اسمعوا جيدًا أيها الناس جميعًا! إنه لمما أنبأ به خالقُ السماوات والأرض أنه سوف ينشر جماعته هذه في البلاد كلها، ويجعلهم غالبين على الجميع بالحجة والبرهان. ولسوف تأتي أيام، وهي قريبة، تكون فيها هذه الجماعة هي الوحيدة التي تُذكَر في العالم بالعز والشرف. إن الله سوف يبارك في هذه الجماعة والدعوة بركاتٍ كبرى خارقة للعادة، ويخيِّب كلَّ من يفكر في القضاء عليها، وسوف تستمر هذه الغلبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن فكرة نـزول المسيح الموعود من السماء فكرةٌ باطلة تماما. اعلموا جيدًا أنه لن ينـزل من السماء أحدٌ. إن جميع معارضينا الموجودين اليوم سوف يموتون، ولن يرى أحد منهم عيسى بن مريم نازلًا من السماء أبدًا، ثم يسود قلوبهم القلق، فيظنون أن أولادهم الذين يخلفونهم سيرونه نازلا، ولكن لن يرى أحد منهم أيضًا عيسى بن مريم نازلًا من السماء، ثم يموت أولاد أولادهم، ولكنهم أيضًا لن يروا ابن مريم نازلًا من السماء. وعندئذ سوف يُلقي الله في قلوبهم أن أيام غلبة الصليب قد انقضت، وأن العالم قد تغيَّر تمامًا، ومع ذلك فإن عيسى بن مريم لم ينـزل بعد؛ فحينئذ سينفر العقلاء من هذه العقيدة دفعةً واحدة، ولن ينتهي القرن الثالث من هذا اليوم إلا ويستولي اليأسُ والقنوط الشديدان على كل من ينتظر عيسى، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًّا، فيرفضون هذه العقيدة الباطلة؛ وسيكون في العالم دين واحد وسيد واحد. إنني ما جئت إلا لأزرع بذرةً، فقد زُرعتْ هذه البذرة بيدي، والآن سوف تنمو وتزدهر، ولن يقدر على عرقلتها أحد. (الخزائن الروحانية، ج20، تذكرة الشهادتين صفحة 65-66)