- ما حقيقة الاستغفار كما بينها سيدنا المسيح الموعود ع؟
- من ذا الذي بلغ الغاية في هذا المقام؟
___
الكلمة الطيبة تماثل الشجرة الطيبة، فكما أنّ أي شجرة طيبة رائعة لا يمكن أن تنمو بدون الماء كذلك فإن كلماتِ الإنسان الصادق الطيبة التي تخرج من فمه لا تنمو ولا تزدهر ما لم يبللها النبع الطيب عن طريق ساقية الاستغفار، فحياة الإنسان الروحانية تتوقف على الاستغفار، الذي يسيل في ساقيته ماءُ الينبوع الحقيقي، فيصل إلى أصول الإنسانية وينقذها من الجفاف والموت، فالدين الذي ليست فيه هذه الفلسفة ليس من الله قط. فمن أعرض عن هذا الينبوع بعد تَسَمِّيه نبيا أو رسولا أو صادقا أو سليم الفطرة فليس من الله أبدا، فهو لم يأت من الله وإنما هو من الشيطان، لأن الشيط هو الهلاك ومن لم يُردْ أن يجذب إليه الينبوعَ الحقيقي لتخضير بستانه الروحاني ولم يجعل ساقية الاستغفار فياضة من هذا الينبوع فهو شيطان.. أعني هالكٌ، لأن من المستحيل أن تعيش أيُ شجرة خضراء بدون الماء، وكل متكبر لا يريد أن يخضّر شجرة كيانه الروحانية من ينبوع الحياة فهو شيطانٌ، وسيهلك كالشيطان، لم يأتِ في العالم أيُّ نبي صادق أعرض عن حقيقة الاستغفار ولم يُرد الاخضرار من الينبوع الحقيقي، أما الذي طلب هذه الخضرة أكثرَ من جميع الأنبياء وهو سيدنا ومولانا ختم المرسلين وفخر الأولين والآخرين محمد المصطفى ، فقد خضّره الله سبحانه وتعالى وعطَّره أكثر من جميع مَن كانوا على المنصب نفسه.
(نور القرآن ص 34 و35)