
لكَ الحمدُ يا تُرْسي وحِرْزي وجَوْسَقي
بحمدك يُرْوَى كلُّ مَن كان يستقي
.
بذكرك يجري كلُّ قلب قد اعتقى
بحـبك يحـيى كل ميت ممزق
.
وباسمك يُحفَظ كلُّ نفس من الرَّدَى
وفضلُك يُنجي كلَّ مَن كان يُزبَقِ
.
وما الخير إلا فيك يا خالقَ الورى
وما الكهف إلا أنت يا مُتَّكَأَ التَّقِي
.
وتعنو لك الأفلاك خوفا وهيبة
وتجري دموع الراسيات وتَثبِقِ
.
وليس لقلبي يا حفيظي وملجائي
سواك مُـريحٌ عند وقت التأزُّقِ
.
يميل الورى عند الكروب إلى الورى
وأنت لنا كهفٌ كبيتٍ مُسَردَقِ
.
وإنك قد أنزلتَ آياتِ صدقنا
فـويلٌ لغُمـْرٍ لا يراها وينـهَقِ
.
ألم يرَ عِجْلاً مات في الحيّ داميًا
أهذا من الرحمن أو فعل بُنْدقي؟
.
أرى الله آيته بتدميرِ مفسدٍ
وتعرفـها عين رأتْ بالتعـمقِ
.
وما كان هذا أوّلَ الآي للعدا
بل الآيُ قد كثرتْ فأمعِنْ وحقِّقِ
.
ولله آيات لتأييـد دعـوتي
فآنِسْ بعـين النـاظر المتعـمقِ
.
ألا رُبَّ يوم قد بدت فيه آيُنا
ولا سيما يوم علا فيه منطـقي
.
إذا قام عبد الله عبدُ كريمِنا
وكان بحسن اللحن يتلو ويبـعُقِ
.
فكلٌّ من الحُـضّار عند بيـانهِ
كمثل عطاشى أهرعوا أو كأَعْشُقِ
.
وقاموا بجذبات النشـاط كأنهم
تعاطَوا سُلافًا مِن رحيقٍ مُزَهْزِقِ
.
ومالت خواطرهم إلـيه لـذاذةً
كمثلِ جياعٍ عند خبزٍ مُـرَقَّقِ
.
فأخرجَ حيواتِ العدا مِن جحورها
وأنزَلَ عُصْمًا من جبال التعَـزُّقِ
.
وكانوا بِهَمْسٍ يحمـدون كأنه
حفيفُ طيور أو صداء التمـطُّقِ
.
حداهم فلم يترك بها قلبَ سامعٍ
ولا أُذنًا إلا حـدا مثلَ غَيْـهَقِ
.
كأن قلوب الناس عند كلامه
على قلبه لُفَّتْ كنبتٍ معلّقِ
.
إليه صبَتْ رَغَبًا قلوبُ أولي النُهى
إذا ما رأوا دُرَرًا وسِمْطَ التزيُّقِ
.
ومِن عجب قد أخَذ كلٌّ نصيبَه
وفي السِمط كانت دُرره لم تُفرَّقِ
.
إذا رُفعتْ أستارها فكأنها
عذارى أَرَيْنَ الوجهَ مِن تحت بُخْنُقِ
.
فظل العذارى ينتهبن بجلوة
بَعاعَ قلوب المبصِرين بمأزقِ
.
فشِبْرٌ من الإيوان لم يبقَ خاليا
لِمَا ملأ الإيوان عشّاقُ منطقي
.
وكان الأناس لميلهم نحو كلمتي
بأقطاره القصوى كطيرٍ مُرَنَّقِ
.
وُقوفًا بهم صحبي لخدمة دينهم
يرون عجائب ربهم مِن تعمُّقِ
.
وكم من عيون الخلق فاضت دموعها
إذا ما رأوا آياتِ ربٍّ موفِّقِ
(حجة الله)