اُنظُرْ إلى المتنـصرين وذانِـهمْ
وانظُرْ إلى ما بـدأ مِن أدرانهمْ
.
مِن كل حدب ينسِلون تشذّرًا
وينجّسون الأرض من أوثانهم
.
نشكو إلى الرحمن شرَّ زمانهم
ونعوذ بالقدّوس من شيطانهم
.
هل مِن صَدوق يُوجدَنْ في قومهم
أم هل عرفتَ الصدق في بلدانهم
.
هم يعبدون الآدمي كمثلهم
هم ينشرون الفسق في أوطانهم
.
الماكرون الكائدون من الهوى
والزور كالأثمار في أغصانهم
.
العين باكية على حالاتهم
للعقل حسرات على هذيانهم
.
مكرٌ على مكر خيالُ قلوبهم
كذبٌ على كذب بيانُ لسانهم
.
إني أراهم كالبنـين لِغُـوْلِهم
إن التطهر لا تحل بخانهم
.
كيف الرجاء وقد تأبّطَ قلبُهم
شرًّا أراه دخيلَ جَذْرِ جنانهم
.
بل كذّبوا بالحق لما جاءهم
وتمايلوا حقدًا على بهتانهم
.
كم مِن سموم هبَّ عند ظهورهم
كم مِن جَهول صِيدَ مِن أرسانهم
.
هم أنكروا بحر العلوم بخبثهم
واستغزروا ما كان في كِيزانهم
.
لا يعلم النوكى دخيلةَ أمرهم
مِن غيرِ رقّتهم ولينِ لسانهم
.
واللهِ لولا ضنكُ عيشٍ مُقلِقٍ
ما مالَ مرتدّ إلى أديانهم
.
قد جاءهم قوم بحرصِ لبانهم
ولينفُضَنْ ما كان في أردانهم
.
كانوا كذئب البَرِّ مكلومِ الحشا
مِن جوعهم فسعوا إلى عمرانهم
.
قوم سُقوا كأس الحتوف بوعظهم
قوم خَروفٌ في يدَي سِرحانهم
.
عمّتْ بلاياهم وزاد فسادهم
واشتدّ سيل الفتن من طغيانهم
.
يا رَبِّ خُذْهم مثلَ أخذِك مفسدًا
قد أفسدَ الآفاقَ طولُ زمانهم
.
أدرِكْ رجالاً يا قديرُ ونسوةً
رحمًا ونَجِّ الخَلْق من طوفانهم
.
حلّتْ بأرض المسلمين جنودهم
فسرَتْ غوائلهم إلى نسوانهم
.
يا ربَّ أحمدَ يا إلهَ محمدٍ
اِعصِمْ عبادك من سموم دخانهم
.
يا عونَنا انصُرْ مَن سواك ملاذنا؟
ضاقت علينا الأرض من أعوانهم
.
كَسِّرْ زُجاجتهم إلهي بالصفا
واعصِمْ عبادك من سموم بيانهم
.
سبُّوا نبيَّك بالعناد وكذّبوا
خيرَ الورى فانظرْ إلى عدوانهم
.
يا ربّ سحِّقْهم كسحقك طاغيًا
وَانْزِلْ بساحتهم لهدم مكانهم
.
يا ربِّ مَزِّقْهم وفَرِّقْ شَمْلَهم
يا ربِّ قَوِّدْهم إلى ذوبانهم
.
قد أزمعوا إضلالنا ووبالَنا
فاضرِبْ مكايدهم على أبدانهم
.
وإذا رميتَ فإن سهمك قاتلٌ
حَدٌّ كأسياف على شجعانهم
.
صِرْنا حَمولةَ جورِهم وجفائهم
زُمّتْ ركاب الهجر مِن وثبانهم
.
لولا تَعافَيْنا تعاقُبَ سَبِّهم
لرميتُ سهم النار عند عُثانهم
.
ما يظلم الأشرار إلا نفسهم
سترى بندم القلب عَضَّ بنانِهم
.
ظنّوا بأن الله مخلِفُ وعده
فبغوا بأرض الله من طغيانهم
.
وقبولُ أمر الحق عارٌ عندهم
صعبٌ على السفهاء عطفُ عِنانهم
.
سُودٌ كخافية الغراب قلوبهم
والخلَقُ مخدوعون من لمعانهم
.
فارقُبْ إذا صاحبتَهم بمحبّةٍ
فتنًا بدينك عند اِسْتحسانهم
.
ولقد دعوتُ الرب عند تناضُلي
واللهُ تُرْسي عند ضرب سِنانهم
.
يا مستعاني ليس دونك مَلجأي
فانصُرْ وأيِّدْنا لهدم قِنانهم
.
يا من يعيّرني بموت إلههم
أفلا ترى ما جَذَّ أصلَ إهانهم