
ما جئتُ مِن غير الضرورة عابثًا
قد جئتُ مثلَ المُزْنِ في الرَّمْضاءِ
.
عينٌ جرتْ لعِطاشِ قومٍ أُضجروا
أو مـاءُ نَقْعٍ طافِـح لظِماءِ
.
رُبِّـيت مِن دَرِّ النبيِّ وعينِهِ
أُعطيتُ نورًا من سراجِ حِراءِ
.
الشمس أُمٌّ والهلال سلـيلُها
ينمو وينشأ مِن ضياء ذُكاء
.
إني طلعت كمثل بدرٍ فانظروا
لا خير في مَن كان كالكَهْماءِ
.
يا ربّ أيِّدْنا بفضلك وانتقِمْ
ممّن يـدُعّ الحقَّ كالغُثّـاءِ
.
يا ربّ قومي غلَّسوا بجهالة
فارحَمْ وأنـــزِلْهم بدار ضياءِ
.
يا لائمي إن العواقب للتُّقى
فاربَأْ مآلَ الأمر كالعـــقلاءِ
.
الله أيّـــدنـي وصافى رحمةً
فاربَأْ مآلَ الأمر كالعـــقلاءِ
.
فخرجتُ مِن وَهْدِ الضلالة والشقا
ودخلتُ دار الرشـــد والإدراءِ
.
نلنا ثـريّاءَ السمـــاء وسَمْكَهُ
لـنردّ إيـمـــانًا إلى الغبراءِ
.
اُنـظُرْ إلى الفـتن التي نيرانها
تُجري دموعًا بل عيون دماءِ
.
فأقـامني الرحمن عند دخانها
لفلاح مـُدّلجين في اللـيلاءِ
.
وقد اقتضتْ زفراتُ مرضَى مقدمي
فحضرتُ حمّالاً كــــئوسَ شفاءِ
.
لما أتيتُ القوم سبُّوا كالـعدا
وتخيّروا سُبل الشقا بـإبـاءِ
.
قالوا كذوب كَيْذُبانٌ كاذبٌ
بل كافـر ومـزوّر ومُراءِ
.
مَن مُخـبِرٌ مِن ذلّتي ومصيبتي
مولاي خَتْمَ الرسل بحرَ عطاءِ
.
يـا طــيّبَ الأخـلاق والأسماءِ
أفأنت تُـبـعدنا من الآلاءِ
.
أنت الذي شغَـف الجَنانَ محبّةً
أنت الذي كالرُّوح في حَوبائي
.
أنت الذي قد جذب قلبي نحوه
أنت الذي قد قام للإصــباءِ
.
أنت الذي بوداده وبحـبّـه
أُيِّــدتُ بالإلهــــام والإلـقـاءِ
.
أنت الذي أعطى الشريعة والهدى
نجّى رقاب النّاس من أعـباءِ
.
هيهات كيف نفرّ منك كمفسد
روحي فدَتْك بلوعـةٍ ووفاءِ
.
آمــنتُ بالقرآن صُحفِ إِلهــنا
وبكل ما أخبـرتَ من أنباءِ
.
يا سيدي يا موئـلَ الضعفاء
جئناك مظلومين من جهلاءِ
.
إنّ المحبّة لا تضاع وتشترى
إنّا نحبّـك يا ذُكاءَ سخاءِ
.
يا شمسَنا انظُرْ رحمةً وتحـنّنًا
يَــسْعَى إليك الخلق للإركاءِ
.
أنت الذي هو عين كل سعادة
تَهوي إليك قلوب أهل صفاءِ
.
أنت الذي هو مـبدء الأنوار
نوَّرتَ وجــه المدن والبــيداءِ
.
إني أرى في وجهك المتهللِ
شأنًا يفوق شؤونَ وجهِ ذُكاءِ
.
شَمْسُ الهُدى طلعتْ لنا من مكة
عين الندا نبَعتْ لنا بحِـراءِ
.
ضَاهَتْ أَياةُ الشمس بعضَ ضيائه
فإذا رأيتُ فهاجَ منه بـكائي
.
نَسْعى كَفِتْـيانٍ بدينِ مُحَمَّدٍ
لَسْنَا كرجُلٍ فاقِـدِ الأعضاءِ
.
أَعْلَى المُهَيمِنُ هَمَّنا في دِينـه
نَبني مــَنَـازِلـنا على الجوزاءِ
.
إنا جُعِـلْنا كالسيوف فندمَغُ
رأس اللـئام وهــامة الأعداءِ