جهاد في سبيل الله

ملثمون تنادوا مصبحين قبل أن ينبلج الفجر. يحملون بأيديهم بنادقهم الرشاشة. انطلقوا يتخافتون بعد أن أعدوا العدة واقتربت ساعة الصفر. خرجوا ” للجهاد في سبيل الله” لتكون كلمة الله هي العليا!. خططوا ودبروا وأعدوا العدة للانقضاض على ” أعداء الله ودينه ” ما أجمل الجهاد في سبيل الله!. وما أروع صوت الرشاش الذي ينطلق لحصد أرواح الكفرة المرتدين!.

اختاروا ساعة يكون الكفرة فيها في غفلة وفي انشغال عنهم. في تلك الساعة يستطيعون أن يقتلوا أكبر عدد منهم بالسرعة الممكنة قبل أن يلتفت منهم أحد. يكون الكفار في تلك الساعة جميعاً “يصلّون..عفواً..”، بل متوجهين إلى جهة واحدة ويؤدون حركات متشابهة تشبه الصلاة الإسلامية في وقت مقارب لوقت صلاة الفجر الإسلامية. تلك هي الساعة المناسبة. تلك هي الساعة التي نستمع إلى صوت الحق يعلو فيها من رأس البندقية الرشاشة لتخترق تلك الرصاصات ظهورهم وتستقر في أحشائهم وقلوبهم. وتسكت أفواههم للأبد التي تستخدم العبارات و الأذكار الإسلامية دون إذن أو ترخيص!. تلك هي الساعة التي نشتم فيها ريح الجنة من دمائهم التي سفكت إرضاءً لله ورسوله. قد أنكر هؤلاء الكفرة الجهاد وألغوه وحاولوا إقناع الأمة الإسلامية بذلك .فدَعْهم يذوقوا الموت بجهادنا. ودَعْهم يروا أن الجهاد ما زال قائماً لن يزول ولم يعطل. ما أجمل ” الجهاد في سبيل الله! . ” ربنا تقبل منا إنك السميع العليم.

ويمضي ” المجاهدون في سبيل الله المرابطون لنصرة الدين الحنيف ” إلى مبتغاهم . فها هو معبد الأحمدية الذي يسمونه مسجداً. وهاهم على وشك الدخول في صلاة الفجر… هؤلاء الكفرة يغيظوننا. فهم يتشبهون بنا نحن المسلمين المؤمنين ويؤدون صلواتنا وهي ليست لهم. ويستخدمون تحيتنا وأذكارنا ويصلون على نبينا  بكل وقاحة. فآن الأوان أن نلقنهم درساً لن ينسوه. فلتستعدوا أيها المجاهدون للجهاد. هيا تسللوا… أطلقوا النيران.

الله.. ما أجمل صوت الرصاص ها هم يتساقطون ودماؤهم تملأ الأرض. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد. هيا أسرعوا إلى السيارة لتعودوا إلى بيوتكم سالمين بعد أن نصركم الله نصراً مبيناً على هؤلاء الكفار المرتدين المارقين.

لقد كانت ليلة طويلة في الجهاد والرباط فاذهبوا لتهنئوا بنوم عميق بعد أن أرضيتم الله ورسوله. دعونا نصلي الفجر أولاً بعد أن جاهدنا في سبيل الله. هنيئاً لكم جهادكم، والموت للأحمديين الكفرة المارقين!.

هذه ليست بمقتطفات من فيلم سينمائي وإنما هي أحداث دارت وتدور بالفعل وإن كان الخيال قد صاغ هذا الحوار بين هؤلاء المجرمين. فلقد سقط بأيدي هؤلاء المجاهدين المزعومين خمسة من إخواننا شهداء وجرح عشرة في منطقة “كتهياليان” في محافظة ” سيالكوت” بباكستان. فلقد داهمهم القتلة بعد تأدية صلاة الفجر والانتهاء من درس القرآن الكريم في مسجدهم وأردوهم ولاذوا بالفرار. ونحن إذ نحتسب شهداءنا عند الله، رحمة الله عليهم جميعاً، فإننا نسأل هؤلاء المجرمين ماذا عساهم يقولون أمام الله يوم يوقفهم ويسألهم: لماذا قتلتم هؤلاء؟. ماذا عساهم يجيبون إذ سئلوا؟. هل سيقولون: إنما فعلنا ذلك لنتقرب إلى الله زلفى !. فيومئذ سيسألهم كيف رأيتم أن في قتلهم قربةً مني؟ وهل أمرتكم بهذا؟. أم أن سادتكم وكبراءكم أمروكم وأذنوا لكم بما لم يأذن به الله؟.

هل يختلف قول فرعون المفسد الظالم عن قولهم؟ ففرعون يخشى على الناس من موسى أن يبدل دينهم أو أن يظهر في الأرض الفساد. يا سبحان الله. فرعونُ أفْسَدُ المفسدين يخشى من موسى أن يفسد في الأرض!.

ألا ينبغي على هؤلاء القتلة أن يتدبروا ويتفكروا في جرائمهم وأن يتقوا الله فيما يفعلون!. ألا ينبغي عليهم أن يعلموا بأن جرائمهم هذه إنما هي من أقبح أنواع الجرائم، ليس لأنهم يقتلون فيها أنفساً بغير حق فقط وإنما بسبب المبررات والظروف والأماكن التي يقومون فيها بهذه الجرائم. فالقتل بسم الدين وانتهاك حرمة المساجد وسفك الدماء فيها يزيد جريمة القتل قبحاً على قبحها. فهم يحاولون أن يصبغوا جرائمهم هذه بصبغة دينية مع أن الدين بقيمه السامية براء منهم ومن أفعالهم. كذلك فهم لا يراعون حرمة بيوت الله ويظنون أنهم يحق لهم ارتكاب هذه الجريمة في المسجد أو في أي مكان طالما أن الغاية هي قتل المرتدين الكفرة وإرضاء الله. مع أن الله تعالى نهى المسلمين عن انتهاك حرمة المسجد الحرام في قتالهم مع المشركين إلا إذا قاتلوهم فيه. فأين هم من القرآن وأوامر الله فيه. وإن كان هؤلاء القتلة يظنون أنهم بذلك يتقربون إلى الله فهذا كتاب الله وسنة نبيه تشهد ضدهم وتجرّمهم وتشهد أن فعلهم هذا إنما كان هو فعل أعداء الله على الدوام. والأمثلة على ذلك من القرآن والسنة وتاريخ الإسلام كثيرة. فأول جريمة ارتكبت بحق الإنسانية وهي جريمة قتل أحد ابني آدم لأخيه الآخر. ماذا كان سببها ومبررها؟. لقد كان السبب أن الله قد تقبل من أحدهما قربانه ولم يتقبل من الآخر. فاغتاظ الأخ وتوعد أخاه فنبهه أخوه أن الله يتقبل من المتقين وأن سبب قبول القربان هو تقوى صاحبه. فالأجدر به أن يفعل ما يتقرب به من الله لا أن يبسط يده لقتل أخيه. ولكن نفسه طوعت له قتل أخيه فقتله حسداً. فكان أن سفك أول دم لأخ على يد أخيه، وبدأ هذا السجل الدموي للإنسان على وجه الأرض بمبررات دينية. فلو تدبر القتلة في هذه القصة التي من أجلها قد كتب الله على بني اسرائيل أن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. هل سيجدون أنفسهم في مكان هابيل أم قابيل؟. وهل تختلف دوافعهم عن دوافع قابيل. فهم قد اغتاظوا من انتشار الأحمدية ومن تقبُّل الله لتضحياتها و مِن نِعم الله وبركاته عليها وعلى أفرادها، بينما هم في شقاء وذلّة ويعانون من كل صروف العذاب والشقاء. وهم إذ لم يستطيعوا أن يوقفوا مد هذه الجماعة المباركة المسالمة فلقد بادروا إلى القتل حسداً وغيظاً بعدما لم يجد أي وسيلة أخرى. مع أن الجماعة لم تبسط يدها لهم لقتالهم ولن تفعل. ولكن مبررهم أيضاً أن هذه الجماعة إنما هي فرقة ضالة كما يظنون. وعلينا أن نتصدى لهذه الفرقة التي تدعي أنها مسلمة كي لا تستقطب الناس وتبدل دينهم وتشوه صورة الإسلام. فماذا يأمر الله تعالى الذين آمنوا أن يفعلوا تجاه موقف كهذا؟. يقول تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (المائدة: 106)

فهل يضرهم شيء إن كانت الجماعة ضالة وهم مهتدون. لماذا لا يتركون أمر الجماعة إلى الله إن كانت على ضلال كما يظنون ويلتفتوا لأنفسهم، أليس الله بكافيهم شرَّها. هم الآن تماماً في موضع فرعون وقومه إذ أرادوا قتل موسى . فما أشبَهَ قولهم بقول فرعون إذ قال:

(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) (غافر: 27)

هل يختلف قول فرعون المفسد الظالم عن قولهم؟ ففرعون يخشى على الناس من موسى أن يبدل دينهم أو أن يظهر في الأرض الفساد. يا سبحان الله. فرعونُ أفْسَدُ المفسدين يخشى من موسى أن يفسد في الأرض!. ألا يشبه هذا القول قولهم وهم المفسدون. ولكن ألا ينظرون ماذا قال الرجل المؤمن الذي سجل الله تعالى خطابه لقومه في القرآن الكريم ليكون مثالا للمؤمنين. ألا ينظرون ماذا كان موقفه حيال ما يدبرونه

(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) (غافر:29)

أليس منهم رجل رشيد يقول ما قاله هذا المؤمن. هل هم حريصون بالفعل على الإسلام أم أنهم حريصون على مكانتهم وامتيازاتهم وجهلهم وضلالهم؟ هل اهتموا بأن يصيبهم بعض الذي وُعدوا من قبل هذه الجماعة. ذاك هو مسلك المؤمن الصادق الذي كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

كذلك فإن السنة النبوية وسيرة رسول الله تتنزه عن هذه الجرائم وتخلو منها. لا بل إن المسلمين المؤمنين كانوا دوماً ضحية هذه الجرائم ولم يكونوا مرتكبيها. فهل أمر رسول الله تعالى باغتيال سادة قريش وأعد من أجل ذلك فرقاً سرية؟. وهل كان هذا مسلك الرسول تجاه الكفار أو المرتدين. هل كان هذا منهج عمر وعثمان وعلي أم أن الثلاثة رضوان الله عليهم لاقوا ربهم ضحايا لجرائم الاغتيال هذه على أيدي الضالين كأمثال هؤلاء القتلة ومن يرسلهم أن يتفكروا ويتذكروا أن هذه الأعمال ليست من التقوى في شيء وإنما هي كانت دوماً أفعال المجرمين. أما المؤمنون فكان قتالهم تحت راية يعقدها رسول الله وخلفاؤه من بعده. لا يقتلون تحتها شيخاً ولا طفلا ولا امرأة ولا ناسكاً في صومعة ولا كاهناً في دير ولا ينتهكون حرمات البيوت ولا يهدمونها ناهيك عن بيوت العبادة. لا يقتلون تحت هذه الراية إلا الذين يقاتلونهم ولا يعتدون إن الله لا يحب المعتدين. فأين هم من هؤلاء القتلة بهذه الجريمة ظانين أنهم يجاهدون في سبيل الله ولم يأمرهم بها كتاب الله ولم تثبت في سنة نبيه؟ فهل لهم من كتاب دون القرآن إن كانوا مؤمنين. وهل هم يعبدون الله أم يعبدون مشايخهم وكبراءهم الضالين المجرمين الذين يأمرون بما لم يأمر به الله. هل لهم من مرجع يردون إليه ما يختلفون فيه من دون الله ورسوله. عليهم أن يحتكموا إلى كتاب الله إن كانوا صادقين.

ولو عدنا إلى السيرة النبوية وسألناهم أن يتذكروا فهل يتذكرون السبب المباشر الذي أدى إلى نقض صلح الحديبية وفتح مكة؟. أولا يذكرون أن السبب كان جريمة كجريمتهم هذه عندما باغت بنو بكر حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء رسول الله وقتَّلوهم ركعاً وسجداً. فجاء عمرو بن سالم الخزاعي يستنجد الرسول . فصاح المصطفى “نُصرتَ يا عمرو بن سالم”. وهّبُّ لنصرة المستضعفين ولمعاقبة المجرمين المعتدين. أولا يرون أن الاغتيال هذا أثار غيرة وحفيظة النبي وجعله يجهز جيشه للفتح. فهل يظنون أن النبي الآن سيسر بما يفعلون.

أولا يرى هؤلاء المجرمون أن أفعالهم هذه إنما تشبه أفعال المشركين في السابق وأفعال المتطرفين من اليهود في الوقت الحاضر أيضا الذين قاموا بجرائم مماثلة في فلسطين في القدس والخليل حيث داهموا المصلين من المسلمين بنفس الطريقة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. فهل يختلف هؤلاء القتلة عن هؤلاء. أم أنهم يتبعون سننهم حذو النعل بالنعل كما أخبر المصطفى أصدق الصادقين.

على هؤلاء المجرمين أن يعلموا أن المسلمين المؤمنين لم ينتهكوا حرمات الناس من أتباع الديانات الأخرى ولم يرتكبوا جرائم بحقهم. بل إنهم ضربوا للدنيا أروع الأمثلة في التسامح الديني. فعاشت الكنائس آمنة مستظلة بالمساجد لا يصيبها ضيم ولا بياغها معتد. لم ير المسلمون في دور العبادة الأخرى التي كانت تخضع لسلطانهم أيَّ خطر عليهم، بل تعهدوا بالحفاظ عليها كاملة غير منقوصة. فهل ينسى التاريخ العهدة العمرية للنصارى في بيت المقدس التي تعهد بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هل كان ينبغي عليه أن يعمل السيف في رقاب النصارى ويهدم كنائسهم على رؤوسهم فهم أعداء الله الذين يجعلون له ولد. هل أخطأ سيدنا عمر وأصاب هؤلاء القتلة؟ وإن كان هذا موقف المسلمين مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى أولا يكون موقفهم ممن يختلفون معهم في الرأي مماثلاً لذلك على الأقل. كذلك فإن عمر رضي الله عنه قد سقط شهيداً على يد مغتال كمثل هؤلاء، في وقت مماثل للوقت الذي اختاره هؤلاء في بيت من بيوت الله كما فعل هؤلاء. فهل هم ذرية عمر أم ذرية أبي لؤلؤة المجوسي.

وهذا عثمان ذو النوريين يسقط شهيداً على يد المغتالين وهو يقرأ القرآن المجيد. هذه يده الطاهرة التي كتبت القرآن الكريم تصاب أولاً. وها هو يلاقي ربه صائماً ليفطر مع النبي وصاحبيه رضوان الله عليهم جميعاً. فهل هم في زمرة عثمان أم في زمرة مغتاليه. وهذا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يسقط ضحية أمثال هؤلاء وهو يخرج من المسجد بعد الصلاة. فانظر كيف أن المجرمين لا يراعون حرمة ويختارون ذات الظروف ونفس الأماكن لتنفيذ جرائمهم. فهل بعد ذلك من شك فيما هم عليه من الضلال.

ها هما أبو لؤلؤة وعبد الرحمن بن ملجم وأمثالهم يعودون من جديد ويهاجمون الأبرار وهم يؤدون صلاتهم لله وحده. في بلد لا يأمنون فيه على أنفسهم ويعلمون أنهم في ذهابهم إلى الصلاة في كل مرة معرضون للقتل أو الأذى على أيدي المجرمين. ها هو فرعون يخشى من موسى أن يبدل دين الناس أو أن يظهر في الأرض الفساد فيشرِّع من القوانين ما يطلق ألسنة المشايخ بفتاوى القتل ويطلق أيدي المجرمين لقتل أناس مسالمين لا ينتقمون منهم إلا أن يقولوا ربنا الله. لقد تشابهت قلوب المجرمين وإن كانوا مختلفين. وما زالت هذه الجرائم ترتكب في بقاع مختلفة من ديار المسلمين وآخرها حادث أليم في السودان حيث سقط عشرون وجرح العشرات من المسلمين الذين كانوا يصلون صلاة التراويح. ولئن كنا هذه الجرائم فعلى الأمة الإسلامية أن تدرك أن سيف الاغتيال هذا مسلط على رقاب الجميع طالما أن الفكر الإجرامي يغذي من مؤسسات وهيئات ومجامع تدعي بأنها إسلامية وتحافظ على الإسلام. فانظروا فيما بين أيديكم من فكر ليس من الإسلام في شيء إنما هو أرضية خصبة لجرائم كهذه تستباح فيها الحرمات. ربنا إنّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. ربنا كل شيء خادمك فاحفظنا وانصرنا وارحمنا يا رب العالمين. والحمد لله حمداً كثيراً والصلاة والسلام على خاتم النبيين. (آمين)

Share via
تابعونا على الفايس بوك