فدتك، يا رسول َ الله، نفسي
وروحي، يا أمامَ المرسلينا
.
وجودِك نافعٌ لا شك فيه
لأنك قدوة للسالكينا
.
دعوتَ إلى الهدى ولبثتَ دوما
منارَ النور للمسترشدينا
.
رأيت الشرك والكذْبَ عيانا
فصرتَ منبِّها للغافلينا
.
فأما الخاشعون الضارعون
فجاءوا للهداية طالبينا
.
وأما الكافرون القاسطون
فصاروا للهداية كارهينا
.
كذا كانت حياتك طولَ دهرٍ
بقيتَ مبشرا للطائعينا
.
وأما بعد موتك قد تركت
كتابًا كاملاً للمؤمنينا
.
قُرآنًا غير ذي عِوَج تركت
بلا ريبٍ هُدى للمتقينا
.
فما للمسلمين قَد استُهينوا
وصاروا لغيرهم مستعبَدينا
.
وما للمسلمين عموا وصمّوا
وباتوا في الضلالة تائهينا
.
فمهلاً يا أخا الإسلام، مهلا
وأنظرنا نُخبرك اليقينا
.
لماذا المسلمون بقوا وباتوا
لأعداء الشريعة خاضعينا
.
فهلاَّ المسلمون بقوا دوامًا
لأحكام الشريعة ماسكينا
.
فلو تبعوا الشريعة واستقاموا
لما عاشوا حياة الفاسقينا
.
ولكن النفوس طغت وجارت
فصاروا للشريعة تاركينا
.
وعاشوا عيشة لا خير فيها
وصار الأغلبية مجرمينا
.
فَلمَّا زادت الآثام قلنا
أغِثْنا يا شفيعَ المذنبينا
.
فإنا جئنا بابك لاهفينا
وجئنا بالشفاعة موقنينا
.
فبالله عليكا لا تُخيِّب
فقد قمنا أمامك نادمينا
.
وخوِّلنا حياة غير هذي
فمنها قد مللنا أجمعينا
.
وبُثَّ فينا من رُوح ورَوح
نَعِشْ من بعدها كالمكرمينا
.
فإنا تُبنَا من عيش رديء
وعُدْنا إليك، كهفَ العالمينا