- على المبايعين القدامى عدم التراخي بل إعادة النظر بإيمانهم والتقدم في الروحانيات
- إقامة التقوى وإقامة التوحيد الهدفين الوحيدين للجماعة الأحمدية
- كل من لديه ذرة نور في قلبه أو يبحث عن الحق يهديه الله تعالى إلى مسيحه ومهديه
__
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)
اليوم يعقد مجلس خدام الأحمدية ولجنة إماء الله في ألمانيا اجتماعَهما السنوي، كما يبدأ اليوم اجتماع مجلس خدام الأحمدية في بريطانيا أيضا، إضافة إلى بعض البلاد الأخرى التي تبدأ فيها اليوم اجتماعات وجلسات سنوية. جعل الله تعالى هذه الاجتماعات كلها ناجحة بفضله الخاص، ووفق المشتركين فيها للاستفادة المرجوة ولتحقيق الهدف الحقيقي من مثل هذه الاجتماعات، وكان الله تعالى مع جميع المشتركين ومنّ عليهم بحفظه وأمانه ووقاهم من شر المخالفين الحاسدين. نرى بفضل الله تعالى ازدهار الجماعة مع طلوع كل يوم جديد. ومع ازدياد سرعة ازدهار الجماعة يزداد عدد الحاسدين والأشرار أيضا، ولكن زيادة عددهم دليل على أن الجماعة تتقدم بفضل الله تعالى نحو الأمام في العالم كله. إن مكائد الأعداء والمعارضين صارت معيارًا يقاس عليه ازدهار الجماعة ورقيها. على أية حال، فيجب ألا تكون هذه المعارضة مصدر قلق للمؤمن، بل إذا كان هناك أمر يجب أن يبعثه على القلق فهو أن يطرأ أي ضعف أو فتور على علاقته مع الجماعة وإخلاصه مع الخلافة أو أن تبدأ مستويات تقواه بالهبوط. لقد قال المسيح الموعود أنه لو توقفت مستويات صلاحكم وتقواكم عند مكان ولم تتقدم فهو أمر خطير ويبعث على التفكير، لأن ذلك يؤدي إلى تدني المستوى الروحاني. وعليه فعلى الأحمديين رجالا ونساء وصغارًا وكبارًا، شبابًا وشيوخًا أن ينتبهوا لعدوهم هذا الذي يحول دون تقدمهم في دروب التقوى ويعترض سبيل كسب الحسنات. يقول سيدنا المسيح الموعود : «أكرر نصيحتي للجماعة ألا يلقوا لمعارضة الأعداء بالاً؛ فلو أحرزتم التقدم في التقوى والطهارة لكان الله معكم وتولى محاسبة المعارضين بنفسه، لأنه يقول:
فلو كانت أقدامنا تتقدم نحو الأمام في مجال كسب الحسنات ونيل التقوى فلا يسع العدو الإضرار بنا، وهذا ما نلاحظه فيما مضى من قرن وربع من الزمان، وهذا ما نراه ويراه الجميع أيضا بأن العدو قد تمكن من القضاء على حياة بعض أحبائنا ومن نهْب أموالنا، ولكن الذين رحلوا من هذه الدنيا جراء ظلمهم قد تمتعوا برضى الله تعالى وبالتالي دخلوا في الذين ينالون الحياة الأبدية، كما عوَّض الله تعالى عن خسائرهم المالية أيضا، وهو أمر يشهد عليه معظمكم الذين تجلسون أمامي اليوم. أما النعم التي أنزلها الله تعالى على الجماعة مقابل هذه التضحية فلا حصر لها. فإذا كان هناك أمر يجب أن يؤرقنا ويقلقنا فليس مكر الأعداء بل هو أنْ نخسر مستويات التقوى المطلوبة لنيل رضى الله تعالى أو أنْ يحدث نقص فيها. ولو كانت علاقتنا مع الله تعالى وثيقة لجلبتْ دعواتُنا أفضال الله تعالى ولَتَولّى اللهُ تعالى محاسبة المعارضين بنفسه، بل هو لا يزال يتولى أمر محاسبتهم. إن ضجة المعارضين لم تؤثر على الأجواء المحلية أو لم تنتشر نار المعارضة في داخل بعض البلاد فحسب بل تُواجه الجماعةُ معارضةَ الأعداء في العالم كله من خلال الجرائد والقنوات الفضائية. لكن جلّ جهود المعارضين في الحقيقة تؤدي إلى التعريف بالجماعة في أماكن كثيرة. كان المسيح الموعود يقول: لا نعرف كيف تنتشر دعوتنا. وقال حضرته في بعض مجالسه:
قال حضرته: بأن الله تعالى قد أودع القلوب جذبا لجماعتنا. وحيثما يريد الله تعالى تبليغ دعوة هذه الجماعة يُودع الجذب في قلوب أهلها.
لقد انتبه بعض الناس إلى هذه الجماعة بالاطلاع على دعاوى المسيح الموعود وقراءة كتبه، وبعضهم انتبهوا إليها من خلال التبليغ الذي قام به بعض الواعظين والمبلغين للجماعة، كما هدى الله تعالى بعض الناس نظرًا لالتياعهم للهدى والرشاد ولا يزال يُطلعهم على الطريق الصحيح.
فإذا كان هناك أمر يجب أن يؤرقنا ويقلقنا فليس مكر الأعداء بل هو أنْ نخسر مستويات التقوى المطلوبة لنيل رضى الله تعالى أو أنْ يحدث نقص فيها.
ولقد ذكر المسيح الموعود أولئك الذين اهتدوا بسماعهم عن هذه الدعوة من هنا وهناك أو هداهم الله تعالى بنفسه، لأن الله تعالى يهيئ لهم أسباب الهداية فينجذبون نحو المسيح الموعود انجذابَ الحديد للمغناطيس. لقد ظل هؤلاء ينجذبون نحو المسيح الموعود في عصره الذي كان فيه حيًّا بينهم، كما ينجذب في عصرنا هذا أيضا مَن تصلهم دعوة الجماعة بأي صورة أو مَن يسألون الله الهدى من أصحاب الفطرة السعيدة. ولقد أودع الله تعالى هذا الجذب في القلوب اليوم أيضا، مما يشكل دليلا على صدق المسيح الموعود ، فإن الله تعالى يهيئ اليوم أيضا أسبابًا بحيث ينجذب الناس نحو المسيح الموعود ، ولا تزال أفضال الله تعالى تزداد هطولا على جماعة المسيح الموعود رغم المعارضة الشديدة التي تواجهها. لقد تحدث المسيح الموعود في أحد مجالسه عن معارضة المعارضين وإرادة الله تعالى من هذه المعارضة فقال: لقد تلقيت الليلة إلهامًا من الله تعالى: “إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين.” ذكر حضرته معنى هذا الإلهام فقال: يقول الله تعالى بأنني أُظهر في نهاية المطاف بأن فرعون.. أي من هم على سيرته، وهامان.. أي الذين على سيرته، وجنودهما الذين معهم كلهم خاطئون.
ثم شرح حضرته هذا الإلهام فقال: “لقد تلقيت الليلة هذا الإلهام. كان فرعون وجنوده يوقنون بأن بني إسرائيل سوف يلقون الدمار وسيتمكنون من القضاء عليهم في لمح البصر، لكن الله تعالى قال بأنهم كانوا مخطئين في تفكيرهم هذا. كذلك فإن المعارضين والمعاندين لجماعتنا هذه يقولون بأنها ستتعرض للدمار إلا أن إرادة الله تعالى مختلفة عن تفكيرهم.”
لقد جاء في الدنيا فراعنة وهامانات كبار ومضَوْا من هذا العالم خائبين خاسرين، كما ظهر في العالم حسّاد كبار إلا أنهم أيضا احترقوا بنار حسدهم، ولا يزالون يحترقون فيها، ويهبّ الآن أيضا كثير من الأشرار للإضرار بالجماعة إلا أنهم يصبحون عرضة لشرورهم.
فلا يسع أهل الدنيا – سواء كانت حكومات أو منظمات أو أحزاب – القضاء على الجماعات الإلهية. لقد جاء في الدنيا فراعنة وهامانات كبار ومضَوْا من هذا العالم خائبين خاسرين، كما ظهر في العالم حسّاد كبار إلا أنهم أيضا احترقوا بنار حسدهم، ولا يزالون يحترقون فيها، ويهبّ الآن أيضا كثير من الأشرار للإضرار بالجماعة إلا أن شرورهم تحيق بهم في نهاية المطاف.
نحن بصدد ذكر أفضال الله تعالى وكيف يوجِّه الناسَ إلى هذه الجماعة. وقد ذكر المسيح الموعود أيضا بأننا لا نعلم كيف تصل دعوتنا إلى بعض الأماكن النائية. ونرى اليوم أيضا أمثلة حية على ذلك بل نراها بكثرة. ولقد اخترت لكم اليوم بعضًا من هذه الأمثلة والأحداث التي تظهر في عصرنا هذا.
السيد عوض أحمد من فلسطين يقول:
لقد رأيت سيدنا محمدا في الصغر وتلقيت منه بشرى بأن أكون أحد جنود المهدي، فمنذ ذلك الوقت وأنا أبحث عن الإمام المهدي. وفي يوم من الايام وأثناء تجوالي بين المحطات وقفت فجأة على قناة مسيحية حيث كانوا يسبون النبي ، فرجعتُ سريعًا على القنوات المختلفة لأجد قناة تردّ عليهم، ولكنني وجدتُ المشايخ يتحدثون عن السحر والطلاق والزواج ودعايات ربحية. وبعد مدة شاهدت بالصدفة قناة MTA فانتابني إحساس أن هولاء الناس أخيار وصالحين فأخذت أتابع قناة MTA التي هزتني من داخلي. والآن بعد انشراح الصدر أريد أن أبايع راجيًا القبول.
وهناك أحد الإخوة وهو السيد أحمد إبراهيم من إحدى الدول العربية يقول:
لقد شاهدت قناة MTA العربية بالصدفة، وبدأت أتابع برامجها، كنت مترددا في البداية، والحمد لله بعد فترةِ الترددِ ارتحتُ وانشرح صدري لدعوتكم. لقد استخرت الله تعالى فأتاني الجواب الآية الكريمة:
إنني أجابه مشاكل من أهلي بسبب اقتناعي بالجماعة لأنهم يسمعون للمشايخ.
ثم كتب لي أن أدعو له بالثبات وبالهداية لأهله.
حقق الله تعالى جميع أمنياته الطيبة وتقبل دعواته.
وهناك أحد الإخوة من مصر السيد محمد عبد العاطي يقول:
قبل عامين تقريبا شاهدت القناه الخاصة بالجماعة الإسلامية الأحمدية صدفةً، وهالني ما سمعت وكاد أن يطير عقلي، فوجدت نفسي أبحث في القرآن الكريم وفي مغزى الأحاديث بتروٍ وتريث شديد، وفي نفس الوقت أتابع شيوخ الفضائيات. وتبين لي أن الحقيقة كانت غائبة عني، وأنكم حقًّا تقدمون الإسلام الجميل والنقي الصافي من الشوائب والخرافات التي يطلقها الآخرون.
وأخيرا أحمد الله الذي هداني إلى الحق والصواب.
أنا مسلم بسيط، وأسرتي ضد انضمامي للجماعة الإسلامية الأحمدية وذلك بسبب عملية غسيل المخ الذي يتعرضون له على يد شيوخ الفضائيات واسأل الله أن يهديهم جميعا.
تقبل الله تعالى جميع أمنياته الطيبة.
ويقول السيد حسني من مصر:
شعرت بعد البيعة وكأننا ولدنا من جديد ونعيش في زمن النبي . لم نكن نفهم كثيرًا من القضايا كوفاة المسيح وغيرها، والحمد لله وجدنا ضالتنا في الجماعة. ذهبنا للعلماء لنخبرهم بالجماعة ولكنهم كفّرونا مباشرةً وحاربونا.
عندنا بيت كبير، ما شاء الله! وكانت عندنا رغبة – منذ زمن طويل – في أن نحوّله لمسجد، وسبحان الله لم يتمّ ذلك من قبل، والحمد لله سيكون ذلك من نصيب الجماعة.
بدأ المشايخ يحاربوننا ويناقشونا ليردّونا عن إيماننا في الإمام المهدي. لقد استخرت الله فيهم فأجابني ربي بأنهم يكذّبون الإمام المهدي.
فهذا هو الجهاد الرائع الذي وجَّهَنا إليه سيدنا المسيح الموعود من القرآن الكريم والحديث، وهذا هو الجهاد الذي عرفه في هذا الزمن، والذي لا ينشغل فيه الرجال فقط بل إن النساء أيضا يشاركنهم بحماس وإخلاص، بل يسبقنَهم أحيانا في بعض المجالات.
أي موضوع نسمعه منكم بواسطة القناة نحفظه ونناقش فيه الناس ونحن متمكنون منها.
لقد اعتُقلتُ وأوذيتُ في سبيل الله في عهد الحكومة الماضية، لقد أخذوني في الأمن بسبب بعض المشايخ الذين كتبوا تقارير ملفّقة عني. وسألوني ماذا أعجبك في فكرهم؟ فعرضت عليهم الفكر الأحمدي، وخلال التحقيق قال لي أحد الضباط بأنني اقتنعت بوفاة المسيح الناصري .
وسألوني ما رأيك بالجهاد؟ فقلت نؤمن بالجهاد الدفاعي.
(لاحظوا، كان هدفهم ردّه من الأحمدية إلا أنهم اضطروا للاقتناع بصدقه. فلم يقع الصائد في شبكته بل وقع فريسةً في أحضان صيدِه. هذا هو أثر التعاليم الجميلة التي جاء به المسيح الموعود )
يقول هذا الأخ:
وطلبوا مني أسماء أفراد الجماعة في مصر، وسألوني: لماذا تدعو لفكرهم؟
فقلت لهم أنا لا أدعو لفكرهم.. ولكن من يسألني سوف أجيبه، أنا أحمدي والأحمدي لا يكذب أبدا!!!
(ويجب أن تصبح هذه الصفة ميزة وعلامة بارزة للأحمديين. إن الكذب ينتشر في العالم كله. ولقد ألقيت الخطبة الماضية حول هذا الموضوع. وعلينا أن نتذكر دومًا التحلي بهذه الميزة والتشبث بها. إن المبايعين الجدد يضعون لأنفسهم هذا الهدف بأنهم لن يكذبوا ألبتة ويحاولون التمسك بهذا الموقف بكل ثبات لأنهم يعلمون أنه لن يحصل التغيير الطيب في قلوبهم بعد بيعتهم للمسيح الموعود ما لم تكن كل قدمهم هي قدم صدق وكل قولهم هو قول صدق. فهذا هو شعار أحمدي ويجب على الجميع التمسك بهذا الأصل بأن الأحمدي لا يكذب).
يقول هذا الأخ: قالوا لي في الأمن: إذا بقيت تدعو لفكرهم سوف نتّهمك بقضية متفجرات!!!
(يمكن أن تتخيلوا المعارضة التي يتعرض لها الأحمديون الجدد)
على أية حال قال هذا الأخ: لا أبالي بما تصنعون.
ثم حاولوا أن يؤثروا على زوجتي، وناقشها بعض الشيوخ الكبار وقالوا لها: لقد غرر بك زوجك وهو مع الأحمديين!
فأظهرت ثباتها وأجابت: أنا أحمدية قبله.
فهذه الشجاعة الإيمانية والعظمة قد ولَّدها سيدنا المسيح الموعود بصدقه في هذا العصر.
ثم يقول السيد أسامة من الجزائر: لم أكن أعرف شيئا عن الجماعة حتى قبل سنتين فذات يوم أخبرني ابني بالمصادفة عن الفضائية الإسلامية الأحمدية فضحكت منها باستهزاء. ثم حصلتْ لي بعض المشاكل العائلية فبدأتُ أفكر في حياة الأنبياء وأمور الدين، وحين شاهدتُ قناتكم وجدتُ فيها الحق كله فاطمأن قلبي لتعاليمكم وتفاسيركم، قرأتُ التفسير الكبير فاقتنعت به، وبعد قراءته بدأت نشر الدعوة فواجهتُ المعارضة، وحين ألقيت النظر على سيرة الأنبياء وجدتهم أيضا قد واجهوا المعارضة كما عُورض المسيح الموعود وما إلى ذلك من الأمور، أرجو قبول بيعتي وسأحاول الامتثال لأوامركم.
فيتبيّن من الأحداث التي ذكرتها لكم كيف يخلق الله تعالى في قلوب الناس يقينا، فيلقي في قلوب البعض منذ صغره أنه سيكون جنديا للإمام المهدي عندما يكبر. ثم يكبر هذا الشخص ويعلم بعد مرور وقت طويل أن الإمام المهدي قد ظهر. فبهذه الطريقة يخلق الله تعالى من عنده أنصارا للمسيح الموعود.
ما أعظم تقدُّمَهم في الإخلاص والوفاء!
ثم يقول السيد الطيب في بيان تفصيل بيعته وهو من المغرب ومقيم في أسبانيا: لو لم تكن قناة الحياة المسيحية لما اهتديتُ إلى بيعة سيدنا المسيح الموعود ؛ لأني قد شاهدت هذه القناة مدة طويلة وكنت أتضايق جدا بالاستماع إلى سبابهم وشتائمهم وإساءاتهم إلى النبي وسكوتِ المسلمين على ذلك عاجزين. ثم ذات يوم وجدتُ بالمصادفة قناة MTA العربية مع أنني لا أشاهد عادة قنوات «هوت برد»، حيث كان الحوار مع المسيحيين عن موضوع تحريف الكتاب المقدس وعصمة الأنبياء ففرحتُ كثيرا ووجدتُ ضالّتي وبعد متابعتها لمدة قصيرة اقتنعتُ، وها أنا أرسل إليكم رسالة البيعة. وإن تفاسير المشايخ عن الهدهد والنملة والجن تثير ضحكي الآن مع أنني كنت أُعجَب بها في الماضي، وأمدحها.
ثم يقول السيد عبد الله من المغرب بما معناه: أنا أتابع برامجكم من بضعة أشهر وقد أعجبني إدراككم لمضامين القرآن الكريم والفكر الإسلامي البنَّاء، ومعلوم أن التفاسير تضم كثيرا من الخرافات، والتفاسير الخاطئة التي ترسخت في قلوب الناس فيها كثيرٌ من الأمور المخالفة للعقل والمنطق. فمثلا كنت سلفا أفنّد فكرة الجن الشبحي الذي يركب الناس. (وهذا المرض ما زال موجودا في بعض الأحمديين ضعاف الإيمان في بعض البلاد أيضا الذين لم يتلقوا تربية صحيحة أو الذين لا يتعلمون وخاصة النساء، وصحيح أن عددهم قليل جدا وهم أميون قليلو الفهم، لكنني سمعت أن أمثال هؤلاء موجودون هنا في ألمانيا أيضا، فيجب أن يتذكروا أن كل عاقل يردّ هذه الفكرة، فالجن من هذا النوع الذي يركب الناس غير موجود.) ذات يوم تكلمتُ مع المدير أن آدم لم يكن أول بشر، وقلتُ له: إن قول الملائكة
يدل على وجود البشر قبل آدم، وإلا كيف علِمتِ الملائكة عن سفك الدماء؟ فقال لي إن هذه الأفكار خطيرة جدا، فلا تذْكرْها أمام أحد. ثم ذات يوم بالمصادفة وجدتُ قناتكم ففرحتُ جدا بالاستماع إلى بيانكم عن كون القرآن الكريم كتابا منيرا حيا، فمن فضل الله ومنته أنه بعث سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني وألهمه أسراره النورانية ليقضي على الشكوك والشبهات المتراكمة في عقول الناس التي مسخت عقولهم وتسببت في تخلّف العرب عن ركْب الحضارة والتمدن، حيث يتعرضون للتردّي والانحطاط والافتراق. أرجو قبول بيعتي فاليوم أشعر بفخرٍ بانضمامي إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية.
ثم يقول السيد ياسر من سلطنة عُمان، وقد أرسل الرسالة في يونيو 2011 أنه كان يبحث عن الحق من زمن طويل والآن قد وجده، فالحمد لله على ذلك. ثم يردف قائلا: كنت عندما ألاحظ الحالة البائسة للمسلمين أتمنى أن يعود النبي لإصلاح أمته، فذات يوم كنتُ أدير القنوات فوجدت بالمصادفة قناة MTA وحين رأيتُ صورة الإمام المهدي شعرتُ كأنها صورة النبي ، شغفتني حبًّا بها، وأُعجبتُ بها كثيرا. ثم ذات يوم ذكر لي أحد الإخوة ظهورَ الإمام المهدي وقال: إن المراد من الدجال القساوسةُ فعارضتُه لكن الحقيقة تبينت لي لاحقا، ففي تلك الليلة بقيتُ أشاهد قناة MTA حتى الساعة الثانية ليلا، فالحمد لله الذي هداني إلى الإسلام الصحيح ووفَّقني لقبول الحق، وقد قرأتُ كتب سيدنا المسيح الموعود والتفسير الكبير فأعجبني كثيرا ولي رغبة شديدة في لقائكم، وأرجو أن تدعوا لي.
فهؤلاء لا يبايعون فقط بل يزيدون علومهم أيضا بعد البيعة، فالذين هم أحمديون بالولادة ويرَون أن الأحمدية في دمائهم، وأنه لا داعي لتلقي مزيدا من العلم ، ولا ورفْعِ مستويات الحسنات، فعليهم أن يتأملوا ويتفكروا.
ثم تقول السيدة بيريفان وهي كردية تقيم في النرويج ولها ولدان: في أواخر 2006 تعرفتُ إلى قناة MTA بالمصادفة حيث رأيتُ أناسا يتكلمون عن الإسلام الصحيح فأُعجبتُ بها كثيرا فقررتُ أن أتابعها، ثم أضعتُها دون أن أعرف، ثم وجدتُها في 2010 تلقائيا وكان يجري برنامج الحوار المباشر فأعجبتُ به كثيرا فانبهرتُ بما سمعتُ، وحين ظهرتْ بعد انتهاء البرنامج صورةُ الإمام المهدي لم أشكّ في صدقه ولا لحظة واحدة وصُدمتُ لماذا لم أسمع به حتى الآن. والشيء الوحيد الذي لم أقبلْه هو أنه نبي، فلما شرحتْ لي الجماعةُ هذا الموضوع اقتنعتُ وأصبح كل شيء مفهوما ومعقولا، والآن أشهد أن مرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود، وكنت دائما أحسدكم على الذي تقدمونه في سبيل نشر الدين الصحيح، والآن قد جاءتني الفرصة لأقدم ولو نقطة من البحر الذي تقدمونه.
فهذا هو الجهاد الرائع الذي وجَّهَنا إليه سيدنا المسيح الموعود من القرآن الكريم والحديث، وهذا هو الجهاد الذي عرفه في هذا الزمن، والذي لا ينشغل فيه الرجال فقط بل إن النساء أيضا يشاركنهم بحماس وإخلاص، بل يسبقنَهم أحيانا في بعض المجالات.
ثم يقول السيد حسين محمد الصالح من الجزائر في رسالته إلي، بأنه قبل عشر سنوات لم يكن يعرف عن الإسلام شيئا إلا بالاسم فقط، وكان يواجه مشاكل كثيرة، غير أنه كان يقرأ القرآن الكريم ويحاول فهمه، فذات يوم كان يبحث عن القنوات الدينية فوجد قناة MTA حيث كان الحوار المباشر فأُعجب بموضوعه وأسلوبه وبعلمه، وخاصة تمكُّن المشاركين من جميع علوم الأديان، وخاصة بعلوم الإسلام. ويقول: إنني أحمدي منذ ذلك اليوم وتقدمت روحانيا كثيرا. ثم يقول: عندي كثير من الكتب العربية والفرنسية والمجلات، وخُطبك أيضا، وقد نزّلتُ التفسير الكبير أيضا فطبعته ليسهل عليَّ نشر الدعوة، لقد تأخرتُ عن إرسال البيعة لأني كنت أعتبر نفسي أحمديًّا، ولم يكن نور الإيمان قد رسخ في قلبي بعد، وكنت أخاف أن يصدر مني أمرٌ يخالف عهد البيعة، فادعوا الله أن يغفر لي ويثبّتني.
هذا هو الخوف والقلق الذي يبديه الجدد، ويجب على الأحمديين القدامى الذين هم أولاد الصالحين أن يولِّدوا في نفوسهم هذا القلق والخوف أيضا، أنَّ عليهم أن يحافظوا على عهد البيعة وأن يبذلوا في سبيل ذلك جميع الجهود والمساعي، وعندئذ يمكن أن يسمَّوا أحمديين حقيقيين.
ثم يقول السيد ناصر وهو أيضا من الإخوة العرب: لقد نشأ في قلبي الانتباهُ إلى البحث عن الحق قبل أربع سنوات، وقد شاهدتُ مناظرات أهل السنة والاثنا عشرية -وهي فرقة شيعية، يؤمنون باثني عشر إماما- فوجدتُ دلائل أهل السنة أقوى. ثم قبل ثلاث سنوات تعرفّتُ إلى قناة MTA حيث لفت الأستاذ هاني طاهر انتباهي، وازداد اهتمامي بالجماعة، واكتشفتُ أن ما يُشاع في الناس عن الجماعة الإسلامية الأحمدية مبني بشكل عام على كُتب المشايخ من الخصوم مثل إحسان إلهي ظهير وغيره. وكذلك أقلقَني أفكار المشايخ في المجتمع بخصوص التعامل مع المخالفين في الرأي، فالناس هنا يسخرون من الشيعة ويحتقرونهم، وكنت دائما أقول في نفسي بأنه يجب ألا يُطعن المرء في دينه، لأن آباءنا أيضا كانوا شيعة أو نصارى. وكنت دوما أقول: إن كنتُ على حق فعليَّ أن أدعو للآخرين، لا أن أتكبر عليهم وأحتقرهم. فهذه هي سنة الأنبياء، وكذلك ما كنتُ أرى السلفيين على حق، وإنني مبدئيا أتفق مع الأستاذ هاني طاهر ومقتنع بالدلائل التي يقدّمها. أرجو أن ترسلوا لي أدلة أكثر على صدق المسيح الموعود ، وأخبِروني ماذا يجب عليَّ بعد البيعة؟ ساعِدوني وأرشدوني. فهكذا يبدي الناس مشاعرهم الطيبة في الرسائل.
ثم يقول السيد غريب محمد من العراق: أنا أتابع قناة MTA من ثلاث سنوات وبحثتُ واستخرتُ ولم أرَ أي رؤيا لعدة أيام، فاستمررْت في الاستخارة، فرأيتُ في الرؤيا أحدا يقول لي: إن النبي يدعوك. فانطلقتُ معه وقال لي: ادخل تلك الخيمة وصافِحْه ، فمشيتُ إلى الخيمة فوق تلَّة، وصافحتُ النبي . ثم قال لي الرجل نفسُه: الآن اِذهبْ إلى التلة الثانية فصافِحِ النبي هناك، فاستغربتُ في الرؤيا كيف يمكن أن يكون النبيُ اثنين، لكنني دخلتُ الخيمة على التلة الثانية فرأيتُ النبيَّ بالملامح نفسها غير أن طوله أقصر بقليل. فاقتعنتُ بعد هذه الرؤيا وانشرح صدري وأريد أن أبايع الآن. ومما أعجبني كثيرا في الجماعة أن الناس من مختلف الشعوب والألوان والبلاد ينضمون إلى الجماعة. ومهمة جمْع العالم كلِّه على اليد الواحدة المعهودة إلى المسيح الموعود تُنجزها اليومُ الجماعةُ الإسلامية الأحمدية وحدَها في العالم.
ثم يقول السيد خالد: ذات يوم ذكر لي أحد الأصدقاء غير الأحمديين أن الأحمديين يؤمنون بأن المسيح الموعود قد ظهر في الهند، وذكر لي أفكارا أخرى للجماعة، فاقتنعتُ بها في الوهلة الأولى، ثم حين شاهدتُ قناة MTA حصلتْ لي القناعةُ أكثر. فقلتُ له: أنا أريد أن أبايع. فقال لي باستغراب: هل جُنِنتَ؟ فقلت له: إن قلبي قد اقتنع، وأريد أن أبايع، وكنت سلفا قد اقتنعتُ بصدق سيدنا المسيح الموعود بعد رؤية صورته. ثم تعرّفتُ إلى الصورة الصحيحة للإسلام بواسطة قناة MTA وإمامِ الزمان . رأيت النبي في الرؤيا قبل سنة تقريبا فقبَّلني في وجهي، فاشتكيتُ له الوضْعَ السيئ لحكومتنا وحُكّامنا. لقد فتحتم عيوننا وأخرجتمونا من الظلمات وأريتم الحق، جزاكم الله خيرا، أتمنى أن أبايع على يديكم.
ثم هناك حادث اخترته من أفريقيا – من الأحداث الكثيرة – بحيث يقول أمير الجماعة في غامبيا: في منطقة “باره إيريا” أعدّت الجماعة برنامجا تبليغيا تحت إشراف رئيس الجماعة المحلية، واتصلوا بحسب هذا البرنامج بشخص مسلم اسمه «عليو كمارا» (هناك عادة شائعة في البلاد الأفريقية أنهم يضعون الضمة على الحرف الأخير من الاسم وهكذا تحوّل الاسم «علي» إلى «عليو»، وإلا فإن الاسم الصحيح هو علي كمارا) وأُخبر بمعتقدات الجماعة، واستمر النقاش معه إلى أسبوعين تقريبا. ثم قال له رئيس الجماعة: عليك أن تسترشد الله تعالى في هذا الموضوع، وسأدعو لك أنا أيضا. فكان من قدر الله تعالى أنه رأى في الليلة الواقعة بين 25 و26-5-2011م في المنام شخصا صالحا يلبس عمامة ويدعوه إليه ويقول: تعال إلى هنا، الهداية هنا. وفي الصباح سرد رؤياه وقال بأن الرجل الصالح الذي رأيته في المنام هو الإمام المهدي لأنه قد رأى هذه الصورة في مجلة من قبل. فأُعطي استمارة البيعة وقيل له بأن يقرأها بإمعان قبل ملئها. فقرأ السيد علي كمارا الاستمارة جيدا وقال: لا أستطيع أن أطيل الانتظار، فملأ الاستمارة في الحال وانضم إلى الجماعة.
ويقول أمير الجماعة في ساحل العاج: كان هناك شخص اسمه «كوني إبراهيم» يكتب التمائم في قرية «نيا كارا» فرأى في المنام شخصا صالحا يقول له بأنه هو النبي عيسى. فجاء إلى مركز الجماعة في أحد الأيام وأظهر استغرابه الشديد بالنظر إلى صورة المسيح الموعود وقال بأن هذا هو الشخص الذي عرّف نفسه في منامي على أنه النبي عيسى. فبايع في حينه وتاب عن كتابة التمائم.
على أية حال، هناك أحداث كثيرة من هذا القبيل يتبين منها كيف يهدي الله تعالى ذوي الطبائع الصالحة بشتى الطرق على الرغم من أنواع المعارضة ومحاولات المشايخ وغيرهم لإغواء الناس. وكيف يتولد فيهم نوع من الجذب على إثر سماعهم دعوة المسيح الموعود أو رؤيتهم صورته . والحق أن الجماعة تتقدم بفضل الله تعالى أكثر بكثير من مساعينا التي نقوم بها. إنه لكلام الله تعالى الذي سيتحقق لا محالة بإذن الله. ولكن هذا التقدم يوجّه أنظارنا إلى ما يجب أن تكون عليه حالتنا نحن الذين قد مضت مدة طويلة على انضمامنا للجماعة أو الذين هم أولاد الذين انضموا إليها، وماذا علينا فعله؟ وماذا يجب أن تكون معاييرنا؟ فكما يقول المسيح الموعود بأنكم إذا بدأتم بالتأخير في الحسنات فعليكم أن تقلقوا تجاه هذا الأمر، لأن الإنسان في هذه الحالة يظل يسقط إلى الأسفل ويصل إلى الدرك الأسفل. فيجب أن نفكر دائما ماذا علينا فعله بعد البيعة.
والآن أقرأ عليكم كلمات مباركة للمسيح الموعود تحتوي على أمور يجدر الانتباه إليها. يقول :
«إن للشريعة جانبين مهِمَّين يجب على الإنسان أن يحافظ عليهما، أحدهما حق الله والآخر حق العباد. إن حق الله هو حب الله وطاعته وعبادته والتوحيد وعدم إشراك أحد في ذاته وصفاته. وحق العباد هو ألا يعامل المرء إخوته بأي نوع من الكبر والخيانة والظلم، أي يجب ألا يكون هناك فتور في الأخلاق. إنهما جملتان خفيفتان من حيث الكلمات ولكن العمل بهما في غاية الصعوبة.»
وهذا ما كُلِّف به الأحمديون في هذا العصر ولكن المهمة ليست سهلة. لسنا راغبين في ملء بطوننا بالحلوى مثل المشايخ الآخرين، بل علينا أن نعكف على إصلاحنا، فيجب على كل أحمدي أن يجعل هذا الأمر نصب أعينه دائما.
يتابع حضرته ويقول: «إذا مّن الله تعالى على الإنسان فعندها فقط يمكنه أن يثبت على كِلا الجانبين.» لذا عليكم أن تخضعوا أمام الله تعالى دائما طالبين فضله ويجب ألا تتأخر أقدامنا أبدا فلا نكون من المقصرين في كسب الحسنات. بل ينبغي أن نتقدم في التقوى ليرافقنا فضل من الله تعالى دائما. ثم قال :
«هنا أناس تكون قوة الغضب متزايدة عندهم، (أي أنهم يستشيطون غضبا بسرعة) فعندما تثور هذه القوة ويغضب المرء فلا يبقى قلبه طاهرا ولا لسانه.»
وهذا ما نراه على صعيد الواقع، فهناك شجارات كثيرة ونزاعات متعددة منشأها هذا السبب وحده، وتتولد الضغائن في القلوب، أو يُطلق بعض الناس لسانهم بحيث يبدو أنه ليس لسان مؤمن مطلقا حتى تخرج منه كلمات غير لائقة.
ثم يقول حضرته : «ويخططون في القلوب ضد إخوتهم مكائد سيئة ويشتمونهم باللسان، ويُنشئون الضغائن. فمنهم مَن تغلبه قوة الشهوة فيتورط فيها وينقض حدود الله. (علما أن مشاهدة بعض الناس الأفلام الخلاعية واستماعهم إلى الأحاديث المنكَرة، والتوجه إلى اللغويات يحدث لعدم وجود التقوى في القلوب، فعلى الشباب بوجه خاص أن ينتبهوا إلى هذه الأمور)
فيقول حضرته: «فباختصار ما لم تكن حالة الإنسان الأخلاقية صحيحة فلا يمكن أن يتولد فيه الإيمان الكامل الذي هو الوسيلة للمعرفة الصادقة ويُدخله في حزب المنعم عليهم». (فهذا الوضع يبعثنا جميعا على القلق إذا كنا ندّعي بأننا سنـزداد إيمانا، بينما يقول المسيح الموعود بإنه إذا بقيت فيكم هذه الأمور لن ينشأ الإيمان الكامل مطلقا).
ثم يقول حضرته: «فعلى المرء أن يسعى جاهدا ليل نهار إلى إصلاح أخلاقه بعد كونه موحِّدا. (أي إذا عزم المرء على أنه سيعبد الله وحده فلا بد له أن يحسّن أخلاقه أيضا بعد ذلك.) يتابع حضرته ويقول: «أرى أن الحالة الأخلاقية متردية جدا في هذه الأيام» (مع أن معايير الأخلاق في زمن المسيح الموعود كانت عالية بالمقارنة مع أيامنا هذه، ولكنه كان يتمنى أن يراها أعلى أيضا. لذا علينا أن نفحص أنفسنا وحالتنا دائما) يقول : «إن مرض سوء الظن يكون متفاقما في بعض الناس فلا يحسنون الظن بإخوتهم، بل يظنون بهم ظنونا سيئة لأتفه الأمور وينسبون إليهم أمورا لو نُسبت إليهم لاستاؤوا منها بشدة. لذا من الضروري أولا وقبل كل شيء ألا يسيء المرء الظن بإخوته بل يحسنه بهم لأن ذلك يؤدي إلى ازدياد الحب والأُنس وخلق القوة المتبادلة وبالتالي يجتنب الإنسان من عيوب أخرى مثل: البغض والحسد وغيرهما. (إن نار الحسد عند معارضينا مضطرمة ضدنا بشكل دائم ودونما سبب، ولو قمنا نحن أيضا بتصرفات كهذه فما الفائدة من البقاء في الجماعة أصلا)
يتابع حضرته ويقول: أرى أن هنا كثيرين لا يواسون إخوتهم شيئا، فإذا كان أخوهم يتضور جوعا فلا يتوجه أحد إلى الاهتمام أو الرعاية به. أو إذا كان يواجه مشاكل أخرى فلا يبذلون شيئا من مالهم من أجله. لقد ورد في الحديث الشريف تأكيد شديد على الاهتمام بالجيران، بل قد ورد أيضا بأنكم إذا طبختم مرقة فأضيفوا إليها ماء قليلا لتطعموا الجيران أيضا. ولكن الذي يحدث حاليا هو أن الكلّ يهمه إشباع بطنه دون الاهتمام بغيره. ولا تظنوا المراد من الجار هو من يسكن قرب بيتكم بل إخوتكم في الدين أيضا جيرانكم وإن كانوا يسكنون على بُعد الأميال منكم.»
فإذا أصلحنا نفوسنا لكنا في الحقيقة من الذين يؤدون حق بيعة المسيح الموعود وحق انضمامنا إلى جماعته. ندعو الله تعالى أن يوفق المبايعين الجدد أيضا للرفع من معاييرهم، وكذلك أن يوفق الأحمديين القدامى والكسالى الذين نسوا رفعة معاييره ليرفعوا معاييرهم ويؤدوا حق بيعته ويحققوا الهدف من البيعة.
ثم يقول حضرته في ذكر الهدف من بعثته وذكر معارضة الأعداء وبيان تقدم الجماعة:
ثم قال حضرته :
“لا أدري لماذا يعارضني الناس بعد الاطلاع على أهدافي هذه؟ (أي المعارضين من المسلمين بوجه خاص) مع أن لي هدفين اثنين، إقامة التقوى وإقامة التوحيد. فالذين يخالفونني على الرغم من اطلاعهم على هذين الهدفينِ، يجب أن يعرفوا أن الأمور المبنية على النفاق وأطماع الدنيا الدنيئة سوف تهلك بهذا السم تلقائيا. (أي يجب أن يعرف المعارضون بأن العمل الذي أقوم به أنا لو كان ممزوجا بأطماع الدنيا ورغباتها ونابعا عن النفاق في طبيعتي لسوف يهلك تلقائيا بهذا السم). هل يمكن أن يفلح الكاذب؟ يقول الله تعالى: إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب
الكذب وحده يكفي لهلاك الكذّاب. أما الأمور التي تهدف إلى إظهار جلال الله وإظهار بركات رسوله وإثباتها فهي بمنـزلة غرسة، ومن ذا الذي يستطيع أن يُتلفها وقد غُرست بيد الله تعالى وتحفظها الملائكة؟ إذا كان عملي هذا كله لمنفعة دنيوية سوف ينمحي اسمه نهائيا. ولكن إذا كان من الله تعالى، كما هو في الحقيقة، فلسوف ينمو ويزدهر حتما ولو عارضته الدنيا كلها، وسوف تحميه الملائكة. إنني على يقين أنه لو لم يبق معي شخص واحد ولم ينصرني أحد لسوف أنجح بالتأكيد.»
فيتبيّن من الأحداث التي ذكرتها لكم كيف يخلق الله تعالى في قلوب الناس يقينا، فيلقي في قلوب البعض منذ صغره أنه سيكون جنديا للإمام المهدي عندما يكبر. ثم يكبر هذا الشخص ويعلم بعد مرور وقت طويل أن الإمام المهدي قد ظهر. فبهذه الطريقة يخلق الله تعالى من عنده أنصارا للمسيح الموعود. ثم يقول بأن الله تعالى سينصرني من عنده وإن لم ينصرني أحد من الناس وستتكوّن جماعة وستنمو وتزدهر، ولكن علينا نحن أن نحاسب أنفسنا. يقول المسيح الموعود بأنه لا يبالي بالمعارضة، بل يراها ضرورية لتقدم جماعته.
لم يحدث قط أن جاء إلى الدنيا مبعوث أو خليفة من الله وقَبِله الناس بهدوء وصمت. إن حالة الدنيا لغريبة حقا إذ لا يتورعون من المعارضة مهما كان الإنسان يملك فطرة طيبة مثل الصديقين، بل يظلون يعترضون عليه باستمرار.
يقول : بفضل الله تعالى تتقدم الجماعة على غير العادة. في بعض الأحيان تأتيني القوائم المحتوية على أربع مئة أو خمس مئة بيعة. أما قائمة لعشرة أو خمس عشرة بيعات فتأتي كل يوم، وذلك بالإضافة إلى الذين يحضرون هنا شخصيا ويبايعون.”
فيتبيّن من الأحداث التي ذكرتها لكم كيف يخلق الله تعالى في قلوب الناس يقينا، فيلقي في قلوب البعض منذ صغره أنه سيكون جنديا للإمام المهدي عندما يكبر. ثم يكبر هذا الشخص ويعلم بعد مرور وقت طويل أن الإمام المهدي قد ظهر. فبهذه الطريقة يخلق الله تعالى من عنده أنصارا للمسيح الموعود.
هذا ما قاله المسيح الموعود آنذاك، وكما سردتُ عليكم بعض الأحداث التي يتبيّن منها أن الله تعالى قد أجرى في العالم تيارا لتوجيه الناس إلى البيعة إذ يربو عدد المبايعين على خمس مئة مبايع في بعض الأحيان، وقد يصل إلى الآلاف. إن الله تعالى يُتم مشيئته دائما وباستمرار. ندعو الله تعالى أن يوفقنا أن نؤدي حق البيعة والانضمام إلى هذه الجماعة على خير ما يرام.
وفي الأخير أقرأ عليكم دعاء المسيح الموعود المليء بالمعرفة والذي من خلاله تتبين كيفية تألّم قلبه. ففي إحدى المرات ذُكرت في مجلسه الزلازل وأنواع أخرى للدمار – كما ترون أنواع الدمار التي تحل في هذه الأيام أيضا – فقال : ندعو الله تعالى أن يحفظ الجماعة منها ويظهر للعالم أن النبي كان رسولا صادقا، وأن يتولد في قلوب الناس الإيمان بالله تعالى. مهما حدثت الزلازل لكننا ندعو الله تعالى أن يرى الناس وجهه تعالى ويتسنى لهم الإيمان بوجوده.”
ندعو الله تعالى أن يعرف الناس اليوم أيضا ذلك الرسول، نظرا إلى أنواع الدمار وحلول الآفات الكثيرة، وأن يعرف المسلمون أيضا المحب الصادق والمخلص للنبي وبذلك يستعيدوا عظمتهم الغابرة، ويكونوا سببا لإقامة التوحيد، آمين.