أنت الذي وعد الرسول

أنت الذي وعد الرسول

لحضرة محمد سعيد الشامي الطرابلسي[1]

يمدح فيها حضرة الإمام المهدي

 

خضعَتْ لرفعة مجدك العظماءُ

وأتَتْك تَسحَبُ ذيلَها العَلْياءُ

.

ورَنتْ إليك مع الوقار وسلَّمَتْ

وتفاخَرَتْ بمديحك الشُعراءُ

.

ولك الأمان من الزمان، وما على

مَنْ لاذَ فيك من الزمان عَناءُ

.

قد حُزْتَ فضلا من إلهك فوق ما

قد حازه من قبلك الآباءُ

.

وحَويتَ علمًا ليس فيه مُشارِكٌ

لك في الأنام، وللإله عَطاءُ

.

يا مَنْ إذا نزلَ الوفودُ ببَابه

أغناهُمُ عمَّا إليه جاءوا

.

أنت الذي وَعَدَ الرسولُ وحبذا

وعْدٌ به قد صَحّت الأنباءُ

.

أنت الذي إنْ حلَّ جَدْبٌ في الملا

ودعوتَ ربَّك حَلّه الإرواءُ

.

طوبى لعبدٍ قد رَضَى بك ملجأً

إذ لا يخيب وراحتاه مِلاءُ

.

طوبى لقوم أنتَ بيضةُ مُلكهم

وكذا لعصرٍ أنت فيه ذُكاءُ

.

طوبى لدار أنت فيها قاطن

فلقد بدت في سُوحِها الزهراءُ

.

وبك استقامت للعُلا أركانُه

وتزينتْ بمقامك الجوزاءُ

.

أيّدتَ دينَ الحق يا عَلَم َالهدى

وأبَنْتَ طرقا طمَّها الجهلاءُ

.

ورفعتَ للإسلام حِصنًا باذخًا

تغنى الدّهورُ وما يليه فناءُ

.

ونكأتَ أهل الشرك حتى أصبحوا

في غيّهم قد مسّهم إقواءّ

.

وسلَلْتَ سيفًا للشريعة بينهم

لما رأوه أكبَّهم أعباءُ

.

وتفرَقتْ أحزابُهم لما رأوا

أسداً هَصوراً كفُّه عَضْباءُ

.

ما ضرّهم لو آمنوا إذْ جئتهم

بل كذّبوك فخابت الآراءُ

.

هيهاتَ أن يصلوا إلى ما أمّلوا

حتى تلينَ وتُنبتَ الصمّاءُ

.

بئس الذي قصدوا إليه من الردى

وتنزلتْ بقلوبهم بأساءُ

.

ضلوا وقالوا أن عيسى لم يمتْ

بل في السماء، وأين منه سماءُ

.

قد مات عيسى مثل موتة أمّه

والموت حق ليس فيه خَفاءُ

.

من كان ينكر ذا فليس بمؤمن

فيما أرى والرب منه بَراءُ

.

إن كان عيسى يأتينَّ بُعيد ما

ذاق الحِمام فهكذا القدماءُ

.

لا مرحبًا بهمُ ولا أهلا ولا

سهلا ولا حملتْهم الغَبْراءُ

.

كلا ولا برحَت صباحا مع مسا

مرَّ الدهور تجُذُّهم حَصْباءُ

.

قوم كأنهم الذئاب إذا عوَتْ

فاستحوزتها أكلبٌ ورُعاءُ

.

لا يقربون من الحلال وعندهم

إن الحلال طريقة شنعاءُ

.

وإلى الحرام شواخصٌ أبصارهم

إن الحرام لمن يَرُمْهُ غذاءُ

.

يا أيها البحر الذي ما مثله

بحر وما لجميله إحصاءُ

.

يا أيها الغيث الذي أنواؤه

فعلتْ بما لا تفعل الأنواءُ

.

حياك ربي كلما هبًّتْ صبا

نجدٍ وما قد غَنَّت الوَرْقاءُ

.

أو ما ترنَّمَ في مديحك منشدٌ

خضَعَتْ لرفعة مجدك العظماءُ

[1] أول من تشرف من صلحاء العرب بتصديق سيدنا الإمام المهدي u. وكما يبدو ظاهرًا من اسمه هو من بلاد الشام وبالتحديد من مدينة طرابلس، زار سيدنا الإمام المهدي عليه السلام في قاديان، وآمن به، ومكث مدة بصحبته. (نشرت قصيدته هذه في “كرامات الصادقين”، الخزائن الروحانية ج 7 ص153و155).

Share via
تابعونا على الفايس بوك