أحمدية أم قاديانية .. إسلام أم ردة؟

أحمدية أم قاديانية .. إسلام أم ردة؟

 جماعة أهل الحديث وحزب المؤتمر الهندي

جمهورية باكستان جزء صغير من المملكة الإسلامية السابقة للأسرة المالكة المغولية. وتدين بوجودها إلى جهود وتضحيات بذلها كثير من الزعماء القوميين المسلمين في القارة الهندية. ومع ذلك فإن الدلائل التاريخية تشير إلى أن الغالبية العظمى من المنظمات التي تتهم الجماعة الإسلامية الأحمدية بالتعاطف مع الأغلبية الهندوسية في الهند.. هم الذين لم يساندوا فكرة إنشاء دولة إسلامية لمسلمي القارة الهندية، بل على العكس.. كانوا يؤيدون حزب المؤتمر الهندوسي، ووقفوا بشدة ضد فكرة إنشاء باكستان. كما عارضوا أيضًا القيادة المسلمة التي كرست حياتها لتحقيق حلم الرابطة الإسلامية.

بعد عام 1953 شكلت حكومة باكستان لجنة قضائية لدراسة أسباب الاضطرابات التي وقعت وقتئذ في البنجاب ضد الأحمدية. وأعلنت اللجنة أن قادة هذه المنظمات المناهضة للأحمدية قد انتقدوا الرابطة الإسلامية وقيادتها بما فيهم القائد الأعظم محمد علي جناح رئيس الرابطة ومؤسس باكستان.

وذكرت أنهم لا يحملون له حبًا، ورموه بالكفر بسبب تسامحه في الأمور الدينية (تقرير لجنة التحقيق المؤسسة تحت المادة 2 من قانون البنجاب لعام 1954 – حكومة باكستان، لاهور 1954، ص 11).

كما تقول الدلائل أيضا أن “مجلس أحرار الإسلام”.. وهو منظمة تتزعم الحملات الحالية المضادة للجماعة الإسلامية الأحمدية.. كان فرعا من المؤتمر الهندي وانشق عنه عام 1931.. ومع ذلك ظل يغازل المؤتمر حتى وقت تقسيم الهند (المرجع السابق). كان هؤلاء الأحراريون معارضين متحمسين لفكرة انفصال المسلمين عن الوطن الأم في القارة الهندية. واستنكروا خطة إنشاء باكستان ووصموها باسم بالاديستان أي الموطن النجس (المرجع السابق).

وفي عام 1940 أعلن مولوي داود غزنوي، أحد قادة الأحراريين، عن قرارهم بالاندماج مع المؤتمر الهندي، ومتابعة هدفهم المعارض لإقامة دولة باكستان الإسلامية.. ووصموها بأنها تمزيق لأوصال البلد (المرجع السابق).

وأدت كراهية الأحراريين لفكرة باكستان إلى نظرتهم نحو القيادة الإسلامية في القارة الهندية نظرة ازدراء شديدة. وعلى سبيل المثال.. أنشد مولوي مظهر هذين الشطرين، معلنًا ازدراءه للقائد الأعظم:

في حب كافر هجر الإسلام..أقائد أعظم هو أم كافر أعظم؟

وظل هذا المولوي يعتنق نفس هذه الآراء حتى بعد إنشاء باكستان. وبعد وفاة القائد الأعظم عام 1953.. بلغت الصفاقة والوقاحة بهذا المولوي أن يؤكد استمساكه بهذا الرأي، وظلت قيادة الأحراريين بمنأى عن العمل المباشر التي بدأته الرابطة الإسلامية في بنجاب (المرجع السابق).

وفي تصريح له من أمرتسار أعلن مولوي مظهر علي أزهر في 19/9/1954 أن شعار الرابطة الإسلامية عن باكستان أنه قزم ضئيل، وأن جماعة أحرار الإسلام يرفضون الاعتراف بالقائد الأعظم أو الرابطة الإسلامية لأنهم لادينيين، ولأنهم في محاولاتهم خلق باكستان، بل خاكستان أي موطن التراب، إنما يقودون أنفسهم والأمة إلى دمار دائم (ميلاب لاهور 27/12/45). ثم أكد أنه لم يولد بعد ذلك المولود الذي يستطيع أن يحول “الباء” في باكستان إلى حقيقة (نظام جديد اليومية، عدد الاستقلال 1950).

وصدرت ملاحظات ساخرة من زملائه الأحراريين يبدون فيها رفضهم لفكرة باكستان التي تنادي بها الرابطة الإسلامية (خطبات الأحرار).

إن الذين عارضوا فكرة إنشاء باكستان، وهم أيضا معارضو الجماعة الإسلامية الأحمدية.. أطلقوا على باكستان -ومعناها أرض الأطهار- اسم “ناباكستان” أي ليست أرض الأطهار (تقرير لجنة التحقيق). وكان قيام باكستان خيبة أمل كبيرة لقادة الأحراريين (المرجع السابق). ومثالاً لذلك وصم “المولوي محمد علي جالندري” باكستان قبل التقسيم بأنها “باليداستان” واستمر يرى ذلك حتى بعد إنشاء الدولة الإسلامية (المرجع السابق). أما المدعو “أمير الشريعة!”.. عطاء الله شاه بخاري.. فقد وصف باكستان بأنها “بغي قبل بها الأحرار مكرهين” (المرجع السابق).

وعند استقلال باكستان فضلت أغلبية القادة الأحراريين البقاء في الهند (المرجع السابق)، وقرروا حل المنظمة كي يندمجوا في حزب المؤتمر الهندي مرة أخرى.. ذلك لأنهم يرون أنه ليس ثمة حزب سياسي سوى “الكنجرس الهندي” لقيادة الأمة (زاميندار، 15/ 1/ 1948).

وبعد ذلك انتقلوا إلى باكستان ليعارضوا القيادة الإسلامية في الرابطة من داخل باكستان (مارشال أيوب خان. أصدقاء وسادة).. لأنهم لم يتخلوا بعد عن سياساتهم المضادة لباكستان (أزاد، 26/ 12/1950 وغيرها).

الهندوس يمتدحون حزب الأحرار لتخليهم عن مصلحة المسلمين في الهند

في عام 1935 تآمر الأحراريون لخيانة مصالح المسلمين في حادثة “مسجد الشهيد جاني” فهللت لهم الصحافة الهندوسية. قالت جريدة هندوسية:

“لقد سعدنا مع حزب الأحرار، ونهنئهم لخطوتهم الشجاعة في تحويل قلوب إخوانهم في الدين من أجل هذا البلد. إنها لتضحية فائقة تلك التي قام بها أصدقاؤنا الأحرار الذين يستحقون شكر هذا البلد” (باندي ما تارام 13/10/1935).

وليس من قبيل المصادفات أن هذه الجريدة هي نفسها التي يقتبس منها الأكاذيب نفر من المعارضين للجماعة الإسلامية الأحمدية (ظهير، القاديانية). ولما كانت الجماعة الإسلامية الأحمدية بمسلكها ومواقفها لم تزود المراسل الهندوسي “د. شانكر” بأي سبب يجعله يتوقع من الأحمديين أن يكونوا كباش فداء في سبيل القومية الهندوسية.. فإنه ذكر تحليلاً خبيثا يسيئون فهمه، حيث قال أن المسلم إذا دخل الأحمدية فإنه -معاذ الله- يبتعد عن الإسلام وملة محمد خير الأنام، وينحط حتى يعتبر قاديان بديلاً لمكة المكرمة، وينتهي به المآل إلى أن يصبح قوميًّا عاشقا للهند!! (المرجع السابق). ولقد كشفت جماعة أحرار الإسلام عن حقيقتها، وقدمت بيانا عمليا بتعاطفها المضاد للإسلام، الموالي للقومية الهندية.. عن طريق مشاركاتها النشطة ضد مصالح الإسلام في حادثة مسجد الشهيد جاني مما حدا بالإعلام الهندوسي أن يصفق ويهلل لهم.

ومهما فعل الأحراريون، فلن يكون بوسعهم أبدا أن يمحوا الحقيقة التاريخية التي تدمغهم بأنهم صنعوا بيد المؤتمر الهندي (تقرير لجنة التحقيق)، وأنهم ما زالوا ألعوبة في يد هذا الحزب حتى بعد تقسيم الهند وباكستان (المرجع السابق). لقد اعترف زعماء حزب الأحرار أنفسهم أنهم يشاركون المؤتمر الهندي آراءه حتى بعد التقسيم (المرجع السابق)، وظلوا يقدمون الخدمات القيمة للمؤتمر الهندي عندما أرضوا زعماء الهند، وأخذوا على عاتقهم مهمة التوفيق بين النظام البخشي في كشمير وبين المؤتمر الهندي (المرجع السابق).

جماعتي إسلامي المودودية وميولها الهندوسية

كانت جماعتي إسلامي متعاطفة أيضا مع الهندوس، وعارضت قيادتها إقامة وطن منفصل للمسلمين. وأطلقوا اسم “ناباكستان” على باكستان (المرجع السابق). وكان المولوي أبو الأعلى المودودي مؤسس جماعتي إسلامي معارضا عنيفا لإنشاء باكستان (مارشال أيوب خان). بل واعترف بحق الأغلبية الهندوسية في معاملة المسلمين معاملة الشودرا والماليش والمنبوذين. وأقر المودودي أيضا للأغلبية الهندوسية بحق فرض قوانين “مانيو” لإذلال الأقلية المسلمة في القارة الهندية.. رغم أن هذه القوانين تحرم المسلمين من حقوقهم المدينة (تقرير لجنة التحقيق). هذا، ويشترك مع المودودي في هذا الرأي زملاؤه الآخرون، ومنهم “ميان طفيل محمد” من جماعتي إسلامي.. الذي وافق أستاذه الروحي في منح الأغلبية الهندوسية كل الحق في معاملة المسلمين كما يرونه مناسبا (المرجع السابق).

وقد اعترف أيضا المولوي “أبو الحسنات قادري”، رئيس جماعة علماء باكستان، أنه لا اعتراض لديه على أن يعامل المسلمون معاملة المنبوذين، وأن يطبق عليهم قانون مانيو (المرجع السابق)، مع العلم بأن هذا القانون يسمح للهندوسي البراهمي أن يصب الشمع المنصهر في أذني المسلم إذا سمع قراءة الفيداس مصادفة. ويطلب هذا القانون أيضا من الهندوس أن يشووا المسلم على نار مكشوفة إذا أهان أو اعتدى على براهمي، ويعطي البرهمي الحق في أن يكره المرأة المسلمة على الزنا دون أدنى مسؤولية عليه (مانوشاسترا).

يا ترى، هل الذين يرددون ما يفتريه الكتاب المناهضون للأحمدية بحاجة إلى مزيد من الدلائل على ما يتمتع به هؤلاء من خيانة ونفاق.. زاعمين باطلاً أنهم الحفاظ على الإسلام، ويسدلون ستائر الدخان حول أفكارهم وسلوكهم أنفسهم؟ هل هم بحاجة إلى مزيد من الدلائل عن أعداء الإسلام هؤلاء الذين يخفون تاريخهم الملوث باتهامات باطلة ضد مؤسس الأحمدية وجماعته.. اتهامات هم أنفسهم ملطخون بها؟ أم يا ترى هل عميت عيونهم تحيزا وتعصبا حتى لا يبالوا بأن يضحوا بالحقيقة لمجرد أن ذلك يناسبهم؟ إذا كانوا هكذا فليحذروا أنهم

يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ (النساء: 109)،

وليحذروا أيضا أن الله تعالى لا يتساهل مع شهود الزور حيث يقول القرآن الكريم:

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (الأحزاب: 59).

إن المسلمين الذين يسمحون لأنفسهم أن ينقادوا لأهل الزور والإفك هؤلاء، وينشرون دعايتهم الشريرة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.. باتهامات لا أساس لها ولا حقيقة.. عليهم أن يتذكروا قول سيدنا ومولانا محمد المصطفى :

“كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ” (صحيح مسلم، كتاب مقدمة)،..

أي أن ترداد المرء لكل ما يسمع دون تمحيص وتدبر يدخل في باب الكذب.

وأخيرا، نختتم هذا الفصل بوصية القرآن الكريم إلى المسلمين

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (الحجرات: 13).

أيها المسلمون، انتبهوا إلى واجبكم نحو دينكم. لا تسيروا وراء تخمينات مجردة، وأقاويل باطلة، ولا تدعوا التشكك بلا سبب معقول يقودكم إلى درب الهلاك. قفوا ثابتين صادقين مع متطلبات دينكم، وابحثوا عن الحقيقة. افحصوا مزاعم أعداء الأحمدية ومؤسسها.. ولا تسمحوا لخيانة المشائخ المنحرفين تمضي بكم في طريق مخالف للقرآن ويحذركم منه.

عسى الله تعالى أن يمنحكم الشجاعة والحكمة في جهودكم بحثا عن الحق. آمين!

الفصل الرابع  “تحريف النصوص”

أما المظهر الخسيس التالي فهو مشترك بين كافة المنشورات المضادة للأحمدية، ويتمثل في التحريف المتعمد الذي يلجأ إليه مصنفو هذه الكتب. فعلى سبيل المثال، استخرجوا مقتطفات عديدة من منشورات الجماعة الإسلامية الأحمدية.. ونزعوها بعيدا عن سياقها وأساءوا الاستشهاد بها.

ونقول مرة أخرى أن من غير الممكن عرض كل ما قاموا به من تحريف وتزييف في كتاباتهم المعادية للأحمدية.. فذلك يحتاج إعادة نشر كثير من كتب الجماعة، ويتطلب أيضا ترديد كثير من البذاءات التي كتبوها.

ومع ذلك فإن الأمثلة المعدودة التي نسوقها هنا ستكون فيها الكفاية لبيان الاتجاه الشيطاني لهؤلاء المنحرفين.. وقد انحطوا إلى الدرك الأسفل من الخداع في سبيل تحقيق أهدافهم الشريرة.

المسيح بن مريم

يقر القرآن الكريم بأن

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ (النساء: 172)، الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (آل عمران: 46)،

ومن ثم فإن كل مسلم -مهما كان معتقده- يسلم بالمقام الكريم للمسيح بن مريم.. دون تحفظ.. لأن إنكار مكانته يعتبر من أعمال الكفر المخالف للإسلام.

ويؤمن سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني، مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية.. بأن المسيح بن مريم نبي ورسول حقا من لدن الله تعالى (حجة الإسلام)، وأن عيسى بن مريم مقبول محبوب لله تعالى (إعجاز أحمدي). وصرح حضرته: أعتقد مخلصًا بأنه كان نبيًّا صادقا من عند الله تعالى وكان مقربا إليه. وأعتقد بما صرح به القرآن الكريم من أنه كان ذريعة خلاص، كامل الإيمان بسيده محمد المصطفى ، وكان واحدا من الخدام المخلصين للشريعة الموسوية.. وإني لأحترمه بحسب مكانته هذه (نور القرآن).

أسطورة يسوع المسيح في الأسفار

ومع أنه لا شك في نبوة المسيح وصلاحه كما يقرر القرآن الكريم.. إلا أن هناك مسيحا آخر.. هو يسوع خيالي زائف.. خلقته العقيدة المسيحية، يؤله بوصفه تجسدا للإله الابن (يوحنا)، أو الشريك الثاني في الثالوث أو الله نفسه (يوحنا).

ومن المهازل أنه في الوقت الذي ينفخ فيه المسيحيون في هذه الشخصية الأسطورية للمسيح فإن أسفار الإنجيل تخبر أن هذا الذي يعتبرونه إلها مولود من سلسلة من الجدات فيها على الأقل أربع حلقات من نسوة ساقطات، هن: ثامار وراحاب وراعوت وبتشبع (متى 1: 3-6). وتصفه الأناجيل بأنه شخصية شديدة الضعف حتى سمح لنفسه أن يغويه الشيطان لفترة بلغت أربعين يوما (مرقص 12)، متسمة بالجبن الأخلاقي بحيث لم تكن لديه الشجاعة ليساند شريعة موسى (يوحنا 8: 3)، وعلى قدر من الخسة بحيث يتهم أسلافه الروحانيين بالخطيئة (متى 12: 3)، وابن وقح يهين أمه كثيرا (مرقص 3: 32 ويوحنا 2: 4).

ويقدم الإنجيل الجديد يسوع الأسطوري في العقيدة المسيحية على أنه شخص يستريح إلى صحبة العشارين والخطاة (متى 9: 10)؛ رجل لا يتردد في أن يدع بغيا تغسل له قدميه بزيت وعطر من كسبها الحرام (لوقا 7: 37)؛ وشارب خمر (يوحنا 2: 2) يشجع الآخرين على احتسائه (يوحنا 3: 9).

الإله الأسطوري

وقد ألمح سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني إلى يسوع الأسطوري هذا وقال:

إن يسوع الذي يقدمه المسيحيون على أن الإله، والذي أدان باللعنة كل إنسان ما عدا نفسه.. وصم من جاء قبله ومن سيأتي بعده بالخطية التي جزاؤها اللعنة.. نراه محروما من رحمة الله.. ولا يشير القرآن إلى هذه الشخصية السفيهة البذيئة (نور الحق).

وجه أحمق

ومن مهازل الزمن أن هذه الصورة القبيحة للمسيح والإله الأسطوري في أسفار المسيحيين تجد لها في الأمة الإسلامية من يجادل لها ويتعاطف معها.. مع أن خصوم الأحمدية لا ينكرون الحقيقة القائلة بأن هذه الشخصية لم تكن كائنة أبدا. إلا أن معارضي سيدنا أحمد كثيرا ما يتهمونه بالعداء لابن مريم، ويزعمون أنه شكك في صلاحه وعاب شخصيته.

وفي محاولتهم لاثبات هذه التهمة الملفقة العارية من الأساس.. يقتبس هؤلاء الخصوم عدة عبارات مبتورة محرفة من كتبه دون أي اعتبار لمعناها الظاهر أو الضمني.

فمثلاً زعموا أن سيدنا أحمد في كتابه (أنجام أثام) أساء إلى جدات يسوع ووصفهن بسوء الخلق والعهر، واتهمه بأنه مولود من دم غير طاهر ولذلك أظهر تعاطفا وميلاً نحو العاهرات.. حتى سمح لهن بتدليك قدمه بطيب اشترينه بمال حرام (ظهير). ولو أن هؤلاء الخصوم الغشاشين ذكروا العبارة كاملة في سياقها.. لعرف قراؤهم أن هذه العبارة لا تشير أبدا إلى المسيح القرآني.. سيدنا عيسى بن مريم.. الذي آتاه الله البينات وأيده بروح القدس (البقرة).

Share via
تابعونا على الفايس بوك