره ما إذا كان يرى الأفراح أم لا. قالت: بعد البيعة رأيتُ صورة الخليفة على منشور وشعرت بطمأنينة وبدأت بالدعاء باستمرار لمزيد من الطمأنينة، يقول الأخ عمر: ثم كتبت رسالة إلى الخليفة ذكرت فيها مرضها وأمنيتها أن تُرزق مزيدًا من الأولاد وطلبت الدعاء. فأنزل الله تعالى فضله عليها وحملت وحين فحصها الأطباء والممرضون استغربوا، وقالوا: كنا قلنا أنها لا تستطيع أن تنجب لأنه مستحيل طبيًّا. ثم أجروا فحصا لسرطانها فوجدوا أنه أيضا انتهى تمامًا، فاستغربوا للغاية، فسأل أحد الأطباء هذه المبايعة الجديدة: أي دواء استخدمته حتى شفيت تمامًا من السرطان كما انحلت مشكلة الإنجاب أيضًا التي كنا نوقن يقينًا كاملًا أنه مستحيل طبيًّا؟ فقالت: لم أستخدم أيّ دواء، بل قد كتبت إلى خليفة الوقت طالبة الدعاء، وكنت أدعو بنفسي أيضًا، وهذه كلها بركات الدعاء، والأدعية هي علاجي وقد أنزل الله عليّ أفضاله بسبب الدعاء.

تقول سيدة من الكبابير: لقد أجهضت ست مرات وقال الأطباء إن حالتي غير عادية، ولم يبق عندي أيّ أمل للإنجاب. أقول: في هذه الأثناء جاء زوجها إلى بريطانيا وقابلني وبيّن لي الوضع كاملًا وطلب مني الدعاء. فقلت له: ستحمل زوجتكم بفضل الله تعالى وستُنجب أيضًا. وبعد ذلك بفترة وجيزة استقر الحمل عندها ورزقهما الله تعالى ابنة. ثم لم تتوقف أفضال الله تعالى هنا بل رزقهما ابنا أيضًا بعد الابنة.

ثم هناك داعيتنا في مدينة مالدا في إقليم البنغال بالهند، وقد أصيب بالفشل الكلوي في كلتا الكِليتين في عام 2005م، حاول الأطباء علاجه ولكن لم تتحسن حاله حتى يئسوا من شفائه وقالوا: لا يمكن فِعلُ شيء له. عندما سافرتُ إلى قاديان في عام 2005م قابلتني عائلته وذكروا إصابة الداعية وطلبوا مني الدعاء له. ثم رجع الداعية المشفى للفحص مرة أخرى بعد فترة وجيزة، واندهش الأطباء حين رأوا أن كِليتيه قد شُفيتا تمامًا، ومنذ ذلك الوقت لا يزال داعيتنا هذا صحيحًا معافى. فهذا فضل من الله نتيجة الدعاء الذي قيل عنه: إنه يحوِّل المستحيل ممكنًا!

هناك أخ آخر يسكن في فرنسا وقد بايع في عام 2016م ويقول: لا يوجد أيّ أحمدي في المنطقة التي أسكنها. كنت قد قرأت في الصغر حين كنت بالغًا من العمر ثمانية أو تسعة أعوام كتابًا بعنوان: «المسيح الدجال»، وقد ذُكرت فيه ثلاثة أحزاب هم: المفلحون والجبناء والشهداء. عندها دعوت الله تعالى أن يجعلني من المفلحين. وبعد فترة وجيزة هاجرت من بلد عربي وجئتُ إلى فرنسا وذات يوم شاهدتُ قناة تلفزيونية وبسببها تعرفت إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. لقد شاهدت هذه القناة أي «ايم تي ايه» وواظبت على مشاهدتها بانتظام حتى اقتنعتُ بصدق الجماعة ولكن لم أنضم إليها.

ما كنتُ قد رزقتُ أولادًا بعد لسبب ما. ذات يوم سمعت أدعية المسيح الموعود التي تُبثّ عبر قناة ايم تي ايه وظللت أتابعها وأرددها وأدعو بنفسي أيضًا وببركة تلك الأدعية رزقني الله بالأولاد بعد فترة وجيزة مع أن الأطباء كانوا قد صرّحوا من قبل بأنني لن أُرزق أولادًا قطُّ. ولكن الله تعالى أراني آية صدق المسيح الموعود بقبول دعائي.

ثم يضيف ويقول: كان أحد أعضاء مجلس خدام الأحمدية قلقًا جدًّا بسبب عدم عثوره على عمل، وجاءني ذات يوم وكان يجهش بالبكاء، بسبب أنه عاجز عن دفع التبرعات نظرا إلى ضيق ذات اليد. يقول داعيتنا إنني نصحتُه أن يكتب إلى خليفة المسيح بالالتزام ويطلب منه الدعاء. ثم جاءني بعد فترة وجيزة وقال: أعطني استمارة الوصية لأني أريد الاشتراك في نظام الوصية، بينما كان في السابق غير قادر حتى على أداء أي نوع من التبرعات. قلت له كيف تنضم إلى نظام الوصية وليس لك دخل؟ فردّ: لقد استجاب الله تعالى الأدعية الآن فوجدت وظيفة لقاء مرتّب شهري قدره أربعين ألف فرانك، وعليه أنضم إلى نظام الوصية. لقد استجاب الله تعالى أدعيتي، وتلك منة من الله عليَّ، ، لذلك أصبح لزامًا عليّ أن أنضم إلى نظام الوصية. إنه يتبرع الآن بانتظام وبكل إخلاص، ويزداد إيمانًا ويقينًا كما ازداد إيمانه بالله تعالى.

ثم كتب داعية الجماعة في كونغو كنشاسا عن شخص فقال: لقد وزعنا الطعام على المساجين وفق برنامج رتّبناه وأطلعنا المساجين من خلاله على تعاليم الإسلام. وبعد بضعة أيام جاء شخص إلى مركز الجماعة وقال: أريد أن أبايع. سألته: لماذا تريد ذلك؟ ما الذي حصل؟ ومن أين أتيت؟ ومن أنت؟ قال: كنت سجينًا في المعتقل الذي زرتموه. كنت بريئًا وأُدخلت في السجن بلا جريرة. أما الجريمة فقد ارتكبها أحد أصحابي ثم هرب، ولكنني اعتُقلتُ مكانه فأُدْخِلت إلى السجن. فلما أتيتم إلى المعتقل ودعوتم في نهاية برنامجكم وأخبرتم عن الحكمة الكامنة وراء الدعاء -كنت أنا أيضًا من بين الداعين معكم- فدعوت الله تعالى قائلًا: اللهم إن كنت تستجيب الأدعية، وإن كان هؤلاء الناس صادقين، فساعدني وأخرجني من هنا، لأنك تعرف أنني بريء. يقول: لقد وقع في قلبي أنه إذا كانت هذه الجماعة صادقة فسيستجيب الله تعالى دعائي حتمًا. وبينما كنت أدعو ترسخ في قلبي أن دعائي سيستجاب اليوم إذا كانت هذه الجماعة صادقة، وسيهيئ الله تعالى من الغيب أسباب الإفراج عني.

وقد كان، فقد رجع من تلقاء نفسه  صاحبي، ذلك الذي ارتكب الجريمة وهرب، لَّم نفسه إلى الشرطة، وأقرّ أمام الجميع ببراءتي وسلّم نفسه للاعتقال وقال مشيرًا إلي: إنه شهد ببراءتي براءة تامة واعترف على نفسه بأنه المجرم الحقيقي. وعليه فقد أُطلق سراحي، فأتيت إلى مركز الجماعة مباشرة.

فلمّا شرعنا في تعريفه بالجماعة قال: لقد أراني الله تعالى بنفسه حجة على صدق هذه الجماعة، كما أثبت عليّ وجوده وبرهن على استجابة الأدعية أيضًا، وبايع فورًا ودخل في صفوف الجماعة الإسلامية الأحمدية.

الإله الحي هو من يجيب دعاء من يدعوه

لقد قال المسيح الموعود في بيت شعر ما معناه:

إن الله الحق يقيم بقدرته الدليل على وجوده، وهو إراءة وجه ذلك الإله الذي هو وراء الوراء.

هكذا يُري الله تعالى آياته، وإن مثل هذه الأحداث تصلني بالمئات بل بالألوف كل سنة، وما ذكرت إلا بضعةً منها.

قوّانا الله تعالى إيمانًا ويقينًا، ووفقنا للدعوات، واستجاب الله تعالى دعواتنا أيضًا. جعل الله تعالى مباركًا الهدف الذي لأجله تُعقد هذه القمة، وأن تكون هذه القمة ذريعة لازدياد إيمان الناس.آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Share via
تابعونا على الفايس بوك