اُنظُرْ إلى المتنـصرين وذانِـهمْ
لسيدنا المهدي والمسيح الموعود
اُنظُرْ إلى المتنـصرين وذانِـهمْ
وانظُرْ إلى ما بـدأ مِن أدرانهمْ
.
مِن كل حدب ينسِلون تشذّرًا
وينجّسون الأرض من أوثانهم
.
نشكو إلى الرحمن شرَّ زمانهم
ونعوذ بالقدّوس من شيطانهم
.
هل مِن صَدوق يُوجدَنْ في قومهم
أم هل عرفتَ الصدق في بلدانهم
.
هم يعبدون الآدمي كمثلهم
هم ينشرون الفسق في أوطانهم
.
الماكرون الكائدون من الهوى
والزور كالأثمار في أغصانهم
.
العين باكية على حالاتهم
للعقل حسرات على هذيانهم
.
مكرٌ على مكر خيالُ قلوبهم
كذبٌ على كذب بيانُ لسانهم
.
إني أراهم كالبنـين لِغُـوْلِهم
إن التطهر لا تحل بخانهم
.
كيف الرجاء وقد تأبّطَ قلبُهم
شرًّا أراه دخيلَ جَذْرِ جنانهم
.
بل كذّبوا بالحق لما جاءهم
وتمايلوا حقدًا على بهتانهم
.
كم مِن سموم هبَّ عند ظهورهم
كم مِن جَهول صِيدَ مِن أرسانهم
.
هم أنكروا بحر العلوم بخبثهم
واستغزروا ما كان في كِيزانهم
.
لا يعلم النوكى دخيلةَ أمرهم
مِن غيرِ رقّتهم ولينِ لسانهم
.
واللهِ لولا ضنكُ عيشٍ مُقلِقٍ
ما مالَ مرتدّ إلى أديانهم
.
قد جاءهم قوم بحرصِ لبانهم
ولينفُضَنْ ما كان في أردانهم
.
كانوا كذئب البَرِّ مكلومِ الحشا
مِن جوعهم فسعوا إلى عمرانهم
.
قوم سُقوا كأس الحتوف بوعظهم
قوم خَروفٌ في يدَي سِرحانهم
.
عمّتْ بلاياهم وزاد فسادهم
واشتدّ سيل الفتن من طغيانهم
.
يا رَبِّ خُذْهم مثلَ أخذِك مفسدًا
قد أفسدَ الآفاقَ طولُ زمانهم
.
أدرِكْ رجالاً يا قديرُ ونسوةً
رحمًا ونَجِّ الخَلْق من طوفانهم
.
حلّتْ بأرض المسلمين جنودهم
فسرَتْ غوائلهم إلى نسوانهم
.
يا ربَّ أحمدَ يا إلهَ محمدٍ
اِعصِمْ عبادك من سموم دخانهم
.
يا عونَنا انصُرْ مَن سواك ملاذنا؟
ضاقت علينا الأرض من أعوانهم
.
كَسِّرْ زُجاجتهم إلهي بالصفا
واعصِمْ عبادك من سموم بيانهم
.
سبُّوا نبيَّك بالعناد وكذّبوا
خيرَ الورى فانظرْ إلى عدوانهم
.
يا ربّ سحِّقْهم كسحقك طاغيًا
وَانْزِلْ بساحتهم لهدم مكانهم
.
يا ربِّ مَزِّقْهم وفَرِّقْ شَمْلَهم
يا ربِّ قَوِّدْهم إلى ذوبانهم
.
قد أزمعوا إضلالنا ووبالَنا
فاضرِبْ مكايدهم على أبدانهم
.
وإذا رميتَ فإن سهمك قاتلٌ
حَدٌّ كأسياف على شجعانهم
.
صِرْنا حَمولةَ جورِهم وجفائهم
زُمّتْ ركاب الهجر مِن وثبانهم
.
لولا تَعافَيْنا تعاقُبَ سَبِّهم
لرميتُ سهم النار عند عُثانهم
.
ما يظلم الأشرار إلا نفسهم
سترى بندم القلب عَضَّ بنانِهم
.
ظنّوا بأن الله مخلِفُ وعده
فبغوا بأرض الله من طغيانهم
.
وقبولُ أمر الحق عارٌ عندهم
صعبٌ على السفهاء عطفُ عِنانهم
.
سُودٌ كخافية الغراب قلوبهم
والخلَقُ مخدوعون من لمعانهم
.
فارقُبْ إذا صاحبتَهم بمحبّةٍ
فتنًا بدينك عند اِسْتحسانهم
.
ولقد دعوتُ الرب عند تناضُلي
واللهُ تُرْسي عند ضرب سِنانهم
.
يا مستعاني ليس دونك مَلجأي
فانصُرْ وأيِّدْنا لهدم قِنانهم
.
يا من يعيّرني بموت إلههم
أفلا ترى ما جَذَّ أصلَ إهانهم
.
واللهِ إن حياة عيسى حيّةٌ
تسعى لتُهلِك كلَّ مَن في خانهم
.
جعَل المهيمن حكمةً من عنده
في موت عيسى قَطْعَ عرقِ جِرانهم
.
كيف الحياة وقد تُوُفّيَ مثله
حزبٌ وخيرُ الخَلق بعد زمانهم
.
هل غادرَ الحتفُ المفاجئ مرسلاً
أم هل سمعتَ الحيّ من أقرانهم
.
أتغيظُ ربَّك لابن مريم حِشنةً
وتحيد عن مولى إلى إنسانهم
.
فاطلُبْ هُداه وما أخالُك تطلبُ
فَاخْسَأْ وكُنْ منهم ومن إخوانهم
.
يا مَن تظنّى البولَ ماءً باردًا
أخطأتَ مِن جهلٍ بِاِسْتِسْمانهم
.
يا ربِّ أَرِني يومَ كسرِ صليبهم
يا ربّ سلِّطْني على جدرانهم
.
فإذا تكلَّمْنا فسيفٌ قولُنا
رمحٌ مبيد لا كمِثل بيانهم
.
ولقد أُمرتُ من المهيمن بعدما
هاجت دخان الفتن من نيرانهم
.
ما قلت بل قال المهيمن هكذا
ما جئتُهم بل جاء وقت هوانهم
.
طورًا أحارب بالسهام وتارةً
أَهوي بأسياف إلى إثخانهم
.
بمهنّدٍ صافِ الحديد جذمتُهم
وعصايَ قد أفنَتْ قُوَى ثعبانهم
.
روحي بروح الأنبياء مضمَّخٌ
جادتْ عليّ الجَودُ من فيضانهم
.
إنّا نرجّع صوتنا بغنائهم
إنّا سُقينا من كؤوس دِنانهم
.
قوم فنوا في سبلِ مَربَعِ ربّهم
والعُمي لا يدرون مطلع شأنهم
.
كم من شرير أُهلكوا بعنادهم
ورأوا مُدَى نحرٍ وراء كُبانهم
.
وسيُرغِم اللهُ القدير أنوفهم
ويُري المهيمن ذُلَّ داءِ خُنانهم
.
اليوم قد فرحوا برجسِ تنصُّرٍ
والحق لا يخطو إلى آذانهم
.
قوم تميل مع الهوى أفكارهم
وعفَتْ نقوشُ الصدق من حيطانهم
.
ظهرت كأثر السم ثورةُ وعظهم
رحلتْ تُقاة الخَلق من إدجانهم
.
هل شاهدتْ عيناك قومًا مثلهم
أم هل سمعتَ نظيرهم في ذانهم
.
بطريقةٍ سنّتْ لهم آباؤهم
يدعو إلى الجَهْلات صوت كِرانهم
.
فكأنّ أبواب المكائد كلها
فُتحتْ لفتنتنا على رهبانهم
.
قد آثروا طرق الضلال تعمّدًا
ما زاد خسران على خُسرانهم
.
إن الصليب سيُكْسَرَنْ ويُدَقَّقَنْ
جاء الجِيادُ وزهَق وقتُ أتانهم
.
الكـذب مجبنةٌ لكل مُبـاحث
لكنهم تركوا حياء جنانهم
.
سمٌّ مبيـد مهلكٌ في لبنهم
مَكْرٌ مُضِلُّ الخَلقِ في هَدَجانهم
.
فارْبَأْ بدينك عند رؤية وجههم
واقنَعْ بشَوكٍ مِن جَنى بستانهم
.
الموت خير للفتى من خبزهم
فاصبرْ ولا تجنَحْ إلى تَهْتانهم
.
ونضارة الدنيا تزول بطرفةٍ
فاقنَعْ ولا تنظُرْ إلى أفنانهم
.
النار تسقط كالصواعق عندهم
فتجافَ يا مغرورُ عن أحضانهم
.
أين المفرّ من القضاء إذا دنا
إلا إلى رَبٍّ مُزيلِ قِنانهم
.
يَسْبون جهّالاً برقّة لفظهم
يُصْبون قلب الخَلق من إحسانهم
.
فلذا يُحِبُّ مزوِّرٌ أديارَهم
مِن شحّه ميلاً إلى مرجانهم
.
ولو انتقدتَ جموعهم في دَيرهم
لوجدتَ سقطًا شيخهم كعَوَانهم
.
ما الفرق بين المشركين وبينهم
بل هم بنوا قصرًا على بنيانهم
.
يهوي إليهم كلُّ نِكْسٍ فاسقٍ
ليبيت شَبْعانًا بلحم جِفانهم
.
في قلبنا وجعٌ وشوكُ دعابة
من نَخْزِهم خبثًا وطولِ لسانهم
.
ما إنْ أرى أثر الدلائل عندهم
أصبَوا قلوبَ الخلق من عِقيانهم
.
قد عاث في الأقوام ذئب شيوخهم
حدثتْ فنون الفسق مِن حدثانهم
.
تعريسهم آثارُ عزمِ رحيلهم
يُخفُون في الأرْدان حبلَ ظِعانهم
.
عارٌ على الفَطِن الزكيّ طعامُهم
ضارٌ لخلق الله ماءُ شِنانهم
.
للمرء قربُ المؤذيات جميعها
خيرٌ لحفظ الدين من قربانهم
.
لك كلَّ يومٍ ربِّ شأنٌ معجِبٌ
فانصُرْ عبادك ربّ في ميدانهم
.
نَقنِي التضرّعَ والبكاء تصبرًا
نأوي إلى الرحمن من رُكبانهم
.
للهِ سهمٌ لا يطيش إذا رمى
للحقِّ سلطان على سلطانهم
.
أَنزِلْ جنودك يا قديرُ لنصرنا
إنا لقِينا الموت من لُقْيانهم
.
يا ربّ قد بلَغ القلوب حناجرا
يا ربّ نَجِّ الخَلق من ثعبانهم
.
إن القلوب من الكروب تقطعتْ
فارحَمْ وخَلِّصْ روحنا من جانهم
.
ودَعِ العِدا جَزَرَ السِّباع يَنُشْنَهم
واشفِ القلوب بخزيهم وهوانهم
(من كتاب نور الحق، الجزء الأول، الخزائن الروحانية ج8 ص123 -131)