العربية أم الألسنة
  • الأدلة التي ساقها المسيح الموعود وتجعل المرء يقِّرُ بأن العربية أم الألسنة؟!

__

«… ومن الأدلة والبراهين العظيمة التي قدمها القرآن الكريم على كونه من عند الله تعالى وعلى أفضليته دليل عظيم ألفنا من أجله هذا الكتاب بالشرح والتفصيل، وهذا الدليل ينبع من عين أم الألسنة الصافية الطاهرة التي يلمع  زلالها لمعان النجوم، وتُروي كل متعطش للمعرفة بماء اليقين، وينقيه من درن الشكوك والشبهات… وملخص هذا الدليل هو أن إلقاء نظرة على شتى اللغات يؤكد وجود اشتراك بين لغات العالم كلها. ثم إن نظرة عميقة أخرى في اللغات تثبت تمامًا أن أمَّ جميع هذه اللغات المشتركة هي العربية، ومنها خرجت كل اللغات الأخرى، ثم إن البحث الكامل الواسع جدًّا، أعنى الاطلاع الكامل على الكمالات الخارقة للعربية، يجعل المرء يقِّرُ بأن هذه اللغة ليست أم الألسنة فحسب، بل إنها لغة إلهية علمها الله تعالى الإنسان بمشيئته الخاصة وبوحيه وبإلهامه، وأنها ليست اختراع بشر. وإذا كانت العربية هي اللغة الإلهية الإلهامية بين جميع اللغات، فلا بد من الاعتراف أيضا أنها وحدها كانت أهلًا لنزول الوحي الإلهي الأكمل والأتم، إذ من الضروري جدًّا أن كتاب الله الذي ينزل لهداية الأمم كلها لا بد أن ينزل بلغة إلهامية هي أم الألسنة، لكي تكون لها علاقة طبيعية بكل لغة أخرى وأهلها، ولكي تنطوي، كونها لغة إلهامية، على جميع البركات التي توجد في الأشياء التي تخرج من يد الله المباركة. وحيث إن اللغات الأخرى لم يخترعها الناس عمدًا، بل تفرعت كلها بحكم الرب القدير من هذه اللغة الإلهامية ثم تشوهت، وهي ذرِّيتها في الحقيقة، فما كان عبثًا أن تنزل بتلك اللغات أيضًا صحف ربانية إلى شعوب معينة، بيدَ أنه كان لزامًا أن ينزل الكتاب الأقوى والأعلى باللغة العربية حتمًا، لأنها أمُّ الألسنة، ولغة إلهامية أصلية خرجت من لدن الله تعالى.»

(كتاب «منن الرحمن»)

Share via
تابعونا على الفايس بوك