
تجلّى صِدقُنا و الصِّدقُ يجلُو
فأشرَقْنَا كإشراقَ اللآلي
.
فلا تَعجَلْ علينا يا ابنَ ضِغْنٍ
وخَفْ سُوءَ العَواقِبِ والمآلِ
.
نَزَلْنا منزِلَ الأضيَافِ مِنكُمْ
فنرجُوا أنْ تَقُولُوا لي نزَالِ
.
ولِي في حضرةِ المولى مقامٌ
وشأْنٌ قد تَباعَدَ مِنْ خَيالِ
.
وصافَانِي ووافَانِي حَبيبي
وأرْوَانِى بِكأساتِ الوِصَالِ
.
أرَاني الحُبُّ موتى بعد موتي
وأَنْأَى تُربَتِي فَبدَا زُلالِي
.
وجَدْنا ما وَجْدنا بعدَ وَجْدٍ
وإقْبَالِي أتى بعدَ الزّوالِ
.
إذا أنكرْتُ مِنْ نفْسِي بصدْقٍ
فَوَافَانِي حَبيبي رَوْحُ بَالي
.
أطَعْتُ النُّورَ حتى صِرْتُ نُورًا
ولا يَدْري خَصِيمٌ سِرَّ حَالي
.
طلَعْتُ اليومَ مِنْ رَّبّ رحيمٍ
وجَلَّتْ شمسُ بَعثِي في الكَمَالِ
.
فلا تَقنُطْ من الله الرَّءُوفِ
وَقُمْ، وبِتوبةٍ نحوي تَعَالِ
.
قَرَينا مِنْ كمالِ النُّصحِ فاقْبَلْ
قِرَانا بالتَّهَلُلِ كالرِّجَالِ
.
وخيرُ الزّادِ تقوَى القلبِ للهْ
فخُذْ إيّاهُ قبلَ الارْتِحَالِ
.
وفَكّرْ في كلامي ثُمّ فَكِّرْ
ولا تَسلُكْ كمرءٍ لا يبَالِي
(آنجام آتهم- الخزائن الروحانية، مجلد 11، ص209-210)