الذكاء والذكاء العاطفي

الذكاء والذكاء العاطفي

إيهاب حمود

  • تعريف الذكاء
  • الذكاء وعلاقته بالدماغ
  • مستوى الذكاء وعلاقته بعمر الإنسان
  • الذكاء وعلاقته بالوراثة والبيئة
  • الذكاء والفروق الجنسية
  • أنواع الذكاء
  • كيفية حساب معامل الذكاء المعروف بـ((IQ
  • ما هو الذكاء العاطفي (أي الانفعالي)
  • تعلم واكتساب الذكاء الوجداني

__

والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون (النحل: 79)

 تعريف الذكاء

الذكاء هو القدرة على الفهم والمحاكمة والتفكير الصحيح بشكل مجرد أو بنّاء على إدراك سليم للعلاقات للوصول إلى تكيف سليم مع البيئة المحيـطة، واسـتخدام خبرات الماضي في حل صعوبات الحاضر والقدرة على الابتكار.

وعلى ذلك فإن الذكي هو الإنسان القادر على استيـعاب المعلـومات وإدراك ما ترمي إليه وصياغتها بطرق تسهل عليه فهم الواقع للتكيف معه والتعامل معه بشكل مفيد وبنَّاء.

الذكاء والدماغ

يحتوي دماغ الإنسان على عشرات المليارات من الخلايا العصبية مع شبكات اتصال معقدة جدًا فيما بينها، ويقول علماء التطور إن الدماغ قد نما على مدى ملايين السنين من التطور ابتداء من الجزء القاعدي إلى المراكز العليا، حيث تطورت مراكزه الأرقى من الأجزاء الأقل تطورًا والأقدم. والمعروف أن نمو الدماغ في جنين الإنسان يستعيد هذا المسار التطوري تقريبًا.

وأكثر أجزاء الدماغ بدائية، هو جذع الدماغ وهو مشترك بين كافة الأنواع حتى التي تملك الحد الأدنى من الجهاز العصبي. وهذا الجزء القاعدي من الدماغ مسؤول عن الوظائف الحياتية الأساسية مثل التنفس والتمثيل الغذائي وهو يتحكم في ردود الفعل والحركات النمطية، وهذا المخ البدائي لا يمكنه أن يفكر أو يتعلم، ومنه نشأت مراكز الانفعالات.. أي من جذع الدماغ، ثم نشأ العقل المفكر، أو القشرة الدماغية الجديدة.

إن الدماغ هو المسؤول عن خـزن المعلومات ومعالجتها، ويبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم مخ أكثر الرئيسيات غير البشرية تطورًا.  وتتفاوت أدمغة البشر في الحجم ولكن الوزن الطبيعي المتوسط هو 1400غرام، وإذا كان وزن الدماغ دون 800 ترافق ذلك مع ضعف في القدرات العقلية.

ومع أن حجم الدماغ البشري الحالي يبلغ ثلاثة أضعاف حجم دماغ الإنسان القديم، إلا أنه لا توجد علاقة واضحة وثابتة ما بين حجم الدماغ والذكاء. فعلى سبيل المثال كان وزن دماغ أناتول فرانس، وهو الكاتب الروائي الفرنسي العبقري الحائز على جائزة نوبل في الأدب،  1017 غرام فقط، أي ثلثي الوزن الطبيعي تقريبًا.

نجد أن بروز مفهوم الذكاء العاطفي كان نتيجة لتفاقم اللاأخلاقية، وزيادة التوترات النفسية، وتدهور الحالة الوجدانية للمجتمع الغربي بشكل لم يشهد له التاريخ البشري مثيلاً وذلك نتيجة لسيطرة العلمانية المادية البحتة التي لا تقيم وزنا للقيم الإنسانية والإرث الأخلاقي الحضاري الذي يستمد جذوره من الأديان السماوية…

الذكاء وعلاقته بالوراثة و البيئة

إن الذكاء هو حصيلة التفاعل الدقيق بين العوامل الوراثية وعوامل المحيط، وكما أن الإنسان يرث الذكاء من أبويه وأسلافه، فإن  الإمكـانات التي يحددها الإرث الجيني تتأثر بالمحيط وظروفه فتكون قابلة للتنمية والتعديل. فالمحيط الجيد يعزز القدرات وينميها فيرتفع مستوى الذكاء، أما المحيط السئ فهو يسهم في إنقاص الذكاء.

الذكاء و العمر

يبلغ حجم الدماغ قبيل النضج نحو أربعة أضعاف حجمه عند الولادة، علمًا أن هذا النمو يكون بزيادة حجم الخلايا العصبية وزيادة الاتصالات بينها وليس بزيادة عدد الخلايا العصبية.

ويتوازى هذا النمو في حجم الدماغ مع نمو الذكاء حتى يصل الذروة في سن 18 وذلك وفقاً لاختبارات الذكاء التقليدية  التي استعملها كل من “بينه” و“ميريل” و“أوتيس” وغيرهم إلى أن جاء “تومسون” بنظريته القائلة إن توقف تحسن درجات الإجابة على اختبارات الذكاء لا ينشأ عن توقف نمو الذكاء و إنما ينشأ بسبب إستحالة وضع مقاييس للذكاء تكون على مقدار من الصعوبة مناسب للأذكياء المتقدمين بالسن.

الذكاء و الجنس

تظهر الدراسات الحديثة أنه ليس ثمة فرق بين الجنسين من حيث متوسط الذكاء وإنما توجد اختلافات في الذكاء في كل مراحل الحياة، وهذا الفارق لا يظهر في الذكاء العام أو الكلي وإنما في الجزئيات الخاصة التي تسهم في تكوين حاصل الذكاء، فالرجال مثلاً يتفوقون بالمقايـيس الميكانيكية  والعـدديـة والمكانـية لاختبارات الذكاء، بينما تمتاز النساء في اختبارات المهارات اللفظية والتفاصيل الادراكيـة والمهـارات اليدوية الدقيقة.

ما هي أنواع الذكاء؟

  1. الذكاء الفراغي: هو القدرة على تخيل الأبعاد الثلاثة وفهم العلاقة بين عناصر الجسم الواحد.
  2. الذكاء اللغوي: القدرة على التعبير اللغوي وعلى التفـكير في الكلـمات بسرعة.
  3. الذكاء المنطقي:  القدرة على اكتشاف العلاقة بين الأشياء بهدف الوصول إلى نتيجة  منطقية.

4- الذكاء الاجتماعي: هو القدرة على فهم العلاقات الاجتماعية واستخدامها بشكل نافع.

  1. الذكاء الشخصي: امتلاك صور صحيحة عن الذات، والقدرة على تحليل الأحاسيس والتحكم بها والتعرف إليها.
  2. الذكاء الموسـيقي: هو إدراك وتقدير وتذوق وإنتاج نغمات وألحان.
  3. الذكاء الجسدي: هو القدرة على التحكم بحركات الجسد مثل المهارة التي يمتلكها الراقصون والرياضيون.

كيف يحسب معـامل الذكاء ( IQ)؟

يحسب معامل الذكاء بقسمة العمر العقلي على العمر الزمـني وضرب الناتج بمائة؛ فعلى سبيل المثال: إن نسبة ذكاء طفل عمره العقلي 7 سنوات بينما عمره الزمني 5 سنوات هي 140  فهو ذكي جدًا  ومتميز. وعلى العكس يكون معامل ذكاء طفل عمره العقلي 5 سنوات وعمره الزمني 7 سـنـوات هـي 70  أي أن ذكـاءه متـدنٍّ ودون الذكـاء المتـوسـط الطـبـيعي الذي هـو 100.

لقد وجد الكثير من علماء النفس نتيجة للبحث المستفيض أن اختبارات الذكاء التقليدية قاصرة، فهي تـتمـحور حـول تقييم مجموعة ضيقة من المهارات اللغوية والرياضية تجعلها منـاسبة تمـامًا كمؤشر مباشر للنجاح في الصفوف الدراسية، لكنها لا تصلح كثيرًا كمؤشر يهتدى به في سبل الحياة المتشعبة والمختلفة عن البيئة الأكاديمية. إن الذكاء الأكاديمي ليس له سوى علاقة محدودة بالنجاح في الحياة العملية. فقد يفشل الشخص اللامع بيننا من حيث الذكاء ويخفق في حياته، نتيجة عدم السيطرة على انفعالاته ودوافعه الجامحة، ويمكن أن يفتقر الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع إلى القدرة على تسيير حياتهم الخاصة على نحو يبعث على الدهشة. وعلى أحسن تقدير فإن معامل الذكاء يسهم في 20 % فقط من العوامل التي تحدد النجاح في الحياة، تاركاً 80 % للعوامل الأخرى.  وحاول هؤلاء العلماء اكتشاف مفهوم أوسع للذكاء بحيث يكون متفقًا مع مقتضيات النجاح في الحياة، الأمر الذي أدى إلى بروز مفهوم حديث نسبيًا وهو الذكاء العاطفي (الانفعالي أو الوجداني).

ما هو الذكاء العاطفي (الانفعالي)؟

يعرف جولدمان الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف إلى شعورنا الشخـصي وشـعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين.

الذكاء الوجداني إذاً هو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمـهارات الاجتـماعية والوجدانية  التي تمكن الشخص من إدراك ذاته وتفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، فيكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية اعتمادًا  على هذه المهارات.

والذكاء العاطفي مفهوم جديد، مختلف عن معامل الذكاء  الذي يرجع تاريخه إلى مائة عام تقريبا، ومنذ تبلور هذا المفهوم، أصبح من أكثر المفاهيم رواجًا في علم النفس. وتشير نتائج الأبحاث إلى أن مفهوم الذكاء الانفعالي يمكن أن يصل إلى درجة مكافئة إن لم يتفوق مرات عديدة على معامل الذكاء.

ويصنف العالم “سالوفي” أنواع الذكاء الشخصي المكونة للذكاء العاطفي إلى خمسة مجالات أساسية:

  1. الوعي الذاتي: أي أن يدرك الإنسان عواطفه وقت حدوثها، فالقدرة على رصد المشاعر من لحظة لأخرى تعد عاملا حاسما في النظرة النفسية الثاقبة وفهم النفس، كما أن عدم القدرة على ملاحظة مشاعرنا الحقيقية تجعلنا نقع تحت رحمتها.
  2. الوعي الاجتماعي: أي التعرف إلى عواطف الآخرين، أو التقمص الوجداني “Empathy” وهو مقدرة أخرى تتأسس على الوعي بالانفعالات، إنه مـهارة إنـسانية جوهرية بحق. فهو يدفع الإنسان للإيثار والغيرة، والأشخاص الذين يتمتعون بملكة التقمص الوجداني يكونون أكثر قدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية التي تدل على أن هناك من يحتاج إليهم.
  3. إدارة العواطف: إن ترويض المشاعر لتكون ملائمة، قدرة تنبع من الوعي بالذات. وهي تضمن القدرة على تهدئة النفس، والتخلص من المشاعر السلبية الجامحة، وإن من يفتقرون لهذه المقدرة يظلون في عراك مستمر مع الشعور بالكآبة، أما من يتمتعون بها فهم ينهضون من كبوات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر.
  4. الإدارة الذاتية وتحفيز النفس: تشمل القدرة على إصدار الحكم، والتفكير المتأني قبل القيام بأي تصـرف، والقدرة على التحكم في السلوك الفردي، وتأجيل الرغبة بإشباع النفس وإرضائها. وتتضمن كذلك وجود الحافز الذاتي لدى الفرد للوصول للأهداف.
  5. توجيه العلاقات الإنسانية: وهي مهارة تطويع عواطف الآخرين. وهي القدرة التي تكمن وراء التمتع بالشعبية والقيادة والفعالية في عقد الصلات مع الآخرين، والقدرة على قيادة التغيير بفعالية وبناء فريق العمل وقيادته والقدرة على الإقناع.

إن الشخص المتمتع بحظ كبير من الذكاء العاطفي يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم، ويسهل عليه تكوين الأصـدقاء  والمحـافظة عليـهم، ويتحكم في الانفعالات والتقلبـات الوجدانية، ويعـبر عن المشاعر والأحـاسيس بسـهولـة، ويتـفهـم المشكلات بين الأشخاص ويحل الخلافات بينهم بيسر ويحترم الآخرين ويقدرهم ويظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس وينال الحب والتقدير من الذين يعرفونه، ويتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم. وهو يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور، ويتكيف مع المواقـف الاجتماعـية الجديـدة بسهولة، ويواجه المواقف الصعبة بثقة.

وعلى النقيض من ذلك نجد أن الشخص الذي يفتقر للذكاء الوجداني تسيطر عليه التقلبات الانفعالية والاستغراق في القلق، ويجد صعوبة في تكوين علاقات مستقرة ودافئة مع الآخرين. كما أنه لا يشعر بالرضا عن نفسه ولا عن الآخرين ولا عن المجتمع؛ بعبارة أخرى فإن فرصته في النجاح والتفوق والسعادة في الحياة العملية والمهنية تكون محدودة مقارنة بمن يتسم بقدرة عالية من الذكاء الوجداني.

الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه

مما لا شك فيه أن الناس متفاوتون في قدراتهم في هذه المجالات، فقد يكون البعض ذكيًا في بعض النواحي وأقل قدرة في مجالات أخرى. بينما هناك من يجادل حتى الآن في استحالة تغيير معامل الذكاء بالخبرة والتعلم. يقول الباحثون أن القدرات الانفعالية الأساسية يمكن تعليمها للأطفال وتحسينها. لا شك أن أساس ما نتمتع به من قدرات هو أساس عصبي، ومع ذلك فالمخ طيّع بصورة كبيرة، وهو دائم التعلّم، وإن انخفاض القدرات العاطفية بصورة مؤقتة أمر يمكن علاجه ببذل الجهد المناسب.

وهناك برامج تهدف لتطوير مهارات الذكاء العاطفي عند الأطفال لتعزيز الكفاءة التي تمكّن من يتمتع بها من الخروج من المآزق، وإن التحول الجديد بإدخال التعلم العاطفي في المناهج  المدرسـية  يجعل من العواطـف والحياة الاجتماعية ذاتها موضوعات للدراسة، وهذا يسهم في تأصل التعلم العاطفي. وهناك دلائل قوية على أن التعلم العاطفي يعمل على خفض مخاطر التعرض للاكتئاب.

وإذا كنت أبًا أو أمًّا  كن على وعي بالعوامل التي تعزز نمو الذكاء الوجداني لدي أطفالك مبكراً، قلل من انتقاداتك لآرائهم وشجعهم على ما يبدونه من أمور إيجابية دون إفراط أو تفريط، فهذا يساعدهم على تكوين صورة إيجابية عن الذات. ناقش آراءهم بدون تعصب، وشجعهم على التعاطف مع الآخرين والتطوع للأعـمال التعاونية والخيرية. دربهم مبكرًا على اكتساب المهارات الاجتمـاعية وتنـويع صداقاتهم مع فئات مختلفة من الناس. شجعهم على التخلي عن الغضب والفورات الانفعالية بأن ترسم أمامهم بتصرفاتك قدوة لهم في الهدوء وتجنب الانفعالات. اطلب منهم دائمًا أن يقدموا لك على الأقل ثلاثة حلول لأي مشكلة قد تواجههم أو تعترض تطورهم.علّمهم الاستماع إلى الآخرين بفهم وتفهم، فالطفل الذي يعتاد ويتدرب على حسن الاستمـاع للآخـرين يستطيع أن يبني أفكارًا جديدة، كما أن الاستماع للآخرين يخلص الطفل من تمركزه حول ذاته، فيبدأ بالتعرف إلى مشاعر وأفكار الآخرين، وهذا يوسع مداركه في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة.

وفي النهاية لو أردنا النظر للموضوع من وجهة نظر إسلامية، نجد أن بروز مفهوم الذكاء العاطفي كان نتيجة لتفاقم اللاأخلاقية، وزيادة التوترات النفسية، وتدهور الحالة الوجدانية للمجتمع الغربي بشكل لم يشهد له التاريخ البشري مثيلاً وذلك نتيجة لسيطرة العلمانية المادية البحتة التي لا تقيم وزنا للقيم الإنسانية والإرث الأخلاقي الحضـاري الذي يستمد جذوره من الأديان السماوية، مما دعا علماء الغرب للبحث عن حلول، فخرجت نظريات تعظم من أثر الوجدان والمشاعر في العلاقات، والذي نسميه كمسلمين “تزكية النفس”، وهو الأخلاق التي تكفل للمرء التعامل الإيجابي مع الآخرين. ولكن هذه المحاولات للرقي بالانفعالات والعواطف وإن كانت قد حققت بعض النتائج على الصعيد الفردي والقومي، إلا أنها تبقى قاصرة عن الرقي بالإنسان والسمو بوجدانه وانفـعالاته، وإيقاف التدهور في الحالة الأخلاقية، لأنها أيضا مبنية على مبدأ النفعية وتحقيق المكاسب الدنيوية كالنجاح في العمل وتكوين العلاقات مع الناس والحصول على النجومية والشهرة وتولي المناصب القيادية.  فالإنسان الهمجي لا يمكن أن يتحول إلى إنسان أخلاقي، ما لم  ينل نصيبًا من معرفة الخالق ويتربى بربوبيته، ويدرك أنه لم يخلق عبثًا.

قال الله تعالى:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (الشمس: 10 و11)

أي من طهر نفسه من النوازع الأرضية فقد نجا من الهلاك، وأما من أخلد إليها فقد يئس من الحياة.

وقال رسول الله :

“إنما العلم بالتعلّم، والحلم بالتحلّم”

ويقول المسيح الموعود :

“… إن جميع القوى الطبعية الموجودة في الإنسان مثل الحشمة والحياء والأمانة والمروءة والغيـرة والاستـقامة والعفة والزهد والعدل والمواساة والشجـاعة والجود والعفو والصبر والإحسان والصـدق والوفاء وما شابهها من الحالات الطبـعية.. إذا أظهرها الإنسان في أوقاتها ومواضعها الملائمة بإعمال الفكر وإيماء العقل، كانت كلها أخلاقاً. إنها في الأصل غرائز الإنسان، وإنما تسمى أخلاقًا عندما يتصرف فيها بالإرادة حسب اقتضاء الزمان والمكان. وبما أن من خصائص الإنسان الطبعية أنه كائن قابل للرقي والتقدم.. لذلك يستطيع أن يبدل طباعه هذه إلى أخلاق باتباع الدين الحق والتعاليم الحسنة، والصحبة الصالحة.. الأمر الذي لا يتصف به كائن آخر.” (فلسفة تعاليم الإسلام)

ألهمنا الله الصواب.. ومنَّ علينا بالعلم.. وآتانا الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيرًا عظيمًا.. وبارك لنا في أولادنا..ووفقنا وإياهم لاتباع الدين الحق وأسوة رسولنا الكريم ذي الخلق العظيم…

اللهم آمين.

المراجع:

  1. كتاب الذكاء العاطفي، تأليف دانييل جولمان، ترجمة ليلى الجبالي.
  2. كتاب فلسفة تعاليم الإسلام، للمسيح الموعود عليه السلام.
  3. الذكاء.. ملاحظات عامة: مقالة الأستاذة لينا فارس (أخصائية نفسية).
  4. الذكاء الوجداني: مقالة للأستاذ الدكتور عبد الستار إبراهيم.
Share via
تابعونا على الفايس بوك