رسالة إلى فضيلة المفتي الشيخ عبد العزيز الباز

رسالة إلى فضيلة المفتي الشيخ عبد العزيز الباز

رسالة إلى فضيلة المفتي الشيخ عبد العزيز الباز

(المملكة العربية السعودية)

منذ عدة سنوات وتحت تأثير مشائخ الباكستان المعارضين للجماعة الإسلامية الأحمدية حرمت سلطات الحج في العربية السعودية المسلمين الأحمديين من حج بيت الله الحرام، وفيما يلي رسالة كتبها أحد المسلمين الأحمديين إلى فضيلة الشيخ عبد العزيز الباز تبين للقارئ الكريم ما يعانيه المسلمون الأحمديون من ظلم لحرمانهم حج بيت الله الحرام. يطلب فيها الكاتب من فضيلة الشيخ الباز المحترم أن يفتيه في أمر منعه من الحج، وهل يجوز حسب حكم الشريعة منع من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله من حج بيت الله. وإلى حين نشر هذه الرسالة لم يحصل الكاتب برد على استفتائه، وقد طلب منا نشر رسالته إلى فضيلة الشيخ الباز راجيًا أن يقوم الشيخ المذكور بالرد على رسالته هذه عن طريق الكتابة إلى “التقوى” في القريب العاجل. وها نحن ننشر هذه الرسالة على أمل أن يقوم الشيخ المذكور مشكورًا بالرد عليها. (التقوى)

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فضيلة الشيخ عبد العزيز الباز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ المحترم،

إنني أرفع إلى فضيلتكم هذه الرسالة على أمل أن تصلكم حتى تفتوني في أمري، إنني رجل مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأقوم بجميع أركان الإسلام. أبلغ من العمر ستين عامًا، عزمت مع زوجتي وهي تبلغ من العمر أيضًا ستين عامًا، حج بيت الله الحرام، بعد أن وفقنا الله ويسر لنا أمور الحج فتوجهت إلى المكتب المختص بتصاريح الحجاج في بلدة جنين -الضفة الغربية- وتقدمت بطلب للحج، وبينت لموظف التسجيل أن الجماعة الإسلامية الأحمدية التي أنتسب إليها لا تحيد عن تعاليم الإسلام وأركانه قيد أنملة، وأننا نعتقد أن حج بيت الله فرض على كل فرد قادر منا. وبعد فترة جاء الجواب من السعودية يمنعني وزوجتي من الحج، لأننا ننتمي إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، تلك الجماعة المتمسكة بالدين الحنيف.

فبأي حق يمنعون من الحج رجلاً يقول لا إله إلا الله محمدًا رسول الله.

لقد تعرض والدي رحمه الله، أثناء أدائه فريضة الحج، منذ أربع وأربعين عامًا، لاعتراض بعض المغرضين، بمؤازرة أحد المشائخ، محاولين منعه من أداء مناسك الحج، ورفعوا طلب المنع إلى أمير مكة في ذلك الحين، الذي استدعى والدي وسأله هل أنت مسلم؟ أجاب نعم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فتوجه الأمير إلى ذلك الشيخ قائلاً كيف تريدني أن أمنع من الحج رجلاً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. كلا لن أمنع من الحج مسلمًا يشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله، وتوجه إلى والدي قائلاً: أكمل مناسك الحج ولن أسمح بأن يعترضك أحد بسوء.

هكذا أجاب أمير مكة ذلك الحين، ويظهر من جوابه أنه كان يتمتع بجانب وافر من تقوى الله، فلم تقبل نفسه أن يمنع رجلاً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من الحج.

ولكن اليوم وللأسف الشديد نرى أن الحكام في السعودية لا يقتدون بسلفهم الصالح، فبدلاً من أن يحكموا القرآن في هذه الأمور، حكموا مشائخ وحكومة الباكستان التي أفتت بتكفير الأحمديين فأصبحوا يتبعون بحكمهم شريعة الباكستان وليس شريعة القرآن. إنا لله على مصائب الإسلام، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

إنكم يا فضيلة الشيخ، أحق بالتقوى في هذه المسائل من غيركم، فأنتم من سلالة أنعم الله عليها بالتقوى واختصت بأمور الشريعة والدين فلا يجوز أن يظلم في حكمكم مسلمًا أو يجار عليه. وختامًا أكرر رجائي أن تفتوني في هذه المسألة، أهل يجوز حسب حكم الشريعة لرجل يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، ويقوم بباقي أركان الإسلام، أن يحج بيت الله أم لا؟

وإنني بانتظار الجواب، وإن لم أحصل عليه خلال شهر من هذا اليوم، سأنشر هذه الرسالة إن شاء الله في الصحف والمجلات، على أمل أن أحصل على إجابتكم من خلال تلك الصحف إن لم تصلكم رسالتي هذه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المخلص: محمود الحاج أحمد عودة

Share via
تابعونا على الفايس بوك