التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

أنجع الوسائل لمقاومة

 مرض العصر

تنتشر السمنة بسرعة فائقة في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا في دول الخليج العربي. ويرجع السبب الرئيس في حدة هذه المشكلة إلى انتشار الأغذية السريعة ذات القدر الكبير من السعرات الحرارية والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر. ومن المعروف أنه عندما يفيض غذاء الإنسان عن الطاقة التي يستخدمها يبدأ الجسم بتخزين الدهون في خلاياه الشحمية.

ولم تكن السمنة في القدم بالنسبة التي هي عليها الآن وذلك لأن المرء كان يحقق نوعًا من التوازن بين طعامه والطاقة التي يستهلكها بسبب الحركة والجهد العضلي الشاق الذي كان يقوم به مقارنة بإنسان اليوم في المجتمعات المرفهة.

وتلعب السمنة دورًا كبيرًا في تعرض الذين يعانون منها بأمراض مختلفة بعضها مزمن وخطير للغاية. وتُعتبر السمنة أكبر متسبب في مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين الذي يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث النوبات القلبية والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى مشاكل في التنفس بسبب ضغط البطن على  الرئتين. ومن الأمراض التي تعتبر السمنة أحد مسبباتها  أمراض الروماتيزم، ولا ننسى كذلك ارتباطها بالعديد من الأمراض النفسية التي قد يكون لها تبعات وخيمة على البدينين.

ويتفق الخبراء والأطباء على أن السمنة مرض العصر إلا أنهم يختلفون على كيفية التخلص منها. ومما لا شك فيه أن أفضل السبل في محاربة السمنة هي الوقاية منها وذلك بتوعية الناس بمخاطرها من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية. إلا أن التوعية لا تعني فقط التنبيه إلى المخاطر وإنما إلى تعريف الناس بأفضل النُظم الغذائية التي تزودهم بالفيتامينات والمواد الحيوية للجسم. فالوقاية تساعد على توعية غير المصابين بها ولكن ما هو السبيل إلى التخلص من السمنة بالنسـبة للذيـن يعانون منها؟

هناك أسالـيب متعددة للحماية لكن أفضلها هي الوجبات التي تحتوى على كل العناصر الغذائية من جهة وعلى ممارسة بعض التمارين الرياضية اليومية في شكل معتدل ومنتظم. وينبغي لهذه الوجبات أن تتضمن أقل قدر ممكن من اللحوم الحمراء والزبد والخـبز والسـكريات. ومقابل ذلك يجب التركيز على تناول الخضار والفواكه ومنتجات الحليب القليل الدسم. ويجب تناول اللحوم البيضاء المدخنة أو المطبوخة بزيت الزيتون. ولا يقل أهمية عن اختيار نوع الأغذية عدم تناولها ليلاً والالتزام بأوقات محددة للوجبات الغذائية مع مراعاة التـوقف عن الطعام بين الوجبة والأخرى لمدة أربع إلى خمس سـاعات خلال النهار.

ومن المعروف أن جسم الإنسان يبدأ بحرق دهونه المتراكمة بشكل خاص في منطقة البطن بعد مرور ثلاث ساعات على تناول الوجبة لأن المعدة تكون قد استهلكتها خلال هذه الفترة. وإذا حصل وتناول المرء الطعام مجددًا وبغض النظر عن كميته يتوقف الجسم عن حرق ما تراكم لديه من دهون ويعود للاعتماد على المعدة.

وتُعتبر رياضة المشي أهم وسيلة للحفاظ على الصحة حيث إن الإنسان يميل إلى الحركة التي تحرق الدهون وتنشط الدورة الدموية وتعيد إلى القلب نشاطه وحيويته. غير أن مشكلة معظم الناس في عدم الصبر والمثابرة على اتباع نظم غذائية تكون فيها نسبة الدهون والسكريات متدنية. وهذا ما يدفعهم إلى اللجوء إلى أساليب أخرى مكلفة كالعمليات الجراحية وتناول الأدوية التي قد يكون لها تبعات خطيرة على الصـحة بسبب الخلل التي تسببه في التوازن البيولوجي للجسم بسبب المواد الكيماوية التي تحتويها. كما يلجأ الكثير من الناس إلى دفع مبالغ طائلة في معاهد التجميل والمستشـفيات التي تخصصت في معالجة السمنة من دون أن يحصلوا على نتائج طويلة الأمد كعمليات شفط الدهون والتنحيف التي تخضع لها غالبا النساء في البلدان الصناعية لإنقاص أوزانهن.

ونظرًا إلى ضخامة سوق العلاج ضـد السـمنة وتبعاتها، تتسابق شركات الأدوية على اختـراع أجهزة تقلل من الشهية للطعام. وفي هذا الإطار لا تزال الأبحاث جارية لاختراع جهاز يعـمل بالبطاريات من شـأنه تقليل قدرة المعدة على تقبل الطعام وجعلها تنقبض من جراء  إرسال تيارات كهربائية ضعيفة.وهذا ما يعطي لمستخدم هذا الجهاز الإحساس بالشبع والتوقف عن تناول الطعام.

غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو مدى نجاعة هذه الأجهزة وكم ستكون تكاليف اقتنائها وصيانتها، العامل الذي يشكك في نجاحها وسلامة استعمالها. وإزاءها يبقى الطريق الأسلم للتخلص من السمنة والعودة إلى الرشاقة هو اتباع نظام غذائي صحي يعتمد في شكل أساسي على الخضار والفواكه ومنـتجـات الحلـيب واللحوم البـيضاء إلى جانب برنامج لنشاطات رياضية معتـدلة.

أمر ممكن أم ضرب من لخيال ليس إلا؟

طالما حلـم عـشاق التكنولوجيا أن يتمكن الواحد منا في يوم من الأيام فتح باب منـزله أو سحب مبلغ مالي من حسابه المصرفي بمجرد التفكير بكلمة المرور. ويبدو لأول وهلة  أن هذا الأمر بعيد التحقق إلا أنه يُعتبر تحديا للتقدم التكنولوجي الذي شهدته الإنسانية والذي لم ينجح بعد في تطوير نظام أمني بالقياسات البيولـوجية يستخدم أفكار الشخص للتحقق من هويته.

وتعتمد هذه الفكرة على استغلال إشارات الموجات الدماغية كـ «أفكار مرور» حيث إنها خاصة وفريدة بكل شخص مثلها مثل بصمات الأصابع، وذلك لأن النـبضات الكهربائية للدماغ التي يمكن قياسها تختلف نسبيا من شخص لآخر. ويعتقد الباحثون أن الاختلاف قد يكون كافيا للوصول إلى نظام يتيح الدخول والتسجيل عـن طريق أفكارك.

وعلى أي حال ما زال الأخصائيون يـشككون في قدرة الكومبيوتر على التعرف على صورة معينة داخل دمـاغ شـخص ما. حيث إن الفكرة من الناحية النظرية قابلة للتحليل لكنها غير عملية وذلك للتعقيد الكبير الذي تتم به تجمع وتلاصق الخلايا العصبية لما تقوم بتسجيل نماذج الموجات الدماغية.

ورب سائل يسأل: هل بمقدور هذا  النـظام أن يصبح أداة جديدة للأمن يوظف تقنيات القياسات البيولوجية بشكل يختلف عن أجهزة قراءة بصمات الأصابـع ومـاسحات قزحية العين ومُـعدات التعـرف على الوجوه؟ لأنه سيتيح للمستخدمين تغيير «رموز المرور» بين فترة وأخـرى.. وذلك بتغيير أفكارهم! ولـكن هل كـل ذلك أمر ممكن أم إنه ضرب من الخيـال ليس إلا؟

مـساهمـة الأخت

ت.ع (مصر)

كيف تموت الذمة؟؟عندما تفقد الإنسانية أسمى معانيها .. فتصبح كالزورق التائه في البحرِ في رحلة إلى المجهول لا تجنى من وراءها إلا المحن والظنون.. وعندما يعتنق الإنسان الحياة بلا مبدأ  وبلا هدف.. وعندما تستتر الضمائر خلف قضبان الباطل مؤيدة لحكمه الجائر غير رادعة له أو مستنكرة لأوامره.. وعندما تزحف عساكر الباطل نحو مملكة الحق.. وحينما يلـبس الباطل حقًا وتزين الرذيلةُ بثوب العفاف.. وعندما تُقبر الفضيلة في مقبرة الرذيلة.. وعنـدما يرى الظـلم ولا يُستنكر.. وحينما تغرق النفس في ظلمات الأهواء.. عندها فقط تموت الذمة.. وتُقبر بلا همة وتنقلب الدنيا رأسا على عقب. فيضمحل الحياء ويُباح الزنا فتبكي الدموع ويعطش الماء.. فمـن عـجائب الدنيا أن الشمـس لا زالـت تـشرق على مقـابر الأحياء!!

مساهمة الصديق

م.ع.م (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك