يا قوم في رمضان ظهرت آيتي

“يا قوم في رمضان ظهرت آيتي”

لسيدنا مرزا غلام أحمد المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

بُشرى لكم يا معشرَ الإخوانِ

طُوبى لكم يا مَجمَعَ الخُلاّنِ

.

ظهرت بُروقُ عناية الحنّانِ

وبدا الصراط  لمن له العينانِ

.

النَّيِّرانِ بهذه البُلدانِ

خُسِفَا بإذن الله في رمضانِ

.

وبشارةٌ مِن سيّدٍ خيرِ الورى

ظهرتْ مُطهّرةً من الأدرانِ

.

اليومَ يومٌ فيه حصحصَ صدقُنا

قد مات كلُّ مكذِّبٍ فتّانِ

.

اليومَ يبكي كلُّ أهل بصيرةٍ

متذكِّرًا لمراحم الرحمنِ

.

ومصدِّقًا أنوارَ نبأ نبيِّنا

ومعظِّمًا لمواهب المنّانِ

.

اليوم كلُّ مبايع ذي فطنة

ازداد إيمانا على إيمانِ

.

ظهرتْ كمثل الشمس حجّةُ صدقنا

أو كالخيول الصافناتِ بشانِ

.

مات العِدا بتفكُّنٍ  وتندُّمٍ

والحق بانَ كصارمٍ عريانِ

.

اللهُ أكبر كيف أبدى آيةً

كشَف الغطا بإنارة البرهانِ

.

هل كان هذا فعلَ ربٍّ قادرٍ

أم هل تراه مكائدَ الإنسانِ

.

اليوم بعدَ مرور شهر صيامنا

عِيدٌ لأقوامٍ لنا عِيدانِ

.

اليوم يومٌ طيّب ومباركٌ

يُخزي بآيته ذوي الطغيانِ

.

مَن حارب المقبولَ حاربَ ربَّهُ

فهوى شَقًا في هُوّة الخسرانِ

.

مَن كان في حفظ الإله وعَوْنِهِ

مَن يُهلكَنْه وإنْ سعى الثَّقَلانِ

.

كِيدُوا جميعًا كلُّكم لإهانتي

ثم انظُروا إكرامَ من صافاني

.

قُوموا لتحقيري بعزمٍ واحدٍ

ثم انظُروا إعظامَ من والاني

.

الوقت يدعو مصلحًا ومجدّدًا

فارْنوا بنظرٍ طاهرٍ وجنانِ

.

أتظنّ أنّ الله يخلف وعده

أفأنت تُنكر موعدَ الفرقانِ

.

يا أيها الناس اترُكوا طرق الإبا

كُونوا لوجه الله من أعواني

.

لا تُغْضبوا المولى وتُوبوا واتّقوا

وكخائف خِرّوا على الأذقانِ

.

القمر يهديكم إلى نور الهدى

والشمس تدعوكم إلى الإيمانِ

.

ظهرتْ لكم آياتُ خلاّق الورى

في مُلْكِكم لمؤيَّدٍ سبحاني

.

هذا حديثٌ مِن نبيٍّ مصطفى

كهفِ الأنام وسيّد الشجعانِ

.

شهدتْ يد المولى فهل منكم فتىً

يُبْدِي المحبة بعدما عاداني

.

هذا زمان قد سمعتم ذكره

مِن خيرِ خلقِ الله والقرآنِ

.

كم من عدو يشتُمون تعصّبًا

ويرون آياتي ونورَ بياني

.

شهدتْ لهم شمس السماء ومثلها

قمرٌ فيرتابون بعد عِيانِ

.

خرجوا من التقوى وتركوا طرقهُ

بوساوسٍ دخلتْ من الشيطانِ

.

قد جاء مَهْدِيْكم وظهرتْ آيةٌ

فاسعوا بصدق القلب يا فتياني

.

ظهرتْ شهادات فبعد ظهورها

ما عذركم في حضرة السلطانِ

.

نزلتْ ملائكة السماء لنصرنا

رَعَبَ العدا من عسكرٍ روحاني

.

يا طالبَ الرحمن ذي الإحسان

قُمْ والهًا واطلُبْه كالظمآنِ

.

بادِرْ إليّ سأُخبرنّك مشفِقًا

عن ذلك الوجه الذي أصباني

.

أُعطيتُ نورًا مِن ذُكاء مهيمني

لأُنيرَ وجهَ البرِّ والعمرانِ

.

من كان خصمي كان ربّي خَصْمَهُ

قد بارزَ المولى لمن باراني

.

إنّي رأيتُ يد المهيمن حافِظي

ومؤيِّدي في سائر الأحيانِ

.

يا قوم في رمضان ظهرتْ آيتي

من ربّنا الرّحمن والديّانِ

.

فاقرأْ إذا ما شئتَ آيةَ ربنا

خَسَفَ الْقَمَر وتَجافَ عن عدوانِ

.

ثم الحديث حديث آل محمد

شرحًا لما يتلى من الفرقانِ

.

هذا كلامُ نبيّنا وحبيبنا

فافرَغْ إليه وخَلِّ ذِكْرَ أداني

.

هذا أشدُّ على العدا وجموعهم

مِن وقعِ سيفٍ قاطع وسنانِ

.

والحُرُّ بعد ثبوت أمرٍ قاطعٍ

يُهْدَى ولا يصغى إلى بهتانِ

.

لا تُعرِضوا عنّي وكيف صدودكم

عن مُرسَلٍ يهدي إلى الفرقانِ

.

ما جاءني قومي شقًا وتَباعدوا

فتركتُهم مع لوعة الهجرانِ

.

يا لاعِني خَفْ قَهْرَ ربٍّ قادرٍ

واللهِ إني مسلم ذو شانِ

.

واللهِ إني صادق لا كاذبٌ

شهدتْ سماء الله والمَلَوانِ[1]

.

وَدَّعْتُ أهوائي لحُبِّ مهيمني

وتركتُ دنياكم بعطفِ عِناني

.

لا  تعجَلوا وتَفكَّروا وتَدبَّروا

والعقل كل العقل في الإمعانِ

.

لن تُعجِزوا بمكائد ربَّ السما

للهِ سلطانٌ على السلطانِ

.

اُنظُرْ ذُكاءً ثم قمرًا مُنصِفًا

هذانِ للكذّاب ينخسفانِ؟

.

يا لاعني خَفْ قَهْرَ ربٍّ شاهدٍ

ويُريك آياتٍ من الإحسانِ

.

قمر القدير وشمسه بقضائه

خُسِفَا وأنت تصول كالسِّرحانِ

.

هذا من الله الكريم المحسنِ

فاستيقِظوا مِن رقدة العصيانِ

.

لا تظلموا لا تعتدوا لا تجرُؤوا

وتَباعدوا عن ذلك اللَّهبانِ

.

لا تُكفِروا يا قومِ ناصِرَ دينكم

واخشَوا المليكَ وساعةَ اللقيانِ

.

قد جئتكم يا قومِ من ربّ الورى

بُشرى لتوّابٍ إذا لاقاني

.

هذا مقام الشكر إنّ مُغيثكم

قد خصَّكم بعنايةٍ وحنانِ

.

يا قوم قُوموا طاعةً لإمامكم

وتَباعدوا مِن معتدٍ لَعّانِ

.

قد قلتُ مرتجِلاً فجاءت هذه

كالدّر أو كسبيكة العقيانِ

.

يا ربِّ بارِكْها بوجهِ محمدٍ

رَيْق الكرام ونُخبة الأعيانِ

[1] – الملوان: النهار والليل.
Share via
تابعونا على الفايس بوك