العدالة أم العداوات الدفينة؟

في صبيحة يوم الخميس، الثاني من آب عام 1990 اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت. فكشفت تلك الحادثة الغطاء عن هشاشة النظام العربي، وفتحت الباب لبداية تطبيق ما سمي بالنظام العالمي الجديد، الذي تكشفت فيه أنياب الدجال وأصبح يصول ويجول في العالم بلا هوادة ودونما رادع.

وقد تسارعت بعد ذلك الأحداث وتصاعدت، وها هو العالم العربي والإسلامي يعاني من آثار تلك الفاجعة وعواقبها وما تمخض عنها من دمار كبير ألمّ بالأمة العربية والإسلامية.

وفي اليوم التالي كانت خطبة الجمعة التي ألقاها إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله تعالى)، تتناول فيها هذا الموضوع الخطير وأعلن من خلالها أن القتال بين طائفتين مسلمتين هو من الأمور التي تناولها القرآن الكريم بالعلاج والحل، وأن المسألة ليست مشكلة عربية أو إقليمية، وإنما هي مشكلة إسلامية، ينبغى أن يُتَّبع في علاجها الوصفة القرآنية بأن يحلها المسلمون بأنفسهم بدلَ دعوةو الغير للتدخل في أمورهم، حتى تكون يد الله تعالى مع أيدي المسلمين، وإلا تركهم لأنفسهم ولن يجدوا عندئذ علاجًا ناجعًا ولا حلاً صالحًا.

ومضت الأيام فالأسابيع ثم الشهور، وإمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يرقب الأحداث بعين المؤمن المسلم المشفق على أمر أمة محمد . فاتخذ من خطب الجمعة المتواترة مئذنة يرفع منها صوت الإسلام.. صوت التقوى المجردة من الهوة وألاعيب السياسة وأباطيل الساسة والاتجار بالكلمات. ولكن قادة العرب والمسلمين كانوا قد عقدوا العزم على صمّ الآذان وإغلاق العيون، وجلس الشيطان على عجلة القيادة، وسار بهم إلى النهاية المحتومة.. فوقعت كارثة الخليج.

لقد تمكّن الدجال من سَوْق الأمم المتحدة، وجنّد أجهزة الإعلام، وحشَدَ قواه.. وأنزل بالأمة الإسلامية أشد الضربات. وذلك، لسوء الحظ، بسبب ما قام به بعض حكام المسلمين من إجراءات خاطئة حمقاء. فأصاب الأعداء أمة المصطفى بجروح عميقة لن تندمل، فيما يظهر، لأمد بعيد. لقد ضاعت في الكارثة أموال وثروات ومدّخرات كانت كفيلة بإنعاش بلاد إسلامية تحتاج اللقحة وشربة الماء. وأُزهقت أرواحٌ، وسُفكت دماء، وانتهكت حرمات، وضاعت كرامات، وانقطعت أرزاق، وشردت جماعات، وغُرست أحقادٌ وثأرات، وضاع الأمن والأمان من الملايين. وانكشف غبار المعركة.. فإذا بالمقاتلين المسلمين في خسارة.. وإذا الرابح في المعركة طرف آخر لم يشترك فيها، وخرج بمعظم الأرباح. نعم.. لقد نالت إسرائيل كل الغنم، وحققت أغراضها، وضمنت أمنها، وتوقدت مكانتها، واستقرت قريرة العين هادئة البال.

لقد نبَّه حضرته، أيده الله، أمة الإسلام وكذلك سكان دول العالم الثالث عن دموية حلم النظام العالمي الجديد. وقد أكّدت الأحداث المتلاحقة على صحة كثير من هذه المخاوف، وما تخفي صدورهم أكبر والعالم الآن بانتظار مزيد منالويلات التي تلوح في الأفق.

هذه السلسلة من الخطب قُدِّمت للقارئ العربي في صورة كتاب “كارثة الخليج والنظام العالمي الجديد” بعد تعديلات مناسبة وإضافات ضرورية من صاحبها. وها نحن نقدم مختارات من هذا الكتاب اجتهدنا في اقتطافها وفقا لما رأيناه مناسبا للوقت أو المرحلة، أو لما أردنا أن نذكر به القارئ المؤمن النجيب، فإن الذكرة تنفع المؤمنين. آملين من الله تعالى التوفيق.

وإليكم فيما يلي المقتبس:

يزداد الموقف في الشرق الأوسط سوءاً يومًا بعد يوم. ولما كان معظم سكان هذه المنطقة من المسلمين، ولذلك فمسلمو العالم كله قلقون حتمًا للوضع. كما أن هذه الأراضي المقدسة التي هي أعز شيء عند المسلمين، مكة والمدينة، حيث كان المصطفى يطأها بقدميه، وتعطرت أجواؤها بأنفاسه المباركة، هذه المقدسات معرضة للأخطار والمؤامرات، ولذلك يُحس العالم الإسلامي كله بالألم العميق، ويصيب عامة المسلمين في كل مكان قلق وكرب شديدان. ولكن كجماعة منظمة، خالية من أية أهداف سياسية، وساعية لخدمة الإسلام خالصة لوجه الله تعالى.. تمتاز الجماعة الإسلامية الأحمدية بين كل المسلمين بأنها أشدهم تألماً وقلقا.

وبقولي هذا يظنّ غافل أن هذا تباه أجوف، أو ادعاء صرف، أو أنه يؤذي مشاعر المسلمين الآخرين.. حيث يقولون بأن هذه الجماعة يحسبون أنفسهم حملة لواء الإسلام المعتمدين أو أصحاب الترخيص المعتبرين، وكما لو كنا لا نحمل تعاطفا صادقا للإسلام، ولكنني عندما أحلل لكم الموقف سيتضح لكم أنه لو كان هناك في العالم جماعة تحس بالألم الصادق من أجل الإسلام فإنما هي الجماعة الإسلامية الأحمدية.

السياسة النجسة

لقد أصبحت السياسة اليوم نجسة وخاوية من العدل والتقوى. والدول الإسلامية التي تتعالى باسم الإسلام لا تبني أبدًا سياستها على القيم الإسلامية، ولا على العدالة الإسلامية السامية، وإنما ترتبط بالمصالح الأنانية. ولهذا نجد تناقضاً بيّناً بين ممارسات العالم الإسلامي. وباستثناء الجماعة الإسلامية الأحمدية، تجدون كل فرقة من الفرق الإسلامية قد انحازت اليوم إلى دولة إسلامية دون أخرى وأخذت تؤيدها، في حين أن متطلبات التقوى تقتضي أن يكون التأييد للقيم الإسلامية فقط. لو كان هناك حب صادق للإسلام لأخلصوا فقط لمتطلبات الإسلام، التي هي متطلبات القرآن المجيد، والتي هي متطلبات السنة المحمدية الشريفة.

ولو فكرنا في السياسات الحالية على ضوء تلك المتطلبات لوجدنا أنه لا سياسات المسلمين، ولا سياسات غيرهم تقوم على أخلاقيات سيدنا محمد . الدول الأخرى تدعي ادعاءات عريضة باسم العدالة، كما لو كانوا هم وحدهم المعنيين بتوطيد أركان العدل في العالم، ولكن بالنظرة الفاحصة ترى أن العدالة التي يقدمها القرآن المجيد معدومة في الفريقين كليهما… أين هي العدالة؟ إن السياسة الغربية وممارستها الدبلوماسية تسمى في قاموس الإسلام “دَجلاً”.

وقد وصلت بلاد الغرب اليوم إلى أقصى حدود الدَجل باسم الدبلوماسية والسياسة. يغلفون جرائمهم دائمًا بأغلفة رقة في الكلمات، كما أن دعاياتهم القوية تقدم كلامهم في صورة منطقية.

فالأزمة تزداد عمقًا يومًا بعد يوم. وهناك أخطار شديدة ترفع رؤوسها وتتضح. ولكن هناك أخطارًا لم ترفع رؤوسها بعد بحيث يمكن أن يراها الإنسان العادي، ولكنك إذا درستها بعمق فسوف تراها. إذا نظرت إلى بركة ماء صغيرة فإنك ترى الماء أول الأمر، فإذا اقتربت رأيت السمك الطافي عند السطح، ولكنك لو دنوت أكثر لرأيت السمك الذي يكون عند القاع والذي لم تكن تراه بادئ النظر.

وهكذا هي الأمور السياسية الدنيوية.. ينظر الناس العاديون بالنظرة السطحية، ثم بعد ذلك يرون من السمك ما  يرفع رأسه. أما إذا نظرت بعين المؤمن وبصيرة الذكي.. رأيت الموقف الصحيح إلى أبعد الأعماق. ومن هذه الزاوية هناك أخطار كثيرة لم تتضح بعد، ولسوف يبديها الزمن، ولكني أدعو الله تعالى معكم أن يبعد تلك الأخطار التي تحوم على رأس العالم الإسلامي!

ردود فعل غير إسلامية

وفيما يتعلق بالفرق الإسلامية وردود فعل المسلمين فهي ردود مؤسفة شديدة الخطورة. في إحدى خطبي الأخيرة أوضحت الأمر للعالم الإسلامي، وصرحت للجرائد.. وسواء نُشرتْ تصريحي أم لا.. ولكني طلبت أن يُرسَل موجز هذه النصيحة أو المقترحات إلى قادة المسلمين. وخلاصة الأمر هو أن يعود الجميع إلى تعاليم القرآن الكريم.. لأنه يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء: 60) أي أن أسلمَ طريق لحسم النزاع أن تعرِضوا الأمر على الله ورسوله، والوجهة التي يوجّهكم إليها القرآ، وسنة رسول الله ينبغي عليكم أن تسيروا فيها. وفي هذا وحده السلامُ، وفي هذا وحده الحياةُ. فبدلاُ من مسايرة ركب السياسيين الدنيويين لتسوية خلافاتكم، عودوا إلى تعاليما لقرآن المجيد، واستمدّوا النور من النهد الذي يرسمه لكم القرآن بكل وضوح.. وهو أنه في حالة النزاع بين بلدين مسلمين بما يهدد بنشوب حرب بينهما.. يجب على كل البلاد الإسلامية، وليس على المسلمين من شعب واحد فقط، أن تجتمع وتتشاور، وتبذل ضغوطها على البلد الذي يميل إلى الشرّ. عليهم أن يستمعوا للطرفين، وأن يسعوا لإقرار السلام العادل بينهما. فإذا لجأ أحد الطرفين المتنازعين إلى العدوان والهجوم رغم كل محاولات الصلح، فواجب المسلمين جميعا أن يقاتلوا هذا الباغي. ولم يَرِدْ في أي توجيه قرآني أن نلتمس المعونة من الآخرين لفضّ نزاع بين المسلمين.

لو كانت هذه التعاليم في حسان المسلمين لَتغيّر الموقف وما صار إلى ما هو عليه من سوء وخطورة بالغة. على ضوء هذا التوجيه القرآني إني على ثقة كاملة بأنهم إذا عملوا به.. فإن إتحاد البلاد الإسلامية، مع ما يملكونه من قوة.. سيكون قادرًا على إجبار الدولة الباغية منهم وكسر عدوانها وبغيها، مهما كانت قوتها، إ، هي استمرت على موقفها الباغي. لو لم يكن ذلك ممكنًا ما شرع الله تعالى هذا التعليم. إنه تعليم من الوضوح والدقة واليقين والثقة بأنه مهما كانت الدولة المسلمة الباغية قوية.. وحاول المسلمون الآخرون تسوية الأمر طبقًا لتعاليم الإسلام، واتحدوا جميعًا، وجمعوا قواهم، فإنهم سيقدرون على إجبار هذه الدولة على الخضوع لقرارهم. إ،ها بشارة أبدية يحملها القرآن الكريم لمن ينتفع بها ويطبقها.

الموقف الحالي خطير

ولكن الموقف الحالية أصبح خطيرًا بعد أن دعت السعودية شركاءها للتدخل الفوري وإرسال قواتهم. فها هي قوات أمريكا وبريطانيا بدأت تصل إلى هناك، بل ويسعون للضغط على الدول الكبرة لتشارك بعض المشاركة. ووصلت من الشرق والغرب وحدات بحرية، وقوات جوية وبرية. والهدف أن يكون العراق وبعض حلفائه كالأردن في جانب وسائر العالم في الجانب الآخر. ومع ذلك يقولون إنها خطوة دفاعية، يحاولون بها وقف انتشار الخطر.

وهناك دول إسلامية وقعت معظمها تحت ضغط القوى العظمى، وأُجبرت أو تطوعت لأجل مصالحها لإرسال قواتها أيضا. وقد بلغت الحماقة بدولة باكستان، فانضمت إلى الدول التي وعدت بإرسالها جيشها إلى السعودية كي يقاتلوا جانب القوات الأمريكية والبريطانية ضد الدولة العراقية المسلمة.

إن الموقف يشتد خطورة بسرعة كبيرة. والظن بأن كل هذه الاستعدادات والخطوات الضخمة هي لحماية السعودية فحسب حماقةٌ كبرى. فمَن أشد حمقًا ممن يظن أن كل هذه العمليات الهائلة الجارية، والحصار البحري من جميع الجهات، وهذه الطائرات المقاتلة المتطورة الخطيرة التي لم تُستخدم في حرب سابقة، ولك هذه الأسلحة الحديثة التي تجمع… هي لمجرد حماية السعودية من العراق؟!

… واعلموا أن هناك خطرًا حقيقيًا من الانتقام من العراق وتمزيقه إربًا. ذلك لأن نار الانتقام لن تهدأ حتى يقضوا قضاء نهائيًا على هذا البلد الإسلامي الصاعد ليكون قوة كبرى في المنطقة. ولقد نشأ هذا الهدف في إسرائيل أولاً. وما زلت أطلع على تصريحات إسرائيل في الصحف، وعلى الدعاية التي تقوم بها إسرائيل منذ زمن طويل بأنها تتعرض للخطر العراقي. وهذه الأشياء شديدة الصلة بنفس الشيء. كيف أغرَوا العراق ليحتل الكويت.. ثم تلته هذه الأحداث؟ الله تعالى أعلم! ولكن كل هذه الأحداث ليست من قبيل المصادفات.. بل هناك أسباب وراءها. هناك مؤامرات تُدبّر بليل وتحاك تحت الأرض. هناك عملاء CIA في بعض المواقع، وهناك الخونة داخل البلاد الذين ينفّذون المؤامرات السرية بذكاء خارق لتحقيق أهداف القوى العظمى. وقد ورد ذكر هذا النوع من النشاط في آخر سور القرآن الكريم.. فإن {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (5) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} (الناس: 5-6) هو تلك القوى الخبيثة التي تبذر بذور الشر، ثم ترتد مبتعدة، ولا يعرف أحد من أين بدأ هذا الشر أو كيف حدث؟ ولو حدثت خطورة حمقاء.. لا يُعرَف المسئول عنها؟ ولكن في الحقيقة وراء ذلك دائما بعض الدول الكبرى، ومن هذه الزاوية أيضا اتخذ الموقف شكلاً خطيرًا للغاية..

والسبب الأكبر وراء ذلك هو إسرائيل. إنها دأبت على إحداث جلبة شددية منذ فترة طويلة.. تتظاهر بالخوف من هجوم عراقي كيماوي. يقولون نحن دولة صغيرة، ولو هاجتمنا العراق لمحتنا من على سطح الأرض. وسواء أكان الخطر حقيقيا أو وهميًا، ومن دون البحث عن المسئول.. فمن المتيقن المؤكد أن إسرائيل ومصالح إسرائيل هي السبب الأكبر خلف الموقف الحالي. ويبدو الموقف الآن وكأن عالم الإسلام قد هبّ للدعاف عن مصالح إسرائيل وحمايتها. وفي سبيل ذلك قرروا القضاء على دولة مسلمة ارتكبت فعلاً بعض أعمال غير إسلامية منافية للتقوى والعدل، ولكنها بالرغم من ذلك.. لا تستحق الدمار الشامل والخراب الكامل.. الواقع أن بلاد المسلمين قد وصلت إلى مرحلة بحيث إذا استمروا في التقدم بهدوء وحكمة، بعيداً عن العنف، فإنهم في العشر أو الخمس عشر سنة القادمة سيتمكنون من أن يكونوا قوى عظمى، لا ينظر إليها الآخرون نظرة سوء حتى وإن أرادوا ذلك. أما إذا تعثروا الآن وارتكبوا الخطأ… فسوف يقعون في وهدة الهلاك يتعذر منها النجاة.

وأودّ في نفس الوقت أن أذكر الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن يبتهلوا إلى الله تعالى بجد وإلحاح وقلب متألم. ومهما كانت التجاوزات التي ترتكبها الحكومات الإسلامية ضدنا، أو التي ارتكبتها في الماضي، أو سوف نرتكبها في المستقبل.. فهذا فعلهم الذي حاسبهم الله عليه، ولكننا معشر الأحمديين المخلصين للإسلام وقيم الإسلام.. لا نخشى أن ننبّه إلى خطأ تقع فيه دولة مسلمة.. ونسألهم في تواضع.. أن يصححوا خطأهم، و يصلحوا من أنفسهم. ولربما صاروا أعداء لنا بسبب نصحنا لهم، أو ربما فكروا في الانتقام منا في قادم الأيام.. ولكننا لا نعبأ بذلك.. لأن موقفنا خالص لوجه الله تعالى. نحن نعرف أن روح الإسلام إنما هي في القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم. وإذا كنا نحب القرآن و سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا بد وأن نحافظ على هذه الروح، ونحميها بأرواحنا. والأحمديون في كل أنحاء العالم مستعدون للتضحية بكل شيء في سبيل ذلك، ولن يتوقفوا عن قول الحق، ولن تستطيع قوة في العالم منعهم من التعبير عن الحق. وأما إذا لم يرضَ أحد بنصيحة حقة تهدف إلى صالح الناس فلا ضير.. فإن ملاذنا إلى الله تعالى، وثقتنا في ربنا جل جلاله، ولا تخشی ساسة الدنيا.

أودّ أن أسوق لكم البشري بشأن النصيحة التي قدمتها آنفا.. فقد كان مقدرا لي أن أقدمها اليوم.. قدر الله تعالى ذلك منذ زمن طويل. لقد كتب الإمام المهدي والمسيح الموعود (عليه السلام) في كتابه (حمامة البشري): “إن ربي بشَّرني في العرب، وألهمني أن أمونهم وأُريهم طريقهم، وأُصلح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين”

فالمهمة التي عيّن الله الإمامَ المهدي المسيحَ الموعود من أجلها هي هدايتهم إلى طريق الحق، وتصحيح مواقفهم.. وأنا خادمه المتواضع، وخليفته.. أقوم الآن بمهمته، وعلى ضوء البشارة في هذا الوحي، أبشر عالم المسلمين جميعاً.. أنهم إذا اتبعوا النصيحة المتواضعة من هذا “الدرويش”.. فلا شك أنهم سوف يفلحون ويعلون في هذه الدنيا وفي الآخرة. أمّا، لا سمح الله، لو أنهم نبذوها تحقيقاً لمصالحهم الدنيوية الزائلة، وألقوا مصالح الإسلام وراء ظهورهم، ولم يبالوا بتعاليم الإسلام.. فلن تكون هناك قوة لإنقاذهم من غضب الدنيا وغضب الله تعالى.

عسى الله تبارك وتعالى أن يُقرَّ عيوننا من أجل العالم الإسلامي، ويُسعد قلوبنا، ويزيل عنا الهم والحزن، ويفرج عنا الكرب والألم الذي يعاني منه بالتأكيد كل مسلم أحمدي!… آمين.

١٧ أغسطس ١٩٩٠

Share via
تابعونا على الفايس بوك