من الفقه الميَسر

من الفقه الميَسر

راعينا التبسيط والسهولة. واجتنبنا المصطلحات الفقهية الصعبة. فعلى المسلم أن يأخذ بها قدر المستطاع. ولا يترك منها شيئا متعمدا .. والله تعالى أعلم بالسرائر. وهو العفو الغفور.. فلا تشدد ولا تهاون. وفقكم الله تعالى لما يرضيه.

ملاحظات ينبغي تذكرها عن الصلاة

8- إذا أخطأ الإمام وهو يقود صلاة الجماعة يُجبر الخطأ بما يلي:

أ- إذا كان الخطأ في تلاوة القرآن الكريم. أو نسيان تلاوة آية.. يمكن لأحد المصلين خلفه أن يذكّره بالتلاوة الصحيحة إذا كان حافظا لها .. ويكون ذلك بصوت واضح مسموع.

ب- إذا وقع الإمام في خطأ غير ذلك، فلينبهه أحد المصلين إلى وقوع الخطأ بأن يقول بصوت واضح مسموع: “سبحان الله، سبحان الله!”.. ومعناه أن الله تعالى منزَّه عن الخطأ. وهذا تنبيه للإمام أن ثمة خطأً قد وقع منه فيصححه.

وإذا لم يصحح الإمام خطأه فعلى المصلين أن يتَّبعوه تماما في صلاته، ولا يجوز لأحد من المصلين أن يخالف الإمام فيما يفعل أثناء الصلاة حتى وإن أخطأ.

ويتم جَبر الخطأ بأن يسجد الإمام سجدتين بعد القعود في الركعة الأخيرة وقبل الخروج من الصلاة بالتسليم، ويتابعه المصلون في ذلك.

9- إذا أرادت إحدى السيدات أن توجّه نظر الإمام إلى خطأ وقع فيه فلا ترفع صوتها بالتسبيح كما يفعل الرجل، وإنما تصفق بيدها مرة أو مرتين. وفي هذا رسالة إلى الإمام كي يصحح خطأه. وإذا كان إمام السيدات سيدة منهن.. يمكن تصحيح تلاوتها إن أخطأت بقراءة النص الصحيح أو بقول “سبحان الله”.

10- ينبغي على الإمام أن لا يطيل صلاة الجماعة إلى حد يُشعر المصلّين بالتعب. ينبغي أن يضع في اعتباره وجود المسنين والمرضى والضعفاء بين المصلين، وأن عليهم أعمالا أخرى بعد الصلاة.

ذكر الله بعد الصلاة

يستمر المصلي في ذكر الله تعالى لفترة بعد تمام الصلاة، فيختم الصلاة بالتسبيح والتحميد والتكبير.. كما يتبين من هذا التوجيه القرآني:

فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ

والثابت من سنة المصطفى ما أورده الإمام مسلم في صحيحه، عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.. أن النبي كان يلبث بعد الصلاة ويقول: “اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام”.

وتخبر كتب الحديث أن النبي كان يجلس في حالات خاصة بين أصحابه، ويرفع يديه بالدعاء لمن سأله الدعاء. ولكن الوارد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي لم يكن يرفع يده في الدعاء الصامت بعد الصلوات. وليس من الصواب تعميم هذا الايماءة النبوية التي صدرت عن النبي في مناسبات خاصة. وقد ظن أهل بعض المذاهب خطأ أن رفع اليدين بعد الصلاة من سنة النبي ، مع أن سنته الثابتة هي الجلوس عقب الصلاة يردد الأدعية والذكر دون أن يرفع يديه الكريمتين. وكان النبي يردد أيضا هذه الأذكار:

“لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.”اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا يتفع ذا الجَدِّ منك الجدّ”…أي لا يستطيع أحد منع ما يعطيه الله، ولا يملك أحد إعطاء مامنعه الله، وليس بوسع صاحب الجاه أن ينتفع بجاهه ضد مشيئة الله العظيم. “اللهم أعنِّي على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك”.

“سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين”…أي أن ربك منزَّه عن كل ما ينسبه إليه غير المؤمنين.

وقد سأل بعض الصحابة رسول الله عن خير ما يقال عقب الصلاة: فنصحهم بالتسبيح والتحميد والتكبير.. أي قول:

سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر.

وأصبح هذا الذكر معتادا عند قطاعات عديدة من المسلمين. وينبغي ألا يغيب عن البال أن هذا الذكر لم يكن من سنته المعتادة. ولذلك ليس على المصلي التزام أن يرددها عقب صلاته المفروضة في المسجد.

أنواع الصلاة وعدد ركعاتها

هناك أربعة أنواع من الصلوات:

1_فرض 2_واجب 3_سنة 4_نفل

الصلوات المفروضة

الفرض يعني أنه إلزامي على المسلم، وهي خمس صلوات في اليوم:

الفجر ركعتان

الظهر أربع ركعات

العصر أربع ركعات

المغرب ثلاث ركعات

العشاء أربع ركعات

ويأثم من يترك صلاة الفجر متعمدا. أما إذا فاتته صلاة الفرض بسبب النسيان أو لظرف قهري.. فيمكن تدارك هذا الخطأ بأداء الصلاة الفائتة بمجرد أن يتذكرها أو يتمكن من أدائها.. ويسمى هذا قضاء الصلاة.

الصلوات الواجبة

تعتبر الصلوات التالية في حكم الواجبات:

  • صلاة الوتر (ثلاث ركعات، وهي آخر ما يصلى في اليوم والليلة)
  • صلاة العيدين (ركعتان في كل عيد)
  • صلاة الطواف (ركعتان بعد الطواف حول الكعبة المشرفة)

وإذا تعمد المرء ترك واحدة من هذه الصلوات عُدَّ مذنبا، أما إذا تركها ناسيا فلا ضرورة لقضائها.

الصلاة المسنونة

فضلاً عن الصلوات المفروضة.. كان المصطفى يؤدي صلوات أخرى إضافية. وتسمى صلاة السُّنة.

ويعتبر أداء صلاة السنة ضروريا عند كل الفقهاء.

وإهمالها عمدا يستوجب اللوم من الله تعالى.. وهذه الصلوات هي:

  • ركعتان قبل صلاة الفجر. وإذا لم يتمكن المرء من أدائهما قبل صلاة الفجر صلاهما بعده.
  • أربع ركعات قبل فريضة الظهر، أو تصلى بعد صلاة الظهر جماعة إذا فات أداؤها قبلة. ويذكر هنا أن المسلمين الأحمديين يتبعون المذهب الحنفي كثيرا.. فيؤدون أربع ركعات سنّة قبل الظهر واثنتين بعدها. ومن المسلمين من يصلي أربعا قبلي وأربعا بعدية.
  • ركعتان بعد فريضة المغرب.
  • ركعتان بعد فريضة العشاء.

صلاة النوافل

يؤدي المسلمون أيضا صلوات إضافية مأثورة عن النبي . وهي صلوات اختيارية. يستحق مؤديها مزيدا من الثواب والفضل الإلهي، وهي:

  • صلاة التهجد.. 8 ركعات تؤدي مثنى مثنى.
  • ركعتان إضافيتين بعد سنة الظهر.
  • ركعتان قبل فريضة العصر.
  • ركعتان بعد سنة المغرب.
  • صلاة الضحى.. أربع ركعات.
  • تحية المسجد.. ركعتان عند دخول المسجد.
  • صلاة الحاجة.. ركعتان
  • ركعتان لالتماس الفضل الإلهي.

وهناك صلوات أخرى سيأتي بيانها فيما بعد إن شاء الله.

وللمرء أن يصلي ما يشاء من النوافل.. مع مراعاة ألا تؤدى في الأوقات الممنوعة. مثلا لا تؤدى بين صلاتي العصر والمغرب أو وقت الشروق أو الغروب.

ويحسن أن تؤدى النوافل في البيت.. إلا في الصلوات الجامعة التي تؤدى في المسجد.

وعلى أية حال.. فالخيار للمسلم إذ لا إلزام في الأمر.

[يتبع]

Share via
تابعونا على الفايس بوك