البشرى والبشير

البشرى والبشير

مصطفى ثابت

السيرة الطاهرة (6)

كان لسيدنا مرزا غلام أحمد غلامان من زوجته الأولى.. التي كانت ابنة خاله أيضا.. وهما مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد. ولم يكن لدى أقاربه أي اهتمام بالأمور الدينية، فقد كانوا يعيشون حياتهم بعيدا تماما عن المبادئ الأخلاقية العالية، ولا يربطهم بالمرة أي رباط بالدين ولا بالأمور الروحانية. وكانت زوجته الأولى هي الأخرى قد تبعت أسلوبهم في الحياة.. فلم تكن تلقي بالا للأمور التي يعتبرها زوجها قوام الحياة، والتي كان يُعَوّل عليها أكبر تعويل ويهتم بها كل الاهتمام. ونتيجة لذلك.. وبمرور الوقت.. اتسعت هوّة الخلاف بينهما، وانتهى الأمر بانتهاء الرابطة الزوجية بينهما. وبعدها كان كل شاغل سيدنا أحمد يتجه نحو الدين وخدمة الإسلام، ولم يجد في نفسه أية رغبةً في تكرار تجربة الحياة الزوجية.

وقد تدهورت أحواله الصحية بعض الشيء.. إذ كان يعاني من مرض السكر ومن الصداع المزمن.. ولم تكن لديه أية رغبة في الجنس الآخر. وفي تلك الآونة تلقى وحيا باللغة العربية: “إنَّا نبشرك بغلام حَسين”، وقد ذكر ذلك الوحي لبعض الناس الذين كان على صلة بهم، بما فيهم صديقيه من غير المسلمين.. لاله شرمبت ولاله ملاوامل، فأبدى الجميع دهشتهم، باعتبار أنه كان قد انفصل عن زوجته، ولم تكن لديه الرغبة في زواج آخر.. بل لم تكن أحواله الصحية تسمح له بالزواج.

وبعد بضعة شهور، تلقى وحيا آخر في نفس الموضوع، وكان باللغة العربية أيضا: “أُشْكُرْ نعمتي رأيت خديجتي”. ولما كان “خديجة” هو اسم الزوجة الأولى لرسول الله التي عاش معها فترة طويلة من الزمن.. فقد فهم من هذا الوحي أن الله تعالى يبشره بأنه سبحانه يُعدّ له زواجا آخر، وأن هذا الزواج سوف يستمر مدة طويلة.. حوالي 25 عاما كما استمر زواج رسول الله من السيدة خديجة. وقد تبع ذلك.. بعد فترة قصيرة.. وحي آخر بالعربية أيضا: “الحمد لله الذي جعل لكم الصهر والنسب”، ثم تلا ذلك وحي آخر كان بعضه باللغة الأردية وجزء منه باللغة الفارسية: “لقد رتبت لك زواجا آخر وسوف أرتب أموره بنفسي ولن يمسسك أي ضيق منه”.

وهكذا اتضح الأمر من خلال تتابع الوحي.. أن الله تعالى يريد له أن يتزوج مرة أخرى، وأن الله تعالى سوف يبارك هذا الزواج ببركات كثيرة، وسوف يستمر هذا الزواج لمدة طويلة. ورغم أنه كان يشعر بالعزوف عن الحياة الزوجية، ورغم الظروف الصحية التي كان يعانيها، ورغم عمره الذي كان يعتبر قد تقدم بالنسبة للزواج، حيث إنه كان قد أشرف على الخمسين، فإنه خضع لإرادة الله. وقد حدث بفضل الله المحض أن تم زواجه الثاني في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1884 من سيدة كريمة تنتمي لعائلة نبيلة من أشراف مدينة دلهي، والمعروف أن كلمة “الأشراف” تُطلق على من هم من نسل رسول الله . وكان اسم العروس “نُصرت جهان بيجم”، ويعني الاسم: “السيدة التي تعين العالم”. وكان اسم والدها مير ناصر نواب، ويعني اسمه: “الأمير المعين”، فكان كل من الاسمين يعني العون والمساعدة، مما كان فألا طيبا يدل على أن هذا الزواج سوف يكون مبعث عون الله تعالى وبركاته.

وقد كتب سيدنا أحمد بعد بضع سنين عن هذا الزواج فقال ما تعريبه:

“منذ حوالي ستة عشر عاما أخبرت الشيخ حامد علي ولاله شرمبت كهتري ولاله ملاوامل كهتري والمرحوم جان محمد من سكان قاديان وأناسا كثيرين آخرين أيضا أن الله تعالى قد أخبرني بوحيه أنه سوف يزوجنى في عائلة كريمة تنتمي إلى الأشراف، وأنه تعالى سوف يبارك في هذه الزوجة ومنها سوف أُرزق أولادًا. وقد رأيت هذه الرؤيا في الوقت الذي صرت فيها عاجزا شديد الضعف جراء بعض العلل والأمراض، إذ شُفيت منذ فترة قصيرة من مرض السل. وبسبب انعزالي والزهد في الدنيا كان قلبي يكره أعباء الحياة الزوجية، وكنت أنفر من المسؤوليات تجاه الأهل والعيال، فعند تصور تلك الحالة المضنية تلقيت وحياð: (إنني سوف أرتب كل الأمور المتعلقة بزواجك)…. وإني أُشهِد الله تعالى الذي نفسي بيده، أنه قد برَّ بوعده وأزاح عني كل عبء يتعلق بهذا الزواج، وأنعم عليّ براحة البال. إن أي والد لا يستطيع أن يربي ابنه كما رباني الله تعالى، ولا تستطيع أي أم أن تعتني بابنها كما شملتني عناية خالقي. وقد أنجز ما وعدني به قبل أمد بعيد وقد نُشر في البراهين الأحمدية: “يا أحمد اسكن أنت وزوجك الجنة.” فلم يتركني أشعر بأي قلق تجاه نفقات معيشتي، ولا تركني أقلق لأي أمر يتعلق بشؤون بيتي.

فالابتلاء الذي تعرضت له عند هذا الزواج أنه بسبب الضعف القلبي والذهني الناتج عن أمراض شتى بقيت عرضة لها وبسبب مرضين كانا يلازمانني، وهما مرض السكر والصداع المزمن …. فإن بعض الأصدقاء عبَّروا عن مخاوفهم تجاه زواجي…. وقد كتب إليّ المولوي محمد حسين البطالوي مسوقا بدافع الشفقة عليّ يقول: “لقد تزوجتَ مع أني فهمت من الحكيم محمد شريف أنك لا تصلح للزواج بسبب ضعفك البدني الشديد. فإذا كان هذا الأمر يتعلق بقوتك الروحانية فليس لي الحق في الاعتراض، إذ إنني لا أنكر حقيقة الخوارق والقوى الروحانية الخاصة بالأولياء، وإلا فإن الأمر يبعث على القلق وأخشى أن تتعرض للابتلاء”……

وفي تلك الظروف تضرعتُ إلى الله تعالى، فأُخبرت بدواءين لدفع هذا المرض بطريق الوحي، وقد رأيتُ بصورة كشفية أن ملاكا يضع في فمي الدواءين المذكورين. فقمت بتركيب الدواءين وبارك الله فيهما لدرجة علمت يقينا أنني أُعطيت تلك القوة الكاملة التي تُعطى في هذه الدنيا لرجل يتمتع بالصحة الكاملة، وقد أنعم علي بأربعة بنين، ولولا أني أخشى أن الدنيا سوف تعتبر هذا الذكر مبالغا فيه لذكرت بالتفصيل هذا الأمر الذي أُعطيته بشكل دائم على الطريقة الخارقة، ولكي يتبين منها أن آيات ربنا القدير والقيوم تتجلى في كل شكل، وبكل صورة، ويخص بها عباده المقربين في جميع الأحوال”. (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية ج 15 ص201-204)

ونود أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى ما ذكره سيدنا أحمد عن المرَضين اللذيْن كانا يلازمانه باستمرار، وهما الصداع المزمن، ومرض السكر الذي كان بسببه يعاني من جريان البول، حتى إنه كان يضطر في بعض الأحيان لأن يتبول في اليوم الواحد مرات كثيرة جدا. وهذان المرضان هما ما أشار إليه رسول الله في حديثه عن نزول المسيح في آخر الزمان وعليه “مهرودتان” أي رداءان أصفران (راجع الحديث في صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة). ومن المعروف أن الرداء الأصفر في علم تعبير الرؤيا هو المرض، وبالتالي فالرداءان الأصفران يعنيان مرضين يُعاني منهما مسيح آخر الزمان. ولا يخفى أن حديث رسول الله الذي ذكر فيه الرداءين الأصفرين هو من وحي الله تعالى إليه، والوحي.. مثل الرؤيا التي هي أيضا وحي للأنبياء.. يكون أحيانا بصورة واضحة، وأحيانا أخرى يكون بصورة رمزية تحتاج إلى التعبير والتفسير.

وقبل أن يتم زواج سيدنا أحمد، كان قد قرر أن ينفرد بنفسه مع ربه في مكان منعزل لمدة أربعين يوما، ويتفرغ في تلك الأثناء لعبادة الله تعالى، والتضرّع إليه بالدعاء. وفي عام 1884 قرر الذهاب إلى سوجانبور في منطقة كورداسبور بغرض تحقيق هذه العزلة والاعتكاف، ولكنه فيما بعد تلقى وحيا بالأردية يقول: “سوف يتحقق غرضك في هوشياربور”. وعلى ذلك.. ذهب في يناير (كانون الثاني) 1886 إلى هوشياربور في صحبة ثلاثة من المرافقين، واتخذ مقامه في الطابق الأول العلوي من بيت في مكان منعزل يمتلكه الشيخ مير علي، وهو من فضلاء مدينة هوشياربور. وقد أكد على المرافقين أن يحضر له أحدهم وجبتي الطعام كل يوم، ويتركهما دون أي كلام. وطلب منهم كذلك ألا يسمحوا لأحد أن يصعد إليه في محل إقامته أو يقتحم عليه اعتكافه.

وبعد أن أكمل فترة الأربعين يوما، نشر إعلانا في 20 فبراير (شباط) 1886 من هوشياربور، ذكر فيه أن الله تعالى قد شرّفه أثناء اعتكافه، وأنبأه بأمور عديدة تتعلق بما هو في الغيب، وأنه سوف يعلن عنها بالتفصيل فيما بعد. وقد ذكر في الإعلان إحدى تلك النبوءات التي كانت تتعلق به هو شخصيا فقال ما تعريبه:

“إن الله الرحيم والكريم.. رب العزة والجلال.. والقادر على كل شيء.. جل شأنه وعز اسمه.. قد خاطبني بوحي منه قائلا:

“إني أنعم عليك بآية رحمة حسب ما سألتني، فسمعت تضرعاتك، وقد شرّفت أدعيتك بالقبول بخالص رحمتي، وباركت رحلتك هذه (التي قمت بها إلى مدينة هوشياربور ولدهيانة). آية قدرةٍ ورحمةٍ وقربٍ ستوهب لك. آية فضل وإحسان ستُمنح لك. ومفتاح فتح وظفر سيُعطى لك. سلام عليك يا مظفر. هكذا قال الله لكي ينجو من براثن الموت من يبتغون الحياة، ويُبعَث من دُفن في القبور، وحتى يتجلى شرف الإسلام وعَظَمة كلام الله، وليأتي الحق بكل بركاته، ويزهق الباطل بكل نحوسته، وليدرك الناس أني أنا القادر.. أفعل ما أريد، وليوقنوا أني معك، وليرى آية بيّنة من لا يؤمنون بالله.. وينظرون إلى الله تعالى ودينه وكتابه ورسوله الطاهر محمد المصطفى نظرة رفض وتكذيب، ولتستبين سبيل المجرمين.

بشرى لك.. فإن صبيا وجيها طاهرا سوف يوهب لك. وإن غلاما زكيا يكون من صلبك ومن ذريتك ونسلك. غلام جميل وطاهر سوف يأتي ضيفا عليك، اسمه عنموائيل وبشير. لقد أوتي روحا مقدسة، وهو نقي من كل دنسٍ ورجسٍ. هو نور الله. مبارك الذي يأتي من السماء. سيصحبه الفضل الذي يأتي معه. إنه ذو شوكة وعظمة وثروة. سيأتي في الدنيا، ويشفي الكثيرين من أمراضهم بنفَسه المسيحي وببركة روح القدس، فإنه كلمة الله، لأن رحمة الله وغيرته قد أرسلته بكلمات تمجيدية. وسيكون ذكيا بشكل خارق وفهيما وحليم القلب. سوف يمتلئ بالعلوم ظاهرةً وباطنةً. سوف يجعل الثلاثة أربعةً (لم يتضح لي معنى هذه الجملة). إنه يوم الاثنين.. فبورك يوم الاثنين. ولدٌ صالح كريم ذكي مبارك، مظهر الأول والآخر، مظهر الحق والعلاء، كأن الله نزل من السماء. ظهوره مبارك جدا، وبظهوره ينكشف جلال رب العالمين. يأتيك نورٌ مسحه الله بطيب رضوانه. سوف ننفخ فيه روحنا. سوف يظله الله بظله. سوف ينمو سريعا ويكون وسيلة لفك رقاب الأسارى. يذيع صيته إلى أقصى الأرضين وسيتبارك به أقوام. وحينئذ سوف يرتفع إلى نقطته النفسية.. أي السماء، وكان أمرا مقضيا.

ثم بشرني الله جل شأنه قائلا:

سوف يمتلئ بيتك بالبركات، وسوف أُكمل نِعمتي عليك، ويكون لك نسل كبير من نساءٍ مباركاتٍ، تجد بعضهن فيما بعد. يزيد نسلك وأباركه، ولكن بعضا منهم يموت في سن مبكر. ينتشر نسلك كثيرا في بلاد مختلفة. ينقطع كل فرع من فروع أقرباء آبائك وينتهي نسلهم، وما لم يتوبوا فإن الله سوف يُنْزل عليهم بلاءً بعد بلاء حتى يقضي عليهم، سوف تمتلئ بيوتهم بالأرامل، وسينْزل غضب الله على جدرانهم، ولكن إذا تابوا إلى الله فإن الله سيتوب عليهم برحمة منه. سوف ينشر الله بركاتك، ويُحيي بك بيتا خربا، ويملأ بالبركات بيتا موحشا. لن ينقطع نسلك بل سيزدهر إلى آخر الأيام. سوف يُخلد الله اسمك مُجللا بالشرف إلى آخر يوم من عمر الدنيا، وسيُبَلغ دعوتك إلى أطراف الأرض. أنا سأرفعك وأدعوك إليّ، ولكن اسمك لن ينمحي أبدا من على وجه الأرض. إن كل من يبغون إهانتك، ويريدون فشلك، ويتمنون هلاكك، هم أنفسهم سيفشلون ويموتون خائبين خاسرين. ولكن الله سوف يعطيك كل فوز ويحقق لك كل أمانيك. إنني سأزيد عدد أصحابك المخلصين الذين يحبونك من أعماق القلوب، وأبارك حياتهم وما يملكون، فينمو عددهم، وسيكونون إلى يوم القيامة غالبين على حزب الحسّاد والمعاندين من المسلمين الآخرين. إن الله لن ينساهم ولن يغفل عنهم، بل سينالون أجرهم بحسب إخلاصهم.

أنت مني بمنْزلة أنبياء بني إسرائيل…. أنت مني بمنْزلة توحيدي. أنت مني وأنا منك. إن الوقت لآت، بل إنه لقريب، حين يُلقي الله محبتك في قلوب الملوك والأمراء حتى إنهم سيتباركون بثيابك. يا من تنكرون وتعارضون الحق.. إن كنتم في شك من عبدي، وإن كنتم تنكرون فضلي وإحساني الذي أنعمت به على عبدي، فأتوا بآية صادقة في أنفسكم مثل آية الرحمة هذه إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا، فاتقوا النار التي أعدت للعصاة والكاذبين والمعتدين”. (مجموعة الإعلانات ج1 ص 100- 103)

ولا بد من وقفة قصيرة هنا لإلقاء نظرة فاحصة على هذه النبوءة الإعجازية.. فهي تتضمن أنباء وبشارات بظهر الغيب. إنها ليست من طراز ما ينطق به العرّافون والدجالون وقرّاء الكف وغيرهم، ولا هي من الأمور التي غالبا ما تحدث لعامة الناس. إن صاحب هذه النبوءة لم يكن من عامة الناس، بل إنه في ذلك الوقت كان قد أعلن للناس أن الله أخبره بأنه المجدد الذي بعثه تعالى على رأس القرن الرابع عشر الهجري، للدفاع والذوْد عن الإسلام، ولإثبات صدقه وصدق القرآن وصدق نبوة رسول الله . ولذلك.. فقد كان أعداء الإسلام يتربصون به، ويحاولون النيْل منه، ويبحثون عن سبيل لانتقاده وتفنيد أقواله. وجاءت هذه النبوءة ردا على كل الخصوم والمخالفين والمتشككين. فماذا كانت تحتوي هذه النبوءة؟

أولا: إنه سوف يعيش أمدا طويلا لأنه سوف يرى نسلا بعيدا.

ومن ذا الذي يستطيع أن يضمن حياته ليوم واحد، أو لساعة واحدة، إلا إذا كان قد تلقى من الله وعدا بذلك؟ وهل يجرؤ الكذاب الدجال أن يفتري على الله ويقول إنه قد ضمن له أن يعيش أمدا طويلا؟ وإذا افترضنا أن تجرأ أحد الدجالين على الكذب والافتراء بهذه الصورة، فهل يحقق الله تعالى كلامه ويتركه ليعيش بالفعل أمدا طويلا؟

ثانيا: إن الله سوف يرزقه بالذرية

إن كل إنسان يتوقع أن يتزوج ويُرزق بالذرية، ولكن ليس كل ما يتوقعه المرء لابد بالضرورة أن يحدث. إن الذي يكذب على الناس ويدعي كذبا أن الله يوحي إليه إنما هو يتحدى الله تعالى، فهل من المعقول أن يسمح الله تعالى بتحقق النبوءات الكاذبة لمن يتقوّل عليه ويتحداه علنا أمام الناس؟ ألا يستوجب الأمر أن يحْرم الله تعالى مثل هذا الكذاب من إنجاب الذرية ويجعله عقيما حتى يتبين كذبه للناس، خاصة وهو سبحانه الذي يقول:

وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا   (الشورى:51).

ثالثا: سوف يولد له ولد يكون له شأن عظيم

وكم من الناس يتزوجون وينجبون، ولكن يحدث أن يُرزق بعض الناس بالبنين ويُرزق البعض بالبنات. بل قد يحدث أحيانا أن يُرزق بعض الناس بالبنين وبالبنات، ثم يموت البنون ولا يبقى على قيد الحياة سوى البنات. فمن يستطيع أن يقرر بأنه سوف يُولد له ولد من البنين، وأن هذا الولد سوف تطول به الحياة إلى أن يكون له شأن عظيم؟ من في قدرته تحقيق ذلك غير الله تعالى الذي يقول:

يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ   (الشورى:50)

إن هذه النبوءة تحقق أيضا حديثا ذكره رسول الله عن مسيح آخر الزمان إذ قال عنه: “يتزوج ويولد لـه” (راجع الحديث في مشكاة المصابيح). وهذا يعني أن زواجه سوف يكون مباركا وأنه سوف يولد له ابن ذو شأن عظيم. وهذا مثل قول أحدهم: حقا.. لقد أنجب فلان. أي أنه أنجب ذرية لها شأن عظيم.

رابعا: إن نسله لن ينقطع أبدا بل ينتشر في بلاد كثيرة.

وقد تحقق ذلك تماما.. إذ يعيش الآن الكثير من نسله في البلاد الأوربية وفي أمريكا وفي كندا كما يعيشون أيضا في آسيا، ولم ينقطع نسله بل بارك الله فيه وهو في ازدياد مستمر بحمد الله.

خامسا: إن نسل كل فروع أقرباء آبائه سوف ينقطع إلا إذا تابوا.

وهذا أمر ليس في مقدور البشر أن يتحكموا فيه، وها هي عائلة سيدنا أحمد .. إن كل فروع تلك العائلة التي لم تؤمن به وناصبته العداء قد انتهت، فلم يعد لها نسل على قيد الحياة. وأما كل الفروع التي آمنت به وانضمت إليه فقد استمر نسلهم. وهذه آية للمتفكرين.. لم يكن لمن سمعوها في وقتها القدرة لمعرفة كيفية تحققها. ولكن الآن.. بعد مضي أكثر من مائة عام على هذه النبوءة، يمكن لكل باحث شريف عن الحق، أن يرى بعينيه كيف حقق الله تعالى وعده. وإذا كان لدى المخالفين والمعارضين ذرَّة من الشرف أو من تقوى الله، فليقدموا لنا.. وللعالم أجمع.. فردا واحدا فقط، من نسل فروع عائلة مرزا غلام أحمد الذين لم يؤمنوا به، ويقولوا: ها هو ذا الآن على قيد الحياة. ولكنهم لن يستطيعوا ذلك ولو دام بحثهم إلى يوم القيامة.

سادسا: إن الله سيُبَلغ رسالته إلى أطراف الأرض.

لم يكن سيدنا أحمد في ذلك الوقت يعلم أنه هو الإمام المهدي أو المسيح الموعود، وما كان يدري أن الله سيأمره بإنشاء جماعة.. وأن هذه الجماعة سوف تنتشر في أطراف الأرض. كل ما كان يعلمه في تلك الأيام أن الله تعالى قد تفضل عليه فجعله مجددا للدفاع عن الإسلام فحسب، ومع ذلك فها هو يخبره بأنه سوف يبلغ رسالته إلى أطراف الأرض. والآن.. بعد أكثر من مائة عام (تكتب هذه السطور في عام 1996) فإن رسالة سيدنا مرزا غلام أحمد قد بلغت إلى أقصى أطراف الأرض، وتتواجد جماعته فيما يقرب من مائة وخمسين قطرا من أقطار الأرض.ð

سابعا: إن اسمه لن ينمحي أبدا من على وجه الأرض.

لكم قامت دعوات كاذبة ثم مات مؤسسوها، وبعدهم ضاعت الدعوة وماتت، أو انحرفت ولم يعد لها شأن يذكر.. أين مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح الكاهنة؟ وكلهم ادعوا النبوة على عهد رسول الله ؟ بل قل أين علي محمد الباب الذي ادعى أنه المهدي في إيران عام 1844 ثم هلك في 1850؟ وأين مهدي السودان الذي ادعى أيضا أنه المهدي في 1879 ثم هلك في 1885؟ إن سيدنا مرزا غلام أحمد لم يكن في ذلك الوقت قد ادعى شيئا، ولا كانت له جماعة، ومع ذلك فقد وعده الله تعالى بأن اسمه لن ينمحي أبدا من على وجه الأرض، فسبحان من حقق ما وعد به!

ثامنا: إن كل من يتمنى هلاكه ستحبط أعماله ويموت خائبا.

لكم كان أعداء الإسلام في ذلك الوقت يتمنون هلاكه والقضاء عليه. إن زعماء طوائف الهندوس والبراهما والآريا ومبشري الإرساليات المسيحية.. كانوا جميعا يتمنون هلاكه، وخاصة بعد أن أفحمهم وأبطل حججهم في التهجم على الإسلام بكتابه العظيم.. البراهين الأحمدية، ولكنهم جميعا هلكوا وماتوا خائبين. وأما هو فقد جعله الله تعالى إماما مهديا ومسيحا موعودا وحكما عدلا، وإن الأيام والسنوات القادمة سوف ترى بإذن الله هلاك وخيبة جميع أعدائه، وفوز وانتصار جماعته في كل مجال.

تاسعا: سيزيد الله عدد أصحابه المخلصين ويبارك حياتهم وما يملكون، وينمو عددهم وتكون لهم الغلبة على المسلمين الآخرين الذين يحسدونه ويعاندونه.

لقد حقق الله هذا الوعد وما زال يحققه. إن عدد أصحابه في تلك الآونة لم يزد على بضع عشرات، فإذا به يصل.. أثناء حياته.. إلى بضع مئات من الألوف، ثم إلى بضع ملايين، وسوف يصل بإذن الله إلى بضع من البلايين حين تكون لجماعته الأغلبية العظمى بين البشر. وياليت المسلمين الآخرين الذين ما زالوا خارج نطاق أتباعه المخلصين.. يا ليتهم يرون الشجرة الطيبة الفارعة.. في الشجيرة التي قد تبدو اليوم صغيرة، وليتهم يدركون أن الله غالب على أمره وأنه حتما محقق وعده.

عاشرا: إنه بمنـزلة أنبياء بني إسرائيل.

هذه نبوءة تشير إلى أنه سيكون مسيح آخر الزمان، فيصير مثيلا لعيسى بن مريم ، الذي كان رسولا إلى بني إسرائيل. كما تشير أيضا إلى المعاناة والاضطهاد الذي سوف يتعرض له أتباعه، كما عانى أتباع موسى من اضطهاد فرعون، وكما عانى أتباع المسيح من اضطهاد اليهود والرومان.

أحد عشر: إن الله سيضع محبته في قلوب الملوك والنبلاء حتى إنهم سيتباركون بثيابه.

إن أحدا لم يكن يتوقع أن أتباع عيسى ، الذين كانوا قلة ضعيفة في زمن الإمبراطورية الرومانية، سوف يخرج منهم الملوك والأمراء والنبلاء، ولكن وعد الله تعالى لا بد وأن يتحقق، وهو سبحانه الذي قال:

وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا   (آل عمران:56)

نعم.. إن هذا الوعد لم يتحقق في عام أو عامين، ولا في قرن أو قرنين، بل اقتضى الأمر مرور ثلاثة قرون وربع إلى أن دخل الإمبراطور قسطنطين في المسيحية. ولسوف يأتي اليوم الذي يتحقق فيه أيضا هذا الوعد الذي تلقّاه سيدنا أحمد ، ولسوف تتبارك ملوك الأرض ونبلاؤها بثياب سيدنا أحمد . غير أن هناك حدث وقع في الاحتفال المئوي للجماعة عام 1989.. إذ حضر من أفريقيا بعض ملوك القبائل التي تعيش في غرب أفريقيا، وبعض النبلاء الذين كانوا قد دخلوا في الجماعة وتشرفوا بأن صاروا من أتباع الإمام المهدي ، واستقبلهم خليفة الإمام المهدي.. وهو الخليفة الرابع سيدنا مرزا طاهر أحمد.. وكان يرتدي معطفا من ملابس الإمام المهدي. وهكذا تحققت النبوءة.. ولو بصورة رمزية بين ملوك القبائل الإفريقية. ومن قضى بتحقيقها بصورة رمزية سوف يحققها بإذنه تعالى بصورة عالمية.. فطوبى لمن وعى الدرس ورأى النور قبل فوات الأوان.

ثاني عشر: إنها آية رحمة لا يستطيع المعارضون للحق أن يأتوا بمثلها.

هناك التحدي الذي تنتهي به هذه النبوءة الإعجازية، وهو يشابه التحدي الذي ذكره القرآن المجيد في سورة البقرة عن فشل المتشككين في القرآن أن يأتوا بسورة من مثله. ويقول تعالى في النبوءة:

“يا من تنكرون وتعارضون الحق.. إن كنتم في شك من عبدي، وإن كنتم تنكرون فضلي وإحساني الذي أنعمت به عليه، فأتوا بآية في أنفسكم مثل آية الرحمة هذه إن كنتم صادقين. فإن لم تأتوا بآية.. ولن تستطيعوا أن تأتوا بها.. فاتقوا النار التي أعدت للعصاة والكاذبين والمعتدين”.

هل يمكن أن يتفوّه كذاب بهذه الكلمات ويتحدى بها الجميع؟

وإذا افترضنا جواز ذلك.. رغم استحالته.. فهل يستجيب الله تعالى ويحقق كلام ذلك الكذّاب، كما حقق الله تعالى ما جاء في هذه النبوءة الإعجازية؟

ثم.. هل استجاب أحد لهذا التحدي فأرانا في نفسه آية مثل آية الرحمة هذه؟

يا قوم.. إلى متى تنأون بأنفسكم عن رحمة الله وهي أمام أعينكم وفي متناول أيديكم؟

طوبى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!

لقد كتب سيدنا أحمد عن هذه النبوءة الإعجازية، ولفت أنظار الجميع إلى ما جاء بها من وعود معجزة، وأكد على أن كل ما ناله من فضل الله تعالى إنما كان باتباعه لدين الإسلام، وهو الدين الحق الذي يرضى عنه الله من بين أديان الأرض جميعا، وأن الغرض من كل هذا الفضل هو أن يظهر للعالم أجمع صدق رسول الإسلام . وقد نشر في سبيل ذلك النشرات وأعلن الإعلانات. وفي إعلانه بتاريخ 22 مارس (آذار) 1886 قال:

“إن هذه ليست مجرد نبوءة بل هي آية عظمى من السماء، أظهرها الله ليبين صدق وعظمة نبينا الكريم الرؤوف والرحيم محمد المصطفى . إن هذه الآية أعظم مائة مرة، وأولى وأكمل وأفضل وأتم من إحياء الميت، لأن حقيقة إحياء الميت هي إعادة الروح إلى الجسد عن طريق الدعاء في حضرة الله…. ولكن في هذه الحالة التي أنا بصددها.. فإن الله القدير بفضله العظيم وجوده الكريم، وببركات خاتم النبيين .. وباستجابة دعاء هذا العبد المتواضع، قد وعدني أن يرسل روحا مباركة.. سوف تنشر بركاتها الظاهرة والباطنية في الأرض كلها. وقد تبدو هذه الآية للوهلة الأولى كأنها مشابهة لرد الميت إلى الحياة، ولكن حين التدبر يتبين أنها آية تفوق إحياء الميت بمئات المرات. وفي حالة إعادة الميت إلى الحياة تعود الروح إلى النفس بواسطة الدعاء، وكذلك في الحالة التي نحن بصددها قد طُلبتْ الروح أيضا بواسطة الدعاء، ولكن ما أعظم الفرق بين تلك الأرواح وهذه الروح.” (مجموعة الإعلانات ج 1 ص 114-115)

وفي نفس الإعلان حدد أن الابن الموعود سوف يولد حتما خلال تسع سنوات.

ولعل القارئ يلحظ ما جاء في هذا الإعلان من المقارنة بين الوعد بميلاد ابن له وبين رد الميت للحياة، وقد يبدو للوهلة الأولى أنه ليس هناك علاقة بين الحدثين حتى يستدعي الأمر إجراء مقارنة بينهما. وقد يستغرب القارئ ويتساءل لماذا ربط بينهما سيدنا أحمد ؟

إن المبشرين المسيحيين في الهند في ذلك الوقت كانوا يملأون الدنيا صخبا وضجيجا، زاعمين أن يسوع المسيح هو ابن الله تارة وهو الله تارة أخرى، وأنه أتى من المعجزات ما لم يأت به أحد من العالمين، وزعموا أنه أحيا الموتى بينما لم يستطع محمد إحياء أحد من الموتى، فكان هذا في زعمهم ما يدل على أفضلية يسوع المسيح وتفوّقه على نبي الرحمة والإحسان . لذلك.. فقد أراد سيدنا أحمد أن يبين لأولئك المبشرين المسيحيين أن النبوءة التي تلقاها هو من الله تعالى، والتي تتضمن وعدا بمولد ابن له، إنما هي دليل على عظمة رسول الله ، إذ ها هو واحد من أتباعه وخادم من خدامه.. يَعِدُه الله تعالى بخلق روح جديدة وإيجاد نفس من العدم، وهذا يفوق ما فعله ابن الله بزعمهم من رد روح كانت مخلوقة وموجودة إلى جسد كانت تتعلق به هذه الروح. فإذا كان الله تعالى قد وعد بخلق روح وخلق نفس وخلق جسد من العدم لواحد من خدام رسول الله فما أعظم ذلك السيد.. الذي هو سيد البشر أجمعين! بل إن هذا الخلق الذي جُعل آية لخادم من خدام محمد ليدل على كون الخادم أعظم من ابن الله المزعوم الذي لم يستطع سوى رد الروح المخلوقة فعلا إلى جسدها.

ولكن أعداء الإسلام لم يكونوا ليقبلوا الحق كالشرفاء من الناس، بل راحوا يزعمون أن هذه النبوءة لن تتحقق، وأن مرزا غلام أحمد رجل عنين ولن يستطيع أن ينجب البنين، وأنه أعطى لنفسه فترة التسع سنوات لتحقيق النبوءة وذلك حتى ينسى الناس ما ذكره وما أعلنه فيها. فنشر إعلانا في 8 أبريل (نيسان) 1886 أشار فيه قائلا:

“إن الصفات والميزات الخاصة المذكورة في النبوءة المتعلقة بالابن الموعود لهي عظيمة بحيث لا تتأثر عظمة وجلال النبوءة حتى ولو تأخر تحققها إلى مدة ست سنوات أو ضعفها. إن العدل الصريح النابع من قلب كل إنسان يشهد أن تحقق مثل هذه النبوءة العظيمة التي تنبئ عن مولد شخصية بارزة خاصة.. لهو أمر يفوق طاقة البشر. إن تلقي مثل هذه البشرى.. نتيجة لاستجابة الدعاء.. لا يعتبر مجرد نبوءة بل هو آية سماوية عظمى”. (مجموعة الإعلانات ج 1 ص 116-117)

وفي الإعلان المؤرخ أول ديسمبر (كانون الأول) 1886 أوضح أن كلمات الوحي التي جاءت في إعلانه المنشور في 20 فبراير (شباط) 1886 والتي تبدأ بجملة: “غلام جميل وطاهر سوف يأتي ضيفا عليك” وتنتهي بجملة: “مبارك الذي يأتي من السماء” تشير إلى فترة قصيرة من الحياة، لأن الضيف هو من يمكث أياما قليلة ثم يرحل أمام أعيننا. ولكن الجمل التالية بعد ذلك تخص المصلح الموعود الذي وُصِف في النبوءة بأنه فضل من الله.

وفي حاشية ذلك الإعلان قال:

“إن الغلام سوف يولد حتما حسب الوعد الإلهي. إن السماء والأرض قد تزولان ولكن لا يمكن ألا يتحقق وعد الله”.

وقد حدث حسب الجزء المتقدم من النبوءة أن وُلد صبي لسيدنا أحمد في 7 أغسطس (آب) 1887، وكان هو فعلاً الضيف الذي ذكرته النبوءة، إذ سرعان ما ارتحل عن الدنيا في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1888. وكان اسمه بشير أحمد، وعُرف فيما بعد باسم بشير الأول.

وراح أعداء الإسلام يزعمون أن النبوءة لم تتحقق لأن الصبي الذي وُلد قد مات، وهم الذين كانوا يقولون من قبل إن هذه النبوءة لا يمكن أن تتحقق لأن مرزا غلام أحمد رجل عنين ولا يستطيع الإنجاب. فلما أنجب غلاما زكيا كما وعدت النبوءة بذلك خرست أصواتهم لفترة، وراحوا يقولون إن الصبي لن يُعمر وسوف يموت، وبذلك لن تتحقق النبوءة. ولما مات الصبي كما جاء ذلك في النبوءة نفسها، راح الأعداء يصخبون ويضحكون ويقولون إن النبوءة لن تتحقق. لقد أراد الله أن يبين كذبهم حين قالوا إن سيدنا أحمد لن ينجب فشاء الله له أن ينجب رغم أنوفهم. ثم شاء الله أن تحمل زوجة سيدنا أحمد مرة أخرى في العام التالي. ومع ذلك فإن صوت الأعداء وضجيجهم كان شديدا، وضوضاءهم كانت صاخبة. ولما حان موعد الولادة نشر سيدنا أحمد إعلانا بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) 1889 أكد فيه قوله:

“إنني أعلم وأعلم عن يقين محكم أن الله القدير سوف يعاملني حسب وعده. فإن لم يكن قد حان موعد ميلاد الابن الموعود فإنه سوف يولد فيما بعد. وحتى إذا لم يبق من الفترة المحددة للنبوءة سوى يوم واحد، فإن الله رب العزة والجلال لن يترك ذلك اليوم ينقضي ما لم يحقق وعده”. (مجموعة الإعلانات ج 1 ص 191 الهامش)

هكذا كان إيمان سيدنا أحمد بصدق الوحي الذي يتلقاه من الله تعالى، وهكذا كان يقينه بحتمية تحقق جميع الوعود التي احتواها ذلك الوحي.

وفي يوم السبت 12 يناير (كانون الثاني) 1889 بورك سيدنا مرزا غلام أحمد بميلاد صبي زكي سماه محمود، وفي نفس اليوم نشر منشورا أعلن فيه مولد الصبي، وذكر فيه أن الله لم يخبره بعد عما إذا كان هذا الغلام هو المصلح الموعود. ولكن فيما بعد.. وفي مناسبات مختلفة.. ذكر في كتبه أن محمود.. بكل تأكيد.. هو الابن الموعود الذي جاء ذكره في النبوءة التي أذاعها في 20 فبراير (شباط) 1886.

ð لقد تلقى حضرته هذا الوحي باللغة الفارسية، وكتبنا ترجمته باللغة العربية.  (المترجم)

ð  أما الآن في عام 2006م فقد توطدت الجماعة بفضل الله تعالى في 182 قطرا من أقطار العالم. (الناشر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك