الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

أعزائي قراء “التقوى” الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد سررنا جدًا لوقف القتال بين إيران والعراق ذلك القتال المرير الذي دام سنين طويلة دامية، زهقت فيها أرواح عشرات بل مئات الألوف من كلا الجانبين، وتيتم ملايين من الأطفال، وترملت ملايين من النساء. ولم نكن نرى حدا أو موعدًا لنهاية هذه المأساة والتي يجدر أن نسميها مأساة مسلمي هذا العصر، لما زهقت فيها أرواح المسلمين من كلا الجانبين لا لشيء سوى الاختلافات كان يجدر بالقادة والسياسيين حلها سلميًا دون الاضطرار إلى دفع عجلة القتال إلى الأمام يومًا بعد يوم وتدمير المنشآت الاقتصادية والتعميرية في كلا البلدين.

والجميع يعرف مدى تلك الأضرار الجسيمة التي تكبدتها إيران والعراق من خلال هذه الحرب الطويلة الدامية. لقد انفقت في هذه المعارك أموال وخسرت أخرى، لو جمعت لأمكن للعراق وإيران على السواء من ضمان عيش رغيد لأبنائهما لسنوات طويلة.

والعجيب حقًا في أمر تلك الحرب أنها لم تعط أحد الطرفين أي تفوق أو انتصار ملموس فكانت من أولها إلى آخرها كرًا وفرًا بين طرفين متعادلين من الناحية العسكرية، لا يستطيع هذا أن يحقق فوزًا أكيدًا في المعركة ولا يستطيع ذلك هزم الجيوش المعادية له والانتصار عليها. ووقع الفريقان في معركة لا يمكن لأحد فيها التفوق المطلق على الآخر أو هزمه في ساحة القتال من غير أن يقوم ذلك بعد فترة أخرى ويكر الكرة.

فالحمد لله ثم الحمد لله على انتهاء هذه الحرب المهلكة وهنيئًا لكلا الشعبين المسلمين على تحسن الأحوال، ونسأل الله تعالى أن يوفق كلا البلدين الشقيقين من إعادة تعمير منشآتهم الاقتصادية والعمرانية من جديد ولقيادة نفسهما وشعبيهما إلى الإسلام الحقيقي، دين الحب والسلام والوئام.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. (رئيس التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك