الأحمدية في نظر الكتاب والمفكرين

والفضل ما شهدت به الأعداء
نقتطف فيما يلي بعضاً من الآراء التي أدلى بها الأدباء والمفكرين الشرقيون والغربيون الذين أتيحت لهم فرصة التعرف على الأحمدية وتتبع نواحي نشاطها وجهادها.
(التحرير)
قال الأستاذ محمد مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر:
(جريدة الجامعة الإسلامية يانا، العدد الصادر في 26 رجب سنة 1352هـ)
يقول الكاتب الكبير الأمير عادل أرسلان:
كتبت جريدة (البلاغ) المصرية في عددها الصادر في 21 مايو سنة 1932م ما نصه:
كتبت جريدة (البيان) الغراء التي تصدر في نيويورك باللغة العربية تحت عنوان “نشر الإسلام في أمريكا” ما نصه: “إن سماحة المفتي (صوفي مطيع الرحمان البنغالي) أحد المرسلين في مدينة شيكاغو، قد زار مؤخراً بعض المدن الأمريكية في جملتها ديترويت وإنديانابوليس وكانسيس ستي مازوري، وألقى عدة محاضرات على ألوف من الناس في نواديها في موضوع الدين الإسلامي. وكان الإقبال على سماع محاضراته عظيماً، وأسفرت نتيجة مساعيه التبشيرية عن نجاح كبير، حيث اعتنق الإسلام ثمانية عشر رجلاً على يده. وهو لا يزال يعمل بجد واجتهاد في هذا السبيل، إذ لا يدع فرصة تمر إلا ويغتنمها. وفضيلته يعد من الخطباء البلغاء في اللغة الإنجليزية والعربية أيضاً، فضلاً عن أنه من الأشخاص البارزين بصدق طويته وسجاياه المشكورة. وفقه الله، وكلل جهوده بالخير والفلاح.”
(العدد الصادر في 17 مايو سنة 1932)
كتبت جريدة الجهاد التي كانت تصدر بمصر عن لسان الأستاذ محمود عزمي من لندن في عددها الصادر في 10 يوليو سنة 1933م ما نصه:
وقد رأس الاجتماع لورد دربي – وقد كان حاكماً للهند قبل سنوات – وبدأ الخطب صاحب السمو آغا خان، وتبعه الدكتور شفاعت أحمد خان، وسر محمد يعقوب، و”السيد ظفر الله خان”. وكان موضوع الخطاب “الإسلام وطريقة حل للمشاكل التي تنتاب العالم هذه الأيام”. والحق أن السيد ظفر الله خان – وقد كان وزيراً للمعارف في الهند – هو وحده الذي حصر كلامه في الموضوع الذي أعلن الاجتماع من أجله، وهو أيضاً وحده الذي أجاد تقديم الموضوع إجادة أعجب بها الحاضرون من بريطانيين ومسلمين. أما الخطباء الآخرون فكانوا سياسيين أكثر منهم إسلاميين، انتهزوا فرصة الاجتماع ليتحدثوا عن مسلمي الهند وشدة ولائهم للعرش البريطاني وعظيم تمسكهم بالإمبراطورية البريطانية، واستعدادهم لاستمرار التضحية بالنفس والنفيس في سبيل إعلاء شأن الإمبراطورية البريطانية.. وختم المحاضر المجيد كلمته بأن صرح أن النظام الاقتصادي الغربي يساوره الآن الغلق، وأن خير وسيلة لإقرار الأمور في العالم إنما هي في الأخذ بنظريات الإسلام الاقتصادية التي تقضي على كثير من التحكمات والفوضى.”
وكتبت دائرة المعارف البريطانية ما ترجمته:
ويقول الدكتور صمويل برادن ما ترجمته:
والمعنى الرئيسي للإسلام في نظر هذه الجماعة هو السلم، فالإسلام يقدم للعالم الذي مزقته الحروب الضمان الوحيد للسلم العالمي، إذ أنه – كما يقولون – هو الأخوة العالمية، وذلك لأنه يربط الناس جميعاً رجالاً ونساء برباط واحد من الوحدة العامة على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، نعم جميعاً إخوة، سواء منهم الغني او الفقير أو الأسود او الأحمر أو الأبيض، والإسلام لا يقر أي فوارق في اللون بين البشر. وهو أعدى أعداء الخمر في العالم. كما أنه أكثر الأديان رعاية للمرأة. وكان الرسول – – حامياً للمرأة. وقد أعطاها من الحقوق السياسية والاقتصادية ما لا نظير له في الأديان الأخرى في العالم. كذلك نص القرآن على ضرورة التسوية بين الرجل والمرأة..”
(راجع كتاب الاتجاهات الحديثة في أديان العالم للدكتور صمويل برادن)
ويقول هندريك كريمر Hendrik Kreemer ما ترجمته:
يقول الدكتور مري ت. طيطوس في كتبه (الإسلام في الهند) ما تعريبه:
“إن الحركة التي أسسها مرزا غلام أحمد تحتل مكاناً فريداً بالنسبة إلى فريقي السنيين والمصلحين العقليين الذي يمثلهم السير السيد أحمد خان وأتباعه من المعتزلة الحديثة. وهذا، قد ناهض المرزا أحمد بنفسه، في شدة وعنف، مشائخ المسلمين المحترفين الذين جعلوا الناس يسيرون في الظلام، وسمحوا للإسلام بأن يموت من جراء التمسك بالرسوم السطحية، ولم يحولوا دون انقسامة إلى شيع. ثم إنه لام الناس على عبادة الأولياء المتفشية بينهم. وجعل من نفسه مصلحاً حقيقياً جاء لاتباع الرسول كي يجدد لهم صرح العقيدة الإسلامية الأصلية المنزهة عن الشوائب. غير أنه – في الوقت ذاته- لم يكن ليتحمل العقليين من أمثال السيد أمير علي والأستاذ خدا بخش في عرض الإسلام، وذلك لشروعهم في إلقاء الشكوك حول القرآن من حيث كونه تنزيلاً سماوياً كاملاً، ولردهم بعض مصادر الإسلام إلى العهود السابقة له في الجزيرة العربية وإلى اليهودية بل إلى المسيحية أيضاً.
أما فيما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي فقد وقف (أحمد) في صف المحافظين، فعارض إلغاء الحجاب ودافع بثبات عن المبادئ الإسلامية الخاصة بالطلاق وتعدد الزوجات، ورفض إجراء أي محاولة في الإسلام لتحول تعاليم محمد – – وسنته كي تلائم العادات السائدة اليوم في البلاد المسيحية. وقد كان صريحاً في دعواه بأن الإسلام هو وحده الدين المنزه عن الخطأ أو الافتراء، بل إنه – أي الإسلام- يقدم الأدلة على خلوه من الأغلاط..
وقد عانى أحمد وأتباعه أقسى أنواع العداوة من السنيين، وتحمل السب المقذع من أفواه أولئك الذين جاء لهم بالذات ليصلحهم. ولما اتهموه بالهرطقة، كان من الطبيعي أيضاً أن يكفروه ويحرموا عليه وعلى أتباعه التردد على المساجد. وعندئذ أمر جماعته بالصلاة خلف الأئمة الأحمديين فقط، أو يصلوا منفردين في حالة تعذ ذلك.
هذا، ولا يقل عدد من حكم عليهم في بلاد الأفغان الإسلامية بالإعدام عن أربعة مبشرين أحمديين بتهمة الانحراف، اثنان منهم قتلا أخيراً سنة 1924. وقد تجلى إذ ذاك الموقف العدائي للسنيين الهنود ضد الأحمدية، عندما أبرق زعماؤهم إلى أمير كابل معبرين عن ارتياحهم لتلك التدابير التي اتخذها في سبيل الدين.
(الإسلام في الهند ص 223-225)
ويقول الدكتور مري في صفحة 217 من نفس الكتاب ما تعريبه:
ويقول الدكتور مري في صفحة 229:
وكتب الدكتور لاسي Lacy ما تعريبه:
ويقول السير توماس آرنلد أستاذ التاريخ بجامعة لندن في كتابه المسمى “الدين الإسلامي” ما تعريبه:
“قرب نهاية القرن التاسع عشر ظهرت في الهند فرقة جديدة تبدي في الوقت الحاضر نشاطاً كبيراً، وهذه الفرقة هي المعروفة بالأحمدية. وتعاليم مؤسسها – المرزا غلام أحمد المتوفى عام 1908م – تتميز بشكل ملحوظ عن الوهابية من حيث تسامحها في طريقة عرض الإسلام..
وقد ادعى (أي مؤسس الأحمدية) أنه مسيح عصره، وتأييداً لهذه الدعوى أشار إلى مشابهته بعيسى من حيث اللين والبساطة في العيش. وبما أنه المسيح فهو أيضاً – طبقاً للاعتقاد العام لدى المحمديين – الإمام المهدي الذي سيظهر قبل يوم القيامة بوقت ما، ويقود قوات المؤمنين المتحدة إلى الانتصار على العالم لأجل الدين الإسلامي. إلا أنه – المرزا غلام أحمد – يفسر مبدأ الجهاد تفسيراً سلمياً متسامحاً، ويقدم نفسه على أنه الإمام المهدي الموعود الذي جاء بعهد جديد من الاستنارة الدينية.. ويتجمع أتباعه في البنجاب، غير أنهم يقومون بدعاية نشيطة، ولهم مبشرون في إنجلترا وألمانيا والمستعمرات البريطانية وفي جهات أخرى من العالم. وقد نجحوا في كسب أنصار لهم لا من المسلمين الآخرين فحسب، بل من بين المسيحيين أيضاً.
(الدين الإسلامي ص 70-71)
كتب الأستاذ جب Gibb – أستاذ اللغة العربية بجامعة لندن وعضو المجمع اللغوي الملكي المصري – في كتابه “وجهة الإسلام” ما ترجمته:
(وجهة الإسلام، ص 214)
ويقول المستر نورث North ما ترجمته:
وفي الوقت ذاته، وعلى الرغم من أن السنيين يعتبرونهم خوارج، فإنه لا يسعنا إلا الإقرار بأنهم أكفأ من غيرهم من أهل هذا العصر في الدفاع عن عقيدتهم.” (خلاصة الإسلام للمستر نورث، ص 103-104)
هذه هي أسس الدعوة الأحمدية وجهودها وآراء بعض كبار المفكرين والكتاب فيها، قدمناها في إيجاز واختصار! غير أنها تبدو في صورة واضحة جلية وتفي – رغم صغرها – بالغرض الذي ننشده، وهو إظهار القارئ الكريم على حقيقة هذه الدعوة المباركة ومبلغ ما تؤديه من خدمات مثمرة في سبيل الدين والإنسانية، أو هي – على الأقل- صورة تثير الاهتمام وتدعو إلى التأمل والاستقصاء.