
- ظهرت آية الله على صدق المسيح عليه السلام في “شهر رمضان الذي فيه الخسوف مع الكسوف تفردا”
__
ظهَر الخسوف وفيه نور والهدى
خـيرٌ لنا ولخـيرنا أمـرٌ بدا
.
هبّتْ رياح النصر من محبوبنا
مشمولةٌ قد برّدت حرَّ العِدا
.
في ليلةٍ قُدَّتْ ثيابُ غَمامها
برقُ الرواعد كان فيها مُرْجِدا
.
قمرٌ مُعينُ الصـادقين مباركٌ
حَكمٌ مُهِينُ الكاذبين تهـدُّدَا
.
ردِف الكسوفُ خسوفَه من ربنا
ليُهِينَ فتّانًا شريرا مفسـدا
.
شمس الضحى برزتْ برعبِ مُبارِزٍ
أفتلك أَمْ سيفٌ مبيد جُـرِّدَا
.
سقطتْ على رأس المخالف صخرةٌ
كالسَّمْهَريّةِ شَجَّه أو كالمُدى
.
إنا صفحنا عن تفاحُـشِ قولِهِ
قلنا جَهولٌ قد هَذَى متجـلّدا
.
لكنْ مُؤيِّدُنا الذي هو ناظـرٌ
ما شاء أن يؤذي العبيطُ مُؤيَّدا
.
نصرٌ من الله القـريب بفضله
إن المهيمن لا يؤخِّـر موعدا
.
قُضِي النـزاعُ وشاهدان تظاهرَا
ليبـكِّت المـولى أَلَدَّا أسمدَا
.
قمـرٌ كمـثل حمـامةٍ بدَلاله
شمس بتبشيرٍ تُشابِهُ هُـدْهُـدا
.
قِطْعـاتُها تهدي القلوب كأنها
زُبَرٌ تجـدّ نقوشَ شمسٍ مقتدَى
.
أو مثل واشمةٍ أَسَفَّ نَؤُورُها
خدًّا كمخدود ووجهًا أغيدا
.
يا أيها المتـجرمون بعجـلةٍ
حسدًا تَجَرَّمَ غيمُكم وتقـدَّدا
.
كنا نرى أسفًا تأجُّـلَ بَهْمِكم
فاليوم صَفُّ المفـسدين تبدَّدا
.
وقد استباح الغُولُ جوهرَ عقله
حتى انثـنى مِن أمره متـردّدا
.
إن السعيد يجيء ملتقِطَ النُّهى
ولقيطةُ الشيطانِ يزري ملحدا
.
إنا سلخنا شهر رمضان الذي
فيه الخسوف مع الكسوف تفرّدَا
.
القمـرٌ ساريةٌ ومثـلُ عشـيّةٍ
والشمس غادٍ مُدجِنٌ قَطْرَ الندى
.
هذا من الله المهـيمن آيـةٌ
ليُبيد مَن ترك الهدى متعـمّدا