الدين معناه أداء نوعين من الحقوق؛ حقوق الله وحقوق عباده. ومن حقوق الله تعالى علينا أن نعبده ولا نشرك به شيئا، ومن حقوق العباد أن نساعدهم عند حلول المصائب والمحن من جوع ومرض وظلم وما إلى ذلك.. حتى نكون كما أراد النبي كجسد واحد إذ اشتكى منه عضو تداعى وتألم له الجسد كله.
إننا لسنا بحاجة لبيان ما يقع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم من خطوب ومصائب، وخاصة في الصومال والبوسنة. وقد تألم له العالم الإسلامي كله، وكل واحد عبر عما يعانيه من آلام بأسلوبه. وقد أمر إمام جماعتنا الإسلامية الأحمدية بفتح صندوقين خاصين لمنكوبي الجوع في الصومال والمضطهدين في البوسنة وحث أبناء الجماعة للتبرع لهم تعبيرا عن مشاعرهم تجاه إخوانهم هؤلاء. كما بيَّن حضرته أن المساعدة المعنوية في هذه المحنة لا تكفي بل عليهم أن يقدموا لإخوانهم مساعدة مادية أيضا. عليهم أن يبحثوا عن هؤلاء الذين تشردوا في مختلف بلاد العالم وفي أوروبا خاصة ويقيموا الاتصالات معهم.
وقال: هناك الآلاف من اليتامى منهم ومن واجبنا رعايتهم لكي لا يضيعوا أو يذهبوا في أحضان النصرانية. على العائلات الأحمدية أن تتبناهم وتربيهم تربية جيدة ماديا وروحانيا.
ولكن المرء يتعجب من الحكومات الإسلامية التي لم تدرك فيما يبدو خطورة الموقف ونخص هنا بلاد البترول التي عندها جبال من الأموال التي لو انفقوا من أرباحها واحدًا بالمليون لسدوا حاجات هؤلاء المظلومين. ولكنهم لم يمدوا للأسف الشديد يد العون إلى إخوانهم ولا يمدون، وإنما هم منهمكون في ملئ بطونهم وإشباع ملذاتهم. ليتهم أدركوا أن في أموالهم حقًّا لهؤلاء السائلين والمحرومين. وإذا فعلوا هذا وأدوا حقوق هؤلاء فيمكن أن ينجوا من حساب عسير يوم القيامة، وإلا فقد أنذرهم القرآن والرسول. لقد أنذرهم القرآن في قوله تعالى:
وقد أنذرهم الرسول في قوله بأن لكل غادرٍ لواء يُرفع يوم القيامة عند إسته( ظهره) بقدر غدره، وما أحد أكثر غدْرًا من أمير عامة. فهؤلاء الحكام أمراء على عامة المسلمين. فإذا لم يؤدوا إليهم حقوقهم فإن الله سوف يحاسبهم لأنه تعالى يغفر للعبد تقصيره في حقوقه ، ولكنه يحاسبه حسابا شديدا على تقصيره وخيانته في حقوق عباده. (التحرير)