من حكم ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ *  وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيـرِي بِآَيَاتِ الله فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (يونس: 70- 72)

شرح الكلمات:

كَـبُـَر: عَظُمَ وجَسُمَ. وكبُر عليه الأمر: شقّ واشتدّ وثقل. (الأقرب)

مقامي: المقام: الإقامةُ، وموضعُ الإقامة، زمن الإقامة؛ موضعُ القدمين؛ المنـزلةُ. (الأقرب)

أجمِعوا: أجمَعَ القومُ على الأمر: اتفقوا عليه. أجمع أمرَه بعد تفرّقه: جعله جميعًا، وأجمع على الأمر: عزم (الأقرب).

غُمّة: أمر غمّةٌ: مبهم ملتبس (الأقرب).

إقضوا إليّ: قضى إليه الأمر: أنهاه وأبلغه (الأقرب).

التفسير:

إنني أُؤجّل الآن ذكر حالات سيدنا نوح عليه لأسردها بالتفصيل لدى تفسير سورة هود لأنها تتحدّث عن أحوال الأنبياء بالتفصيل، وأما هنا فأكتفي بشرح الآية فقط.

لقد سبق أن بيّنت أن السور التي تبتدئ بمقطّع (الر) تبحث عمومًا في الأحداث التاريخية بغيةَ الاستدلال منها على صدق الإسلام. وفي هذه الآية أيضًا، وبعد أن قدّم أدلة عقلية على صدق الإسلام، بدأ الله تعالى في سرد حادث نوح على الكفار حيث يقول لهم: تدبروا في حادثة نوحٍ مع قومه، هل ادّخر أعداؤه جهدًا في مخالفته ومعارضته؟  لقد بذلوا ضده جهودًا جبّارة ومكروا به مكرًا كبّارًا، ومع ذلك خيّب الله مكائدهم ودمّرهم تدميرًا. لقد أمهلهم في بداية الأمر مهلة طويلة، ولكن لما بلغ سيل شرورهم الزُّبى، وآمن به من آمن، أبادهم عن بكرة أبيهم.

قوله تعالى واتلُ عليهم نبأَ نوح .. التلاوة هي قراءة شيء على أسماع الآخرين، والمراد من الجملة: يا محمد، لا تتجه إلى ما يرويه الآخرون عن نوح، بل اقرأ عليهم ما أنزلناه عليك في هذا الكتاب عن أحواله وأحداثه.

وأما قوله تعالى فأَجمِعوا أمرَكم وشركاءَكم .. فاعلم أن من أساليب اللغة العربية الاكتفاءَ بإيراد فعلٍ واحدٍ مكان اثنين في بعض الأحيان، وهذا ما فعله القرآن في هذه الجملة. فيمكن تفسيرها بمعنيين: الأول: أجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم. والثاني: أجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم، باعتبار حذف فعلٍ هو (ادعوا). ونظيره قول الشاعر:

يا ليت زوجك قد غدامتقلِّدًا سيفًا ورمحا(تاج العروس، مادة “جمع”)

حيث استخدم كلمة (التقلّد) للسيف والرمح معًا، مع أنها خاصة بالسيف، أما الرمح فيُعتقل ولا يُتقلّد.

لقد ضرب هنا مثال ثلاثة من أنبياء الله الكرام: نوح وموسى ويونس عليهم السلام. وحادثة نوح مثال لدمار شامل، وحادثة موسى مثال لنجاة البعض وهلاك الآخرين، وحادثة يونس مثال لنجاة أُمّةٍ بأكملها. والقصد ببيان هذه الأمثلة أن يُخبر معارضي الرسول بأننا نعامل الناس بهذه الأساليب الثلاثة. فإما أن نهلك أعداء رسلنا بشكل شامل، كما حدث مع قوم نوح حيث دمّرنا الشعب كله ما عدا عدة أنفس، وتارة ننجّي بعضًا من قومهم ونهلك الآخرين، كما حدث في زمن موسى إذ آمن به معظم بني إسرائيل فنجوا، بينما أهلكنا فرعون وقومه، وتارةً أخرى ننجي قومه جميعًا كما حصل مع قوم يونس. فينصح الله الكفار بضرب هذه الأمثلة ويقول: لماذا لا تكونون كأمة يونس، ولماذا تُقْدِمون على الهلاك كقوم نوح وموسى عليهم السلام؟

يظن العّامة أن ما يسرده القرآن الكريم من أحداث الأُمم الغابرة إنما هي حكايات وقصص للتسلية. كلا، لو تدبّرتم فيما يوجد في أحوال الأنبياء الثلاثة مثلاً، من نظام وترتيب رائعين لعرفتم أن الله تعالى لم يسردها لمجرّد التسلية أبدًا. ألم يمرَّ النبي  بأحداث مماثلة لها تمامًا في مُختلف الأماكن والفترات؟ ألم يكن مثيلاً لنوح في الفترة المكيّة، ولموسى في الفترة المدنية، وليونس لدى دخوله مكةَ منتصرًا؟ وإذن فإنها ليست مجرد قصص عابرة، بل هي أحداث تنطوي على أنباء وبشارات.

أما قول نوح : إن كان كبُر عليكم مقامي وتذكيري فيقول فيه لقومه: هناك أمران قد يسوؤكم منهما شيء، أولهما: (مقامي) كنبي، حيث ترون وكأني أُريد الحكم عليكم، ذلك أن النبي أيضا يمارس نوعًا من الحكم. وثانيهما (تذكيري).. أي تعاليمي التي جئت بها، والتي تتنافى مع أُسلوب حياتكم. فإذا كان هذا ما يسوؤكم مني فاعلموا أنه لا دخل لي فيه، بل هذا من فضل ربي، وليس لي أيّة مصلحةٍ شخصيةٍ في ذلك، بل اعلموا أنني قد فوّضت أمري كله لله تعالى، حيث لا أقوم بأي عمل برغبتي الخاصة بل كل ما يحدث بي يكون من أمر الله وإرادته. وما دام الأمر كذلك فاعلموا أنكم إن عاديتموني فإنما تعادون الله الذي بعثني.

ويمكن أيضًا اعتبار (مقامي وتذكيري) شيئًا واحدًا، والمراد: أنه إذا كان يسوؤكم إلقاء وعظي واقفًا بين القوم فاعلموا أني لست تاركًا دأبي هذا، لأنه من صميم واجبي. فإذا كان هذا ما يدفعكم إلى عدائي فشأنكم، فإني متوكل على الله وواثق بنصرته عز وجل الثقة كلها.

يتبين من ذلك أن وعظ أنبياء الله عليهم السلام الناسَ وهم قائمون سنة قديمة، وهي أيضًا سنة الرسول إذ كان يلقي الخطبة واقفًا. (البخاري، الصلاة). وكذلك فعل سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عمومًا إلا في أيام المرض.

كما أنّ الآية تعلّمنا كيف يجب أن يكون التدبير والقيام بأمر من الأُمور، وقد ذكرت خمس طرق لا بد من اتباعها لضمان النجاح، وهي:

1) ضرورة الاتفاق على رأي موحَّد بعد التشاور.

2) ضرورة جمع المؤيدين لهذا الرأي تحت نظام واحد.

3) ضرورة وضع خطة مدروسة ومفصّلة لتنفيذ الرأي المتفق عليه.

4) ضرورة بذل كل جهد وطاقة في وقت واحد دون إهدارها في أوقات مختلفة، حتى يقع ثقل القوم كله على العدو بشكل مكثّف مركّز مرةً واحدة.

5) بعد البدء بالهجوم يجب أن لا يُعطَى العدو فرصةً لالتقاط أنفاسه، كي لا يستجمع قواه من جديد، بل يجب شن الهجمات تلو الهجمات.

لقد اتبع الأنبياء جميعًا هذا الأسلوب، وهذا ما رأيناه أيضًا من سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود حيث كان ينشر إعلانًا تلو الإعلان بينما الناس لم ينتهوا بعد من الحديث عن إعلانه الأول.

وبالاختصار، يلفت سيدنا نوح أنظار قومه إلى نجاحه الحتمي قائلاً: ابذلوا جهدكم ضدي، واستنـزِفوا  قواكم في معارضتي، فإنكم فاشلون في إحباط خطتي، لأن هناك قوة أخرى تضيع بدونها الجهودُ والتدابير، ألا وهي الثقة بالله تعالى، وأنا أملكها وأنتم محرومون منها. ولذلك أعلن على مسامعكم أن النصر سيكون حليفي أنا، وأني أنا الغالب حتمًا بعون الله ربي، ولو لم تألوا في مساعيكم أي جهد ولم تدخّروا أي مكيدةٍ.

ما أشدَّ رسلَ الله إيمانًا ويقينًا بصدقهم وبصدق ما يتلقون من الله تعالى من وعودٍ وبشاراتٍ، حيث لا يحفِلون بعداء المخالفين أبدًا. وليس هذا فحسب، بل إنهم يثيرون حميتهم، مطمئنين ومتأكّدين من تغلبهم عليهم في آخر الأمر، بل وينتصرون فعلاً. والحق أن غلبة الأنبياء على الأعداء والمعارضين- بغض النظر عن معجزاتهم  الأخرى- تشكل وحدها برهانًا عظيمًا على صدقهم لدى كل قلب يعي الحق وعين تبصر الرشاد. إلاّ أن المؤسف هو أن هذه الدنيا العمياء لا تعي ولا تبصر.

فَإنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الله وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ   (الآية: 73).

  التفسير:

لقد دأب الأشرار على أن يرموا رسلهم بتهمة الطمع في السلطة والرغبة في الحكم، وآيتنا هذه تفند مزاعمهم حيث تقول: إن حياة الرسل تكون مثالاً فريدًا للطاعة والانقياد، فإنهم لا يفعلون أي شيء حُبًّا في الحكم  والسلـطان، بل امتثـالاً لأمر الله تعالى وطاعةً له، وإلا لما تكبدوا المشقة والعناء بأنفسهم، بل اكتفوا بممارسة سلطتهم على الآخرين فقط. لكن الثابت من سيرتهم أنهم كانوا أكثر الناس مشقة وعناءً على أنفسهم هم. لا يأمرون غيرهم بأن يصلّوا ويعبدوا ربهم، بل يعبدونه تعالى أكثر من أي إنسان آخر، ولا يكتفون بأن يأمروا الناس بأداء الزكاة والصدقات، بل إنهم يكونون بأنفسهم السبّاقين إلى هذه الخيرات. مما يؤكد أنهم لا يستسلمون لطمع الحكم على الآخرين، بل تكون صفتهم الغالبة هي الطاعة والاستسلام لله تعالى، وبهذا يكونون أول المسلمين وأسيادًا لأهل الطاعة والانقياد.

وقد يقول بعض المعترضين: إن هناك عديدًا من الجبابرة في التاريخ كانوا يؤدون الصلوات والصدقات كثيرًا وكانوا يرتكبون أبشع المظالم أيضًا؟ ولكن مثل هذا الاعتراض ليس سليمًا إذ يمكن أن يكون هناك ملوك يجمعون بين الطغيان على الناس والعبادة الظاهرة لله تعالى، ولكنا لو بحثنا لوجدنا أنهم ورثوا الإيمان المصطنع والعبادة السطحية عن آبائهم. ولكن الذي يكون مصداقًا لقوله تعالى وأُمرتُ أن أكون من المسلمين ، والذي يغرس في قلوب قومه حب العبادة والصلاح والتقوى من جديد، فإنه لا يمكن أبدًا أن يجمع بين الطاعة لله والطمع في السلطة. إذ من المُستحيل أن يفكر أحد في حـب السلطة والحـكم على الناس وفي الوقـت نفسـه  يفكر بصـدقٍ وإخـلاصٍ في عبادة الله ودعوة الناس إليه. نعم، من الممكن تمامًا أن يكون أحد معتادًا على العبادة وأداء الصدقة نتيجة لتربية آبائه له، ويكون في الوقت ذاته مدفوعا بـفـطرته إلى الظلم والعـدوان. أجل، قد يجمع بين هذين النقيضين من كان إيمانه عادةً موروثةً فقط، لكن اجتماعهما في مؤسس دين من الله تعالى أمرٌ مستحيل البتة.

ويأمر الله تعالى سيدنا نوحًا أن يقول لهم فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ .. أي إذا ولّيتم الدبر في المعركة- وسوف تفعلون ذلك حتمًا كما هو مذكور في النبأ الإلهي- وخرجتُ أنا فيها منتصرًا عليكم، فإني لن أفرض عليكم أية مسؤولية مالية، لأن ما أفعله إنما أفعله نصحًا لكم. لم أسألكم أي أجر من قبل، ولن أطالبكم بأي شيء في المستقبل.

الواقع أنه لم تُسنَح الفرصة لنوح أن يشن الهجمات على أعدائه فيرتدوا  منهزمين ويخرج هو منتصرًا، فيعاملهم بما وعدهم به، ولكن هذه الفرصة قد   سنحت للرسول الكريم ، إذ انهزم قومه من وجهه، فدخل بلدهم مكة منتصرًا عليهم، ولكنه لم يأخذ لنفسه منهم حتى ولا حبة خردل.

والمراد من قوله وأُمرتُ أن أكون من المسلمين هو أنني مأمور بخدمة الإنسانية، ولم أُخلق لممارسة الملك والسلطان على الناس، فلو صرتُ غالبًا عليكم فإنكم لن تروا مني إلا الخير والخدمة أيضًا.

وقد قال سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بهذا المعنى في بيت من الشعر له بالفارسية: “مَنِه كرسي زِبَهرِ مَا كِه مأموريم خدمت را…”  أي لا تقدّم لنا الكرسي فإننا مأمورون بخدمة الإنسانية. (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن ج5 ص55).

ألم يكن مثيلاً لنوح في الفترة المكيّة، ولموسى في الفترة المدنية، وليونس لدى دخوله مكةَ منتصرًا؟ وإذن فإنها ليست مجرد قصص عابرة، بل هي أحداث تنطوي على أنباء وبشارات.

فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (يونس: 74)

 شرح الكلمات:

خلائف: جمع خليفة وهو من يخلـُفُ غيره ويقوم مقامه؛ السلطانُ الأعظم؛ الإمامُ الذي ليس فوقه إمام (الأقرب).

التفسيـر:

لقد وضّح الله بقوله فانظرْ كيف كان عاقبة المنذَرين أن هناك فرقًا واضحًا بين ما ينـزله الله من عقاب بالذين سبق أن أنذرهم وبين ما يحل من العذاب بعامة الناس الذين لم يُنذَروا. وهكذا نبّهنا الله إلى علو المنـزلة التي يتبوأها رسله لديه عز وجل، مبينًا أنهم قوم ينبغي على الإنسان أن لا يعتبر قولهم هيّنًا ولا يستهين بأمرهم.

ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (يونس: 75)

 شرح الكلمات:

نطبع: طبع الشيءَ: صوّره بصورة ما. طبع عليه: ختم عليه. طبع الله الخلقَ: خلقهم. طبع السيفَ: عمله وصاغه. طبع الدرهمَ: نقشه وسكّه (الأقرب).

التفسيـر:

لقد وضح الله هنا أيّما توضيح معنى طبعه على قلوب الناس، وهكذا أبطل كل الاعتراضات التي يثيرها أعداء الإسلام في هذا الصدد. (سيتارث بركاش ص499). يقول الله عزّ وجل: حيث إن الكفّار كانوا قد كفروا من قبل، لذلك صعب عليهم أن يؤمنوا رغم ما رأوا من الآيات، لأن ما قد صدر عنهم من قول وفعل يمنعهم من أن يتزعزعوا عن موقفهم الخاطىء الذي كانوا عليه. إذ قال كذلك نطبع على قلوب المعتدين .. أي لأنهم يصرّون على  موقفهم تعنُّتًا وعنادًا فلا نهديهم جبرًا وقسرًا. وليس المقصود أنهم يريدون الهدى ونحن نحول دون تحقـق رغبتهـم. فالحـق أن العـبد نفـسه يطبـع على قلبه بأعماله، والله يحكم على هذا السـلوك  بمقتضى النتيجة، ولذلك فقط  يُنسـب الطـبع إليه عز وجل. وقد وضّـح هذا المعنى في مـوضع آخر أيضًا بقـولـه تعـالى أم على قلوب أقفـالها (محمد: 25).. أي أن مــا يوجـد عـلى قـلوب الكفـار من أقفـال إنما هي من صـنع قلوبهم هم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك