مؤامرة ضد شهر رمضان المبارك!

مؤامرة ضد شهر رمضان المبارك!

التحرير

هلَّ علينا شهر رمضان المبارك، شهر الصوم، شهر القرآن، شهر القيام، شهر الزكاة، شهر العبادة والمغفرة والعتق من النار.

وللأسف إن أمة الإسلام لا تنفك تستقبله كعادتها منذ أمد طويل، بما لا يتفق وجلال هذا الشهر وفضله. فقد هبّ المسؤولون، أو قل: غير المسؤولين، ليخرجوا كل ما في جعبتهم لتخريب بركة هذا الشهر، والعمل على إفساد حكمته والهدف منه، وشغل الناس عن منافعه وخيراته.

فأولاً، قام المـُفتون وفرّقوا الأمة وحددوا ثلاثة مواعيد لبداية الشهر: الثلاثاء والأربعاء والخميس، وهذا بالطبع مستحيل، بل هو كما يقول العامة تهريج.

وثانيًا، قامت أجهزة الإعلام في التلفاز والمذياع، وأعدوا حشّدًا كبيرا من البرامج اللاهية والفوازير على مدار الساعة، بحيث لا تدع للناس لحظة لالتقاط الأنفاس يذكرون الله فيها. حتى مسلسلاتهم الدينية لا تقدّم إلا الغث الذي لا يستفيد منه إلا الراقصات والراقصون والممثلون، وعصابات الشيطان الفنيّة ليزدادوا ثراء مع ثرائهم، بعد أن يضعوا كل رؤوسهم خُمُرًا مضحكة وعمائم هزيلة.

وثالثًا، هرول رجال التموين ليوفِّروا أنواع المأكولات والمشروبات والمسلّيات والحلوى للصائمين ليملؤوا البطون ويشتغلوا بشهوة البطن مع سموم الفن، وينسوا الطعام الروحاني الذي يصلح النفوس.

ورابعًا، نشط رجال الصوفية وأعدوا المهرجانات بالزمر والطبل والمكاء والتصدية. يحيط بهم شياطين الفن لسهر الليالي حتى شروق الشمس.

وخامسًا، خفَّضت الوزارات والمصالح ساعات العمل كي يتوفر للناس وقت كافٍ لينهلوا من برامج وفوازير رمضان، وبرامج اللقاءات مع أهل المجون والانحلال وذوي السوابق في الدعارة والمخدرات.

وهكذا في بلاد المسلمين لا تسلسل الشياطين، بل باسم رمضان يطلقونها من قيودها لتنتشر في كل مكان، وتقتحم كل بيت، وتفسد الرجال والنساء، وتدمر الكبار والصغار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يمنح الله تعالى بشهر رمضان للمسلمين فرصة لعلهم يتقون، ويتيح لهم به وسيلة ليتقربوا إليه ويعطلوا الشياطين، فينظر إليهم نظرة رحمة تقيهم من عثرتهم وتقيلهم من سقطتهم، ولكن قادة المسلمين وحكامهم يطلقون شياطين إعلامهم ليقبلوا الأوضاع، ويشغلوا الناس بما يحقق مزيدًا من السقوط والاتضاع، ويحولوا شهر الخير والصلاح إلى شهر إسراف وضياع.

كل يوم يتبين لنا أنه لا نجاة للأمة الإسلامية على يد أحد من قادتها، بل إنهم لا يزيدونها غير تتبير، ولا يهمهم إلا شَغل العامة بسفساف الأمور كي يخلو لهم الجو فيما فيه غارقون. لم يعد للأمة الإسلامية إلا الخلافة الراشدة والإمامة الصادقة مع الجماعة الإسلامية الأحمدية، التي أقامها الإمام المهدي والمسيح الموعود لإحياء الإسلام وتجديده، بهدى الله وتوجهيه.

اللّهم وفّق أمة حبيبك المصطفى إلى العمل بتوجيهات نبيهم المصطفى والإسراع إلى الإمام الذي بشّر به المصطفى، والدخول في جماعته، والتوحد تحت رايته، كي تحظى برضاك، وتفوز بعونك وتأييدك، وتقوم من رقدتها، وترفع رأسها، وتستحق الانتساب إلى خاتم النبيين وصفوة الخلق أجمعين! آمين!.

Share via
تابعونا على الفايس بوك