فليسمع من كانت له أذن واعية أن ذلك الوقت ليس ببعيد

سوف يشهد العالم مشهد القيامة، ولن تحل الزلازل فقط بل سوف تظهر آفات مخيفة أخرى أيضاً، بعضها من السماء وبعضها من الأرض. ذلك لأن الناس تركوا عبادة ربهم وتكالبوا على الدنيا بكل قلبهم وقدراتهم وأفكارهم.

مقتبسان معرّبان من كتابات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد القادياني

“اعلموا أن الله تعالى قد أخبرني بحدوث الزلازل بشكل عام. فتذكروا أنه كما ضربت الزلازلُ بلادَ أمريكا وبلاد أوروبا بحسب النبأ الذي تنبأتُ به، سوف تضرب مناطق مختلفة في قارة آسيا أيضاً، وبعضها تقدم مشهد القيامة. وتُعقبها أحداث الموت بكثرة حتى تسيل الدماء بغزارة غير معهودة، ولن تأمن منها الدواب ولا الطيور. ويحل بالأرض دمار شديد لم يُشهَد له مثيل منذ خلق الإنسان حتى تصير أعالي الأرض سافلها في مناطق كثيرة وكأنها لم تُعمَر قط. وإلى جانب ذلك سوف تظهر من السماء والأرض آفات أخرى بصورة مهولة، حتى تبدو كل هذه الأمور غير عادية في نظر كل عاقل، ولن يتم العثور عليها ويهلك كثيرون. إن الأيام لقريبة، بل أقول إنها على الأبواب حين يشهد العالم مشهد القيامة، ولن تحل الزلازل فحسب بل سوف تظهر آفات مخيفة أخرى أيضاً، بعضها من السماء وبعضها من الأرض، ذلك لأن الناس تركوا عبادة ربهم وتكالبوا على الدنيا بكل قلبهم وقدراتهم وأفكارهم. لو لم آت لكان من الممكن أن يتأخر موعد هذه الآفات. أما بعد قدومي فقد غضب الله الذي كان في خفاء منذ أمد طويل، كما يقول الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا). التائبون سوف ينالون الأمان، والذين يخافون قبل حلول البلاء سوف يُرحمون. أتظنون أنكم ستأمنون من هذه الزلازل أو تُنقذون أنفسكم بحيلكم؟ كلا! عندما ينزل بطش الله سوف تبطل المكائد الإنسانية كلها. لا تظنوا أن الزلازل ضربت أمريكا وغيرها وأن بلدكم في مأمن منها، بل إنني أرى أنكم سوف تواجهون مصيبة أشد منها.

يا أهل أوروبا! لستم في مأمن، ويا سكان آسيا لستم أيضاً في أمان، ويا سكان الجُزُر، لن يقدر إلهٌ باطلٌ على إسعافكم. إنني أرى المدن تتهدم وأجد العمران خراباً. إن ذلك الإله الأحد ظل صامتاً إلى مدة، ولقد ارتُكبتْ المنكراتُ أمام عينه ولكنه ظل ساكتاً، ولكنه الآن سوف يُري وجهه بالجلال. فليسمعْ من كانت له أذن واعية أنَّ ذلك الوقت ليس ببعيد. لقد حاولتُ قصارى جهدي أن أجمع الجميع تحت أمان الله تعالى، ولكن لا بد أن يتحقق ما كان مقدّرا. الحق والحق أقول إن نوبة هذه البلاد أيضاً قد أوشكت أو كادت. سوف ترون زمن نوح أمام أعينكم، ولسوف تشاهدون بأم أعينكم أحداثاً وقعت على أرض لوط . ولكن الله تعالى بطيء في الغضب. توبوا لتُرحَموا. إن الذي يهجر الله عز وجل هو دودةٌ وليس بإنسان، والذي لا يخشى الله هو ميِّتٌ وليس بحيٍّ.”

(حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج 22 ص 268-269)

“لقد تكررت كلمة الزلزال فيما أوحي إلي من الله تعالى حيث قال: إنه سوف يقع زلزال يكون نموذجاً للقيامة، بل ينبغي أن يُسمى هو “زلزلة القيامة” المشار إليه في سورة الزلزلة: (إذا زُلزلت الأرض زلزالها). ولكن لا يمكنني إلى الآن أن أحمل كلمة الزلزلة هذه محمل الظاهر بصورة يقينية. فقد لا يكون المراد منه زلزالاً عادياً بل آفة شديدة أخرى تكون نموذجاً للقيامة لم يسبق لها نظير في هذا الزمن قط. ولسوف يحل بالدواب والأبنية دمار شامل. نعم! لو لم يصلح الناس أنفسهم بصورة واضحة، ولم تظهر آية خارقة أيضاً من هذا القبيل لكنت كاذباً.

ولكنني كتبتُ أكثر من مرة أن الآفة الشديدة التي أطلق الله تعالى عليها كلمة “الزلزلة” لا علاقة لها باختلاف الدين. ولا يحل العذاب بأحد بمجرد كونه هندوسياً أو مسيحياً، ولا بمجرد أنه لم يدخل في بيعتي. يجب ألا يأخذهم هذا النوع من القلق. بل إذا كان أحد من أتباع دين من الأديان ومع ذلك يتورع عن المعاصي، وكان غارقاً في الفسوق والفجور، فيزني، ويسفك الدماء، ويسرق، ويسيء الظن ظلماً، ويكون سليط اللسان وسيء التصرف فعليه أن يخاف كثيراً. ولو أنه تاب فلا خوف عليه. ويمكن أن يزول العذاب بسبب سلوك سوي للناس، لأنه ليس عذاباً مبرماً.”

(البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية ج 21 ص 151 الهامش)

Share via
تابعونا على الفايس بوك