ووالله هذا كله من محمد

من كلام الإمام المهدي

ومن آيات رحمته أنه أرسل الرسل، وبعث النُّذُرَ، وأسّس عماراتِ الهدى. ومن آيات رحمته العظيمة.. البدر الذي طلع من أم القُرى، في ليلة اسودت ذوائبها العظمى، فرفع الظلمات كلها، ووضع سراجًا منيرا أمام كل عين ترى. ما عندنا لفـظٌ نشكر به على مننه الكبرى. أيقظ العالمين كلهم، ونفى عن النائمين الكَرى. تلقى كلّ هَمٍّ وغمٍّ للدين بطيب النفس لما انبرى، وسنَّ بذلَ النفسِ لله لكل من يطلب المولى. فنى في الله.. وسعى لله.. ودعا إلى الله.. وطهّرَ الأرض حق طهارتها، فيا عجبا للفتى! رب.. اجْزِ منا هذا الرسولَ الكريم خير ما تجزي أحدا من الورى. وتَوفَّنا في زمرته، واحشرنا في أمته، واسقنا من عينه، واجعلها لنا السُقْيا. واجعله لنا الشفيع المشفع في الأولى والأخرى. رب.. فتقبل منا هذا الدعاء، وآوِنا هذا الـذَّرى. رَبِّ.. يا ربِّ.. صَلّ وسلّم وبارك على ذلك النبي الرؤوف الرحيم، وعلى كُل من أحبه وأطاع أمره واتبع الهدى. (مرآة كمالات الإسلام)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدِ رسله وصفوةِ أحبّته وخِيرته مِن خَلقه ومِن كل ما ذرَأ وبرَأ، وخاتَمِ أنبيائه، وفخرِ أوليائه، سيّدِنا.. وإمامنا.. ونبيِّنا محمد المصطفى، الذي هو شمس الله لتنوير قلوب أهل الأرضين، وآلِه وصحبه وكلِّ من آمن واعتصم بحبل الله واتقى، وجميع عباد الله الصالحين. (نور الحق الجزء الأول)

وما هذا إلا فضل ربي، إنه أراني سبل الصادقين، وعلّمني فأحسن تعليمي، وفهّمني فأكمل تفهيمي، وعصمني مِن طرق الخاطئين، وأوحى إليّ أن الدين هو الإسلام، وأن الرسول هو المصطفى السيد الإمام، رسول أُمّيّ أمين. فكما أن ربنا أحدٌ يستحق العبادة وحده، فكذلك رسولنا المطاع واحد لا نبي بعده، ولا شريك معه، وأنه خاتم النبيين. فاهتديتُ بهداه، ورأيت الحق بسناه، ورفعتْني يداه، وربّاني ربّي كما يربّي عباده المجذوبين، وهداني وأدراني، وأراني ما أراني، حتى عرفتُ الحق بالدلائل القاطعة، ووجدت الحقيقة بالبراهين الساطعة، ووصلتُ إلى حق اليقين.( منن الرحمن)

ولك آيات في عباد حمدتَهم

ولا سيّما عبدٌ تسمّيه أحمداص

.

له في عبادة ربه غَلْيُ مِرجَلٍ

وفاقَ قلوب العالمين تعبُّدا

.

وكان الحجاز وما سواه كميّتٍ

شفيع الورى أحيا وأدنى المبَعَّدا

.

وكان مُكاوَحةٌ[3] وفسقٌ شعارَهم

يُباهُون مِرِّيحِين في سبل الردى

.

فلم يبق منهم كافر إلا الذي

أصرَّ بشِقْوته على ما تعوَّدا

.

وأتى بصحف الله لا شك أنها

كتاب كريم يرفِد المسترفِدا

.

فمن جاءه ذلا لتعظيم شأنه

فيعطى له في حضرة القدس سؤددا

.

فيا طالبَ العرفان خُذْ ذيلَ شرعه

ودَعْ كلَّ متبوع بهذا المقتدى

.

يزكّي قلوب الناس مِن كل ظلمة

ومن جاءه صدقا فنوّره الهدى

.

تراءى جمال الحق كالشمس في الضحى

ولاح علينا وجهه الطلق سرمدا

.

وقد اصطفيتُ بمُهْجتي ذكرَ حمده

وكافٍ لنا هذا المتاع تزوُّدا

.

وفوّضني ربي إلى فيض نوره

فأصبحتُ مِن فيضان أحمدص أحمدا

.

وهذا من الله الكريم المحسنِ

وما كان من ألطافه مستبعَدا

.

وواللهِ هذا كله من محمدص

ويعلم ربي أنه كان مرشدا

(الخزائن الروحانية ج7- كرامات الصادقين ص89-90)

[1] – تلاع: ج تلعة: ما ارتفع من الأرض وما انهبط منها. والتلاع: مسايل الماء من الأسناد والنجاف والجبال حتى ينصب في الوادي.[2] – الجُدجُد: البئر الكثيرة الماء. وأيضًا صرصار الليل.

[3] – مكاوحة: من كوح: كاوحتَ فلانا مكاوحة: إذا قاتلته فغلبته.

[4] – مور: من مار يمور مورًا. والمور: الطريق الموطوء المستوي.

[5] – جلسد: اسم صنم في الجاهلية.

Share via
تابعونا على الفايس بوك