تربية الأطفال

تربية الأطفال

ترجمة: محمد طاهر نديم

إنّ تربية الأطفال عملٌ يمتدُّ إلى فترةٍ طويلة، ولا يُعطي ثماره إلّا بعد فترةٍ ليست بالقصيرة، لذا يجب أن يتَّبِع الوالدان الأساليب الملائمة لتربية أطفالهما، حتى ولو كانت صعبةً قليلاً – بدلاً من أن يستعجلا في أخذ القرار فيما يخصُّ هذا الأمر.

ونذكر هنا بعض التوجيهات التي تُعنى بهذا الموضوع، والتي هي نتيجة بحوث ودراسات قام بها عدد من الأساتذة ذوي الخبرة في حقل التربية.

المتفوقون يساعدون الآباء في الأعمال المنزلية

يقول الأساتذة نتيجة ملاحظاتهم اليوميّة إنّ الطلاب المتفوقيّن في المدرسة هم الذين يقومون عادةً بمساعدة الآباء في الأشغال المنزليّة في بيوتهم، وهذا يبعث فيهم شعورًا بالمسؤوليّة والثقة، ويعوّدهم على إدارة الأمور.

تأملوا الخير من الأطفال

ترقَّبوا دائمًا من الأطفال خيرًا، وعلِّقوا عليهم الآمال، وأخبروهم بما تتوقَّعونه منهم وشجِّعوهم على تحقيق تلك الآمال والأهداف.

إنّ الدراسة التي قدَّمتها مؤسسة التعليم الأمريكيّة تتضمَّن ثلاثة أسباب لضعف الطلاب -الذين هم في الثالثة عشرة من العمر- في نتائج الامتحانات، وهذه الأسباب هي:

  1. خُلوّ الجرائد والمجلّات من المواد المناسبة للقراءة الممتعة والمتنوعة في البيوت.
  2. تغيُّب الطلاب عن الصفوف.
  3. قضاء معظم أوقاتهم في مشاهدة التلفاز.

ويقول أحد المسئولين عن تعليم الأطفال: إنّه يجب على الوالدين تعويد الأطفال على الاستمرار والمثابرة على الدوام المدرسي، ومساعدتهم في البيوت على القراءة، وتوفير كميات من الجرائد والمجلات لهم، والعمل على تقليص فترات مشاهدتهم للتلفاز.

وتؤكّد الدراسات على أن نتائج امتحانات الأطفال الذين يُشاهدون التلفاز لمدة عشر ساعات فأكثر أسبوعيًّا تظهر غير مُرضية. فيجب تعويد الأطفال على أن يستعيضوا عن التلفاز بأعمالٍ ونشاطاتٍ أخرى ممتعة كالمطالعة أو الهوايات الأخرى التي يميلون إليها.

ضرورة تقوية علاقة الوالدين بمدارس أطفالهم

ليس اهتمام الوالدين بالمدرسة التي يتعلّم فيها أطفالهما مجرّد واجب فقط، بل هو مسؤولية تقع على عاتقهما، لذا فعليهما تقوية وتعميق صِلاتهما بالمدرسة وبمعلّمي أطفالهما كما يمكن أن يعرضا على المدرسة ما لديهما من إمكانيّات وخدمات من شأنها رفع مستوى التعليم.

التفوُّق الدراسي ليس كل شيء

ينحصر اهتمام بعض الآباء والأمهات بضرورة حصول أطفالهم على درجاتٍ عالية في امتحانهم، مُهملين حاجاتهم الأساسية الأخرى كاللعب وممارسة النشاطات المختلفة التي يرغبون بممارستها. والحقيقة أنّ انضمام الطفل إلى حركة الكشَّافة، والتحاقه بالمجموعات الرياضيّة، وانتسابه إلى النوادي، يحتل جانبًا كبيرًا من الأهمية، إذ أنّ هذه النشاطات تُساهم في بناء شخصيّة متكاملة متميّزة للطفل، هو بحاجة إليها في حياته المقبلة.

ويرى بعض الأساتذة أنّ الطلاب الضعاف قد يطرحون أحيانًا أفكارًا عظيمة أيضًا. فإنّ الأطفال يملكون قدرات متعدِّدة ومواهب مختلفة، فدعوهم يُمارسوها ليُظهِروا ما لديهم من طاقات مبدعة.

الدراسة ليست ممتعة دائمًا

إنّ إثارة الشعور في نفوس الأطفال بأن الدراسة ممتعة دائمًا قد تسبّب بعض المشكلات، إذ يواجه الطالب أحيانًا الصعوبات في الدراسة. لذا لابد من إفهام الأطفال هذه النقطة الهامة، وهي أنّ الدراسة ممتعة ولكنها ليست كذلك دائمًا، فيجب على الوالدين حثُّ أطفالهما وتشجيعهم على بذل الجهود ليتغلّبوا على تلك الصعوبات.

اللعب والراحة يكمِّلان الدراسة

قد تشكِّل الدراسة المجهدة بمختلف نشاطاتها عبئًا على الطفل بحيث ترهقه، وقد ينعكس الإرهاق عليه جسديًا، فتظهر عليه أعراض مرضيّة كآلام البطن أو التوترات المختلفة.

لذا يجب التأكيد على ضرورة توفير الراحة ومجالات اللعب للطفل، لأنّ لذلك أهمية لا تقلّ عن أهمية بذله للجهد الدراسي لأنّ الراحة تساعده على تجديد نشاطه الذي يقوده بالتالي إلى النجاح.  (منقولاً بتصرُّف عن مجلة (ريدر دايجست) الأمريكية). (The Reader’s Digest)

Share via
تابعونا على الفايس بوك