
إلهي فدَتْك النفسُ أنت مقاصدي
تعالَ بفضـلٍ من لدُنْك وبَشِّرِ
.
أأعـرضتَ عنّي لا تكلّمُ رحمةً
وقد كنتَ من قبلِ المصائبِ مُخبِري
.
وكيف أظنُّ زوالَ حُبِّك طُرفةً
ويَأْطِـرُ قلبي حبُّك المتَكـثِّرِ
.
إلهي بوجهك أَدْرِكِ العبدَ رحمةً
تعالَ إلى عبدٍ ذليـلٍ مُكـفَّرِ
.
ومِن قبل هذا كنتَ تسمع دعوتي
وقد كنتَ في المضمار تُرسي ومأْزَري
.
إلهي أَغِـثْني يا إلهي أَمِـدَّني
وبَشِّرْ بمقصودي حنانًا وخَبِّرِ
.
وخُذْ رَبِّ مَن عادَى الصلاحَ ومفسدًا
ونَـزِّلْ عليه الرِّجْزَ حقًّا ودَمِّرِ
.
وكُنْ ربِّ حنّانًا كما كنتَ دائمًا
وإن كنتُ قد غادرتُ عهدًا فذَكِّرِ
.
وإنّك مولى راحمٌ ذو كرامةٍ
فبَعِّدْ عنِ الغلمان يومَ التشوُّرِ
.
وفَرِّجْ كُروبي يا كريمي ونَجِّني
ومَزِّقْ خصيمي يا إلهي وعَفِّرِ
.
وليست عليك رموزُ أمرى بِغُمّةٍ
وتعرِفُ مستوري وتدري مقعَّري
.
زلالُك مطلوبٌ فأَخْرِجْ عُيونَه
جلالُك مقصودٌ فأيِّدْ وأَظْـهِرِ
.
وجدناك رحمانًا فما الهَمُّ بعدَهُ
نعوذ بنورك من زمانٍ مُكـوّرِ
.
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ كلُّـهُ
لربٍّ كـريمٍ قـادرٍ ومُيَـسِّرِ
(نور الحق الجزء الثاني، الخزائن الروحانية ج8 ص 390-391)