إِن الذي فرض عليك القرآن لرادك إِلى معاد
  • أثر صحبة الصالحين وخدع الشياطين
  • الاختلافات القصصية بين التوراة والقرآن
  • المماثلات بين النبي ويوسف عليه السلام
  • مستوى الصحة بين قصص القرآن وسرد التوراة

__

اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُـوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيـكُمْ وَتَـكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (يوسف: 10)

شرح الكلمـات:

الصالحين: صلح الشيء يصلح صلاحًا وصلوحًا وصلاحيةً: ضدُّ فَسَدَ أو زال عنه الفسادُ، يقال صلحت حال فلان. وصلح الرجل في عمله: لزم الصلاح. (الأقرب)

التفسـير:

انظروا إلى تأثير الصحبة الصالحة. لقد كان إخوته يخططون لارتكاب جريمة شنيعة، ولكنهم كانوا أبناء لنبي من الأنبياء وكان لصحبته تأثير فيهم لذلك كانوا يشعرون في قرارة نفوسهم بالخوف من غشيان المعصية، ودفعًا لهذا الخوف خدعوا أنفسهم قائلين: هلموا نقتله الآن وسوف نتوب فيما بعد.

هناك كثير من الناس الذين يقعون فريسةً لهذه الخدعة الشيطانية، مع أنه لا ضمان للحياة. ومهما كان الإنسان صادقًا وقويًا في نيته للتوبة فإنه ليس في مأمن من أنواع الأخطار والأخطاء أبدًا. إذ قد يفاجئه الموت، أو يصاب في عقله، أو يتعود على المعصية بحيث يستحيل التخلي عنها. فما دام الأمر كذلك كيف يضمن توبته في آخر المطاف.

وهنا أيضًا نجد اختلافًا بين التوراة والقرآن، إذ يقول القرآن إن إخوته تشاوروا أولا، وبعد المشورة احتالوا على أبيهم ليأخذوه معهم خارج البيت وينتقموا منه. ولكن التوراة تزعم أنهم كانوا خارج البيت ورأوه وهو قادم إليهم، فاستعدوا فورًا لقتله حيث جاء فيها: “فلما أبصروه من بعيد قبل ما اقترب إليهم احتالوا له ليُميتوه. فقال بعضهم لبعض هو ذا هذا صاحب الأحلام قادمٌ. فالآن هلمّ نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله. فنرى ماذا تكون أحلامه”. (التكوين37: 18-20).

إنه من السهل جدًا للذين يقومون بتحرِّي أسباب الجرائم أن يدركوا أن قول القرآن هو الصواب، إذ لا يفكر أحد ولا يستعد على هذا النحو فجأةً لقتل شخص ما إلاّ المجانين أو قطاع الطرق الذين قد تعودوا على سفك الدماء وإزهاق النفوس بدون هوادة. ولكن إخوته كانوا يعيشون في ذلك البيت عيشة الشرفاء فما كانوا ليستعدوا هكذا فجأةً لقتله. إذًا فاتّفاقهم جميعًا على قتله، دليل على أنهم كانوا قد تشاوروا وتآمروا على قتله من قبل. أفلم يفكر أخوه الذي اقترح عليهم قتله ماذا سيكون مصيره إذا لم يرضَ باقي الإخوة  باقتراحه؟

كما أن قولهم وتكونوا من بعده قومًا صالحين أيضًا يكشف أنهم ما كانوا مجرمين بالعادة، بل كانت فطرتهم تعافُ هذه الفعلة الشنيعه. فلا شك أن رواية القرآن أقرب إلى الصواب عقلاً وواقعًا.

المماثلة السادسة:

وهي تتمثل في مؤامرة القتل. يقول الله تعالى عن تآمر الكفار على قتل النبي وإذ يمكر بك الذين كفروا ليُثْبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الأنفال:31). قوله ليثبتوك يعني ليأسروك ويقيدوك. فكما أن أخوة يوسف خططوا لقتله أو إلقائه في أرض نائية، كذلك كان تخطيط المشركين ضد المصطفى .

وفي قولهم وإنا له لحافظون دليل آخر على أن يوسف كان صغير السن عندئذ، وإلاّ فإن الشاب المترعرع في البرية والبالغ سبع عشرة سنة، لا يكون بحاجة إلى حماية الآخرين على هذا النحو.

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِـطْهُ بَعْـضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِـلِينَ (يوسف: 11)

شرح الكلمات:

غَيابَة: الغَيابة من كل شيء: ما سَتَرَك منه. والغيابة من الجُبّ و الوادي: قعرُه. ووقعنا في غيابة أي هبطةٍ من الأرض. والغَيابة: القبر. (الأقرب).

الجُبُّ: البئرُ، أو البئرُ الكثيرة الماء البعيدة القعر. وفي المصباح: الجب بئر لم تُطوَ. (الأقرب)

السيّارة: مؤنث السيّار أي كثير السير. والسيارة: القافلة، وأصلها القوم يسيرون. (الأقرب)

التفسـير:

أي إذا كنتم لا ترضون إلاّ بمخالفته في كل حال فلا تقتلوه؛ بل فكروا في مكيدة أخرى نطرده بها من البيت.

المماثلة السابعة:

كما أن بعض إخوته عارضوا قتله كذلك خالف بعضٌ من الكفار المتآمرين قتلَ النبي ، بل إن بعضهم ضغطوا على الآخرين بحيث اضطر هؤلاء أخيرًا لنقض المعاهدة التي أبرموها لقتله وأتباعِه عن طريق التجويع والفاقة (السيرة لابن هشـام)

قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ   (يوسف: 12)

شرح الكلمات:

لا تأمنّا: أمِنه وأمّنه وائتمنه واستأمنه: جعله أمينًا (تاج العروس)

ناصحون: نصح الشيءُ نَصحًا ونُصوحًا: خَلَصَ. ونصحتْ توبته نصوحًا: خلصت من شوائب العزم على الرجوع. ونصح الثوبَ: أنعم خياطته ولم يترك فتقًا ولا خلالاً، شبه ذلك بالنصحِ. ونصح العملَ: أخلصه، ونَصح العسل: صـفّاه. (الأقرب)

التفسـير:

ورد في التوراة: “ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم. فقال إسرائيل ليوسف أليس إخوتك يرعون عند شكيم. فتعال فأُرسلك إليهم. فقال له ها أنذا” (التكوين 37 : 12و13). أي أن أباه هو الذي حضّه على الذهاب إلى إخوته في المرعى.

ولكن القرآن الكريم يخبرنا أن إخوته تآمروا على قتله، ثم استأذنوا أباهم ليرسله معهم إلى الخارج. وكان يعقوب على علمٍ بسيرة أبنائه السيئة وبما كانوا يكنونه ضد يوسف من عداء وشر. والتوراة  أيضا تؤكد ذلك: “فلمّا رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلامٍ”. (التكوين37:4). فكان من المستحيل -والحال هذه- أن يرسله أبوه بنفسه إلى الإخوة. فلا شك إذًا في صحة بيان القرآن وخطأ بيان التوراة.

ويبدو من المشهد الذي ترسمه هذه الآية أن يوسف كان عندئذٍ قد بلغ من العمر حوالي أحد عشر عامًا أو إثني عَشَرَ، لأن ما قاله إخوته لا يقال إلاّ عن طفل في هذه السن. ولكن التوراة تزعم أنه كان قد بلغ سبع عشرةَ سنةً (التكوين 2:37). وهذا خطأٌ كما سنثبت ذلك بعد قليل.

أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ   (يوسف: 13)

 شرح الكلمات:

يرتع: رتعت الماشية في المكان رَتعًا ورُتوعًا ورِتاعًا: أكلت وشربت ما شاءت في خِصبٍ وسَعةٍ. ورتع القوم: أكلوا ما شاءوا في رغدٍ، ويقال: خرجنا نرتع ونلعب أي ننعم ونلهو. ( الأقرب)

التفسـير:

يبدو من هذه الآية أنهم كانوا حرّاثين أيضًا، ولكن التوراة تزعم أنهم كانوا رعاة. والحق أن بيان القرآن هو الحق والصواب، وهذا ما يتأكد من التوراة نفسها، إذ تذكر الرؤيا الأولى الواردة في التوراة أن يوسف رأى فيها أنه وإخوته يصنعون حُزمًا من الكلأ (التكوين 2:37). ولكن الطفل الصغير الذي لم يُسمح له بالخروج من البيت إلاّ قليلا ولم يعِش في المدينة وإنما في البرية مع أهله منقطعًا عن باقي العالم، لايمكن أن يرى في الرؤيا مشهدًا كهذا لا عهد له به من قبل في الحياة. فالرؤيا الأولى أيضًا تؤكد صحة بيان القرآن بأنهم كانوا حرّاثين أيضًا.

وفي قولهم وإنا له لحافظون دليل آخر على أن يوسف كان صغير السن عندئذ، وإلاّ فإن الشاب المترعرع في البرية والبالغ سبـع عشـرة سنة، لا يكون بحاجـة إلى حمـاية الآخـرين على هذا النـحو.

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (يوسف: 14)

التفسـير:

قال يعقوب بأن مجرد التفكير في خروجه معكم يؤلمني، لأني أخاف أن يأكله ذئب وأنتم في غفلة عنه. وقوله هذا يشكل دليلا آخر على كون يوسف حينئذ صغير السن. كما يبدو منه أيضا أن أباه كان قد تلقى بوحي الله إشارات تنبهه إلى مؤامرتهم هذه، ولذلك امتنع عن إرساله معهم بنفس الحجة التي كان إخوته سيلجأون إليها في ما بعد تبريرًا لغيابه.

قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ   (يوسف: 15)

التفسـير:

علينا أن نأخذ العبرة من هذه الحادثة وندرك كيف أن الحسد يلقي صاحبه بعيدًا في الضلال. ذلك أنه إذا كان إخوته الآخرون لم يجدوا أي رادع يمنعهم من نسج هذه المؤامرة الشنيعة ضده كان من واجب “دان” و”نفتالي” على الأقل أن يُظهرا من الحياء ما يمنعهما من التورط في المؤامرة، لكونهما من بطن زوجة يعقوب التي كانت أمَةً لأم يوسف. ذلك أن أمه كانت لا تستطيع الإنجاب في البداية فأهدت هذه الأَمةَ لزوجها يعقوب ليكون له أولاد منها. فولدت له ولدين فاعتبرتهما أم يوسف أولادًا لها وقامت هي بتربيتهما، أحدهما “دان” ومعناه ( لقد رُزقتُ أنا أيضًا ولدًا) والآخر نفتالي (أي لقد صرت غالبة على أختي بولدي هذا) وتولت تربيتهما بنفسها (التكوين 30 : 1-10). ولكن انظروا إلى قسوة قلب داني ونفتالي كيف اشـتركا في مؤامرة قتل ابن امرأة كانت محسـنة لهما.

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ   (يوسف: 16)

التفسـير:

أي أنهم لا يدركون اليوم مقام من يسيئون إليه، ولكن الأمر سينكشف عليهم بكل جلاء، عندما يضطرون للمثول بين يديه. وكأن الآية وصفٌ لما كان عليه سيدنا يوسف   عندئذ من حالة ضعف وانعدام حيلة بحيث لم يخطر ببال إخوته حينئذ أنه يمكن أن ينال هذا الشرف العظـيم.

المماثلة الثامنة:

إن إلقاء يوسف في البئر يشكل أيضا تشابهًا آخر بينه وبين النبي . فعندما اضطر نبينا للهجرة نتيجة مضايقات الكفار بمكة، وطاردوه اختبأ في “غار ثور” وهو أيضًا شبيهٌ بالبئر. والفارق الوحيد هو أن يوسف أُلقي في البئر بيد إخوته، أما النبي فاختبأ بنفسه في الغار (السيرة لابن هشام)

وقد تشبه حادثة إلقائه في البئر ما حدث للنبي   في شعب أبي طالب حيث أُلقي في ذلك الشِعب ليبقى فيه محاصرًا لحوالي ثلاث سنوات.

المماثلة التاسعة:

لقد أُخبر يوسف بمصير إخوته قبل وقوعه، كذلك بشّر الله النبي بأن إخوته (أي قومه) سوف يضطرون للمثول أمامه أذلاء  صاغرين  في يوم من الأيام. وهذه البشارة مذكورة في قول الله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادُّك إلى معاد (القصص:86).. أي أن الإله الذي أنزل عليك القرآن للعمل به سوف يعود بك حتمًا إلى البلد التي هي مرجع الخلائق ومعاد الناس، بمعنى أنك سوف ترجع إليها فاتحًا بعد أن طُردت منها.

وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ   (يوسف 17و18)

شرح الكلمات:

عِشاءً: العشاء أولُّ الظلام، وقيل من المغرب إلى العتمة، وقيل من زوال الشمس إلى طلوع الفجر. (الأقرب)

التفسـير:

قولهم وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب يشكل برهانا آخر على أن يوسف كان صغيرًا عندئذٍ، لأن شابًا في سن السابعة أو الثامنة عشرة يستطيع الاشتراك في أية لعبة شاء. كما أن الذئب الواحد لا يهاجم شابًا بيده سلاح، اللهم إلا أن يكون هناك قطيع من الذئاب، ولكن لا توجد  في أرض فلسطين منطقة فيها الذئاب على شكل قطعان.

وقولهم وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين يبين أنهم ما كانوا مجرمين متعودين على ارتكاب الجرائم، وإلاّ لم يتفوهوا بهذه الكلمة التي هتكت سرّهم، لأن المجرمين بطبيعتهم لا يكشفون عن جرائمهم بمثل هذه الكلمات، أما هؤلاء فقد تفوهوا -رغماً عنهم -بكلمةٍ كشفت عن  جريمتهم.

أي أن الإله الذي أنزل عليك القرآن للعمل به سوف يعود بك حتمًا إلى البلد التي هي مرجع الخلائق ومعاد الناس، بمعنى أنك سوف ترجع إليها فاتحًا بعد أن طُردت منها.

وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون (يوسف: 19)

شرح الكلمات:

سوّلت: سوّل له الشيطان: أغواه وسهّل له، من السَوَل أي الاسترخاء. يقال هذا من تسويلات الشياطين وما تطلبه وتسأله. سولت له نفسه كذا: زيّنته له وسـهّلته له وهوّنته (الأقرب)

فقوله (فصبرٌ جميل) تقديره: فصبري صبر جميل، أو: فأمري صبر جميل، أو: فصبر جميل خير لي.

المستعان: استعان: طلب العون، والمُستعان من يُطلب منه العون.

التفسـير:

يتضح من التوراة أن يعقوب عندما رأى قميص يوسف عليهما السلام  أيقن بموته حيث جاء فيها: “فتحققه وقـال: قمـيص ابني. وحش رديءٌ أكله. افتُرس يوسف افتراسًا”.  (التكوين37 : 33) ولكن القرآن الكريم يعارض هذا الرأي ويقول: إن أباه اعتبر قضية قميصه خدعةً منهم واستعان بالله على ما يقولون، مما يؤكد أنه كان يأمل أن يكون يوسف حيًّا، وإلاّ فلا معنى لقوله والله المستعان على ما تصفون .

والحق أن التوراة نفسها تؤيد موقف القرآن، حيث جاء في موضع آخر منها أن يوسف عندما أوقف أخاه عنده في مصر، تقدم إليه يهوذا وقال: ‘‘قال لنا عبدك أبي: أنتم تعلمون أن امرأتي ولدت لي اثنين. فخرج الواحد من عندي وقلت: إنما هو قد افتُرس افتراسًا. ولم أنظره إلى الآن’’(التكوين 44 : 27، 28)

فيتضح من قول يعقوب :‘‘ولم أنظره إلى الآن’’  أنه كان يوقن بأن يوسف  لايزال حيًّا، ولو كان موقنًا بموته -كما تذكر التوراة هنا بأنه افتُرس- لصار قوله هذا: “لم أنظره” عبثًا ولغوًا. إذن لا شك في صحة بيان    القرآن الكريم.

وإن التلمود أيضًا يساند رأي القرآن، فقد جاء فيه أن يعقوب عندما رفض ادعاءهم ذهبوا وأتوه بذئب، فقال له الذئب:‘‘كيف آكل ابنك وقد فقدتُ اليوم ابني أنا’’. ثم تذكر الرواية أن يعقوب لم يزل متفائلاً إلى أن أخبره الله بالرؤيا أن ابنه لا يزال حيًّا يرزق (الموسوعة اليهودية، كلمة Joseph )

وهذا البيان من التلمود مهما كان مخالفًا للعقل فإننا عندما نقرأه مع قول يهوذا السـالف الذكر نـدرك دونما شك أن يعقوب لم يثـق بادعـائهم هلاك يوسـف بين أنياب الذئـب.

المماثلة العاشرة:

فكما أن إخوة يوسف قد ادّعوا هلاكه كذبًا كذلك زعم الكفار قتل الرسول في موقعة أُحد عندما أعلن أبو سفيان: إنا قتلنا محمدًا. حتى إنهم نشروا هذه الإشاعة في مكة (السيرة لابن هشام) لكن الفرق الوحيد هو أن إخوة يوسف عزوا قتله إلى الذئب، وأما هؤلاء فقد ادعوا قتله بأيديهم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك