حافز لتنشيط الموظفين الكسالى
  • ضرورة الحافز للتقدم
  • مثال من شعب اليابان

__

يوجد في كل شركة موظفون مهملون إلى جانب رؤساء مزعجين. فالموظّف المقصّر يتّهم مديره بالإحباط، والمديرون يشتكون من الموظّفين على أساس أنهم لا يؤدّون مهامّهم على أحسن وجه ويضيّعون أوقات العمل. ولا يخفى على أحد أن بعض الموظفين يحتاجون إلى التّحفيز المستمر لكي يؤدوا مهامهم على أحسن وجه. فلنقرأ القصّة التالية لعلنا نجد فيها بلسمًا لجراح الكثير من الموظفين:

يحبّ اليابانيّون الأسماك الطّازجة حبا جما ولكن المياه القريبة من شواطئهم لا تحتوى على عددٍ كافٍ منها، الأمر الذي اضطر شركات صيد الأسماك إلى صنع سفنٍ كبيرةٍ لتُبحر إلى مناطق بعيدة وتصطاد كميةً كبيرة. إلا أنّ هذه السّفن تحتاج إلى عدة أيام كي تعود للشاطئ مما أدى إلى وصول الأسماك إلى السّوق وهي غير طازجة وبالتالي فلا تروق للمستهلك الياباني. وللتغلب على هذه المشكلة زوّدت شركات الصّيد اليابانية سفنها بمجمّدات للحفاظ على الأسماك وصار الصّيّادون يجمّدون الأسماك إلى حين عودتهم مما مكنهم من الذهاب إلى مناطق أبعد. ولكن ذلك لم يعجب المستهلك الياباني الذي يستطيع تمييز طعم السّمك الطازج من السّمك المجمد!. فكّرت الشّركات مرّةً أخرى بحلٍّ سريعٍ لإرضاء ذوق المستهلك وابتكرت طريقةً جديدة حيث زوّدت سفنها بخزّانات مياهٍ لإبقاء الأسماك التي يتم اصطيادها حيةً حتى العودة وبالتالي بيعها وهي طازجة..

يبدو للوهلة الأولى أنها فكرة رائعة.. ولكن الأسماك بعد فترةٍ قصيرة من الحركة في خزانات الماء تبدأ بالتّوقف عن الحركة بسبب عدم توفر الظروف الطبيعية لمياه البحر ولكنها تبقى على قيد الحياة. ولدهشة مبتكري هذا الفكرة فإن المستهلك الياباني “الصّعب” استطاع تمييز طعم السّمكة التي تتوقف عن الحركة حيث لم يجد فيها طعم السّمك الطّازج الذي يريده!.

فكّر اليابانيون وتوصلوا إلى حل مبتكرٍ وفعال فقد وضعوا في كل خزّانٍ لحفظ الأسماك الحية “سمكة قرش” صغيرة تقوم بالتّحرُّك والدوران في الخزّان والتّغذّي على بعض الأسماك الموجودة فيه ولكنها تبعث الحيوية في بقية الأسماك التي تظلّ تتحرّك إلى أن تعود السّفينة إلى الشّاطئ فيظلّ مذاقها طازجاً وكأنّه تم اصطيادها للتو!.

في عالمنا شَبَهٌ كبيرٌ بعالَم الأسماك، فالملل والفتور الذي يصيب البعض منّا في عمله ويجعلنا نَصِف العديد من الموظّفين بالمتقاعسين والكسالى سببه أنهم يفتقدون الدّافع والحافز للعمل. فكل منّا بحاجة إلى تحدِّيات تناسبه تكون دافعاً له على الحركة والتّفكير والإبداع. وهذه التّحدّيات هي أسماك القرش التي يحتاجها بعض الموظّفين ليحقّقوا إنجازات تفوق قدراتهم المعتادة مما يشعرهم بالإثارة والرّضا ويحوّل العمل من هَمٍّ وواجب إلى متعةٍ ومهمّةٍ شيّقة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك